أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ستار عباس - - قصة قصيرة عن فتاة ايزيدية- الألم وأوجاع و سبايا














المزيد.....

- قصة قصيرة عن فتاة ايزيدية- الألم وأوجاع و سبايا


ستار عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4609 - 2014 / 10 / 20 - 22:32
المحور: الادب والفن
    


تصرخ بصمت الموتى :الهي أين أنت حتى أتوجه وادعوك لقد ضاقت أرضك بعبادك دعني اذهب إلى سماءك أو لعبدا صالح"
من الطارق في هذا الليل الموحش؟
أيقظت زوجها المسجى كالموتى من تعب الحياة,
من الطارق؟
صوت مخنوق حزين خافت انا.....انا
من أنتي وماذا تريدين بهذا الوقت
اذهبي الله يعطيك
انأ لست متسولة... انأ من سبايا العراق...... أرجوك أنقذني...(سبايا...يا الهي أسرعت الزوجة بفتح الباب)
فتاة بعمر الورد لم يخفي الخوف والحزن والجوع والتعب ملامح ووجهها الملائكي الذي يشع براءة وصدق, محطمة الأوصال مكسورة الحال ممزقة الثياب والخمار,كطريدة من فكي الاكاسر المتوحشة
ادخلي يا بنتي," خطوة وانكبت على وجهها ...احتضنتها صاحبة الدار
كصليب مطروح على الأرض وبسكون الموتى غاصت كأصحاب الكهف لكن الشمس لم تقلبها ذات اليمن وذات الشمال فالشمس ليس كشمس بلادها
أيقضها الجوع والعطش من سكرتها,
سقتها الماء, شربت كأنها كطريدة الإبل التي منع عنها الماء شهور,
"الماء والعبرات والوجه الحزين"
من أنتي وما القصة (بهذه الكلمات الرقيقة والحضن الدافئ الذي يشبه حضن امها الذي احتطن طفولتها شعرت بالاطمئنان.

" انأ من العراق ايزيدية من سنجار هجمت الوحش البشرية علينا هربوا أخوتي الى الجبل وبقيت ارعى أبي كبير السن وأمي المقعدة وأختي الصغيرة, أخذونا انأ وأختي وكل البنات والنساء وجاءوا بنا إلى هذه المدينة لبيعنا كسبايا هربت تحت جنح الظلام ولم أجد إمامي ألا منزلكم,
لا عليك بابنتي ,تحول المكان لبكاء وعويل وحزن وصخب وجلد لذات يمزق الصدور ليخرج الى العالم الظالم قصة فتاة من وطن عجز عن حماية بناته ,وطن امتص شبابهم واخذ منهم ولم يعطيهم, وطن ليس لهم فيه الا الارض المخصصة لدفنهم ----, رغم كل هذا, التوق لهذا الوطن القاسي يسيطر على جوارح الفتاة----أرجوك سيدتي أريد ان اعرف مصير أهلي بلدتي التي شاء الله ان يخلقها بهذه البقعة التي اسمها العراق





المشهد الثاني
وصلت ولسان حالها يقول ياليتني مت قبل هذا, مخيم النازحين مدينتها,الهي لماذا أقحمونا في بركت الدماء ماذا فعلنا, الحزن يخيم على أبناء جلدتها فقد هجمت علهم الوحش والأقدار, مدينتها المدمرة "سنجار" حلم طفولتها والأرض التي عانقت طفولتها خالية من أنفاس أهلها لا يقطنها الا الأشباح والمعاقين والعجزة ولا احد يعرف مصيرهم, أهلها بين معلق على جبل سنجار , أطفال رضع وصغار يموتون من شدة العطش والجوع , وبين أرجاء البلاد
اين أجد الاهل؟,( عيون النسوة تبادلت النظرات ,وأجهشت خالتها بالبكاء لقد مات أبيك وأمك بسبب نقص الدواء والجوع والعطش و على فراق الأحبة وعلى ما جرى
أين أخوتي؟ إخوتك ماتوا ميتة الأبطال وهم يدافعون عن بلدتهم
لم يعد البكاء ينفع او أخذته الدموع ,ماذا يكتنز ذلك الجسد النحيف لا كلام عاد يخفف الألم والأوجاع والحزن,
ألا أن صورة الفتاة والقسوة التي عاشتها أحبطتها وجردتها من كل شيئا, لزمت الصمت الذي وجدت فيه ملاذها
سألها النسوة عن مصير بناتهن وعن أختها الصغرى؟, لم تجيب وظلت تسحن الأحداث التي عاشتها وسمعتها, لكن الأخيرة سحنتها كما سحنة كل جميل في مدينتها, و ماتت كموت النخيل واقفة ولم تأكل أسنة جسدها "أرضة" الوطن المكسور, اختارت الرحيل إلى العالم الأخر بصمت فلا معنى للحياة في وطن عاجز على حماية أبنائه, وطن تنهشه كلاب الفساد والإرهاب,وماتت وهي تتمتم ما اروع ان يتغير القتل والتهجير والسبي إلى حدائق اطياب.



#ستار_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كان أبنائكم في -اسبايكر-
- المطر نعمة أم نقمة
- -النباشة والخوشية- و أبو حيان التوحيد
- الفضائيون -شر البلية ما يضحك-
- الكتابة الساخرة
- أفضل مسئول في العالم
- النظام السابق والنظام اللاحق
- اضحك على سراق أموال النازحين
- سبايا القرن الحادي والعشرين
- -جاي وجذب- في كافتريا البرلمان
- المواطن و المسئول والعيد
- لا تظلموا سياسيونا
- القيثارة السومرية تعزف بالمتنبي
- المتحف المتجول الثقافي - علامة مضيئة في الوسط الثقافي
- من منكم لم يخالف الدستور
- حكومة رؤساء الكتل
- على حساب دمائنا وأصواتنا
- اختيار أخوة يوسف-(قصة قصيرة)
- امرلي- مدينة الصمود وبوابة النصر
- شهداء سبا يكر في البرلمان


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ستار عباس - - قصة قصيرة عن فتاة ايزيدية- الألم وأوجاع و سبايا