أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - أبشروا الأرض والمستقبل لكم.















المزيد.....


أبشروا الأرض والمستقبل لكم.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 19:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- حول انتشار الإلحاد واللادينية فى العالم العربى

أعلن الشيخ على جمعه مفتى مصر أن نسبة الملحدين فى مصر تصل إلى 12.5% من الشعب المصرى مبدياً دهشته وإنزعاجه الشديد من تصاعد الإلحاد فى مصر .
جاءت نسبة ال12.5 % من إستطلاع رأى أجراه الأزهر على 6000 مواطن مصرى والمعروف فى إستطلاعات الرأى أنها قريبة جدا من الواقع لتعاملها مع عينات عشوائية من المواطنين أصحاب أعمار وثقافات مختلفة ومن مناطق سكنية وحضرية مختلفة ليبقى الإحصاء الذى إعتمده الأزهر الأكثر دقة ومصداقية كونه يأتى من أكبر مؤسسة دينية لن تدعى شيئا ليس موجوداً بل يسئ لها أن تعلن عن وجوده .
علي جمعة: نسبة الالحاد 12,5 ٪-;-
https://www.youtube.com/watch?v=lTRJqVCeB3c
http://www.youm7.com/story/2014/9/8/%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%AC%D9%85%D8%B9%D8%A9__125_%D9%85%D9%86_%D8%B9%D9%8A%D9%86%D8%A9_6000_%D8%B4%D8%A7%D8%A8_%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%89_%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%A7_%D9%85%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D9%86/1854919#.Q87vllclhLk

نسبة الملحدون من شعب مصر 12.5 % أثلج صدرى بل الأقل منها يسعدنى لأحس أن كتاباتى وجهدى أتى بثمار جيدة كما أثلج صدر كل من يعتنى بالفكر والإلحاد فهناك حراك حقيقى وثورة فكرية حادثة لا يوجد من يحتفى بها ويرعاها ويضعها فى الصدارة بحكم تخلف ورجعية أجهزة الاعلام التى لن تحتفى بالطبع بهذه الحالة بل ستنال منها سباً ولعناً وتشويهاً وإزدراءاً .

إستطلاع الازهر هو الأحدث ليكون هناك إستطلاع قديم أجرته جامعة إيسترن ميتشيغان الأميركية صادرة عن مؤسسة "بورسن مارستلير" بنيويورك، كشف أن عدد الملحدين في مصر وصل إلى 3% من عدد السكان، أي أكثر من مليوني ملحد وذلك على أثر الحراك الشعبي فى ثورة 25 يناير 2011 لنندهش من أرتفاع تلك النسبة فى غضون ثلاث سنوات وعلى كل حال نحن لسنا كالدينيين الذين يفرحون ويهللون عندما ينضم أحد لقبيلتهم متخلصاً من خرافته ليرتمى فى حضن خرافتهم فهذا المشهد لا يعنينا وإنما يعنينا هذا الحراك والتدفق والإنتشار والتمدد والحضور فهناك ملايين من البشر تحرروا من وهم الخرافة وفى سبيلهم لبناء أوطانهم علاوة على كونهم حائط صد قوى ضد التيارات الدينية الرجعية . كما نتلمس خوف ورعب المؤسسات الإسلامية والمسيحية من إنتشار الإلحاد كما هو واضح من كلام شيخ الأزهر والكنيسة لتُجيش الجهود لمواجهة الإلحاد وياليت تلك الجهود فى إطار الإقناع والمحاججة ومواجهة الفكر بالفكر بل حث السلطات على إصدار القوانين التى تطارد الملحدين وتحريض الرئيس على مطاردتهم ومحاكمتهم فلا يمتلك هؤلاء البؤساء سوى هذا النهج فهكذا هو الإيمان الدينى لم يعرف يوما الحوار والمنطق سبيلاً وهذا من هشاشته ودوغمائيته .

