أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مرافعات صامتة للغة صاخبة:














المزيد.....

مرافعات صامتة للغة صاخبة:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 19:00
المحور: الادب والفن
    


مرافعات صامتة
للغة صاخبة:

كتابة:إبراهيم اليوسف

لي عمره ذاته
عشت أفراحه
وأتراحه
ألقه
وانكساره
أنا اللغة البيضاء
كثلوج الجبال
كقلوب الأطفال
ناصعة في بياني
كهالات صباحات القرى البعيدة
أنا اللغة السوداء
كمأساة أو مجزرة
لي مآثري الهائلة
لي جيوشي
خريطتي
كيميائي
حواشيَّ الأثيمة
متوني المقدسة
جذوري راسخة
وفروعي في الجهات كلها
اكتشفت سيد الكون
إمبراطوره
رعاياه
ضحاياه
قاراته
مستعمراته
سجونه
محيطاته وأرخبيلاته
علاماته الفارقة
لماأزل أهبه
كنهرأسطوري
كل مالدي من دفق الخزائن
أناشريكته
في صناعة كل ماترك
شاهدة مايترك
من خراب ودمار
كنت طوع فمه
ألبي
رغباته
جموحه
انتصاراته
ارتعاشاته
بسالاته
نزقه
حكمته
حبه
عنفه
هومن بعثرني
إلى لغات كثيرة
أبجديات كثيرة
قارات كثيرة
طالما خانني
طوال عشرتنا
الطويلة

استخدمني الكذاب
طويلاً
وهويؤلف رواياته
وخذلني الصادق
وهويخجل من جمع خرزاتي الملونة
أو أوقد فيَّ الروح
طالما ربحني المنافق
وخسرني الثائر
طالما استظهرني الخائن
وهو يلقي بوساطتي سوءاته على الآخرين
والجبان وهويصنع عبري بطولاته
مآثره
أمجاده
ووثّق بي الكتب
وهاهوالألكترون طوع أصابعه العشرة الملوثة
أنا الزركشات
والنمنمات
والألوان
والرماد

ارتبك العاشق
وهو يحيِّي في الروح
والشَّاعر
الكبير
يصنع مني ظلِّه وملحمته
والدعيُّ
يخون بي سيده
ومربيه
وولي تضاريس اسمه
يحول لعاب حسده
إلى سموم
تفتك به قبل سواه
وهويحصد الإرث
ببهلوانياته المريضة
كم علي أن أتحمل
وأتحمل
أنا اللغة
المتهاوية إلى عجاف
المتسامقة
أشجاراً
وفراديس
وحدائق غناء
رائحتي على فمه
أنوس بين المجرم والضحية
أنا اللغة المحايدة
أنا اللغة المتهمة
أنا اللغة الميتة خارج الرقم
أنا اللغة الجامحة
أنا لغة الخيانات
أنا لغة البطولات
أنا لغة النبيين
أنا لغة الكتب
أنا لغة الحب
في اللقاء بين عاشقين
أترددفي مخادع الحسناوات
بوصلة للقبلة
وأختلط بغبارالحروب
وحمحمات الإنترنت
يتنفسني المترجم
والمتسول
والظامىء
والجائع
والجريح
أنا لغة البائع المتجول
أذوب في أرقام التاجر
وصفقات السياسي
في زئبق المنافق
وفيزياء الجسور
أنا التاريخ
أنا الأبطال
أنا المهزومون
أنا الجغرافيا
والمدن
والقارات
أنا لغة بائع السوبرماركت
النادل
الموظف البسيط
الملك
البازي
وشارب الأفضال والأسؤر
مصلوبة في ساحات الرعب
ركام في شمع المتاحف
أنا اللغة الهيفاء الممشوقة
أنا اللغة المتهالكة والمتجعدة
أنا القلاع العظمى
هوام الحطامات
وسخام مدافىء الحطب
زفرات المتعب وشهقاته
لاملامة علي
حيثما يقودني
العميان
والمبصرون
بين يديّ
مفاتيح البوابات المستعصية
أنا اللغة البائسة
بي تصاغ عبارات الإعدام
بي تباع الأوطان
وتشترى
بي يكتب النبي كتابه
والمخبر
تقريره الكيدي
والنبي كتابه
وتكتب الأنثى رسالتها
إلى حبيب لن يأتي
لغة المقدس والمدنس
المجيد والذَّميم
أنا معجم البسالة
وقاموس الجبن
أنا مجلّد الخديعة
وأطلس النزاهة
يرتديني
من يشاء كتاج
ويخلعني من يشاء
كحذاء
أنا الاحتمالات كلها
أنا التناقضات كلها
يدبج النمام بمفرداتي أحقاده
أنافي ديوان الشاعرالأصيل
وفي اللوح المحفوظ
وفي البارات
وفي المصانع
وفي الحقول
في الريحان
في بخارالماء
الشبق
والنزوات
ورائحة الملذات والشهوات
والأطعمة
أنا الهواء الأول
الماء الأول
التراب الأول
الحكمة الأولى
صداي
في كل مكان
أتابع العالم كله
من عرشي العالي
من كواكبي السابحة في الفلكوت
من جهاتي الأرضية
وهويتناهش جسدي
يواجه بعضي بعضاً
يسلس أثيري في فم المقاتل
على خط النار الأول
مردِّداً أغنيته الأخيرة
في الوطن
والأمّ
والأصدقاء
في انتظاركتابة مرثاته
وترديد أقاصيصه
أنا اللغة
قهوة السرمد
أبعاد الملهاة
حضارات الأمم
خرافاتها
أساطيرها
معجونة من طين وخواء
من لحم وعظم
لي السؤدد
لي الهزيمة
لي الفناء
لي الخلود
آن لي
أن أتكلمكم....
بعد كل هذا الصمت
الطويل.
30-9-2014







#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية الجمالي والمعرفي في النص الفيسبوكي:
- الإرهاب على الأبواب المطلوب استنفاركل الكتاب الغيارى
- كوباني غراد
- قلعة كوباني
- مابعد داعش
- ثلاثية المكان الكردي:قامشلوكامه
- حنجرة غيرمستعارة
- عنق الثقافة وساطور أبي بكرالبغدادي في رصد مواقف داعش من التع ...
- التنكيل الثقافي:
- شنكالنامة
- موسم الهجرة إلى* الجهات الخمس..!
- الكائن الإلكتروني
- ثنائية جلد الذات والآخر وإشكال فهم غزو شنكال..
- لصوص ليس في صالحهم نجاح الثورة السورية
- ثورات الكاسيت...!
- شريط الكاسيت...!
- الكتابة ثم الكتابة: إلى جيمس فولي تعال علمنا أكثر...!
- دومينيك في كتابه: الإعلام ليس تواصلاً يقلب المفاهيم ويثيرالأ ...
- أغاني الإيزيديين مدونة ملاحمهم البطولية وتأريخهم وأحلامهم دي ...
- مرثاة رابع أضلاع الشعر


المزيد.....




- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مرافعات صامتة للغة صاخبة: