أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحناوي - العراق بين ثورة للتصدير وفكر للتكفير















المزيد.....

العراق بين ثورة للتصدير وفكر للتكفير


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 13:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق بين ثورة للتصدير وفكر للتكفير
كاظم الحناوي
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتابه (العرب) : " لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ))..
كيف تم ترجمة الرسالة والرحمة في المنطقة من قبل الحركات الإرهابية المتطرّفة، وانتشار الفكر الطائفي البغيض، وأصوات التكفير والكراهية، وما تعكس حقيقة المجتمعات البدوية الوهابية في الجزيرة ونزاعها مع الافكار الصفوية القادمة من جانب الخليج الاخر وتعبّر كل جهة عن هويتها الثقافية التي تستمد قيمها ومبادئها من بيئتها فالوهابية تدعو إلى قتل من لايعتنق افكارهم، وتحض على استخدام كل السبل لكي يهتدي الاخرون إلى (طريق الخير والصلاح والرشاد) كما يدعي شيوخهم . وهؤلاء لايعترفون بالحديث: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه) .ولديهم المسلم هو الوهابي فقط..لذلك يقيمون لمن اعتنق مذهبهم حفل اعتناق الاسلام..ويقولون اسلم فلان..اسلم فلان..
اما الصفوية فهي اكثر مراسا وخبرة في جلب الاتباع عن طريق استغلال حاجات الانسان الفطرية ونزوعه وحبه لال بيت النبي(ص) واستغلال قضايا سياسية تجلب من خلالها المريدين والاتباع ومنها الصراع في الشرق الاوسط حول فلسطين..
ومن هنا ومنذ قيام الثورة في ايران عام 1979 فانها اتجهت لشعار ثورة للتصدير اما الوهابية فقد قابلتها بالدعوة الى فكر للتكفير لمحاربة الدول التي اعترفت بالثورة الايرانية..
لقد ادى صراع التكفير والتصدير الى استباحة هؤلاء اراضي وبيوت العراقيين وهتكوا اعراضهم ضاربين بعرض الحائط قوله تعالى: ﴿-;-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾-;- سورة النور، الآية 27. فشرع الله دخول البيوت ومن آدابها الرجوع الى صاحب البيت في ذلك، قال تعالى: ﴿-;-...وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾-;- سورة النور، الآية 28.وعدم التعدي او التجسس على صاحب البيت مهما كان مذهبه او دينه: قال تعالى: ﴿-;-...وَلَا تَجَسَّسُوا...﴾-;- سورة الحجرات، الآية 12.الرسول الكريم:(لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر لجوف بيت حتى يستأذن، فإن فعل فقد دخل النار) [رواه البخاري].وقال ايضا (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا...) رواه البخاري ومسلم.
وهم يحرمون استخدام الحواس والملكات العقلية والعلمية وتحريم القول بكروية الارض كما ورد عن شيوخهم. وفي هذا قال تعالى: ﴿-;-وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾-;- سورة الأعراف، الآية 179.
وهم يدعون الى تبني الموروثات الفكرية وطروحات شيوخهم المختلفة بلا تمحيص: ﴿-;-وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ﴾-;- سورة البقرة، الآية 170.
إن الدعوة إلى الله لاتأتي بالسيف وقطع الرؤوس بل تتطلب التعبير عن الرأي في حدود المعرفة والفهم لحقائق الإيمان وقضايا الشريعة، ومن النصوص التي تدعو إلى القيام بالدعوة قوله تعالى: ﴿-;-ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...﴾-;- سورة النحل، الآية 125.
ان الإسلام قررحرية الاعتقاد، وبين أن الإيمان الصحيح ياتي عن اقتناع ورضا ورغبة مؤكدا لقوله تعالى:
﴿-;-وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ...﴾-;- سورة الكهف، الآية 29.
﴿-;-وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾-;- سورة يونس، الآية 99.
ان تبليغ الرسالة يتجلى باحترام حرية الإنسان في الاعتقاد، وبالإقناع العقلي، وعرض الحقائق والحجج والبراهين:
﴿-;-قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾-;- سورة يوسف، الآية 108.
﴿-;-قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ﴾-;- سورة يونس، الآية 108.
﴿-;-لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ ِفي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ* وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾-;- سورة الحج، الآيتان 67-68.
وقال الرسول :(اتركوهم وما يدينون، لهم ما لنا، وعليهم ما علينا) الكساني، بدائع الصنائع، ج7، ص100.
وقد نهج الخليفة عمر بن الخطاب ذلك المنهج حينما كتب عهده لأهل بيت المقدس عقب الفتح يقول فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أعطي عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان: أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم، وصلبانها، وسقيمها وبريئها، وسائر ملتها، إنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها، ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، و لا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم...)
إن أكثر المتأثرين والمستهدفين من هذا الفكر البعيد والغريب هم الشباب ركيزة المستقبل التي تبنى من خلالها الامم ان هذه الظاهرة لاتحتاج الى تدارس أسبابها ودوافعها والجهات التي تقف وراءها بل المواجهة مع هذا الفكر حماية للأجيال من آثاره على العرب والاسلام والمسلمين.
يقول الشيخ عبد المتعال الصعيدي أن المرتد لا يُقتل، بل يُدعَى إلى الإسلام كمن لم يسبق منه إسلام، وهو ماتقوم عليه الجارة المسلمة تركيا الان وقد اعطى الشيخ الادلة العقلية والنقلية ومنها:
يُرد على الأحاديث الآمرة بالقتل بأحد الوجهين الأول: عدم قبول العمل بأحاديث الآحاد في العقائد. اما الثاني فهو: حمل حديث (من بدّل دينه فاقتلوه) على المرتد المقاتل، ولا يكون السبب في قتله ارتداده، بل قتاله للمسلمين.
لأن الاختيار شرط في صحة إسلام شخص لم يسبق له أن أسلم، فيجب أن يكون مطلوبا كذلك في الشخص الذي ارتد بعد إسلامه، ثم إن الإسلام لا يستفيد من شخص يعلن إسلامه بالإكراه ويبطن كفره.
إن قول الله تعالى: ﴿-;-لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) يخاطب الجميع غير المسلمين والمرتدين، ثم إن القرآن لم يسلط عقابا على المرتد في الدنيا، إنما عقابه في الآخرة.
﴿-;-وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ﴾-;- سورة يونس، الآية 41.
نحن نثمّن الجهود الكبيرة التي يبذلها بعض المنصفين من الطرفين من أجل الارتقاء بالمسلمين و تعزيز أسس التواصل والتكامل بين ابناء الامة تأكيدًا لما يربط هذه الشعوب من أواصر الأخوة والمحبّة، وما يجمعها من تاريخ مشترك وحضارة وثقافة ومحاولة هؤلاء تحقيق إنجازات عن طريق الحوارث والأنشطة مشتركة...
وذلك لان الجميع يدرك أن الاسلام السياسي هو طريق لإنجاز مشاريع يبتغى منها تعكيرالاستقرارولغة التسامح وافشال التنمية الشاملة في المنطقة .لان الفكر المستنير الواعي يتم من خلال قبول الاخر من خلال تعزيز روح المواطنة وهي حافز لرقي المواطن وضمانة لاستقرار المجتمع والدولة على حد سواء .



