أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - للنذالة أصول –فى الشريعة –جزء ثان













المزيد.....

للنذالة أصول –فى الشريعة –جزء ثان


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 15:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- ذبح العدالة والحقوق على مذبح الشريعة الإسلامية -جزء ثان .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (58).

هذا هو الجزء الثانى من سلسلة " ذبح العدالة والحقوق والمساوة على مذبح الشريعة الإسلامية " ونظرا لحجم الإنتهاكات والإجحاف واللاعدالة فى الشريعة فسنعتنى فى هذا الجزء بتناول بعض مشاهد الإجحاف والبلادة والقسوة التى تنال المرأة فلا يكون تحقيرها وإذلالها بشكل معنوى فقط من خلال زخم من الآيات والأحاديث بل بممارسات عملية وقوانين ممنهجة تُجهز على إنسانيتها وكرامتها ككائن بشرى كما تفتح الباب على مصراعيه لنذالة الرجل كى تتواجد وتنطلق وتتوحش لتعلن عن بشاعتها لنقول ان للنذالة أصول .!

* لا يجب ولا يلزم الزوج علاج زوجته إذا مرضت .!
ذهب جمهور الفقهاء وفيهم الأئمة الأربعة والظاهرية إلى أن ما يجب على الزوج في النفقة ثلاثة أشياء: الطعام، والكسوة، والسكن ,وأن الزوج غير مُلزم بعلاج زوجته إذا مرضت على نفقته .
قبل الولوج فى إستحضار حكم المذاهب الأربعة وجمهور العلماء الذين لم يلزموا الزوج بتحمل مصاريف مداواة الزوجة عند مرضها ليعفوه عنها ,فلنا أن نشير إلى المصادر اللاتى إتكئوا عليها فى حكمهم فهناك آية سورة الطلاق 6:( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ). وكذلك سورة البقرة الآية 233( وعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ).كتحديد وإلزام لأوجه النفقة وهناك أيضا السنة النبوية التى تؤكد ذلك فقد حدد رسول الاسلام حق الزوجة في الطعام، والكساء فقط في خطبته الشهيرة "حجة الوداع" بقوله: "اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله وإن لكم عليهن أن لا يواطئنَّ فرشكم أحداً تكرهونه. فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"- أخرجه مسلم في كتاب الحج، برقم: 147.- وقوله ايضا :"إن لكم من نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً فأما حقكم على نسائكم فلا يواطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن"- أخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح، برقم: 1851
لذا ذهب جمهور الفقهاء فى المذاهب الأربعة إلى أن الزوج لا يجب عليه نفقة العلاج والدواء لزوجته فما يجب على الزوج في النفقة ثلاثة أشياء: الطعام، والكسوة، والسكن ,ليعللون عدم إلزام الزوج بعلاج زوجته بأنه ليس من الحاجات الضرورية المعتادة وان النص القرآنى والنبوى حدد أوجه النفقه .
