أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكائن الإلكتروني














المزيد.....

الكائن الإلكتروني


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 15:42
المحور: الادب والفن
    


الكائن الإلكتروني:

يلاحظ متابع الحياة الاجتماعية، في العمارة الكونية، منذ أن اتسعت رقعة استخدام الإلكترون على نحوهائل، أن تحولاً جذرياً طرأ على سلوكات نسبة هائلة من الأفراد، بين ظهرانينا، وعلى امتداد القارات الطابقية، جميعها، في هذه العمارة، إلى الدرجة التي يكاد لايغدو في منجى عن أطوار هذه الحالة، إلا نسب جد ضئية، ممن قد لا يسلمون من ذبذباتها، حتى وإن كانوا خارج دائرة التواصل الشخصي المباشر معها، ماداموا يتفاعلون معنا، بل مع أنوائها التي تغرق العالم.
ثمة تطورهائل حدث في الحياة اليومية للكثيرين منا، إلى درجة الانقلاب الجذري عما كنا عليه، قبل حوالي عقد ونصف من الزمن، حيث كانت لدورة الحياة تقاليدها، ونظامها، وعلاقاتها الطبيعية، رغم بعض تأثيرات المجتمع المديني الذي طالما اشتكى من بعض مساوئه علماء الاجتماع من خلال بحوثهم التنظيرية، والميدانية، في الحقل السوسيولوجي، عندما تحدثوا عن استشراء حالة الفردانية والتقوقع والانكفاء من قبل أوساط واسعة، بحسب بياناتهم، واستقراءاتهم، بيد أن كل ذلك الانقلاب الذي تم يكاد يغدو جزئياً، فيما إذا قورن بما يجري لنا يومياً. فما إن نفتح أعيننا في الصباح ، حتى نستغني-تدريجياً- عما هو قرائي، ورقي، لنتلقي أخباراليوم، عبرالصورة الإلكترونية التي تتدفق، تترى، من شاشة التلفزيون، أوالحاسوب، بل ولنمضي إلى أعمالنا، عبرالمركبة التي تتحرك وفق ارتباطها الشبكي الإلكتروني، ودون أن نبتعد عن الإلكترون حتى في المكتب، أوالمدرسة، أو المؤسسة، بل حتى في المقهى الذي باتت المشروبات الباردة والساخنة التي يقدمها لاشأن لها، ما لم يكن متواشجاً مع الشبكة العنكبوتية، ناهيك عن أن الهاتف النقال، لايفتأ خارج إمبراطورية هذه الشبكة،ليستمربنا الحال، على امتداد حركة عقارب الساعة، إلى أن نكره على النوم، تحت وطأة متاعب الحياة والإلكترون.
ولعل مابات مفزعاً لمن يقرأ العلاقة بين أوساط واسعة منا والعالم الافتراضي، أن الطفل الصغيرقد ينسى وجبة الطعام التي أعدتها له أمه، أويتخلف عن تناول الطعام مع أبويه، مادام أنه يتفاعل مع أحد الأجهزة الإلكترونية، بل إنه يكاد لايخرج عن سطوتها في مدرسته، بل في الشارع، وفي غرفة نومه، يميل إلى العزلة عنهم، كما هوحال أخيه الأكبروهويقود مركبته، وبين يديه هاتفه الذكي، لاينفك عن الغرق في شبكات التواصل الاجتماعي، بل حال أبويه وهما يتواصلان مع محيطهما عبرالسكايب، أوسواه، وكل ذلك يأتي على حساب العلاقات اليومية، أوعلى حساب الإنتاج، والتعليم، وحتى على حساب إبداع من يعمل في مجالات الأدب والفن إن لم تكن هناك ضوابط لعلاقته مع هذا العالم.
لابد أن نعترف أن هناك أعظم حالة اغتراب تجرفنا جميعاً، وها هي توصل تكاد تصل بكثيرين منا إلى هاوية الانسلاخ عما حولنا، وليس أكثر تعبيراً عن الحالة معرفة أن هناك من ينتظر إخراج جثمان أبيه من براد أحد المستشفيات، بيد أن هوسه الإلكتروني يجذبه للمضي في الجهاز العجائبي الذي بين يديه، إلى أن ينبهه من حوله، ولهذا دلالات كبيرة يمكن استقراؤها، وهي تنم عن تبليد حالة المشاعر لدى المدمن الإلكتروني، وهي ظاهرة غير صحية، تتطلب من المعنيين في الحقول المعرفية ذات الشأن دراستها، بعمق، للتدخل من أجل مستقبل فرد ومجتمع معافيين.
إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية جلد الذات والآخر وإشكال فهم غزو شنكال..
- لصوص ليس في صالحهم نجاح الثورة السورية
- ثورات الكاسيت...!
- شريط الكاسيت...!
- الكتابة ثم الكتابة: إلى جيمس فولي تعال علمنا أكثر...!
- دومينيك في كتابه: الإعلام ليس تواصلاً يقلب المفاهيم ويثيرالأ ...
- أغاني الإيزيديين مدونة ملاحمهم البطولية وتأريخهم وأحلامهم دي ...
- مرثاة رابع أضلاع الشعر
- الشاعروالصحفي الكوردي إبراهيم اليوسف:كل كائن في العالم مطلوب ...
- ما العمل؟
- هل كانت تتنبأ بما يحدث الآن من عنف?: دلباش تتناول دوامة ثنائ ...
- حوارمع إبراهيم اليوسف حول تقاعس القوى الدولية في مواجهة داعش
- وليمة الدم الإيزيدية
- BYERPRESS حوارجريدة- مع إبراهيم اليوسف2-2
- مائدة الدم
- في ذكرى رحيله السادسة: محمود درويش سفيراً أممياًً للثورة
- -كفرة- لاتكفيريون.فقط: يكتب نسخة قرآن معدلة..داعش تنظيم معاد ...
- ليس دفاعاً عن بيشمركة الإقليم
- نسخة مصححة أرجواعتمادها
- إلى سيادة الرئيس مسعود البرزاني:


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكائن الإلكتروني