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين عرب اسيا وشرقها قصة عقدين
- كيف نحقق مستقبل آمن لاطفالنا في اوربا؟
- الحمار بين السودان والعراق .. النقل لم يعد سعره متواضعا
- هل هي حقيقة...المحاولة الخامسة لنبش قبر النبي صلى الله عليه ...
- IAMA تدعو الى محاكمة مديرشبكة الاعلام العراقي بسب الفساد وال ...
- تفاصيل رسالة المرجعية الى المالكي
- نقل مدفع الافطار في قطر دليل اخر على ان الخليفة علي(رض) اول ...
- حرب غزة ...دعوة لاحترام مبادرة السلام العربية
- ماجينه ياماجينه...
- متطوعي السماوة .. ارض الموصل درس وعبرة للذين لم يفهموا الدرس ...
- المسلمون ما بين صائم ومفطر اليوم لاختلاف رؤية الهلال لماذا ؟
- الى ال bbc مع التحية الخدعة من جديد تسقط الاسود الثلاثة؟!
- عيد الصحافة وخريف الاعلام العراقي
- كأس العالم لكرة القدم في الامارات 2022
- الآخر والوان المدينة؟
- العراق حكومة قادمة وأسئلة عائمة؟
- AMAومصداقية الانتخابات في العراق؟
- كريمة السعدي صراخ المكلوم وسط خوار مستمر؟!
- جمعية الاعلاميين الاكاديميين مقتل الدكتور محمد بديوي استمرار ...
- بمناسبة عيدها ..المرآة والغربة والفن


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحناوي - العراق بين ثورة للتصدير وفكر للتكفير