أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر حسين سويري - يا أنتَ ... أينك مني!؟














المزيد.....

يا أنتَ ... أينك مني!؟


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتقد بعض الناس أن الطائفية وليدت الدين والتمذهب، ولكنَّ هذا خلاف الواقع، لو عُدنا إلى الوراء، ليس بعيداً، إلى جيل آباءنا وجيلنا، الذي عاصر حقبة الفاشية البعثية القومية، كانت كلمة "شروكَي" هي المحور الذي يدور عليه التعامل الطبقي داخل السلطة.
بعد تخرجه من دراسته الأكاديمية، دخل أخي(محمد) إلى معسكر التدريب للألتحاق بالجيش، وقبل أن يتم نقله إلى الوحدة العسكرية، جاءت مجموعة من أحدى الأجهزة الأمنية لتختار بعض المتدربين، للخدمة في أجهزتهم، فكان أخي ممن أختاروهم للوهلة الأولى، فقد كان طويل القامة، أشقر الشعر، أبيض البشرة، وأخضر العينين؛ لكن كل هذا لم يشفع له حين عَلموا أنه " شروكَي"، من خلال لقبه المكتوب في جنسية الأحوال المدنية.
كان اللقب له الريادة في كل شئ، ثم توسع الأمر ليكون مناطقياً، و(ثلثين الطكَ لأهل ديالى)، فأصبحت منطقة السكن، أيضاً لها ريادتها الخاصة، فما كان عليك سوى أن تقول: أنا من الجنوب، حتى يقال لك: أمممم شروكَي! بتهكمِ وإستهزاء، وأنت لا تعلم ما الذنب الذي إقترفته يداك، ألحبكَ وطنك!؟ أم لدفاعك عنه!؟ أم لسكنك أرضه أباً عن جد!؟ أم للهجتك ولغتك التي تحمل كلمات السومريين والأكديين!؟ آه.. نعم لقيت نسيت اللغة! فما كان عليك أن تنطق: جا، فيأتيكَ الرد: عوووع شروكَي!
يا أنتَ، إسمعني جيداً: لقد كَبرتُ، وعلمتُ أنك كنتَ تمدحني، من حيث لا تشعر، أنا أبن أسماعيل الذي فجر الربُ لهُ زمزم، أنا أبن إبراهيم الذي خمدتْ له النار، أنا أبن بابل أرضَ إبراهيم الخليل...أبي، أنا أبن أكبر حضارتين سكنت الأرض، أنا أبنُ من تدعي الإنتساب إليهم أيها العربي!
كنت أتسائل: لماذا إختار أهل بيت النبوة العراق؟! بالرغم مما لاقوه من المتاعب من سكانها؟ لكن زال عني التعجب، ووجدت جواباً لحيرتي، فقد قال الإمام علي(عليه السلام): إنما نحنُ قومٌ نبط(أي من سكنة بابل، النبطيين)، ووجدت الأمام الصادق(عليه السلام) يخاطب أرض الكوفةِ وما حولها، قائلاً: ما أطيبَ ترابكِ، وأخبث أكثر سكانكِ، واللـ... لا تدور الأيام حتى يهفوا إليك كلُّ مؤمن ومؤمنة.
يا أنتَ، أنا من تشتاق أرضي لدمي، أنا من تتشابك أرضي بطينها مع أصابع قدمي، حين تُخرج لي خيراتها، أنا مَنْ جعلتني أمشي عليها كالأسد في العرين، أنا مَنْ أشتاقُ لحضن أرضي، والنوم بين جنباتها مطمئنا،ً حين تطلبني للذودِ عنها، أنا كَلكَامش، أنا حمورابي، أنا سرجون، أنا علي، أنا الحسنين، أنا الحكيم، أنا الصدر، هذا أنا... فيا أنتَ، أينكَ مني!؟




#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار السياسة في برلمان(الكيا)
- الْكَذَّابُ الْأَشِرُ
- المرأة والإبتزاز الأخلاقي
- مقالة إعلامية أم إستحمارية!؟
- الفتلاوي... ماذا تريد؟
- داعش وجند السماء
- الخوف والرجاء
- لماذا الشيعة وإيران؟!
- داعش والأزياء
- مَنْ أرسلَ مَنْ؟!
- طنين الذبابة
- - فلسفة الحقيقةPhilosophy of truth -
- ما لم تفعلهُ داعش!
- عيد الغدير، والإنحراف الإسلامي الخطير؟
- - إنتباه: ممنوع التصوير!! -
- بائعة الخضار
- - الأحمق والسكين -
- - دعاة فرعون في محاربة موسى وهرون -
- - تربية المجتمع عن طريق النظام السياسي -
- قصيدة في رثاء الشاعر العراقي الكبير ... أحمد مطر


المزيد.....




- بطلّة ملكية ساحرة.. الملكة رانيا تتألّق في حفل زفاف بيزوس وس ...
- المعارضة التركية تطلب من ألمانيا دعمها في مواجهة أردوغان
- تفاعل الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل مع تصريحات تر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسر ...
- مقتل 16 جنديا في هجوم بباكستان
- -تكتيكات أمنية- إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
- -مصائد الموت-.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر حسين سويري - يا أنتَ ... أينك مني!؟