أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - الأقوال السديدة فى تفنيد فكرة الإله العتيدة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم















المزيد.....


الأقوال السديدة فى تفنيد فكرة الإله العتيدة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 16:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


– خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (36).

هذه مجموعة من التأملات تخربش وتشاكس فكرة الإله ,والحقيقة أن هذه الخربشات لم تستنزف مجهوداً فى إطلاقها , ففكرة الإله هشة مليئة بالثقوب والتناقضات الفجة لذا فهى تنتج دوماً المزيد من التأملات كلما اقتربنا منها .. يكون نقدنا لفكرة الإله من خلال معطياتها ذاتها فلا ندخل أى فكر ليس منها لتنطلق التناقضات من محتواها ومعطياتها ذاتها .

- أيهما نختار من هاذين الإختيارين مع العلم لا توجد خيارات أخرى : أن الله صنع الكون لهدف وغاية فيكون صاحب حاجة مؤكده لتحقيق هذا الهدف, أو أن يكون صنعه بلا هدف فيصبح خلقه وفعله عبثياً, ففى الحاله الأولى يكون الله تحت الحاجة والمصلحة لتتبدد ألوهيته وتجعله بشرياً , أما الثانية فتحرر الله من الحاجة ولكن تدخله فى ممارسة فعل عبثى وهو ما لا يليق به كإله كلى الحكمة فرضاً.

- يستحيل ان يكون الإله بفرض وجوده ذات ومطلقة فى آن واحد فهو إما ذات و إما مطلق فلا يمكن الجمع بين هذين الضدين. فالكمال والمطلق معنى من المعاني يتعارض مع الذاتية , فالذاتية ماهيتها مُحددة فلا يمكن ان تكون بغير حدود , والإله لو كان موجوداً وجوداً مطلقاً بأي صورة من الصور لا يمكن أن تكون له ذات واعية بمعني لو كان الإله أزلي أبدي, أى بلا بداية أو نهاية فلا يمكن ان يكون إلا الزمان نفسه و الزمان لا عقل له وليس بذات. ولو كان الإله يملأ كل الأماكن فهذا يعني أنه هو المكان نفسه , و المكان لا عقل له و لا ذات. أى لو كان الإله الزمان نفسه و المكان كله أي مانطلق عليه الزمكان بشكل مطلق فهذا يعني أنه الوجود ذاته و لكن الوجود ليس ذاتاً و لا عقل.

- لا يمكن ان يكون الإله خيراً بصورة مطلقة لنفس الأسباب ,فالإله سيكون حينها معنى وليس ذاتاً عاقلة لأن الإطلاق ضد الذاتية والذاتية ضد الإطلاق. وهذا سيضطرنا للقول أن الإله لو كان موجوداً فلا يمكن ان يكون مطلقاً أو كاملا بل نسبياً و ناقصاً كالبشر أو أن يكون مطلقاً وكاملاً ولكنه بلا ذات و بلا عقل.

- يستحيل أن يكون الله مطلق القدرة ومطلق المعرفة فى ذات الوقت فمن أحشاء هاتين الفرضيتين يكمن التناقض والإشكالية والإستحالة , فمطلق المعرفة يعلم كل ما كان وما سيكون بكل التفاصيل الدقيقة ,ومطلق القدرة تجعله يفعل كل مايريد فى المستقبل فلا يحوله شئ ولكن إذا إستطاع أن يُغير ويُبدل بحكم أنه كلى القدرة ففى نفس الوقت ستسقط عنه كلية المعرفة ..وإذا حقق دوماً معرفته كما قدرها فهو ليس كلى القدرة.. يرجع هذا التضارب إلى أن هذه الصفات والرؤى بشرية تم إسقاطها على الإله ومع إطلاق الصفات بلا حدود أُصيبت فكرة الإله بالتناقض والإرتباك والعبث .

- مقولة الله أزلى أبدى لانهائى غير محدود تنفى حدوث الخلق فهو هنا خارج الزمان والمكان ولا يتم الخلق إلا فى الزمان والمكان .

- المؤمنون لا يفطنون لما يقولونه أو لعلهم من فرط تعظيمهم للإله لا يُدركون أنهم يقوضون ألوهيته ويصيبونها فى مقتل فمقولة "الله أزلى أبدى" تعنى أنه لا يخضع للزمن والذى لا يخضع للزمن لا ينتظر.فلا توجد نقطة بدء ونقطة إنتهاء ونقطة إنتظار أى لا توجد لديه محطات لتتبدد فكرة أنه إنتظر يوم للخلق ومازال ينتظر يوم آخر للإنتهاء "يوم القيامة".. الأزلى الأبدى يشبه مستقيم لا نهائى لا توجد عليه أى نقطة مميزة تحدد فترة تاريخية ونسبه لما قبله ولما بعده .

-الإله لا يمكن ان يكون ثابت و خالق الوجود فى ذات الوقت فعندما يقول المؤمنون أن الله لا يتغير ولا يتأثر بشيء ولكن وفقاً لأسطورة الخلق نجد أن هذا يتعارض مع افتراضية خلق العالم في وقت ما هذا إذا كان الخلق الإلهي حقيقي وأن هذا الوجود قد تم خلقه بواسطة إله غير محدود ,فالإله ثابت وهذا يعنى أنه لا يمكن أن يكون لديه دوافع أو مؤثرات داخلية مثل الإحتياج والرغبة والمشاعر لتدفعه للخلق كسبب ,فهو ليس بشرياً مثلنا يتأثر ويتحرك وفق رغبات ومؤثرات خارجية تدفعه للفعل فحينها ستتبدد ألوهيته .

- وفقا لرؤية المؤمنين بالله كونه منزه عن الأغراض والغايات والأهداف حيث أنه ذو كمال غير متناه لا يمكن أن يتغير في جوهره وصفاته وإطلاقها . فهو لا يزيد ولا ينقص في جودته و قدرته و رحمته و عدله و حكمته ألخ . و لا يمكن أن يخطأ في أحكامه فيعود و يعدلها ويصلحها. بالإضافة لأنه قبل الخلق لم توجد أشياء خارجية تؤثر في الإله فتجعله يرد عليها بأفعاله التي يعلمها منذ الأزل فلا توجد مؤثرات داخلية مثل الإحتياج و الرغبة و خلافه ولا توجد مؤثرات خارجية لأن الكون لم يكن قد وُجد بعد و بالتالي يصعب القول ان الله خلق الكون . فقبل الخلق كان الله و العدم فإذا لم يكن الله يتغير من ذاته فلن يوجد ما يغيره و يدفعه للخلق.

- الله يعلم الغيب .مقولة يرددها المؤمنون بلا أى وعى , فمقولة الله يعلم الغيب تعنى أنه مُدرك المستقبل وأحداثه قبل وقوعها ولا تقف الأمور عند المعرفة بل فى التحكم والهيمنة على الأحداث وإلا فشلت المعرفة وكمثال معرفة الله بنية إنسان قتل إنسان آخر بسُم فى يوم حدده لذلك فحسب منطقنا أن هذا الإنسان هو الفاعل الحقيقى للقتل ولكن حسب فكرة الإيمان بالله كعالم الغيب فلابد أن يكون الله فاعلاً ليقتصر دور الإنسان كأداة للفعل فقط , فإذا قلنا أن هذا الإنسان أقدم على القتل بحريته منفرداً لا شأن لله به فهذا يعنى أن الإنسان تحكم فى فعل مستقبلى غيبى يُفترض تَفرد الله بعلمه لينال هذا من فكرة الله عالم الغيب , ليقول قائل أن الله يعلم هذا الفعل منذ الأزل كمعرفة ولكن ردنا عليه هو :هل للإنسان أن يعاند ويخيب معرفة الله ليعطى سلوك مغاير لمعرفته أم أن الإله سيتدخل ليصير السيناريو وفق خطته ومعرفته .
إذن إشكالية علم الله بالغيب أن الإنسان مُجبر ومُبرمج أن يسير وفق الخطة حتى لا يخالف هذا الغيب ولا يُغير من أى ملامح لتفاصيل مشهد القتل ,فلو غير منها شيئاً فهذا يعنى أن معرفة الله ليست كلية مطلقة بددها قرار الإنسان فى التغيير ومثال ذلك أن الله يعلم أن فلان سيُقتل بالسم فلابد للقاتل أن يقتله بالسم وليس مسدس فوفقا لمعرفة الله فالإنسان مُجبر أن يقتله بالسم حصراً وليس بمسدس , فقتله بمسدس سيخالف جزئية من معرفة الله للغيب وطالما هى معرفة إلهية مطلقة أى تعلم كل الدقائق عن نوع السم أو نوع المسدس وماركته فهذا يعنى أن الله يدفع الانسان الى شراء السم أو يؤثر عليه بالضغط على زناد المسدس إذا كان هذا المشهد مسجلا على هذا النحو . لنقول لما كل هذا العبث والجلبه طالما السيناريوهات معلومة سلفا.

- شغلتنى فكرة عالم الغيب هذه فى الطفولة ليُقال لى أن كل حركاتى وهمساتى مرصودة يعلمها الله لذا كنت أقوم بشئ طريف عند ذهابى للمدرسة , فلا أسير فى طريقى بشكل إعتيادى لأقفز مثلا أو أجرى عند أى لحظة ظناً منى أنى ألخبط الله عما يعلمه عن سيرى المعتاد فقرار قفزى أو هرولتى فى داخل دماغى فلن يعلمه .. يعلم أبى بحالى هذا لينعتنى بالجنون وعندما أبوح له بسر حركاتى الفجائية والمقصود منها يقول لى : الله يعلم كل حركاتك الفجائية هذه يا مجنون..هل تعلموا أن كلام ابى صحيح وفق فكرة المعرفة المطلقة , فالله سيحتفظ فى ذاكرته بكل دقائق حركات الإنسان الساذجة البلهاء لنصبح مجرد روبوتات مُبرمجة ولنفقد معها كل العقل والمنطق عندما نصدق بتلك الهراءات .

- إعتماد السببية لإثبات وجود الله وإعتباره عله أولى غير معلولة ستحتم ظهور الجبرية فأفعال الإنسان نتيجة سبب وهذا السبب تسبب من علة أخرى حتى نصل إلى علة أولى غير معلولة وهى الله .
لو إنتفت السبيية سيسقط الإستدلال بوجود خالق وإذا أخذت بالسببية فتكون الجبرية حتمية فكل الأفعال والشرور والجرائم الإنسانية سترجع للمُسبب الأول لنقع فى دائرة العبثية واللامعنى .
عندما نحلل ونفسر السلوك وأسبابه وفقا للسببية ,فالقاتل لن يستحق جهنم لأن القوانين التى سيرته مَخلوقة مُسببة لتحتشد وتترابط لتحقق فعل مرصود من السبب الأول الذى رتبه ليحقق قدره ومشيئته وعلمه المُسبق ,فالمُسبب الأول رتب الأحداث والأسباب هكذا ليصير موتى على يد قاتل فى إطار تحقيق المعرفة والقدر الإلهى .
لنرى معاً هاتان المعادلتان المنطقيتان
. حرية الأنسان = إنسان مصيره وقراره فى يده + قدرة على الإختيار ... وهذا يعنى عدم وجود من يُبرمج ويُقدر ويُرتب خطواته ويتدخل لتنفيذ أقداره ومشيئته ولكن هذا يعنى أيضاً إنتفاء صفة العلم المطلق عن الإله مما سيؤدى إلى إستحالة وجود الإله مطلق القدرة والعلم .
والآن لنرى المعادلة المغايرة : جبرية الإنسان = الإنسان لا يملك مصيره + إله إختار للإنسان ما سيفعله وكتبه مسبقاً + إفتراض العلم المطلق للإله...وهذا يعنى أيضاً إنتفاء صفة العدل عن الإله وإستحالة وجود الإله مطلق القدرة والعدل فى نفس الوقت.
أى أن حرية الإنسان = إله غير مطلق , و جبر الإنسان = إله ظالم .

- القول الشائع بأن الله مسبب الأسباب فهل هناك من يُراقب الإله ويلزمه أن يكون مُسبب الأسباب !!.. هل يقدم تقريره لأحد عن الأسباب ومسبباتها .. وهل لو امتنع عن تسبيب الأسباب سيدينه أحد أو سينال من ألوهيته. ولنلاحظ اأن المحاكمة الإلهية تتم بدون هيئة دفاع ,فالله هو المدعى والقاضى والجلاد .!

- الله بكل شئ عليم تعنى أن معرفة الله مطلقة لا نهائية أى أن المعرفة كاملة فلا يوجد بها جهل أو مساحات مجهولة فارغة فوجود مساحات فارغة خالية من المعرفة تعنى ان معرفة الله غير مطلقة .. ولكن فى الحقيقة معرفة الإله غير مطلقة , فالله كان منذ الأزل وحيداً متفرداً بدون خلق فلا وجود لديه ليرصده ويعلم أحداثه أى توجد مساحات زمنية هائلة جدا فارغة بدون أى معرفة بحكم عدم وجود أحداث ليعلمها .

- الله يعلم كل ما كان وما سيكون وهذه المعرفة هى فى ذات الله .بلا انفصام منذ الأزل أى أن الله يعلم بقُبلتى لبنت الجيران ليس عند ولادتى أو قبلها بملايين السنين بل فى وجودية الله ذاته إذن نحن موجودون فى ذات الله منذ الازل غير منفصلين عنه ..أى موجودون معه منذ وجوده ..أى أننا أزليين ولم نأتى من عدم ولم نُخلق .

-الله يعلم أننى سأكتب هذه التأملات فى اليوم الفلانى فى الساعة العلانية .. إذن هو يدرك وينتظر نقطة على الزمن .. إذن هو خاضع لحدود الزمان .

- هل الله خلقنا على صورته أم نحن من خلقنا الله على صورتنا..خلق الله الإنسان على صورته لا تستقيم لكونه إله ذو طبيعة مغايرة عن طبيعتنا فلا يوجد أى وجه أو شَبه أو صلة تقارب فنحن طبيعة مادية وهو طبيعة غير مادية مغايرة.. أما مقولة أننا خلقنا الإله على صورتنا فتستقيم فقد أسقطنا بشكل تخيلى عفوى كل صفاتنا البشرية عليه فهو عادل رحيم منتقم محب غنى كريم ألخ مثل صفاتنا علاوة على ذكوريته فى الأدبيات الدينية بل لديه ملامح بشرية كوجه ويد وساق ..فأليست تلك صفاتنا وملامحنا وكوننا نسبناها له فهذا يعنى أننا خلقنا الإله على مزاجنا وعندما يتفذلك المتفذلكون ليقولون أن الإله هو الذى منحنا الصفات فنرجع ونقول بأن عليكم أن تتذكروا أن الإله من طبيعة مغايرة غير بشرية غير مادية .

- هل يقدر الإله أن يتحسن ويتطور ؟ - وفقا لقدرات الله الهائلة المطلقة فهو قادر على كل شيء حسبما يروجون لذا يمكنه أن يتطور ولكنه لو فعل ذلك سيفقد كماله ,فالكمال يعني وصوله للإكتفاء والمثالية والتشبع وهذا يعنى أن القدرة المطلقة تعاند وتناقض الكمال فلو كان قادرا بلا حدود ولا يحوله شئ فيمكن أن يتطور ويتحسن ولكن هذا ينفى وينسف فكرة كماله .

- فلنتحمل هذه الفكرة الفنتازية..هل يقدر الله أن يخلق صخرة من فرط ضخامتها لا يستطيع دحرجتها.؟ّ!!
وفقا لقدراته المطلقة التى بلا حدود يستطيع ان يخلق صخرة من فرط ضخامتها لا يستطيع أن يدحرجها ولكن هنا تتحقق القدرة على الخلق ولا تتحقق القدرة على الدحرجة.
لا تستطيع القول أن هذا السؤال أو الفرضية سخيفة وغير منطقية ومستحيلة لأنه لا وجود للمستحيل واللامعقول واللامنطق فى نظام الإله فرضاً , فالمستحيل واللامعقول هو فى منطقنا البشرى والله فرضاً لايخضع للمستحيلات واللامعقول .

-الله فى كماله يكون مطلق العدل ومطلق الرحمة ومطلق العدل يعنى سيحاسب كل إنسان بدقة شديدة , ومطلق الرحمة والمغفرة تعنى أنه سيرحم الجميع ولن يعذب أحداً على الإطلاق لنجد الصفتان يستحيلا أن يتواجدا ويتحققا فى كيان واحد وهذا يعنى عدم وجود هذا الكيان إلا فى خيالنا عندما أطلقنا زمام الصفات من زمام عقالها فأصابت الفكرة فى مقتل التناقض والتضارب .

- لا يوجد شئ اسمه كلى الخير , كلى القدرة , كلى العلم , كلى المشيئة فهى لا تزيد عن عبارات مدح وتفخيم فارغة , فالكليات تنفى وجود الضد وتلغى وجوده تماماً بينما للضد صور وأشكال حاضرة بل الضد هو الذى منح الصفة إمكانية الوجود والمعرفة والتمايز والمفارقة وإلا كيف عرفناها.

- يدعون ان الله أزلى أبدى لذا تكون أى حقبة زمنية مهما إمتدت لملايين السنين تمثل قيمة تؤول للصفر فى الزمن اللانهائى للرب , ولك تتصور أن وجودنا الذى يقترب من الصفر بالنسبة لله والكون ورغماً عن ذلك فهو صاحب إهتمام ورصد لنا وتزداد الغرابة عندما نُدرك أن الأرض لا تزيد عن حبة رمل فى صحراء الكون الهائلة .!

- الله محدود أم غير محدود .. إذا كان محدود فهذا يعنى أنه ناقص ومحدد كوحدة وجودية مثلنا ضمن الوجود وهذا ينزع عنه صفة الألوهية والمفارقة وإذا كان غير محدود فهذا يعنى أنه فى تزايد مستمر ويُعنى أيضاً أنه غير مُكتمل لتنتفى عنه صفة الكمال كونه فى تزايد مازال فى إستكمال .

-الله منزه عن السئ والقبيح ولكن الله غير محدود ولا يحده مكان وهذا يعنى أنه متواجد فى أماكننا النظيفة والقذرة , فمعنى تواجد الله فى كل مكان تنفى عنه نزاهته عن التواجد فى الأماكن القبيحة وإذا نزهنا الإله عن التواجد فى القبيح فهذا يسقط عنه صفة وقدراته اللامحدودة .

-الله حيّ مقولة تُردد دوماً وعندما تستغرب من هذه المقولة ستجد الدهشة فى عيون المؤمنين ليقولون : وهل تتصور الله ميت .؟!
يا سادة مقولة الحيّ تعنى انه يتغير ويتطور ,وفى كل لحظة بحال مغاير عن اللحظة السابقة ولن نقول أنه ينمو ويتنفس ويشرب ويتكاثر فهكذا كلمة حيّ .
الإشكالية أننا خلقنا فكرة الله ومنحناه صفاتنا ومنها الحيّ فليس من المعقول أن يكون الخالق ميت أو جماد فيصير الخالق أقل من المخلوق .
معنى أن الله حي أنه غير كامل , فالحى يتغير والكمال ثبات ومثالي المحتوى لذا توصيف الله بالحيّ إنساني عن جدارة ويثبت اننا من نرسم آلهتنا ليمنح الإنسان فكرة الإله صفاته ولم يدرك أن من المُفترض أن الإله ذو طبيعة مغايرة أى أن كل الصفات التى نطلقها عليه ليست بذات معنى ولكن ماذا نقول عن خيال فطرى انسانى برئ لم يفذلك الأمور حينها ليأتى الأحفاد ليقولون غير محدود وغير مادى وذو طبيعة مغايرة .

- نقول ان الله مالك المُلك ومَالك ما فى السموات والأرض وبالرغم أننا نردد تلك المقولة كثيرا فنحن نصوره هكذا كإقطاعى كبير يملك الأرض وماعليها بل تلك المقولة بلا معنى عندما تبحث عنها فى معنى الإمتلاك فهى تقوض فكرة الألوهية .
لا تتحقق الملكية إلا عندما يتنافس المتنافسون على الإستحواذ والإقتناء ليحرصوا على إثبات ملكيتهم بالعقود أو الإشهار فلو تخيلت نفسك وحيداً على كوكب الأرض فمن العبث والجنون أن تمشى وتصرخ لتقول أنا مالك الأرض فقد انتفت الملكية بعدم وجود منافسين لذا لن تحتاج لتوثيق وإشهار تلك الملكية بالطبع ولكن عندما تكون الأرض آهلة بالبشر فمن الممكن أن تصرخ وتهلل وترقص لإثبات ملكيتك .
الله واحد صمد لا يشاركه أحد الألوهية ولا ينافسه وينازعه آلهة أخرى منذ الازل حتى يُعلن أنه يمتلك الارض والسموات لذا تكون مقولة الله مالك مافى السموات والأرض هى اسقاط فكر بشرى تخيل الإله إقطاعياً .
نقطة اخرى جديرة بالتأمل ..من العبث والتفاهة أن تقول أن المليونير فلان يمتلك 100 مليون دولار +50 سنت فهذا القول بمالك السموات التى تعادل 100 مليون دولار والأرض التى تعادل 50 سنت .

- الله لديه عرش ويستوي عليه..عرش الإله يحمله ثمانية تعنى أن الله محدود فى المكان فهو يجلس على عرش محدد الأبعاد كذلك له مقعدة يجلس بها على العرش لتقع هذه الصورة فى التشخيص الفج لذا لن نرهق ذهننا فى البحث عن عمق هذه الصورة لنجدها نتاج فكر عفوى لإنسان قديم متصوراً إلهه كالملوك والسلاطين الذين يحمل عروشهم مجموعة من العبيد الأشداء .
دعونا نتأمل الله والعرش من منظور آخر فهل العرش قبل الإله أم مع الإله منذ الأزل أم بعد الإله.. لاشك أن أصحاب الفكر الدينى سيرفضون فكرة وجود العرش قبل أومع الإله لنعتبر العرش حادث وهذا يعنى أن الله عاش دهوراً سحيقة بدون عرش .. أى تواجد بدون الحاجة لعرش ليقرر أن ينشأ عرش فمعنى ذلك أنه إحتاج إليه ولديه غاية كأن يكتمل ملكه وصولجانه أو لكى يستريح فى الأساس فوظيفة الكرسى للجلوس والراحة ولكن الإله الكامل يُفترض فيه أنه غير محتاج للإستواء ولا يعتريه التعب باحثاً عن الراحة ولا يحتاج لمن يعظمه لتبدد قصة العرش والكرسى الكمال والألوهية.
الإنسان أبدع فكرة العرش والكرسى فهو لم يتصور إلهه بدون عرش كما يرى الملوك فكيف يكون له العظمة والجلال- ولكن الإله الواحد المتفرد الكامل من المُفترض أنه ليس فى حاجة لعرش يُثبت عظمته فهو عظيم لا ينتظر إستحقاقات من أحد .. ثم هل نسينا أنه روح غير محدودة .

- هناك نقطة أخرى فى مشهد الملائكة الثمانية التى تحمل العرش فهذا يعنى أن الله خاضع لقانون الجاذبية فهو بحاجة للملائكة لتحمل العرش وترفعه من السقوط لأسفل وهذا يعنى أن الإله خاضع لقانون المادة لا يستطيع الفكاك منه وتجاوزه لذا إستعان بالملائكة على الحمل وكونه لا حيلة له أمام قانون المادة فسيؤدى هذا إلى نفى وسخافة فكرة الإله الخالق .

- الله يغضب وينتقم ويمكر ويتكبر ليستخدم الله المشاعر الإنسانية البحته التي تعتمد على المفاجأة والإنفعال ورد الفعل رغم أنه عليم علم مُسبق مطلق بكل ما سيحدث منذ الأزل .فكيف له أن يغضب من ابو لهب والكفار والمنافقين رغم علمه بما سيفعلون مسبقاً , كما نلاحظ أن الغضب والإنتقام والمكر جزء من المشاعر الإنسانية تحدث نتيجة الإنفعال الشديد الأهوج المنفلت فكيف يغضب الله كرد فعل لحدث يعلمه لينفعل تجاهه..المشاعر هي ردود أفعال تنتج عن أحداث غير متوقعة إما من صدمة أوحزن أو غضب أو فرح أو حب أو كره..إلخ, فكيف لإله المطلق القدرة أن ينفعل ليمارس رد الفعل .!

