أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكتابة ثم الكتابة: إلى جيمس فولي تعال علمنا أكثر...!














المزيد.....

الكتابة ثم الكتابة: إلى جيمس فولي تعال علمنا أكثر...!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 13:47
المحور: الادب والفن
    


ما الذي كان سيفعله الكاتب، لولا لجوؤه إلى الكتابة؟، سؤال، من الممكن أن يطرحه أحدنا على نفسه، وهو يواجه سلسلة المتاعب التي لامناص منها، أينما كان، لاسيما بعدما انمحت أبعاد المسافات، كي يوجز المارد الافتراضي جغرافيا الكون، بقاراته، في مساحة شاشة كمبيوتر، أو هاتف متحرك، يتفاعل معها، وهو يرمقها بأم عينيه، أو تتسرب إلى روحه، عبر مسامات جلده، لئلا يكتفي بأن يغدو مجرد شاهد عليها، ومتجرع مدمن لنقيع حنظلها، بل ومكتو بألهبتها، وجريح بأنصال مداها، يعيد كل ما يجري من حوله، عبر أحبار كيميائية، أو إلكترونية، تعيد صياغة اللحظة، بما فيها من تفاصيل هائلة، لا تنتهي.

والكتابة، تستدعي-الكاتب- وهو هنا: الشاعر والسارد، حيث يشكلان ملامح القصيدة، أوالرواية، أوالمقال، أوالقصة، أو المسرحية،أو الرسالة، أوكل ما لا يزال خارج التجنيس، كولاجاً، بلغة سميح القاسم، أو ما بعد كولاج، حيث الكتابة، هوية الكاتب، وهي مرافعته إزاء ما يدور في هذا العالم، بدءاً من ارتطامات روحه، بأقفصة الجسد، ومروراً، بما يجري بين أربعة جدران بيته، وما ينطلق من عتبة داره، وليس انتهاء بمعاناة سمكة ما، أية سمكة، في أحد البحار، وهو يتلوث بنفايات الموت، أو في ما يتعلق باستشعار الطائرالخطورة، وهو في عشه، أو وهو يضرب بكلا جناحيه هواء الأفق، خشية رصاصة صياد أرضي، أو طيار يبرمج أحداثيات مركبته لمتابعة إيقاعات الدم، أو الروح، أوالجمال، فلا ينجو من ذلك إنسان، أو حيوان، أوطائر، أو شجر، أو عمران.
والكتابة-وأنا هنا في مقام الشرح- معادلة روح الكاتب، عبرها يخلق توازنه النفسي، حيث يتنفس بها، كما الأوكسجين، مواجهاً الأزمات التي تعصف به، وبما حوله، محققة، رقمها القياسي، في حالة ما بعد الذروة، لا يستطيع أن يهدأ البتة، وهو في بيته، يرمق شريط الفيديو-وهو من ضمن عدة القاتل الجديد-عن حياة طفلة لا يتجاوز عمرها الشهرين، سبيت أمها من قبل هذا القاتل نفسه، ذي الأيدي الأخطبوطية، بعد أن قضى أبوها في مجزرة مفتوحة، من دون شاهدة قبر، بل من دون قبر معنون، تختلط أشلاؤه بأشلاء أخوتها، وسواهم، في مقبرة جماعية، لما تزل مجهولة.
وإذا كنا-هنا- في مقام رصد سلسلة الألم البشري، كتابياً- والكتابة بلسمها الأكيد-فإن الكتابة ترصد بهجة الإنسان، في المقابل، حيث استطاعت أن تخلد أسطورة الحب، منذ كيوبيد، بل ومنذ بداية الكون، وحتى زمن الكتابة هذا-وزمن الكتابة- مقياس نقدي، حداثي، بل بات يعتمد عليه، في ما بعد الحداثة، مقابل زمن القراءة، ومقابل زمن النص، بل إن الكتابة هي جسر الحلم الإنساني، صوب تحقيق أحلامه، فقد استطاعت أن تكون أكاديمية الأخلاق والقيم،و ناشرة روح التسامح بين سكان العمارة الكونية، في مواجهة ما يتم من فتك ودماروخراب.
وتاريخ العالم، ومنجزه، ليسا سوى نص مكتوب، يستوي هنا:الوعي، والعمران، والإبداع والفكر، والثقافة، حيث الكتابة هي أجمل ما يقدمه المبدع ليس إلى قارئه الذي يعيش معه، بين ظهراني هذا العالم-وحده- بل إلى قارىء المستقبل، أية كانت لغته، وحدود أطلس موطنه، هي عصارة الزمن، عبرشريط أحداثه، كما هو محيطات الحكمة، ووصفة الضميرالبشري، من أجل حياة سعيدة، يعيش فيه المليارات بروح الأسرة الواحدة.

[email protected]
*جريدة الخليج-أفق- 26-8-2014



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دومينيك في كتابه: الإعلام ليس تواصلاً يقلب المفاهيم ويثيرالأ ...
- أغاني الإيزيديين مدونة ملاحمهم البطولية وتأريخهم وأحلامهم دي ...
- مرثاة رابع أضلاع الشعر
- الشاعروالصحفي الكوردي إبراهيم اليوسف:كل كائن في العالم مطلوب ...
- ما العمل؟
- هل كانت تتنبأ بما يحدث الآن من عنف?: دلباش تتناول دوامة ثنائ ...
- حوارمع إبراهيم اليوسف حول تقاعس القوى الدولية في مواجهة داعش
- وليمة الدم الإيزيدية
- BYERPRESS حوارجريدة- مع إبراهيم اليوسف2-2
- مائدة الدم
- في ذكرى رحيله السادسة: محمود درويش سفيراً أممياًً للثورة
- -كفرة- لاتكفيريون.فقط: يكتب نسخة قرآن معدلة..داعش تنظيم معاد ...
- ليس دفاعاً عن بيشمركة الإقليم
- نسخة مصححة أرجواعتمادها
- إلى سيادة الرئيس مسعود البرزاني:
- د.أحمد خليل وكتابة التاريخ كردياً...!
- معجم حياة داعش الداخلية: فضائح معلنة ومستورة
- حين يريق المثقف ماء وجهه: ظاهرة التكسب الثقافي أنموذجاً
- ماراثون الفوضى
- الكاتب وعودة الوعي: توفيق الحكيم أنموذجاً


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكتابة ثم الكتابة: إلى جيمس فولي تعال علمنا أكثر...!