أجمع محللى هذه الحالة أن هذه الزيادة الهائلة فى نسبة الملحدين ظهرت مع مايعرف بثورتى 25 يناير و30 يونيو كرد فعل لتصاعد التيار الدينى المتطرف فى المجتمع وشراسة وتزمت الإخوان والسلفيين ورموزهم من مشايخ قدمت فتاوى وأراء شديدة الرجعية والتخلف ساهمت كثيراً فى نفور الشباب من التراث الإسلامى ولعلك تلحظ هذا من مجموع الأراء والتعليقات على هذا الرابط .
http://www.elaph.com/Web/News/2014/10/949085.html
يحللون أسباب تصاعد الإلحاد فى المجتمع المصرى كردة فعل لسطوة الفكر الدينى المتطرف وخطابه المتشدد وأطروحاته المتزمتة واللاعقلانية ليعتنوا من هذا المنظور التقليل من الإلحاد كظاهرة إيجابية تحررية وليصنف كحالة سلبية نتجت من واقع سلبى وليس كونه فكر تنويرى جدير بالإعتناء .
لا أرى فى هذا التوصيف والتحليل إساءة للفكر الإلحادى بالرغم أن مروجى هذه الرؤية يريدون الإنتقاص منه , فتاريخ تطور الأفكار والنظريات جاء من مخاض صراع مع أفكار قائمة عفنه ولا توجد فكرة أو نظرية نشأت بدون الضد لذا لا أعتبر هذا السبب الذى يسوقونه إنتقاص من الإلحاد بل قل أن التصادم شئ طبيعى ليندفع الإنسان للتفكير فلا يوجد ما يدفع الإنسان لإنتاج أفكار وإتخاذ مواقف إلا من أزمات وصراعات تفرض ذاتها وهذا حال أى فكر فهو لن يخرج إلا من معاناة وضرورة ومن رحم صراع مثل حال تدين المصريين وتزايد الهوس الدينى منذ سبعينيات القرن الماضى فقد جاء بعد حالة إنكسار مجتمعى من إخفاق مشاريع مدنية وقومية وغيرها من الأسباب الأخرى دفعت المصريين للهوس والحالة الدينية , وليبقى فى النهاية القول المنطقى بأن وجود أسباب قوية تؤثر على المناخ الثقافى وتدفعه فى إتجاه معين لا يعنى هذا صحة الفكر فى حد ذاته فليس معنى شيوع فكر أنه يعنى صحته , فإنتشار التدين أو الإلحاد لا يعنى التسليم بصحتهما على المستوى الفكرى والنقدى فالذى يحدد الصحة هى قدرة الفكرة على تقديم نفسها كثقافة قوية منطقية مُتماسكة متمكنة تخوض معارك نقدية وتضع نفسها على مذبح النقد بلا خوف أو وجل أو تردد.