- هل الله ينفعل وقت الحدث أم إنفعل منذ الأزل .. فإذا كان وقت الحدث فهذا دليل على بشرية الفكرة وهوانها وإذا كان إنفعاله منذ الأزل فلنا أن نتوقف أمام هذه الطبيعة الغريبة الغير منطقية التى تجعل غضبه من الكفار مرافقة لوجوده الأزلى وعن جدوى وتهافت هذا المشهد العبثى .

- الله محبة - هل المحبة فى ذات الله أم أنها مُستحدثة .. لو كانت المحبة مستحدثة بوجود الإنسان فالله يفقد ألوهيته حيث أن الصفة تحددت وأستحدثت وتولدت حينها فلا تعرف معنى المُطلق لتتماثل مع الأحاسيس البشرية .. ولكن لو كانت الصفة فى ذات الله وكينونته ومتواجدة معه منذ الأزل فكيف تتواجد صفة بدون المفعول به.. كيف يتواجد حب فى العدم فلا وجود هنا لموضوع الصفة ولا فعلها .

-الله ليس كمثله شئ رؤية فكرية عبقرية تعتنى بالألوهية وتحصنها من الإقتراب والبحث والتفكير وأتصور أن كل الأديان ستقر بأن الله ليس كمثله شئ بالرغم ان الوكيل الرسمى لها هو الفكر الإسلامى .. بالرغم أن "الله ليس كمثله شئ" مقولة تُعظم وتُمجد الإله وتجعله فى وجود مفارق إلا انها تنسف نسفاً كل الأديان والإدعاءات التى روجت للإله فتصير كل الصفات الإلهية كالرحيم والكريم والغفور والمنتقم والجبار الخ صفات غير حقيقية فيوجد مثلها لدى البشر كما تنهار الأساطير والقصص والأوامر الإلهية .
هناك شئ أخطر فى تلك المقولة فلنفكر فيه وهو أن" ليس كمثله شئ " تعنى أن الله لاشئ أى غير موجود .!

- قال لى عاشق لفكرة الله يمكن تصنيفه كألوهى أن خلق الله للإنسان هى أحد أخطاءه " أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ " ولكن الأحرى القول أن خلق الإنسان لفكرة الله هى إحدى أخطاءه عندما سلك طريقاً وهمياً لفهم والتعامل مع الوجود ولكن عذراً له فهكذا كان جهله ولكن ماعذر المعاصرين!

دمتم بخير وعذراً على الإطالة .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقضات الأحاديث مع القرآن-تناقضات فى الكتابات المقدسة جزء ث ...
- تأملات فى ماهية الإنسان والحياة.
- للنذالة أصول –فى الشريعة –جزء ثان
- ذبح العدل والمساواة والحقوق على مذبح الشريعة الإسلامية -جزء ...
- سوبر ماركت أم تناقضات أم موائمات .
- يلعنكم-الكتابة بالصور-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء سادس
- داعش المعركة قبل الأخيرة فى صراع الثقافات
- حاجة تقرف..هوا مفيش حاجة حلوة.
- قضيتان للنقاش .. ما العمل ؟!
- منطق الله الغريب !.
- من فلسفة الجمال ندرك ماهية الحياة والوجود والإنسان .
- وإسرائيل أيضا على هدى الحبيب المصطفى .
- على هدى الداعش الكبير .
- داعش الوجه الحقيقى للإسلام ولكنها تفرط أيضا.
- إما تؤمنون بحق إسرائيل أو تكفرون أو تدركون بشرية الأديان.
- مازال ملف حماس مفتوحاً فى أسئلة محددة تطلب إجابات محددة.
- لماذا لا يثور الفلسطينيون على حماس ويعزلوهم.
- نظرياتى فى فهم الوجود والحياة والإنسان .
- فشنك - تسالى رمضانية (5).


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - الأقوال السديدة فى تفنيد فكرة الإله العتيدة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم