أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - رسالة منح الصلح














المزيد.....

رسالة منح الصلح


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 16:34
المحور: الادب والفن
    



يسجل للمفكر اللبناني منح الصلح"1921-2014" والذي توقف قلبه عن النبض أول أمس، أنه من هؤلاء الذين كان لهم موقفهم الرؤيوي من كل ما يجول في محيطيه الوطني والعربي، في الوقت الذي كان يمارس فيه الدور المطلوب من المثقف، وبحسب قناعاته، وتفكيره، من خلال زهده عن التفكير بأية مراتب وظيفية رفيعة، رغم أنه ككاتب، وكإعلامي، وكمفكر، كان صاحب موقف من كل شاردة وواردة مما يجري في فضائه، بل أن قضايا شعبه، وأمته، ووطنه، بل وقبل كل ذلك قضية فلسطين، أخذت دور المحور من دائرة اهتماماته كلها، وفي هذا الكثير من الدلالات التي يمكن استقراؤها في سيكولوجيا الرجل، وعلاقته بمنظومة أفكاره التي صارت تشكل الملامح البارزة في شخصيته، وباتت علامته الفارقة، إلى الدرجة التي يمكن لأي متابع للشأن السياسي الثقافي، وبعيد أية محطة يمرُّ بها وطنه وإنسانه أن يخمن بل أن يجزم في استشفاف وتحديد الموقف الذي سيتخذه الصلح، وفي مثل هذا الكلام ما يدل على أن الرجل عاش موقفه، كما أن موقفه قد ترجم في سلسلة مواقف، هي عقود حياته المديدة التي عاشها، منذ نهايات زمن العثمانيين، ومروراً بالانتداب، ومن ثم الحكم الوطني، والحرب الأهلية، وحتى زمن داعش الإيبولي العابرالذي وصلت أخباره إلى كلتا أذنيه، وهو يتابع أخبار العالم، وأخبار ما آل إليه بلده في ظل حالة الفراغ الرئيس بلا رئيس..!
لا يخفى على أحد، أن اسم الصلح، له سطوته، وألقه-رغم أي اختلاف معه في تفاصيل أو مفردات خط رؤاه العام هنا أوهناك- بيد أنه ممن قصروا تلك المسافة الافتراضية بين"الكلمة/الموقف"، من خلال التجسير بينهما، وهو دليل على أنه كان ينطلق في كل ما تركه وراء من آراء، وإرث ثقافي، فكري، إنما كان ينتمي إلى قناعاته، على اعتباره ابن مرحلة غنية بأحداثها، بل سليل أسرة ذات حضور اعتباري في محيطها، ناهيك عن أنه كان الشاهد على تجليات الخط البياني للمرحلة التي عاشها، بكل تجاذباتها، وخلط أوراقها، هذا الخلط الذي أسقط الكثير من الرهانات، والذي انعكس، ولما يزل ينعكس على المعيار الذي ينبغي الاعتماد عليه، عبر كل محطة يتم المرور بها، حيث هنا تماماً تكمن قيمة المرء، في ما إذا أفلح، أولم يفلح، في عملية القبض على"جمر"الموقف الذي كان الصلح مهموماً به، كما يمكن للباحث في سيرته أن يستقرىء كل تلك الملامح العامة، في إطار تقويمه لها ولسيرة الرجل ذاته.
و حقيقة، جاء رحيل الصلح، بعيد أيام فحسب على غياب العالم اللبناني المتنور د.هاني فحص، لنكون أمام خسارة، ضمن الحيز العام الذي طالما أثر فيه الرجلان، كل وفق أدواته، وطرائقه، وأساليبه، لاسيما أن مسرح بلدهما غداً الآن، ضمن نطاق ذبذبات المخاطر التي تهدد المنطقة، برمتها، لنكون حقاً أمام فراغ، يتطلب من النخبة الفاعلة-ولبنان ذو ثقل نخبوي مائز محلياً وعربياً ودولياً- ما يلقي بتبعات مواصلة رسالتيهما، على كواهل، من يجدوا أنفسهم، في موقع المسؤولية الفكرية والثقافية، وهي-لعمري- مهمة جد حساسة، في ما إذا أجاد المثقف الفاعل التعامل معها، على أكمل وجه، في زمن التهديدات الأكثر خطورة على الإطلاق.
إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذراً لقد أخطأت يانوبل جائزة غيرمهمة ورفضها أكثرأهمية...!
- الفيلسوف أحمد البرقاوي يفكك مشكلة الأنا والذات في مواجهة ثقا ...
- ساعة مشعل التمو:
- بطولات المدن
- -رسائل إلى أيان-:
- لمن أكتب؟
- في رثاء الشاعر الذي استشهد مرتين:
- صمت المثقف
- مرافعات صامتة للغة صاخبة:
- ثنائية الجمالي والمعرفي في النص الفيسبوكي:
- الإرهاب على الأبواب المطلوب استنفاركل الكتاب الغيارى
- كوباني غراد
- قلعة كوباني
- مابعد داعش
- ثلاثية المكان الكردي:قامشلوكامه
- حنجرة غيرمستعارة
- عنق الثقافة وساطور أبي بكرالبغدادي في رصد مواقف داعش من التع ...
- التنكيل الثقافي:
- شنكالنامة
- موسم الهجرة إلى* الجهات الخمس..!


المزيد.....




- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...
- تظاهرة بانوراما سينما الثورة في الجلفة بطبعتها الثانية
- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - رسالة منح الصلح