هناك آخرون يحللون تصاعد الإلحاد لغياب المؤسسات الدينية عن القيام بدورها ليندهش المرء من هذه الحجة المهترئة البالية التى يتم الدفع بها دوماً وكأن حالة الهوس الدينى التى إجتاحت فكر الإنسان المصرى ليست كافية وذات قصور وتحتاج المزيد من الهوس لأقول أن أى ملحد مبتدأ قادر أن يُوقف طابور من الشيوخ والكهنه أمامه فلا يستطيعون الرد على نقده وحجته بل أقول أن الإلحاد يبنى ذاته فى المجتمعات الدينية على هشاشة الأديان ذاتها وليس من قاعات دراسة الفلسفة بل كلما تصاعد الهوس الدينى كلما تواجد الإلحاد بقوة فارضاً ذاته .
خذ هذا الخبر القنبلة الذى يؤكد عكس ما يروجون له من أن الإلحاد يأتى لعدم التأسيس والإعتناء الجيد للمجتمعات بالإيمان الإسلامى لنرى المملكة السعودية الراعى الرسمى للإسلام ومنشأه والمحافظ والداعم الأكبر والسخى للإسلام السنى قد تصاعد فيه عدد الملحدين لتصل النسبة مابين 5 إلى 9% من مجموع عدد سكان المملكة حسب تقرير أذاعته قناة france 24 بأن نسبة الأشخاص الذين يعتقدون أنهم ملحدون هي الأعلى في السعودية عربياً بحسب تقرير لمعهد غالوب الدولي الذي يتخذ من زيوريخ مقراً له وهى نسبة مُفاجئة وغير متوقعة نظراً لطبيعة المجتمع السعودي المحافظ الذي يخضع لتطبيق صارم للمبادئ الإسلامية.. هذه النسبة هي الأكثر ارتفاعاً مقارنة مع دول عربية أخرى حتى تلك التي تُعرف بميولها العلمانية كتونس ولبنان حيث أن هذه الدراسة بينت أن نسبة الإلحاد في هاتين الدولتين لا تتجاوز 5 % من مجموع السكان .
السلطات السعودية أصدرت منذ شهور مراسيم تعتبر التشكيك بمبادئ الديانة الإسلامية والإلحاد إرهاباً، محاولة منها متوهمة بإجتثاث الإلحاد من البلاد قبل أن يتوسع ويخرج عن السيطرة , فنسبة الملحدين في السعودية بالفعل مُرتفعة ومُفاجئة نظراً لطبيعة المجتمع السعودي المحافظ . فما الذي يدفع السعوديين إلى إعلان إلحادهم وهل إصدار السلطات السعودية لمراسيم ملكية منذ بضعة شهور بأن التشكيك في مبادئ الديانة الإسلامية والإلحاد يعتبر إرهاباً ستكون مُجدية .؟!
رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في الرياض أنور العشقي أكد في إتصال مع france 24 أن هذه الظاهرة تسللت إلى المجتمع السعودي نتيجة عدة عوامل أبرزها التطبيق المتشدد لمبادئ الديانة الإسلامية في المجتمع السعودي والتربية الصارمة التي يتلقاها الأبناء داخل الأسر وفي المجتمع إجمالا والتي تولد ردود فعل عكسية يدفعهم إلى الإلحاد عوض التدين المفرط. كما يعتقد رئيس مركز الدراسات أن وسائل الإعلام الحديثة ومواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي لعبت دوراً محورياً في انتشار الظاهرة لأنها خرجت بهذه الأفكار من السرية إلى العلن وأضفت عليها بعداً واقعياً، كما ضمنت وسائل الاتصال الحديثة إنتشاراً أوسع لهذه الأفكار في كل طبقات المجتمع السعودي التي أصبحت تتفاعل فيما بينها بشكل أكثر حيوية مما كانت عليه من قبل. فأصبح توتير وفيس بوك الفضاء المُفضل للتعبير عن الآراء المختلفة حتى تلك المثيرة للجدل في المملكة ذلك أن هذه المواقع تضمن حداً معيناً من السرية والحصانة.
ظاهرة الإلحاد في السعودية قد تكون بالفعل متنامية بشكل جدي وهو ما يفسر الاهتمام الحكومي بها وتجريمها وتلك الأموال السخية التى تنفق على المرتزقة كأمل واهم بالتصدى للإلحاد وقطع الطريق أمام إنتشاره في المجتمع المحافظ ليحظى موقع الحوار المتمدن على بعض هؤلاء المرتزقة ولكن للأسف هم من البلاهة والتهافت ليساهموا فى نشر الإلحاد وتقبيح دينهم أكثر .!
نسبة الملحدين في السعودية تتراوح بين 5 و 9 بالمئة
https://www.youtube.com/watch?v=7l0wzbppqIA