قال الإمام الشافعي في "الأم" (8/337) : " ليس على رجل أن يضحي لامرأته ولا يؤدي عنها أجر طبيب ولا حجام " .- وجاء في "شرح منتهى الإرادات" (3/227) : " ولا يلزمه دواء ولا أجرة طبيب إن مرضت -;-لأن ذلك ليس من حاجتها الضرورية المعتادة بل لعارض فلا يلزمه ".
وبالنسبة للمذهب الحنفي، جاء في حاشية ابن عابدين أن النفقة هي الطعام والكسوة والسكن وأنه لا يلزمه مداواتها فلا يجب على الزوج غير هذه الأشياء الثلاثة - حاشية ابن عابدين: ج5/223.
وصرح الكاساني بأن الزوجة لو مرضت في الحضر كانت المداواة عليها لا على الزوج -بدائع الصنائع للكاساني ج4/29 - وجاء في فتح القدير أن شمس الأمة الحلواني قال: إذا مرضت مرضاً لا يمكن الانتفاع بها بوجه من الوجوه تسقط النفقة!- فتح القدير للكمال ابن الهمام الحنفي: ج4/347
بالنسبة للمذهب المالكي فقد نص الشيخ خليل على أنه يجب لممكنة مطيقة للوطء على البالغ وليس أحدهما مسرفاً قوت وإدام، وكسوة، ومسكن - مختصر خليل مع شرح الخرشي: ج4/183 - وقال الخرشي عند قول المختصر لا مكحلة ودواء وحجامة وثياب المخرج يعني أن الرجل لا يلزمه المكلحة وكذلك لا يلزمه الدواء عند مرضها لا أعياناً ولا أثماناً ومنه أجرة الطبيب. - مختصر خليل مع شرح الخرشي: ج4/187
وبالنسبة للمذهب الشافعي صرح إمام المذهب أن الزوج لا يكلف غير الطعام العام ببلده الذي يقتاته مثلها، ومن الكسوة والأدم بقدر ذلك ج5/115- ونقل عنه الماوردي قوله : ليس على رجل أن يضحي لامرأته ولا يؤدي عنها أجر طبيب ولا حجام - الحاوي الكبير للماوردي: ج11/435
وعلل السيوطي قول الشافعية بعدم استحقاق الزوجة الدواء للمرض ولأجرة الطبيب بأن هذه الأمور لحفظ الأصل، فكانت عليها كما يكون على المكري ما يحفظ العين المكراة , وذكر أنه يلزم الزوجة الطعام والأدم في أيام المرض فقط - روضة الطالبين للنووي: ج6/460 .
وبالنسبة للمذهب الحنبلي ذكر ابن قدامة أن الزوج لا يجب عليه شراء الأدوية ولا أجرة الطبيب لأنه يراد لإصلاح الجسم فلا يلزمه وتجب عليه كسوتها بإجماع أهل العلم - المغني لابن قدامة: ج9/235 .
وبالنسبة لابن حزم، فإنه صرح بأن الذي على الزوج كسوة الزوجة ـ مذ عقد النكاح ـ ونفقتها وما تتوطاه وتتغطاه وتفرشه، وإسكانها كذلك أيضاً صغيرة أو كبيرة ,ذات أب أو يتيمة ,غنية أو فقيرة – كتاب المحلى لابن حزم: ج9/112
هذه هي أقوالهم في المسألة، بأن الزوج لا يلزمه لزوجته غير إطعامها، وإكسائها، وإسكانها اى لا حق لها لو تظلمت فى المحاكم الشرعية عن عزوف زوجها عن تحمل مصاريف علاجها .. فهل يجوز لنا التعليق بعد هذه النذالة واللإنسانية !!

هناك فقهاء محدثون أحسوا ببشاعة هذه القسوة والإجحاف والنذالة التى تجعل الزوج يعزف عن علاج زوجته فأفتوا بوجوب وليس إلزام الزوج على تحمل مصاريف العلاج مع القدرة ولتلاحظ أولا قول "وجوب" وليس "إلزام" ومع "قدرة الزوج" أيضا مستندين إلى قوله : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19 ليفسرون العشرة بالمعروف هى الاعتناء بعلاج الزوجة ولكن تبقى الآية والحديث المحدد بالنفقة فى المأكل والمسكن والملبس وإجماع الأئمة ورهط الفقهاء بنفى إلزام الزوج بتحمل مداوة زوجته هو الحاكم بإعتبارهم المصدر والأصل للشريعة الاسلامية المُبتغاة ولا عزاء للنساء فللنذالة أصول .

* الزوج غير ملزم بنفقة حج زوجته. !
هل بعد أن تخاذل الزوج عن مصاريف علاج زوجته فهل نتوقع أن الشرع سيلزمه بتكاليف حج زوجته ولكن الشرع والفقهاء لا يبخلون علينا بتأكيد كل قبيح ,فجمهور الفقهاء يتفقون بلا إختلاف على عدم وجوب ولا إلزام الزوج بتحمل مصاريف رحلة الحج حتى ولو كان غنيا فعن فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" 11/35 :" لا يُلزم الزوج شرعاً بنفقات حجها وإن كان غنياً ، وإنما ذلك من باب المعروف ، وهي غير ملزمة بالحج لعجزها عن نفقته .وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
وجاء أيضا في فتاوى اللجنة الدائمة (11/94) : "لا يجب على الزوج لزوجته نفقات حجها مثل ما تجب عليه نفقات أكلها وكسوتها وسكناها ، ولكن بذله من باب حسن العشرة ومكارم الأخلاق ، ويجب لها عليه في سفر حجها ما يقابل نفقتها حال كونها مقيمة وكذلك الزوج لا يجب عليه أن يحجج زوجته حتى لو كان غنياً بل ذلك من باب المعروف والإحسان إليها لأن إحجاج الزوجة ليس من ضمن النفقة الواجبة على الزوج . فالنفقة الواجبة على الزوج لا يدخل فيها دفع نفقات حجها قال تعالى :(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) سورة الطلاق الآية 6 . وقال فى البقرة الآية 233 :( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ).وجاء في الحديث عن حكيم بن معاوية قال : (قلت : يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال : أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تقبح الوجه ولا تهجر إلا في البيت ) رواه أبو داود وقال الألباني حديث حسن صحيح .صحيح سنن أبي داود 2/402 . - كما قال النبي في خطبة حجة الوداع :( ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم ... ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا لهن في كسوتهن وطعامهن ) رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح -سنن الترمذي مع شرحه التحفة 4/274 .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان لباني .
من هذه النصوص والفتاوى والتأصيلات نجد أن النفقة الواجبة للزوجة على زوجها إنما هي السكن والطعام والكسوة ولا يدخل في ذلك نفقة حجها ولا تعليق سوى أن للنذالة أصول .

- للنذالة اصول : كلبه ومات .
المصيبة لا تقف عند عزوف الزوج عن علاج زوجته أو حجها بل هو غير مُلزم بتكفينها فهى كلبه وماتت ولم يعد لفرجها فائدة .!
فى الشرع الاسلامى تكفين الميت فرض كفاية على المسلمين وفرض كفاية على الأحياء فإذا قام به البعض ولو واحدا سقطت عن الباقين فلا يكلفون بها ولكن ينفرد بثوابها من قام بها كما يجب تكفين الميت من ماله الخاص .
قالت المالكية والحنابلة والحنيفية : لا يلزم الزوج بتكفين زوجته ولو كانت فقيرة فإن لم يكن لمن تلزمه نفقته مال كفن من بيت المال إن كان للمسلمين بيت مال وأمكن الأخذ منه وإلا فعلى جماعة المسلمين القادرين مؤن التجهيز كالحمل إلى المقبرة والدفن ونحوه .!
وفى البخاري ج 1/ كتاب الجنائز باب 2/1182 : يجب تكفين الميت من ماله الخاص الذي لم يتعلق به حق الغير، كالمرهون عند الدائن، فإذا تعلق به حق الغير كالدين مثلاً يقدّم الدين عليه، وإن لم يكن له مال خاص فيؤخذ ممن تلزمه نفقته في حال حياته، كالوالد على ولده الصغير أو العاجز، والولد على والديه الفقيرين، ويستثنى من ذلك الزوجة " فالزوج غير ملزم بنفقة تجهيز زوجته ولو كان غنياً وكانت هي فقيرة " . فإن لم يكن لمن تلزمه نفقته مالٌ للكفن فمن بيت مال المسلمين، فإن لم يكن فعلى المسلمين القادرين.!
فى الحنيفية والمالكية والحنابلة كذلك يجب تكفين الميت من ماله الخاص الذي لم يتعلق به الغير كالمرهون فإن لم يكن له مال خاص فكفنه على من تلزمه نفقته في حال حياته , ولو كانت زوجة تركت مالا فيجب على الزوج القادر تكفين زوجته منها (ولا يلزم الزوج بتكفين زوجته ولو كانت فقيرة ) فإن لم يكن لمن تلزمه نفقته مال كفن من بيت المال إن كان للمسلمين بيت مال وأمكن الأخذ منه وإلا فعلى جماعة المسلمين القادرين ومثل الكفن في هذا التفصيل مؤن التجهيز كالحمل إلى المقبرة والدفن ونحوه .
كثيرا لا أجد من الضرورى التعليق ,فالمشهد يفضح بكل البشاعة والقسوة والتبلد والنذالة فلا يبقى لنا سوى القول أن للنذالة أصول .

- فلتغتصب ولكن لا تدع أربع رجال يرونك ولتضرب المرأة راسها فى الحيط .
من الأسباب التى روجت للإسلام السياسى وجعلت له موطأ قدم لتتعاطف شرائح من المسلمين معه كونه يروج للشريعة الإسلامية كأداة حازمة شديدة القسوة على المجرمين لأتذكر غضب الجماهير البسيطة فى بداية ظاهرة إغتصاب الفتيات لترتفع الصيحات الصاخبة الغاضبة المنادية بتطبيق حد الحرابة على المغتصبين فى ميدان عام كتنفيس لغضبهم وإنتقامهم .
فى الحقيقة أن البسطاء من المسلمين أو قل العامة أو قل الغالبية العظمى من المسلمين ليس لديهم أى وعى بالشريعة الإسلامية فما يعتقدونه بأن الشريعة حازمة باطشة على المغتصبين هو خطأ ووهم ,بل على العكس فالشريعة تفتح الطريق للمُغتصب ان يهرب من فعله الإجرامى بل قد يطال المُغتصِبة العقاب .
بداية الإسلام لا يعترف بالإغتصاب كحد فلا يوجد بالشريعة الإسلامية تعريف للإغتصاب ,فالشريعة تتعامل مع هذه الجريمة كفعل زنا بالرغم أن المُغتصبة أُقهرت على ذلك أو يمكن أن يصنفها الإسلام كحد حرابة شريطة أن يكون فعل الإغتصاب مقروناً بإرهاب سلاح .فالفقهاء اصطلحوا على تسمية هذا الفعل بالإكراه على الزنا ، ومن هنا جاء الحكم على هذه الجريمة كحد الزنا لأن غاية المغتصب من جراء هذا الفعل إشباع حاجته الجنسية ، بينما اعتبر فقهاء المالكية أن هذه الجريمة تستوجب تنفيذ حدّ الحرابة لأن مرتكبها مفسد في الأرض .
فى الحالتين يتم التعامل مع هذه الجريمة من حيث الإثباتات والقرائن والتعاطى كزنا حيث يُطلب اربعة شهود ذكور حاضرين للواقعة رأوا ذكره يدخل في فرجها كدخول المرود في المكحلة ولك أن تتصور إستحالة أن يتحقق هذا حتى تحصل المغتصبة على حقها من مُغتصبها ,فالمطلوب أربعة شهود ذكور يشاهدون عملية النكاح فهكذا يتحقق الثبوت والبينة وتطبيق الحد فهل يتصور أحد أن هذا الشرط سيتحقق فالذى يزنى لن يدعو البشر للحضور فهى عملية سرية تتطلب الحرص فى مكان مغلق فما بالك بالإغتصاب كجريمة تطلب الحرص الشديد .

فكرة الأربع شهود من الرجال مذكورة فى القرآن بسورة النساء 15( وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ) وروى مسلم (1498) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رضي الله عنه قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنْ وَجَدْتُ مَعَ امْرَأَتِي رَجُلًا أَؤُمْهِلُهُ حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ؟ قَالَ : (نَعَمْ) !- كما يجدر الإشارة أن الشهود فى هذه الجريمة لابد ان يكونوا كلهم ذكور فلا تقبل شهادة ثمانية نساء لو افترضنا جدلاًً إنهن حضرن عملية النكاح بإعتبار أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل .لذا قال الشيخ ابن عثيمين: ( قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لم يثبت الزنا بطريق الشهادة من فجر الإسلام إلى وقته ، وإنما ثبت بطريق الإقرار ). وهذا يثبت ضياع حق المغتصبة إلا إذا اعترف المُغتصب على ذاته .!

هل بعد هذا الشرط نتصور أن المغتصبة يمكن ان تحصل على حقها ممن إغتصبها ولكن الأمور لا تكتفى بتبديد حق المغتصبة بل يمكن أن تنال العقاب لو كذب المغتصب وزعم ان تلك الفتاة تدعى عليه كذباً وتقذفه بالقول فوفقا لآية سورة النور13 ستُجلد (لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ) كذلك أية النور4(الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) والغريب أن المراة المغتصبة قد ينتهى بها المطاف أن تُدان بجريمة الزنا كونها تعترف بالواقعة ولا تستطيع الإتيان بأربعة شهود لتذكر لنا جمعية الاخوات المسلمات أن 75 يالمائة من النساء في سجون باكستان من المتهمات بالزنا هن في الواقع ضحايا اغتصاب .
http://www.sistersinislam.org.my/news.php?item.273.121

هناك حل طريف يسيقه القرآن فى موضوع الزنا اذا لم يتوفر 4 شهود ذكور فى سورة النور 6: 9 ( وَالّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللّهِ إِنّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ. وَالْخَامِسَةُ أَنّ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللّهِ إِنّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ. وَالْخَامِسَةَ أَنّ غَضَبَ اللّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ الصّادِقِينَ) بمعنى إذا عجز الرجل عن إثبات حالة التلبس بالزنا على زوجته فيمكن أن يشهد بنفسه أنها زانية أربع مرات ، ويؤكد شهادته الخامسة بأن يستجلب لعنة الله عليه إن كان كاذباً، ويمكن لزوجة المتهم أن تدفع عن نفسها وقوع حد الزنا بأن تشهد أربع شهادات بالله بأن زوجها كاذب فى إتهامها ثم تؤكد فى شهادتها الخامسة بأن تستجلب غضب الله عليها إن كان زوجها صادقاً فى اتهامه وبذا يمكن للمُغتصب ان يقسم مائة مرة أن تلك الفتاة كاذبة وكما يقولون فى الامثال : قالوا للحرامى إحلف ..قال جالى الفرج .!

الشريعة الإسلامية على تحجرها لا تقبل بالوسائل الحديثة فى التحقيقات التى تطلب توقيع الكشف الطبى على المغتصبة وتحليل الd.n.a فالشريعة لا تعترف بذلك فتصر على طلب اربعة شهود رجال يرون ذكره يدخل في فرجها كدخول المرود في المكحلة وفقاً لما تم ذكره فى آية سورة النساء ويأتى هذا فى سياق تشدد وتحجر الشريعة فإذا كانوا حتى الآن يصرون على رؤية هلال رمضان بالعين المجردة لافظين دقة الرصد والحسابات الفلكية .
هل لنا أن نعقب على هذا المشهد الغارق فى القسوة والنذالة من جميع الأطراف سواء المُغتِصب أو من يحاكمون , ولا عزاء للمغتصبات فللنذالة أصول .

بماذا نصف هذه التشريعات؟! .. فألا تعنى القسوة والنذالة والبلادة والبداوة تجاه المرأة.. ألا تعنى ان المرأة كلها تختزل فى فرج فقط فمتى فقد صلاحيته للنكاح بالمرض او الموت فلا معنى للإنسانة ,فما يدفعه الرجل من نفقة إعاشة هو مقابل النكاح وغير ملزم أن يلتزم اكثر من المسكن والطعام والكساء فى سبيل متعته .. ألا تختزل المرأة فى قضية ثقب نكاح فقط ولا معنى للحب والإنسانية والحب والرحمة والعشرة .
فى الحقيقة لم أرى فى واقعى نماذج فجة من المسلمين يتعاملون بهكذا شرع فإذا مرضت زوجاتهم يسارعون إلى الطبيب ,وحتى الفقراء منهم لا يتوانوا عن الإقتراض فى سبيل تطبيب رفيقة العمر ,ومنهم من يعتنى بشدة أن يصطحب زوجته معه فى الحج إكراماً لها ,وعندما تموت الزوجة لا تجد من يفكر فى التقاعس والنذالة بالإنصراف عن مصاريف الجناز بل تجد الكثيرون يحاولون أن يعتنوا بأن يكون الجناز والسرادق والقبر مشرفاً لوداع رفيقة الدرب .

مادفعنى للخوض فى تلك النقاط هو مشهد حقيقى لتاجر ثرى جار أعلن لأولاده وزوجته عزوفه عن علاج زوجته ذاكراً أن الشرع لا يكلفه بذلك لأبدأ من هنا البحث فى الشريعة ولأجد بالفعل أن الشرع لا يأمره بذلك ,كذلك لا يلزمه بتحمل مصاريف حج زوجته ولا بتكفينها إذا أراد أن يمارس النذالة لأقصى درجاتها .!
ماذا يعنى وجود مثل هكذا شرائع سوى أنها تفتح الباب على مصراعيه لكل نذل أن يمارس نذالته بثقة وطمأنينة بل تشجع أى نذل أن يعلن عن نذالته بتبجح كصاحبنا ليخرس أى مستهجن لسلوكه القبيح فهكذا هو الشرع وهكذا هو مسلسل إنتهاك المرأة وتحقيرها إلى أقصى درجة وبشكل عملى ملموس ممنهج , وهكذا هى الذكورة الإسلامية التى تنظر للمرأة كثقب للنكاح مقابل المسكن والطعام والملبس فلا حب ولا ود ولا رحمة ولا عشرة ولا يحزنون .
نجد بعد كل هذا القبح من يبحث عن قبح شرائع الآخرين الميتة أو الحية ليخدر نفسه بتلك البشاعة ,ونجد أيضا من يقول بعد كل هذا أن الإسلام دين الفطرة !! ..فهاهى الفطرة مُشبعة بالقسوة والنذالة والبداوة ليعزف عنها المسلمون الطيبون من الإنزلاق فى دروبها ونهجها وتوصياتها
كل الخوف ان ترتفع رايات وميديا الشريعة لتحكم وتتحكم وتشوه البشر ليسارع كل من فى قلبه مرض ونذالة بممارسة قسوته وبلادته ونذالته بأريحية .

مصادر.
http://islamqa.info/ar/128448
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=18627

دمتم بخير وإلى لقاء مع الجزء الثالث من ذبح العدالة والمساواة والحقوق على مذبح الشريعة الإسلامية .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذبح العدل والمساواة والحقوق على مذبح الشريعة الإسلامية -جزء ...
- سوبر ماركت أم تناقضات أم موائمات .
- يلعنكم-الكتابة بالصور-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء سادس
- داعش المعركة قبل الأخيرة فى صراع الثقافات
- حاجة تقرف..هوا مفيش حاجة حلوة.
- قضيتان للنقاش .. ما العمل ؟!
- منطق الله الغريب !.
- من فلسفة الجمال ندرك ماهية الحياة والوجود والإنسان .
- وإسرائيل أيضا على هدى الحبيب المصطفى .
- على هدى الداعش الكبير .
- داعش الوجه الحقيقى للإسلام ولكنها تفرط أيضا.
- إما تؤمنون بحق إسرائيل أو تكفرون أو تدركون بشرية الأديان.
- مازال ملف حماس مفتوحاً فى أسئلة محددة تطلب إجابات محددة.
- لماذا لا يثور الفلسطينيون على حماس ويعزلوهم.
- نظرياتى فى فهم الوجود والحياة والإنسان .
- فشنك - تسالى رمضانية (5).
- عذراً أنتم لم تنتبهوا-تسالى رمضانية(4).
- تأملات فى مشاعرنا وأعماقنا وزيفنا.
- تسالى رمضانية(3)-الأديان بشرية الفكر والهوى .


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - للنذالة أصول –فى الشريعة –جزء ثان