أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خيانة المثقفين














المزيد.....

خيانة المثقفين


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 17:14
المحور: الادب والفن
    


خيانة المثقفين

يتفرد كتاب"خيانة المثقفين" الذي يتضمن النصوص الأخيرة التي كتبها إدوارد سعيد-أو الأيقونة- كما يسميه روبرت فيسك في شهادته عنه مع شهادات أعلام كبار، ألحقت بطبعة الكتاب نفسه الذي ترجمه أسعد الحسين، بأهمية استثنائية، وذلك لأن النصوص التي جاءت بين دفتي هذا الكتاب، رغم اختلاف طبيعة موضوعاتها، تعد بمثابة حواش، وإضافات على ماسبق وقدمه من قبل في أمات مؤلفاته المهمة التي شكلت تضاريس اسمه، وهومايظهربشكل أوبآخر، عبرسلسلة الشهادات المذكورة، ومن بين أصحابها من أمثال: محمود درويش ومحمد حسنين هيكل وحنان عشراوي وأنورعبدالملك ونعوم تشومسكي وغيرهم ممن قدموا مقاربات عن عوالم هذا المفكرالاستثنائي بحق.
ورغم أن عنوان الكتاب، قد يبدوصادماً، وهوما اقتبسناه في عنونة هذا العمود به، إلا أن الكتاب لايتناول إلا مقالات معدودة، عن المثقف بل والثقافة، أولها نص"حول مفهوم المثقف"، وإنما يجيء استعادياً، أوإضافياً، لعوالم طالما شغلت مؤلفه طويلاً، وكانت من ضمن العلامات الفارقة لحضوره المعرفي، وسيماء حفره، وخصوصيته، كما هومفهوم الاستشراق، على نحوخاص، منظوراً إليه من الاتجاهات المتعاكسة، وله قيمته الاعتبارية كأحد الأسفارالأكثرأهمية في مسيرة كل مثقف ذي حضورفاعل في المشهد المعرفي والثقافي.
الفكرة التي ينطلق منها إدوارد سعيد في كتابه، جد بسيطة، بيد أنها عميقة، وجريئة، فهويرى أن التقاط أمريكا لواقعة التطهير العرقي في كوسوفو، جعلها تقع-في المقابل- في تطهيرآخر، مواز، ومن هنا، فهو يدعو إلى محاكمة بيل كلينتون، كما سلوبودان ميلوسيفتش، وكما هو واضح فإنه طرح جد جريء، وإن كان سعيد يدلي بحججه، من خلال اعتباره أن ماتم هوقرارالرئيس الأمريكي وحده، ثم يتحدث عما تركته تلك الحرب من خسائرمالية، بل من إبادة، وجراحات عميقة في نفوس ضحاياها، دون أن يتجاهل مركزية مقاله، والتي تدعوإلى محاكمة المثقفين-ومن بينهم الإعلاميون ناقلوالحدث- وذلك لسكوتهم عن أية جريمة، تحت يافطة المسوغ الانتمائي القومي.
وإذا كانت الفكرة الملتقطة-هنا- في مايتعلق بمسؤولية المثقف، والحكم عليه، من لدن المؤلف،سريعة، تكاد لاتظهرفي ظل ، في حدود النص ذي الإيقاع السريع، إلا على نحو وامض، فإنها تشكل بؤرة مركزية بلغة التفكيك النقدي في هذا الخطاب، لاسيما أنه يعد نفسه-كمثقف أمريكي- وبغض النظر عن أرومته الأولى، كعربي أولاً، وكفلسطيني ثانياً، وربما قبل ذلك كإنسان، حيث يتناول ثيمة تنظم العلاقة بين: السطلة/المثقف" والانتماءات جميعها، سلطة، إضافة إلى السلطة السياسية التي تبدوواجهتها، عادة، ويدعوإلى التحررمنها، عندما يكون الحيف قد وقع الإنسان، أية كانت هويته اللاحقة، وأن من شأن آلة القتل، بأسلحتها الحداثية، ومابعد الحداثية أن تفتك، وأن تبطش، لأغراض لاتتعلق إلا باستراتيجية الهيمنة، والمنفعة، عبرخطط سياسية انتقائية، تدحضها-وفق مفهومه-معرفة مايتم من تطهيرعرقي من قبل إسرائيل ضد الفلسطينين أومن قبل تركيا بحق الكردأومايدورفي صربيا إلخ، بعدأن تم التخطيط لضمان مستخدم هذه الآلة، عبرالحرب الناعمة التي بتنا نجد تجلياتها، بعد مرورعقد زمني على رحيل هذا المفكر.
إذاً، ثمة دعوة من لدن المؤلف، إلى الانتماء إلى المفهوم الإنساني، العام، عندما نكون أمام أي انتهاك بحق الآخر، لإزالة كل الحجب التي تحول دون النفاذ إلى ما ورائها، من حقائق، وهي دعوة إلى عودة المثقف، للاطلاع بوظيفته الأكثر مسؤولية، وحساسية، مادام أن في "تاريخ المثقفين" أعظم الأمثلة والتضحيات التي تمت من قبل المثقفين الذين عاشوا رؤاهم، وإنسانيتهم، على أكمل وجه.
إبراهيم اليوسف
[email protected]











#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحنين إلى الاستبداد
- حين يكون كلاهما ذاكرة للآخر: الوطن والكاتب المفكرمنح الصلح ح ...
- يحدث في ماتسمى ب «النخبة الثقافية» للأسف:
- نصوص خارج الإيقاع
- آرين ميركان:
- جهاد أسعد محمد:
- رسالة منح الصلح
- عذراً لقد أخطأت يانوبل جائزة غيرمهمة ورفضها أكثرأهمية...!
- الفيلسوف أحمد البرقاوي يفكك مشكلة الأنا والذات في مواجهة ثقا ...
- ساعة مشعل التمو:
- بطولات المدن
- -رسائل إلى أيان-:
- لمن أكتب؟
- في رثاء الشاعر الذي استشهد مرتين:
- صمت المثقف
- مرافعات صامتة للغة صاخبة:
- ثنائية الجمالي والمعرفي في النص الفيسبوكي:
- الإرهاب على الأبواب المطلوب استنفاركل الكتاب الغيارى
- كوباني غراد
- قلعة كوباني


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- الغاوون,قصيدة(لحظة الفراق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- الغاوون,قصيدة(الطريق)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خيانة المثقفين