هناك تفسيرات تقليدية لا ترمى لتبيان أن سبب انتشار الإلحاد هو قوته كفكر بقدر الرغبة فى النيل منه وذلك بالقول أن المنجذبين للإلحاد يعانون حالات نفسية وإجتماعية رافضة ومتمردة علاوة على غياب الإستقرار النفسى الذى دفعهم لتبنى الفكر الإلحادى والتخلص من الموروث الدينى .
فى الحقيقة لا أعتبر تلك الرؤية أيضاً مُسيئة ومُزعجة بالرغم أنها تهدف التقليل والإزدارء والحط من الفكر الإلحادى , فالحقيقة أن الإنسان حالة فكرية شعورية فى إطار وضعية نفسية وإلا إعتبرنا التفكير الإنسانى كبرمجة الكمبيوتر , فالإنسان ينخرط فى فكرة تلبى حاجاته النفسية وقناعاته لتحقق توازنه النفسى بل الإيمان ماهو إلا حاجات نفسية لم يعرف العقل الدينى يوماً سبل المنطق فيها وقد رصدت فى سلسلة مقالات " لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون " الكثير من الحاجات النفسية العميقة التى تدفع الإنسان للإيمان بالخرافات والتشرنق داخلها ولكن يبقى على من يدعى بفكرة أن الإلحاد حالة نفسية فقط أن يرصدها ويوثقها بالرغم إننى لا أنفى أن الإلحاد تركيبة شخصية خاصة بجوار حالة فكرية فحسب خبرتى فالملحد يتسم بدرجة ما من الجرأة والتماسك والمصداقية والتحدى والقدرة على المواجهة ليواجه نفسه أولاُ قبل مواجهة الآخرين .كما حرى بهم أن يقفوا أمام الإلحاد بالحجة والمنطق والعلم إذا كانوا يقدرون بدلا من الغطرسة والخواء والهشاشة التى تعتريهم .

هناك أقوال أخرى بائسة كالتى تعتبر ظهور الإلحاد وإنتشاره نتيجة مؤامرة وغزو ثقافى غربى ولا مانع لديهم ان يدخلوا سلطة الصهيونية والصليبيبة والماسونية فيه وهى بالفعل أقوال شديدة التهافت والبؤس فلو تصورنا أن هذه الرؤية حقيقية جدلا فهذا يعنى أن ثقافة الغرب جامحة قوية بقدرتها على إختراق ثقافتنا البائسة الهشة التى لا تستطيع ان تقدم شيئا لمواجهة الإلحاد فكرياً سوى التعسف والمصادرة والملاحقة كما يحدث وكما أوصى العلماء والشيوخ بتحريض السلطات على النيل من الملحدين وما قانون إزدراء الأديان إلا سيف مسلط لكل عقل حر يبغى التحرر ولنقول فى النهاية أن الأفكار القوية تصمد وتنتشر ويزداد بريقها مهما حاول البعض إزدرائها وتقبيحها والنيل منها بشكل عنيف .
مهما إتفقنا أو إختلفنا فى تحليل الإلحاد وأسباب انتشاره فتبقى قضية فكرية لا يستطيع أحد أن ينكرها ,فالإلحاد يطرح فكر قوى وقضية فكرية لها فلسفتها ومقوماتها وأطروحاتها وحججها ومنطقها وجدير من يتعامل معها أن يفندها ويضحدها إذا كان يمتلك فكر قادر على مواجهة الإلحاد .

من إرتفاع الإلحاد فى مصر والسعودية فلننطلق للكتابة عن ماهية الإلحاد حتى لا نتماهى فى زهوة الأخبار المُفرحة , فبداية من خلال خبرتى الممتدة عبر سنين طويلة بالملحدين العرب والمصريين منهم أقول أن الإلحاد نتاج طبيعى وحتمى لحالة لادينية أى جاء الإلحاد من رحم اللادينية فى ظل ثقافة مجتمعية دينية تطرح فكرة الله والدين بقوة ,لذا فكل الملحدين هم لادينيون بالضرورة ليكون الإلحاد فى صورته الشائعة عدم الإيمان بوجود الإله الإبراهيمى فى صورته الإسلامية والمسيحية واليهودية وليتحرك معظم الملحدين فى هذا الإطار لتجدهم أساتذة فى النقد الدينى لا يستطيع جهابذة أهل الإيمان التصدى والصمود أمام نقد الملحدين للأديان ويعود هذا إلى هشاشة الفكر الدينى ذاته وتناقضاته وهراءه من جهة بالإضافة إلى
ثقافة الملحد الذى يمتلك أدواته النقدية بقوة وتمكن من جهة أخرى .

ذكرت أن معظم الملحدين جاءوا من رحم اللادينية , فالملحد لادينى بالضرورة ولكن ليس كل لادينى هو ملحد , فاللادينية هي عدم الإيمان بأي دين كونه تراث وإنتاج فكرى بشرى يُعبر عن رؤية إنسانية ذات فهم ومعايير ذاتية مرتبطة بحجم معرفى وإدراكى محدد مؤطر بشدة فى هوية إجتماعية تخلق الإنتماء والعاطفة مع تواجد مشروع سياسى وسياسيين يروجون له سواء أكانت خطوطه السياسية وملامحه واضحة العيان أو متوارية .
اللادينية عنوان عريض يندرج تحته الكثير من التوجهات والقناعات الفكرية والفلسفية والعلمية المرتبطة بالأسئلة الجوهرية عن الكون والحياة ولكن تبقى اللادينية مفهوم يعتبر أي دين أو مُعتقد هو مُنتج بشري الصنع. أما علاقة اللادينية بالإلحاد فالملحد هو لاديني ولكن العكس لا يشترط الصحة، لذا يمكن تقسيم اللادينيين من حيث نظرتهم إلى الآلهة :
- الملحدون هم الذين يرفضون فكرة وجود قوى غير طبيعية كالآلهة رفضاً صريحاً وقاطعاً وبالطبع كل ما يرتبط بها من أديان وكتب ورسل .
- اللاأدريون هم الذين لا يتخذون موقفاً معيناً ومحدداً من قضية الألوهية بإعتبارها كما يتصورون مسألة غير محسومة ولا تحمل أهمية جوهرية بالنسبة للإنسان فهم لا يرفضون بوجود آلهة ولا يعتقدون بها فى ذات الوقت .ولكن موقفهم حاسم برفض الإله الإبراهيمى مثلا فى كل تمظهراته وكل الآلهة الأخرى .
- الربوبيون أو الألهيون هم الذين يعتقدون بوجود قوة ما واجدة ومُسيرة للكون ولكن ليس بمفهوم الإله الشخصي أو الخالق الذى صورته الأديان فهى قوة منظمة ومُسيرة للوجود والحياة فحسب يجهلون طبيعتها وإن مال البعض منهم إلى إعتبارها قوة مادية لذا فهى لا تنتظر مراسيم الطاعة والعبادة ولا مُعتنية بإرسال رسل أو تجهيز نعيم أو جحيم .

ليست هناك مدرسة فلسفية واحدة تجمع كل الملحدين، فمن الملحدين من ينطوي تحت لواء المدرسة المادية أو الطبيعية أوالوجودية أو العدمية ولكن كل الملحدين يميلون سياسياً تجاه العلمانية .
يمكن تصنيف الإلحاد كإلحاد قوى إيجابى وإلحاد ضعيف سلبى ولكن ليس بنفس نهج المؤمنين النابذ المتعالى الأجوف لذا يمكن القول أن هناك إلحاد سلبى رافض وجود إله بينما الإيمان القوى بعدم وجود أية آلهة هو الإلحاد القوى الإيجابى . الملحد الإيجابى ينفي وجود الله و يستعين بنظريات علمية وفلسفية لإثبات ذلك، بينما الملحد السلبى يكتفي فقط بعدم الاعتقاد بالله نظراً لعدم قناعته بما يقدمه المؤمنين من فرضيات عنه , إذن نحن أمام نوعين من الإلحاد إما عدم الإيمان بوجود الله كإلحاد سلبي أو الإيمان بعدم وجود أى آلهة كإلحاد إيجابي أو فلنقل إلحاد ثوري , فالأول "إنعدام" الإيمان به بينما الثاني "إيمان بعدمية" وجوده .
الإلحاد الضعيف الرافض وجود إله يأتى نتيجة عدم وجود أى دلائل أو إثباتات على وجوده من المروجين لفكرة الإله كونه فكرة خيالية إنسانية بل هى فكرة وفرضية مليئة بالثقوب بينما الإلحاد القوى المتمثل فى الإيمان بعدم وجود إله فهى ترفض الفكرة فى ذاتها وبإطلاقها وبكل صيغها وحسب تعريفى ورؤيتى للإلحاد القوى الإيجابى فأراه الوعى بأن سبب الكون يتضمنه الكون في ذاته وأن ثمة لا شيء وراء هذا العالم بمعنى أن رفضى لعدم وجود إله ليس مبنى على أطروحة الفكر الدينى المهترئة التى تقدم فكرة الإله بكل سقطاتها وتناقضاتها وهشاشتها وعدم معقوليتها بل لأن الوجود المادى لا يحتاج لآلهة فى الأساس فهو وجود مادى يفسر ذاته بذاته ويؤكد هذا قانون حفظ وبقاء المادة , وأن طبيعة المادة حركة فلا تحتاج لمن يدفعها , وأن المادة تسبق الوعى , وأن المعنى فكر إنسانى إنطباعى على الأشياء فلا وجود للمعنى فى ذات الاشياء , وأن هناك تطور يفرض ذاته ,فهنا انا لا أحتاج لدحض وتفنيد ونقد فكرة وأساطير خرافية مهترئة فلى ما يتضمنه الكون فى ذاته لأؤكد إستحالة وجود آلهة .
لا أعتنى كثيرا بقصة تصنيف الإلحاد إلى قوى وضعيف فهى ليست ذات معنى وجدوى إلا لفكر صاحبها فقط فلن يكافئ ويُجزى الثواب للملحد القوى ولن تنال الحياة من الملحد الضعيف فلا يوجد فى الإلحاد هذا الفكر الإستقطابى الحاد النابذ الفارز للبشر بمعنى أن الملحد السلبى لن يخرج من الإلحاد ولن ينال الملحد القوى التعظيم والتبجيل فلا جنه فى الإلحاد بل فكر وقناعات إنسانية ولكل إنسان ما يراه فإذا كان الإلحاد يقبل المؤمن فى إطار مجتمع علمانى فمن السهل أن يقبل تنوع الأفكار فى داخله .

لى رؤية تحليلية تصل لحد الثقة بأن الإسلام المؤدلج فى عالمنا العربى سينحسر ويندثر وأعنى بذلك إنحسار وإندثار أدلجة الإسلام وتسيسه ونهج إستدعاء تراثه القديم وتفعيله ليبقى إسلام المعبد فقط ولفترة ليست بالقليلة وإذا كانت هذه الرؤية قد يراها البعض شديدة التفاؤل فالواقع يقول أن موجة الإسلام المؤدلج المتطرف فى أوجها فكيف تعتبره إلى إنحسار لأقول أن هذا التصاعد هو الذى يبشر بالإنحسار فهى معركة النفس الأخير وحلاوة الروح كما يقولون فكما أشرت أن الصراع يستزف القوى المتصارعة لتنفق كل طاقتها قبل إنهيارها لتصل لذروة عراكها يضاف لذلك هذا الإنتشار الرائع للادينية والإلحاد الذى يبشر بأن هناك أجيال جديدة ستقف وتتصدى وتُحجم قوى التخلف والرجعية .

العلمانية ستدخل عالمنا العربى من الملحدين واللادينيين العرب بالرغم أن العلمانية تفتح صدرها لكل البشر للإنضمام والإقتناع بها ولا تشترط ان يكون العلمانى مُلحد أو لادينى فمن الممكن جداً أن يكون العلمانى ذو توجه دينى فلا مشكلة فى ذلك على الإطلاق , فالعلمانية تقوم على رؤية فصل الدين عن السياسة أى فلتؤمن بما تريد ولكن لا تستدعى مشروعك الدينى فى التعاطى السياسى وهذا ماحدث فى أوربا لتستطيع المسيحية التواجد والتعايش فى رحاب العلمانية ولكن نظرا لغباء وصلف وتوحش المؤسسات والمرجعيات الدينية الإسلامية فى التعاطى مع العلمانية فقد تبنى الملحدون واللادينيون العلمانية ليدخلوا بقوة فى تحدى للقوى الرجعية .

الإلحاد واللادينية ستحلا مشاكل كبيرة وعويصة بالجملة وبأيسر ما يكون فمثلا سينتهى الصراع العربى الإسرائيلى أو الصراع الإسلامى اليهودى بين ليلة وضحاها فقد سقطت الخطابات الدينية المؤججة للصراع ليصبح صراع حقوق وتعايش فقط , كما ستزول الصراعات الدينية والطائفية فى المنطقة فلا معنى لصراع إسلامى مسيحى أو سنى شيعى ,فالإلحاد واللادينية سيسقطان هذه القضايا وسيمحونها من الوجود .

أكرر رؤيتى بأن الإنسان العربى لن يشهد تحرر وتطور وتحضر إلا بعد أن يراجع كل منظومته الفكرية عن الإله والأديان فبدون ذلك تكون كل محاولات الإصلاحات السياسية والإقتصادية كمن يحرث فى الماء .

عندما يتحرر العقل من إستبداد فكرة الإله التى هيمنت وشوهت نفوسنا وعقولنا فلا تقلقوا من المستقبل ومشكلات الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية فالإنسان حينها سيكون قادر على المواجهة والتغيير بعد أن اصبحت عيونه نظيفة وعقله متحرر من الوهم والعجز والضعف والإتكاء .

الحق الحق اقول لكم .. إن الأرض والمستقبل للإلحاد ولن يمر هذا الجيل إلا وترون أولادكم وأحفادكم يتمتعون بنعمة الإلحاد وكل المجد لحرية العقل .

دمتم بخير.
لو بطلنا نحلم نموت .. طب ليه مانحلمش .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موائمات وتوازنات ومعالجات سياسية تحولت لمقدس- تديين السياسة ...
- مجتمعاتنا سبابة لعانه بسند ورخصة إلهية- الدين عندما يشوه إنس ...
- الأقوال السديدة فى تفنيد فكرة الإله العتيدة-خربشة عقل على جد ...
- تناقضات الأحاديث مع القرآن-تناقضات فى الكتابات المقدسة جزء ث ...
- تأملات فى ماهية الإنسان والحياة.
- للنذالة أصول –فى الشريعة –جزء ثان
- ذبح العدل والمساواة والحقوق على مذبح الشريعة الإسلامية -جزء ...
- سوبر ماركت أم تناقضات أم موائمات .
- يلعنكم-الكتابة بالصور-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء سادس
- داعش المعركة قبل الأخيرة فى صراع الثقافات
- حاجة تقرف..هوا مفيش حاجة حلوة.
- قضيتان للنقاش .. ما العمل ؟!
- منطق الله الغريب !.
- من فلسفة الجمال ندرك ماهية الحياة والوجود والإنسان .
- وإسرائيل أيضا على هدى الحبيب المصطفى .
- على هدى الداعش الكبير .
- داعش الوجه الحقيقى للإسلام ولكنها تفرط أيضا.
- إما تؤمنون بحق إسرائيل أو تكفرون أو تدركون بشرية الأديان.
- مازال ملف حماس مفتوحاً فى أسئلة محددة تطلب إجابات محددة.


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - أبشروا الأرض والمستقبل لكم.