أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - في رثاء الشاعر الذي استشهد مرتين:














المزيد.....

في رثاء الشاعر الذي استشهد مرتين:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 15:32
المحور: الادب والفن
    


في رثاء الشاعر الذي استشهد مرتين:

إبراهيم اليوسف
ما الذي يلزمني، كي أستطيع أن أعد نفسي، لرثاء الشاعر"بنابر"كماسمته قصيدته المكتوبة بلغته الأم"أو" عماد" كماسماه أبواه، ليس لأني لاأعرف الكثيرعنه، وإن كنت لا أتذكرإن كنت قد التقيته، من قبل، أم لا، وهو ابن مدينتي"قامشلو" بل ابن رئتها"الهلالية" علامتها الفارقة، وتاجها، و أكثروهجها، وألقها، من لدن من يعرفها، وإن كان أول سبيل عياني، من طرفي، نحواسمه، وعمله، وموهبته، وعضويته في رابطة الكتاب والصحفيين، لما يزل ماثلاً أمام عيني، منذأن قدم زميلنا الشاعر-عمران علي-ممثل رابطتنا الأكثرنبلاً وشهامة ووفاء وصدقاً –طلب انتسابه إلينا مع آخرين، ومعه صورة عن عالمه، وعمله، وإبداعه، وكان من عداد من افتخرنا بهم، في هذا الزمن الذي تباع فيه القيم، مقابل وليمة عابرة، أو جاه مفترض، أو حتى ربطة عنق، أوضمير، أو نقود،تقل أوتكثر، أو حتى مجرد وعود معسولة، أو خف"حنيني"، من قبل سياسي كذاب.
أجل، لم أعرف الشاعر الشهيد، على نحوعميق، كما يفترض به، وهوأنموذج عن شبابنا الكردي، الذي تجرع علقم الألم، منذ مهاده الأول، بل لقد كانت معاناته مضاعفة، فهو ابن حي الهلالية، الفقير، بل ينحدر من أسرة مدقعة، لم تنحن، فها هو رغم أنه يحمل شهادة أحد المعاهد العلمية-وكان في إمكانه أن يحمل شهادة أعلى لو ولد في أسرة ميسورة كما شأن كثيرين من حملة الشهادات- ولم تسعفه شهادته هذه في تأمين مصدر لقمة عمل له، ما جعله يعمل في أماكن كثيرة، ويبدل مهناً كثيرة، ليؤمن الرغيف، لأفواه جائعة، لاسيما بعد أن أصبح هو نفسه رب أسرة، وعلى عاتقه مسؤولية تأمين سبل حياتها، فكان أن عمل"نادلاً" في مطعم سنترو كافييه-وهو من المطاعم الجديدة في مدينتنا كما يبدو-يواصل ساعات نهاره، وليله، في عمله، دون كلل أو ملل، لتستقطب روحه، قبل قصيدته، أنظار مرتادي المكان، من الكتاب والمثقفين، ومن بينهم زميلانا ملكون ملكون وعمران علي.


عندما قرأت، عبر شبكة التواصل الاجتماعي نبأ حريق شب في أحد مطاعم مدينة"قامشلو" في حيها الأوسط، لم يكن في بالي إلا أن كل من في هذا المطعم، هم من أهلنا:كرداً، وعرباً، سريان، وأرمن، وآشوريين، شركساً، وشاشان،مسلمين، ومسيحيين، وإيزيديين، ويهوداً، أوسواهم، ممن لم ندقق في أرومتهم، يوماً ما، ونحن ندرج أنفسنا-طويلاً-ضمن خانة البيت الواحد، بل وإن كان هناك شعور متنام لدينا، أن ثمة مستبداً واحداً، ولصاً واحداً، وقاتلاً واحداً، هو من يتربص بنا، أجمعين، ولم تنطفىء فيَّ جذوة القلق على مصائر من تعرضوا لهذا الحريق الذي تم نتيجة خلل فني، طالباً لهم الشفاء، والسلامة، لاسيما أن خبر الحريق الأول، لم يبن التفاصيل كلها، وهوأشبه بالشعور نفسه، أنى تصادى إلينا، عبر وسائل الاتصال أو الإعلام صوت قذيفة على "قامشلو"أو"كوباني" أو"عفرين" كما" حمص" و"دمشق" و"حلب" حيث كل هؤلاء، أهلنا، أبناء بيتنا، ممن شربنا من ماء واحد، وأكلنا من رغيف واحد، وعانينا من سلطان سيف أمني واحد.

وحين وصلتنا، رسالة زميلنا عمران"مسؤول الرابطة" في الداخل، بأن" بنابر"-وهو واحد من عداد أسماء تقدمت بطلباتها للحصول على شرف العضوية- وتمت الموافقة على طلبه، من قبل اللجنة المختصة، بالإجماع، على ضوء إمكاناته، وموهبته الواضحة، وهو يكتب بلغته الكردية الأم، شعرت بصدمة كبرى، بخيبة كبرى، بمرارة لا تحتمل، على مصير هذا الشاعر، الفارس، والبطل،والمقاوم-ولعل بعضهم يتوهم أني مسترسل هنا مع جموح العاطفة لا أكثر كما يحدث أثناء كل فجيعة- بيد أن الأمر مختلف، لأن ما أقوله مستقى من سيرة هذا الشاعر الشهم، نفسه، بل إني في موقع من لا يستطيع أن يفيه إلا القليل مما يستحق.
أجل، إن معرفة أن الشاعر بنابر، كان أحد هؤلاء الشباب الكردي الذين كتبوا ضد غزاة المنطقة، بتصانيفهم المتعددة، منذ "سري كانيي/رأس العين"، خلال أول غزوة ما قبل داعشية، من قبل من سيصبحون نواة داعش، أو راسمي أكروكي مسارهم-كردياً- دون أن تحيله ظروف معيشته القاسية عن الانخراط في غمارالكتابة المتواصلة عن ألم أهله، وأملهم، وصمودهم، ومقاومتهم، لاسيما أنه عاش أكثر من مأساة يتعرض لها، وطنه، وشعبه، وكان له موقفه، كما أسرته، مايرفعه إلى مستوى مرتبة الشهادة المسبقة، شهادة مقاومة المحتل، الغازي، عبرالكلمة، كما شهادة المقاومة من أجل الحياة، مستكملاً بذلك: المقاومتين، بل الشهادتين. فهاهو يعيش مأساة شنكال، ويكتب عنها، كما أنه يعيش حالة"كوباني" وما تتعرض له من غزو بربري، من قبل ميكروبات الألفية الثالثة، وهم مدججون بالظلامية، والتكفيرية، وعداء الحياة، وعداء البشر، دودرة التاريخ، وأرومة الجغرافيا،، وسط تواطؤ عام، ليس معهم-فحسب- بل ومع حاضناتهم، وداعميهم أيضاً.
اسم بنابر، سيظل بيننا-كزملاء له- اختار أن يناضل معنا، وقصيدته ستظل أمانة في أعناقنا، ورسالته ستظل أمانة في ضمائرنا، كما يظل، هو وأسرته، أمانة في ضمير شعبه، وبلده، ووطنه، شأن من سبقوه من زملائنا، على طريق التضحية، مثل: مشعل التمو- الشيخ محمد معشوق الخزنوي- عبدالرحمن آلوجي-آرشف أوسكان، وغيرهم، من زملائنا في الرابطة، ممن لن ننساهم، وهم في ضمائرنا، ووجداناتنا،ماحيينا.
أجل، الحريق، الغادر، الذي التهمت ألسنته جسدبنابر، ومن معه في المطعم، ومنهم زميله"مايك"، يمكن التأريخ له، ضمن صنافته، على أكثر من صعيد، فهو قد غيب خلفه روح شاعر، وقصائد شاعر، ظلت متناثرة، هنا وهناك، لتكون هناك محرقة روح وإبداع، ولوفي ميزان الخطأ في الصرف، بالتوازي مع نار راحت تلتهم بيوت أهله في كوباني، عنوان آخر قصائده،، بعد أن راحت"شرارات "أراكيل" رواد المطعم تشعل بخارمازوت خزان المكان، كي تترك ندبة، لا تمحى، ندبة عميقة، في ملامح مدينة استثنائية، اسمها"قامشلي" .
الشارقة
30-9-2014

ضمن ملف الشاعرالشهيد-بينوسانوالعدد29-10-2014



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت المثقف
- مرافعات صامتة للغة صاخبة:
- ثنائية الجمالي والمعرفي في النص الفيسبوكي:
- الإرهاب على الأبواب المطلوب استنفاركل الكتاب الغيارى
- كوباني غراد
- قلعة كوباني
- مابعد داعش
- ثلاثية المكان الكردي:قامشلوكامه
- حنجرة غيرمستعارة
- عنق الثقافة وساطور أبي بكرالبغدادي في رصد مواقف داعش من التع ...
- التنكيل الثقافي:
- شنكالنامة
- موسم الهجرة إلى* الجهات الخمس..!
- الكائن الإلكتروني
- ثنائية جلد الذات والآخر وإشكال فهم غزو شنكال..
- لصوص ليس في صالحهم نجاح الثورة السورية
- ثورات الكاسيت...!
- شريط الكاسيت...!
- الكتابة ثم الكتابة: إلى جيمس فولي تعال علمنا أكثر...!
- دومينيك في كتابه: الإعلام ليس تواصلاً يقلب المفاهيم ويثيرالأ ...


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - في رثاء الشاعر الذي استشهد مرتين: