أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حنجرة غيرمستعارة














المزيد.....

حنجرة غيرمستعارة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 13:02
المحور: الادب والفن
    


ما الذي كان يعنيه، تماماً، الشاعرالأردني عاطف الفراية1964-2013 والذي تحل الذكرى الأولى لرحيله بعد غد، بعنوان مجموعته الشعرية الأولى"حنجرة غيرمستعارة" والتي ضمها فيما بعد إلى مختاراته التي عنونها ب"أنثى الفواكه الغامضة" والتي تحتضن عصارة تجربته في الشعر، وهو السارد أيضا، فقد كتب عدداً من النصوص المسرحية، سواء أكان في الأردن أو الإمارات حيث كان يقيم وحصل فيها على جوائز أولاها عند وصوله إلى الإمارات عن مسرحيته" كوكب الوهم"، والثانية عن مسرحيته المونودرامية" البحث عن عزيزة سليمان" وكانت مرتبتي الجائزتين الأولى في كل مرة.
مؤكد، أن هاجس كتابة ما هو أصيل، غير مكرر، كان وراء هذا العنوان الاستفزازي، وفيه ما يحيل إلى اعتداد الشاعر بصوته الخاص، في غمرة الأصوات غير الأصيلة، بل المستنسخة عن أصل واحد، وهو لا يتحقق إلا نتيجة ثقته بالطاقات التي امتلكها، وكان لديه إحساس دائم بالغبن، وعدم نيله ما يستحق من الاهتمام، لاسيما على صعيد الإعلام، وكان هذا الأمر مدار آخر حوار سريع بيننا الاثنين، قبيل ساعات من رحيله المباغت، الأليم، حيث كان بيننا موعد، لمحاولة استدراك ما يشكو منه، بيد أن دورة الغياب الأبدي كانت الأسرع.
وإذا علمنا، أن شاعرنا الفراية أحد هؤلاء المبدعين الذين أحبوا هذا المكان الإماراتي الذي كان مهاد أهم نتاجاته الإبداعية، على صعيدي الشعر و السرد، في آن، وقد أغمض كلتا عينيه، في هذا المكان نفسه، قبل أن يشيع جسده الطاهر إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه" الكرك" الأردنية، فإن سؤالاً مهماً يطرح نفسه، حول علاقة الكاتب بالمكان الذي يقيم فيه، أو ما قد يسمى ب"الوطن الثاني" للكاتب، لاسيما أن أكثر المبدعين الذين يتركون بلدانهم، تحت طائلة ضيق ذات اليد، أو انعدام فرص العمل المناسبة لهم في بلدانهم، أو انعدام هامش الحرية لتناول ما يتعلق بسؤالي"الرغيف" و"الهواء"في بلدانهم-وهنا أتحدث عن حالة عامة لا خاصة بالشاعر الراحل، قد أنطلق فيها من تجربة ذاتية- بحيث أن الاستمرار في العيش في"الوطن الأول" يغدو محفوفاً ب"الخطر"ما يجعله يتطلع للبحث عن ضالته في أرض الله المناسبة، حيث يعوض هذا المكان البديل عن كثير من أسئلة الحياة والإبداع، وإن كانت هناك-في المقابل-ضريبة يدفعها المرء، بعيداً عن مكانه وأهله.
يخيل إلي، وعلى ضوء معرفتي بالشاعر الفراية، أنه كان من عداد هؤلاء الكتاب الذين كان جمر الإبداع يتأجج في دمائهم، فاستطاعوا أن يتصالحوا مع أنفسهم، من خلال تحقيق ما يلزم في أطراف معادلة الكتابة وتأمين سبل الاستمرار الحياتي، والراحة، على اعتبار أن القلق لدى المبدع والذي يعد من عوامل الإبداع- في نظر بعض الدارسين، قد يتحول إلى أنشوطة تجهز عليه، أو لغماً داخلياً، يشل أعصابه، وتفكيره، وملكات إبداعه، كي يدفع حياته ثمن ذلك، ورغم حجم القلق الواضح الذي كان يعيشه الشاعر، إلا أنه-وكما يبدو لي- كان ضمن دائرة الترويض، وإلا فإنه ما كان ليستطيع الكتابة، بهذا الألق، والتميز، ولعل مسرحيته الميتمة"البحث عن عزيزة السليمان" تدل على توافر هذا الحد اللازم.
ثمة أمرمهم، أطرحه-هنا- وهويتعلق بالكتاب الذين يقتلعون من أمكنتهم الأولى، ويضطرون للعيش في أوطان ثانية، بحيث تغدو أسماؤهم منسية في عناوينهم الأولى، من خلال الانقطاع عنها، والعطاء بعيداً عنها،في خدمة أوطانهم الجديدة، حيث أنهم يستحقون الاحتفاء، في هذه العناوين، الجديدة، رغم أنهم أشجار تمتد جذورها إلى تربة معينة، وكانت جذوعها، وفروعها، تتسامق في أمكنة أخرى، كما قال الناقد البروفسيورعزالدين مصطفى رسول ذات مرة.
-عاطف الفراية، الشاعر، الغائب، الحاضر، روحك تستحق الاحتفاء بها في كلا وطنيك: الأردن، والإمارات، في آن...!
إبراهيم اليوسف
[email protected]
زاوية" أفق" جريدة الخليج



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنق الثقافة وساطور أبي بكرالبغدادي في رصد مواقف داعش من التع ...
- التنكيل الثقافي:
- شنكالنامة
- موسم الهجرة إلى* الجهات الخمس..!
- الكائن الإلكتروني
- ثنائية جلد الذات والآخر وإشكال فهم غزو شنكال..
- لصوص ليس في صالحهم نجاح الثورة السورية
- ثورات الكاسيت...!
- شريط الكاسيت...!
- الكتابة ثم الكتابة: إلى جيمس فولي تعال علمنا أكثر...!
- دومينيك في كتابه: الإعلام ليس تواصلاً يقلب المفاهيم ويثيرالأ ...
- أغاني الإيزيديين مدونة ملاحمهم البطولية وتأريخهم وأحلامهم دي ...
- مرثاة رابع أضلاع الشعر
- الشاعروالصحفي الكوردي إبراهيم اليوسف:كل كائن في العالم مطلوب ...
- ما العمل؟
- هل كانت تتنبأ بما يحدث الآن من عنف?: دلباش تتناول دوامة ثنائ ...
- حوارمع إبراهيم اليوسف حول تقاعس القوى الدولية في مواجهة داعش
- وليمة الدم الإيزيدية
- BYERPRESS حوارجريدة- مع إبراهيم اليوسف2-2
- مائدة الدم


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حنجرة غيرمستعارة