أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - مجتمعاتنا سبابة لعانه بسند ورخصة إلهية- الدين عندما يشوه إنسانيتنا.















المزيد.....



مجتمعاتنا سبابة لعانه بسند ورخصة إلهية- الدين عندما يشوه إنسانيتنا.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 15:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (59).

لماذا نحن شعوب سبابة لعانه تندفع للسب والشتيمة والتقبيح عند أول خلاف لتجد البذاءة تنطلق بلا جامح ولا يستثنى من هذه الدونية من يدعون أنهم قامات سياسية وإجتماعية لتجد التراشق بالألفاظ النابية والمزرية هى سمة الحوارات ,كما لا يستثنى أيضا أصحاب المشاريع الدينية الذين يتصدرون المنابر ويدعون الإيمان فمن هؤلاء تحظى على أفظع السباب واللعنات والإزدراء والإمتهان فيكفى أن تختلف عنهم فى الدين أو فى المذهب أو فى فكرة تتصادم مع إيمانهم كأن تكون كافراً ملحداً أو صاحب دين آخر لتحظى بحمولة لا بأس بها من السب واللعن والإزدارء والتحقير يسبقها سخرية وإحتقار ويمكن التثبت من هذا بالتجول فى المواقع الإليكترونية وغرف البالتوك لتندهش من حجم السفالة والبذاءة والسوقية التى يتحلون بها .

قد يقول قائل أن ما نشهده من حدة يكتنفها السباب واللعنات فى كافة شرائح المجتمع المثقفة والإرستقراطية والشعبية هو نتاج طبيعة مجتماعاتنا العربية الإسلامية التى لا تعى ولا تحترم حرية الفكر والتعبير ولا يوجد فى مفرداتها مفهوم قبول الفكر الآخر والتعاطى مع الأراء الناقدة بتجرد وموضوعية وإحترام لتقودها مشاعرها الطفولية وغيرتها الدينية المندفعة بلا جامح إلى الحدة والسب .
فى الحقيقة أتبنى هذه الرؤية وأقول نحن شعوب لم تتعلم معنى الحرية وإحترام الأفكار ويرجع هذا لطبيعة مجتمعاتنا العربية الإسلامية المستبدة التى تشرعن للقهر والإستبداد والتفرد على كافة المستويات بل أقول أننا فى ظل ثقافة إسلامية صبغت كل فرد فيها بنزعة تطلب الوصاية والإستبداد والتفرد والسطوة لكل من تطوله يده لنعيش فى مفرخة إستبداد فتفرز كل أشكال القمع الفكرى والمعنوى والجسدى وما يصاحب هذا من هوان وإذلال وتحقير يكون السب واللعن إحدى إفرازاتها الطبيعية .
مازالت أتبنى هذه الرؤية ولكن أضيف لها نقطة أخرى تتمثل فى ثقافة دينية بائسة تتغلغل فى جيناتنا تُمنهج للسباب واللعنات والشتائم لتجد إله يسب ويلعن على الدوام بشكل إنفعالى لا يراعى مكانة ذاته الإلهية المُفترضة المتوجة بالكمال والمثالية والعزة وكلية الخير والصلاح فإذا كان رب البيت عازفُُ فشيمة اهل البيت السفالة .

وقعت على مقالة فى منتدى إسلامى جهادى سأذكر عدة سطور لصاحبها ( أنَّ كفر الكافر، وخروجه عن دين الله، اقتضى هدر دمِهِ، وهوانه، وكون دمه دم كلب لا أكثر .. أخي المجاهد...ألا تريد الجنَّة؟!... ألا تريد أن تأمن النار بإذن الله؟!... ألا تريدُ أن تدخل في هذا الحديث؟! إقتل المشرك... اقتل من دمه دم كلبٍ... إقتل هذا الَّذي أمرك الله العظيم بقتله، وحرَّضك نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم عليه) بقلم: ناصر النجدي، عن مجلة صوت الجهاد، العدد الأول، شعبان / 1424 هـ.
هكذا كتابات تتواجد على الإنترنت كقطرات من فيض الفجاجة والوحشية والدعوات الصريحة لقتل الكافر مصحوبة بكم لا بأس به من السب واللعن والسفالة لنعتنى بتوصيفه للإنسان الكافر بأنه كلب لتسير الكثير من الكتابات على هذا النهج من التقبيح .
ستستنكر مثلى هذا النهج الفظ وسيقول الطيبون أنه لا يمثل الإسلام فلا يجب إسقاط هؤلاء على الإسلام فهناك بالفعل مسلمون مهذبون ودعاء لا يحملون هذه الفجاجة والشراسة طالما لم يتشبعوا بفكر إسلامى مؤدلج ولكن للأسف الذى يدعو لقتل الكافر ودمه كدم كلب لم يبتدع فجاجة من ذاته ,فالله نفسه يسب الكفرة بأنهم كلاب والأنعام كما سنرى .. فهل بعد هذا السباب الإلهى سنندهش من كم السباب واللعنات التى تنطلق من على المنابر وفى الشوارع والمنتديات والمواقع الأليكترونية .
دعونا نتجول أولا فى الآيات والتراث الإسلامى الذى يحمل حمولة لا بأس بها لإله عصبى منفلت الأعصاب لايراعى مكانته كإله ليتهاوى فيسب هنا ويلعن هناك .!

* القرآن .
- الله وصف مخالفيه بالأنعام يعنى كالبهائم في ثلاث مواضع في سورة الأعراف آية 179 ,وسورة الفرقان آية 44 ,وسورة محمد آية 12( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا "أُولَئِكَ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ" أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
هنا يشتم الله كل من له أعين وآذان لا يسخدمها في التقرب اليه ويصفهم بأنهم أنعام وأحقر وأدنى لنسأل هنا هل عدم الإيمان بالإله يتم عن قناعة أم مكابرة وعناد فإذا كان عقله لم يقتنع بالإله الإسلامى مثلا فأليست تلك قناعاته وعقله الذى خلق مفرداته الإله فرضاً ..فلماذا السب واللعن إذن .وهل يليق بإله أن يَسُب .؟!

- فى سورة الاعراف أيضا الاية 176يصف الله من كذب بأياته بالكلاب ( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) فالله ببساطة يقول إن المخالفين في الاعتقاد هم "كلاب" ولنسأل لما هذه الفجاجة , وماعلاقة عدم الإقتناع بأن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث سوى أننا امام سب وتحقير لم يراعى اى درجة من اللياقة والذوق وهذا يعنى أن هذا القمئ فى المنتدى الإسلامى لم يبتدع شيئا من عنده عندما ذكر ان الملحد دمه دم كلب مطالباً قتله فإلهه يسب هكذا .

- في آية اخرى يعود الله بشتيمة جديدة ليشتم اليهود ويقبحهم ويصفهم بالحمير التي تحمل أسفارا ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
لا يختلف اثنان أن وصف أي إنسان بالحمار أو الكلب أو القرد تعنى الشتم والسب له، وهذا الأسلوب ينتهجه القرآن لوصف المخالفين والمنحرفين عن الدين ليصفهم بالحمير ليفتح هذا الباب أمام الأتباع للتعامل مع الآخر بهذا النهج المتدنى وليؤسس إلى ناموس نجد حضوره فى الساحات السياسية .الغريب إنه يقول في آخر الآية بأنه لا يريد هدايتهم! .. فبما انك يا الله لا تريد هدايتهم فلماذا إذن تشتمهم وتقبحهم وتصفهم بالحمير فمن المُذنب هنا ثم أن مُبدع هذه النصوص وضع الإله فى ورطة أخرى فجعله يُحقر من الحمار والأنعام والكلاب بالرغم أنها خليقته ويُفترض أن الله لا يخلق شيئا حقيراً .

- سب الله الإسلامى اليهود مرات عديدة بأن لعنهم وجعلهم قردة وخنازير مرات عديدة في سورة البقرة 65 ومرة في المائدة 60 ومرة في الأعراف 166 ( قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير) المائده- ( لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل على لسان داود و عيسى بن مريم) المائده ايضا ( نلعنهم كما لعنا اصحاب السبت) النساء.
من يحاول تخفيف وطأة سب اليهود بالقول أن الله سخطهم بالفعل لقردة وخنازير وأن الأمور ليست فى نطاق اللعن والإزدراء فهذا يعنى أن اليهود الآن أحفاد قردة وخنازير وليعتنى أصحاب الإعجاز العلمى فى القرآن بهذا الشأن بإجراء تحاليل ال d.n.a على أى يهودى لنرى هل هم مثلنا أم اصحاب جينات قردة وخنازير وهل اليهودى الذى يسلم تتغير جيناته أم يظل حاملاً صفات القردة والخنازير ولترتفع رايات الإعجاز أو العجز عالياً .!

- (أن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) 22 الانفال
لن نفسر الآية هنا بمفهموها اللفظى الواضح بتشبيه الصم والبكم بأنهم شر الدواب فسنتبع المعنى والمغزى من تفسير الجلالين فيقول أن شر الدواب عند الله الصم كونهم يعزفون عن سماع الحق أما "البكم الذين لا يعقلون" فتعنى عزوفهم عن النطق به .
لنفترض أن رئيس جمهورية إختلف مع نائبه أو مستشاره حول إحدى القضايا فيجيبه الرئيس بأنك "أعمى" عن رؤية مصالح الدولة و"أخرس" لانك تعرف هذه المصلحة وتكتمها و"أصم" عن سماع الرأي الصائب و"حمار" لا تعقل فهل هذا أسلوب مهذب ولائق ..هل تعتبرون هذه المحادثة لائقة ومحترمة فاذا كان هذا الكلام لا يليق ببشر فكيف تليق برب العزة والكرامة والحكمة والكمال . وهل هكذا تعبيرات مهذبة تنعت الضالين الذين لم يؤمنون ,فالغريب أن ضلالهم من الله ذاته كما ورد فى آيات كثيرة ..كذلك عقولهم التى إبتعدت عن سماع الحق هى إنتاج إلهى خالص ,فالله هو من خلقها وبرمجها وزرعها فى بيئة أدت للضلال .
ماهذا الذى نبحث عنه لندينه ؟! فالسب واللعن غير مقبول من البشر فكيف يكون من إله يُفترض فيه كلى الصلاح والخير والكمال.

- يكرر الله هذه الشتيمة بأداء جديد فى سورة البقرة (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ )حيث يشبه الله من لا يؤمنون به بالناعق من البهائم التي لا تفهم .

- (تبت يدا ابي لهب وتب, ما اغنى عنه ماله وماكسب, سيصلى نارا ذات لهب, وامرأته حمالة الحطب, في جيدها حبل من مسد) سورة المسد - هذه الآية الشهيرة تسبب الإحراج لكل مسلم فقد وصل الله فيها إلى ما يشبه الردح والمعايرة القميئة ، فدعا بالهلاك واللعنه (تبًا) وهدده بالحرق وبوضع حبل من شوك في عنق إمرأته، كما عيرها بأنها كانت تحتطب، وكأن الإحتطاب شئ حقير لنرى مشهد ردح كأى إمرأة تعاير أخرى بالشارع.
هذه الآية تهين فكرة الإله أشد إهانة ولك أن تتوقف أمامها حيث تأتى إنفعالاً أهوجاً لحدث ومشهد محدد ولتفكر هل هكذا يكون النهج والدستور الإلهى الصالح لكل زمان ومكان وما فائدة آية الردح هذه فى عصرنا الحالى طالما تحكى تاريخ حادثة أم هى إنفعال محمد و سبه وهجاءه لأبو لهب وزوجته فأراد النيل منهما من خلال آية يَزعم أنها من إله وهذا يعضد رؤيتنا أن الأديان بشرية الفكر والهوى .

- نموذج آخر للأخلاق الكريمة التي يتحلى بها ذلك الإله، فقد قرر سب الوليد بن المغيرة بأنه ابن زنا فقال فيه في سورة القلم : (ولا تطع كل حلافٍ مهين , هماز مشاء بنميم , مناع للخير معتد أثيم , عتل بعد ذلك زنيم )
وبدون تعليق أضع معاني الكلمات - حلاف : كثير الحلف في الحق والباطل - مهين: حقير- هماز: عياب طعان - مشاء بنميم: يمشي بين الناس بالنميمة ليفسد ذات البين -مناع للخير: بخيل أو لأنه كان يمنع أهله عن الإسلام - معتد: ظلوم يتعدى الحق ويجاوزه - أثيم: مبالغ في الإثم - عتل : ذم في الخلق والخلقة وهو العنيف الغليظ أيضًا، وفاحش الخلق، ولئيم النفس – والتقيلة زنيم : ولد الزنا الملحق بقومه وهو ليس منهم .!

- (واذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا أنهم هم السفهاء لكن لا يعلمون) 13 البقرة
ويفسرها الجلالين بقوله "و اذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس" أى أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم - "قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء "يعنى الجهال أي نفعل كفعلهم ليقوم الله بالرد عليهم بشكل طفولى لا يليق : "ألا انهم هم السفهاء و لكن لا يعلمون."
لنفرض أن رجلا قال لآخر يا "حمار" فأجابه الآخر المحترم ابن العائلة العريقة أيوه يا "حمار يا ابن الحمار" فكيف يكون الحال ..هذا يعنى إذا شتمت فان الله عز شأنه وجل جلاله وعظمته وكماله سيتدنى ليرد عليك و يشتمك - ما هذا الاله؟!

- لنا أن نتعرض لكم هائل من الآيات التى تصدر لعنة الله والتى يأولها المفسرون فيقولون أن اللعنه الإلهية ليست لعن كما نفهمها فى اللغة بل الخروج من الرحمة الإلهية لنقول أن كلمة يلعن لها معناها المحدد : سبَّه وشتم ونعته بالخِزْي والعار. والقول بأن اللعنه تعنى الخروج من الرحمة الإلهية هراء ففى اللغة ما يعبر عن الخروج من الرحمة بكلمات وبلسان عربى مبين لا يقبل الإلتباس كما أن اللعن وفقا لمقولة الخروج من الرحمة الإلهية تنال من الله ذاته بإفتقادة الرحمة والمغفرة المطلقة علاوة أن الله سيدينهم وسيعاقبهم يوم الحساب عقاباً سادياً فلما هذا الإنفعال المُنفلت فهذا يشبه قاضى ينظر أوراق قضية ليلعن الجانى ..على العموم سنجد الآيات اللاعنه تعنى السب والتحقير والإزدراء بدون أى إلتباس .

- قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً ) الأحزاب:57- تطرقت فى مقال سابق لكلمة "يؤذون الله" لنقول أن هذا يجعل الله يتعرض للأذى والضرر وهذا مالا يليق بإله كلى القدرة ,ولكن سنعتنى هنا بلعنهم فما الداعى منه إذا كان سيعد لهم عذاباً مهيناً فى الآخرة وهو القادر على ذلك فألا نعتبر هذا إنفعال مُنفلت لا يليق بإله .

- (اولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون) البقره- حسناً هل لعنة اللاعنون هنا خروج من رحمتهم أيضاً أم الأمور لعنات ومسبات .

- وعلى نفس الشاكلة آيات كثيرة كقوله :
- ( أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) محمد:23- فإذا كان قد أصمهم وأعمى أبصارهم فما معنى اللعنه هنا .؟!
- ( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً ) الأحزاب:64- فإذا كان أعد لهم جهنم سعيرا فلماذا اللعنه وماذا تفيد سوى التقليل من مكانته وقدره وتعليم التابعين اللعن .
- ( إن يتبعون إلا شيطاناً مريداً لعنه الله ) النساء. هل الذى يتبع الشيطان يدرك ذلك أم لا ؟! ولما لا يلعن الشيطان فالغريب أنه لم يلعنه ذات مرة فهناك إتفاقية مع الشيطان "لأغوينهم بما أمرتنى " .!
- ( مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ) الأحزاب:61
- (وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) النور:7
- ( أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً ) النساء:52
- (قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ ) البقرة:88
- ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) البقرة:159
- ( مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْومَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً) النساء:46
- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ) النساء:47
- ( رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً ) الأحزاب:68
- ( أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) هود:18
- ( وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) الأعراف:44
- ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) المائدة:13
فلنلاحظ أن نقض الميثاق أدى لغضب الله فلعنهم , فتكون اللعنه هنا تعنى الغضب المستنفر من فعلهم فلا يقل أحد أنهم تعنى الإخراج من الرحمة فهناك موقف النقض وأكمله الله ب" وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً" أى لا مفر أمام هؤلاء فقد جعل قلوبهم قاسية ثم أليس من الأجدى بدلا من لعنهم أن يحفظ كتبه من العبث كما حفظ القرآن فرضاً.أم انه لا حيلة له سوى اللعن كأى بشرى مُحبط لا يمتلك وسيلة لتنفيس غضبه سوى اللعن .
هكذا هو واقع الآيات عالية فهى تصدر معنى واضح للعيان أننا أمام غضب إلهى أدى إلى شعور عصبى منفلت ليلعنهم .

- لا يكتفى الله باللعن بل يسمح للمؤمن بالدعاء اللاعن على غيره ففى سورة البقرة161( أن الذين كفروا و ماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ) ومعنى أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أي هم مستحقون ذلك في الدنيا من قبل الناس أى إعطاء الرخصة بلعنهم .

- يؤكد رخصة السماح باللعن فى "وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ" كما فى ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) فيلعنهم اللاعنون تعنى الملائكة و المؤمنون وذلك الدعاء عليهم باللعنة- إذن نحن أمام رخصة باللعن والسب وهذا مادعى ابن عيثيمين للرد على سؤالين ماهو حكم سب ولعن أهل الكتاب وهل يجوز أن أود شخص يهودي أو نصراني؟ فلم يخرج بن عثيمين عن رخصة السب واللعن الممنوحة من الله والرسول بقوله : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :أما لعن الكفار من اليهود والنصارى والمشركين على سبيل العموم فهذا جائز ومشروع من أجل التحذير من أفعالهم، فإن الرسول – عليه الصلاة والسلام – قال في آخر حياته وهو في سياق الموت: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، رواه البخاري (435-436)، ومسلم (531)، واليهود والنصارى داخلون في عموم قوله تعالى": إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا" الأحزاب: 64 وقوله "ألا لعنة الله على الظالمين" هود: 18،واليهود والنصارى ظالمون بتكذيبهم للرسول –صلى الله عليه وسلم – وبغلو النصارى في المسيح وعبادتهم له، وعبادتهم للصليب، واليهود قتلة الأنبياء وهم الناكثون للعهود والخائنون، كما قال سبحانه وتعالى فيهم: (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون)الأنفال: 55 انتهى .. يعنى إلعن وتوكل على الله .!

* فلنتجول فى السنه المحمدية والأسوة الحسنه والأدب المحمدي والصحابي .
- يوصى الله محمد بأن يتبع نفس أسلوب الشتيمة فيمتثل محمد ويسير على نفس الدرب فيقول ( الله يوصينى على مثلك يا سافل يوسف : فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا ) هنا الله يوصى محمد ان يذكر اسم العضو الذكري لأب هذا الرجل الذي وصفه "بالسافل" لتتطور الشتائم ولندخل في الشتيمة السوقية الجنسية.

- عن عجرد بن مدرع التميمي أنه نازع رجلا عند أبي بن كعب فقال :( يا آل تميم فقال أبي أعضك الله بأير أبيك فقالوا ما عهدناك يا أبا المنذر فحاشا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا من اعتزى بعزاء الجاهلية أن نعضه ولا نكني )-
الراوي: أبي بن كعب - خلاصة الدرجة: المحفوظ حديث الحسن عن غني - المحدث: ابن عساكر- المصدر: تاريخ دمشق - الصفحة أو الرقم: 46/61
أعضك الله بأير أبيك - أير = القضيب... أدب وأخلاق.

- سمع ابن مسعود رجلا ينشد ضالة في المسجد ، فغضب وسبه ، فقال له رجل كنت فحاشا يا ابن مسعود . قال : إنا كنا نؤمر بذلك !.
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: إسناده جيد - المحدث: الألباني-المصدر: صحيح ابن خزيمة-الصفحة أو الرقم: 1303

- حدثنا ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏‏وأبو كريب ‏قالا حدثنا ‏أبو معاوية وحدثنا علي بن حجر السعدي ‏وإسحق بن إبراهيم ‏وعلي بن خشرم ‏جميعا ‏عن ‏عيسى بن يونس ‏كلاهما ‏عن ‏الأعمش ‏بهذا الإسناد ‏نحو حديث ‏جرير ‏وقال ‏في حديث ‏ عيسى ‏فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما .
صحيح مسلم البر والصلة والآداب – من باب لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه حديث رقم 4705

- حدثني احمد بن المقدام: حدثنا فضيل بن سليمان: حدثنا منصور بن عبد الرحمن قال: حدثتني امي، عن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما: ( ان امراة جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: اني انكحت ابنتي، ثم اصابها شكوى، فتمزق راسها، وزوجها يستحثني بها، افاصل راسها؟ فسب رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة.حديث رقم 5592

- حدثنا ‏زهير بن حرب ‏حدثنا ‏جرير ‏عن ‏‏الأعمش ‏عن ‏أبي الضحى ‏‏عن ‏مسروق ‏عن ‏عائشة ‏قالت : دخل على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما ‏أو ماعلمت ما شارطت عليه ربي قلت ‏اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا .!‏

- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: “لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله علية وسلم الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ .

- لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له : لعلك قبلت ، أو غمزت ، أو نظرت . قال : لا يا رسول الله ، قال : أنكتها . لا يكني ، قال : فعند ذلك أمر برجمه .
الراوي: عبدالله بن عباس-خلاصة الدرجة: صحيح- المحدث: البخاري -المصدر: الجامع الصحيح-الصفحة أو الرقم: 6824

- قول محمد ( لعن الله السروج على الفروج ) - يا نهار اسود ..الله يلعن النساء ذوات الفروج عندما يمتطين سروج الخيل فهل هذا الامر يستحق اللعن أم اللعنات تنطلق هكذا بلا جامح – غلبانه المرأة فاللعنه تطاردها حتى لو مارست الفروسية بينما الامريكيات والاسرائيليات يقدن الطائرات ..هناك حمولة لا بأس بها من لعن المرأة عند كل همسة ولمسة ولكن سنكتفى بما قدمناه .

لعنات وسباب محمد والصحابة يبقى سباباً ولعنات فلا يستطيع الملفقون أن يأتوا بتأويل لها ولكنهم يتكأون أن محمد نفسه أدان اللعن بقوله (إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنه إلى السماء فتغلق ابواب السماء دونها ثم تهبط الى الارض فتغلق ابوابها دونها ثم تاخذ يمينا وشمالا فاذا لم تجد مساغا رجعت الى الذي لعن فإن كان لذلك أهلا والا رجعت على خير قائلها) وكذلك قوله ( اني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة) رواه مسلم.
قد يسأل البعض كيف لمحمد أن يدين اللعن ويتبرأ منه ثم يَسب ويلعن فى مواضع اخرى ذكرناها عالية لنقول بداية ان الله لعن فما المشكلة أن يلعن محمد علاوة أن هكذا هى التناقضات والمواقف المزدوجة فى القرآن والحديث والذى تناولناها فى سلسلة مقالات " تناقضات فى الكتابات المقدسة " ليذكر شئ ثم ينفيه ويناقضه فى آية أخرى وأضيف نقطة مهمة جدا فى التراث الإسلامى وهى عندما يعتنى النص القرآنى أو النبوى بالدعوة إلى المحبة والتسامح والتعاون وحسن الخلق الخ من السمات الطيبة فخطابه خاص بالمؤمنين فى الأساس لذا لا نندهش عندما يصب جام غضبه على الآخر الكافر والذمى كما أن هذا النهج فى اللعنات والتناقضات والسلوكيات الإزدواجية ليس حكراً على الإسلام فحسب ,فالمسيح سب ولعن وإزدرى بالرغم من عبارته المشهورة (من لطمك على خدك الأيمن أدر له الأيسر) التى تعطى انطباع بعدم رد الأذى فهكذا التناقض فى مناهج بشرية ذات هوى وإنفعال وبنت لحظتها ليتم الزج بها فى دائرة المقدس .

* الكتاب المقدس .
لا يختلف الكتاب المقدس عن القرآن فى عملية السب واللعن لنجد فى مواضع عديدة الرب يسب ويلعن ويزدرى وأعزى هذا أن تلك الآلهة المُتخيلة هى من إبداع بدو أصحاب سلوكيات فجة وضيعة .
- لنبدأ باللعن .. ففى ارميا 48-10 ( ملعون من يعمل عمل الرب برخاء وملعون من يمنع سيفه عن الدم ) لعنه غريبة وشاذة فهو لا يلعن المحارب الشرس المُخضبة يده بالدماء بل من يمنع سيفه عن الدم .!
- فى العدد 22-6 ( فالآن تعال والعن لي هذا الشعب.لانه اعظم مني.لعله يمكننا ان نكسره فاطرده من الارض.لاني عرفت أن الذي تباركه مبارك والذي تلعنه ملعون.)
- فى التثنية27-16 ( ملعون من يستخف بابيه او امه.ويقول جميع الشعب آمين .)
- فى ارميا 20-14 ( ملعون اليوم الذي ولدت فيه.اليوم الذي ولدتني فيه امي لا يكن مباركا ).

- ننتقل من اللعن للسب والتقبيح المباشر فشاول يسب إبنه بألفاظ وقحة فى صموئيل الأول 20 ( فحمي غضب شاول على يوناثان وقال له يا ابن المتعوّجة المتمردة أما علمت انك قد اخترت ابن يسّى لخزيك وخزي عورة امك ) - يا ابن المتعوجة وخزى عورة امك .. ونعم الادب .!!
- ويستطرد فى نفس صموئيل الأول20-30 ( فغضب شاول على يوناثان وقال له: يا ابن الفاجرة العاصية أتحسبني لا أعلم أنك متحزب لابن يسى لخزيك وعار أمك) ..ابن الفاجرة وعار امك .. ونعم الأخلاق !!
- الرب يدعو للسباب فى سفر صموئيل الثاني 16: 9 ( فقال ابيشاي ابن صروية للملك لماذا يسب هذا الكلب الميت سيدي الملك دعني اعبر فأقطع راسه ، فقال الملك ما لي و لكم يا بني صروية دعوه يسب لأن الرب قال له سب داود ومن يقول لماذا تفعل هكذا ) .

- ويسوع ايضا يسب ويلعن ويزدرى ففى قصة المرأة الكنعانية يسب يسوع ويزدرى المرأة الكنعانية ويصفها بالكلبة لمجرد أنها ليست من بنى إسرائيل فنقرأ فى متي إصحاح 15( ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:«ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا. 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:«يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». 27فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». 28حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ)
نلاحظ أن المرأة الكنعانية وفق هذا النص كانت مؤمنة بأن المسيح هو ابن داود المبشر به وأنه لديه القدرة أن يساعدها ومع هذا أعرض عنها المسيح بجفاء فى البداية وقال أنه لم يرسل الا لليهود وحين توسلت اليه وتضرعت بمذلة لتنقذ ابنتها قال أنها كلبة ولا يجوز أن يؤخذ طعام الأبناء الذين هم اليهود ليطرح للكلاب أمثالها، حينها تنازلت عن أخر قطرة من كرامتها وإنسانيتها فداء بنتها فاعترفت على نفسها أنها كلبة تحت اقدام أسيادها تنتظر أن تأكل من فتات طعام موائدهم…حينذ رضى عنها يسوع وإعتبرها صالحة!

- فى يوحنا7:10 نجد شئ غريب فالمسيح يسب الأنبياء الذين جاءوا قبله ويزدريهم وينعتهم بأنهم سارقون ولصوص بالرغم أنه يؤسس وجوده وبشارته على الإنتساب لهم ( أنا باب الخراف وجميع الذين جاؤوا قبلي سارقون ولصوص)! - قد يقول البعض أن المسيح يقصد الأنبياء الكذبة والأدعياء بتوصيف اللصوص ولكننا نلاحظ قوله "جميع" .
- ونجد يسوع يشتم و يزدرى ويهين أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده في بيته :(سأله فريسي أن يتغذى عنده . فدخل يسوع واتكأ . وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنه لم يغتسل أولاً قبل الغداء فقال له الرب : أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاً يا أغبياء , ويل لكم أيها الفريسيون. فأجاب واحد من النامسيين وقال له : يا معلم ، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً . فقال : وويل لكم أنتم أيها الناموسيون ) انجيل لوقا 11 : 39- لا أعلم لماذا هذه الفجاجة فإذا كان يسوع يريد إرسال رسالة بأن الإنسان عليه أن يعتنى بالداخل قبل الإعتناء بالمظهر الخارجى فما الداعى لنعتهم بالأغبياء والخبث .

- يصف الكتاب المقدس سائر الأمميين بالكلاب و الخنازير ( لا تعطوا القدس للكلاب.ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير.لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم ) متى7: 6
- ويسب ويزدرى معلمى الشريعة قائلاً لهم : ( يا أولاد الافاعي ) متى 3 : 7 وفي موضع آخر قائلاً لهم : (أيها الجهال العميان ) متى 23 : 17
- ويزدرى ويهين آخرين منهم بقوله : ( أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان )لوقا 24 : 25
- بولس نفسه سب وإعتذر حين سب أحدهم و قال ما كُنتُ أعرِفُ، أيُّها الإخوةُ، أنَّهُ رَئيسُ الكَهنَةِ. فالكُتُبُ المُقَدَّسَةُ تَقولُ:(لا تَلعَنْ رَئيسَ شَعبِكَ) أعمال23 .. فهل يجوز لعن الآخرين .

قد يقول قائل أن القرآن والكتاب المقدس يحتويا على آيات ترفض السب واللعن وتستقبحه مثل قوله فى الأنعام (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام:108 . كذلك قوله (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
لنقول لو كانت هناك دعوة حقيقية لعدم السب واللعن فبداية ماذا نفعل مع عشرات الآيات الحافلة بالسب واللعن وتوصيفات الأنعام والكلب والحمار وعورة الأم وابن الزنا والمعوجة وبماذا نفسر " يلعنهم اللاعنون" كرخصة للعن أما بالنسبة لآية الأنعام 108 فلننظر إلى تفسيرها أولا فالمؤمنون يسبون ما يعبده المشركون من دون الله، فكان المشركون يسبون ما يعبد المؤمنون ،فنهى الله المؤمنين عن سب آلهتهم لكي لا يسب الكفار إله المؤمنين فيكون المؤمنون قد أشركوا بالله تعالى من حيث لا يعلمون، فقال:(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) لتلاحظ هنا شيئا يدل على تهافت الأخلاق فالتوصية بعدم السب تأتى لأن الطرف الآخر قادر على السب والنيل ممن يسب معتقداته ولكن حال كان هذا الطرف ضعيفاً كأقلية فهنا فلتسب طالما لن يكون له رد فعل مماثل . أما قوله (وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ ) فلا مكان لا من الإعراب لتبددها أمام آية ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ "وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ " وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) فهى دعوة صريحة للإغلاظ فالأمور لا تحتاج لمجهود ذهنى لحل هذا التناقض ,فالوضعية السياسية وموازين القوى هى التى تحدد أى آية يمكن دفعها للصدارة .

بعد هذا السرد عن تراث القرآن والكتاب المقدس الملئ بالسب واللعن والتحقير والإزدراء والإمتهان لن نجد صعوبة فى تحليل ظاهرة التدنى الأخلاقى لدى المؤمنين المؤدلجين فى تعاملهم مع الآخر ليصفوه بأبشع الألفاظ والسباب واللعنات فلا تكتفى الأمور على الملحد واللادينى وصاحب أى إيمان مغاير ليطال السباب واللعنات أبناء الدين الواحد فنار الشر تأكل نفسها كما يقولون لنجد حجم هائل من البذاءة والسباب بين السنه والشيعة كنتاج ثقافة تؤسس لإحتقار الآخر المختلف وإمتهانه وإستخدام الإغلاظ تجاهه لتتغلغل هذه المفاهيم فى الجين الثقافى منتجة حالة سلوكية وفكرية دونية .

آية ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) من أكثر الآيات التى أتوقف أمامها بالرغم أن هناك الكثير من الآيات ذات السب واللعن والتعامل الفج لأعتبر تلك الآية ثقافة المسلمين المؤدلجين المتعصبين فهناك رخصة ومنهجية فى التعامل مع الآخر الكافر من خلال ( إغلظ عليهم ) لتتحمل كل الوسائل المتاحة بدءاً من السب واللعن والتحقير إلى الإهانة والضرب أى بلسانه أو بيده وفقا لقول محمد ليتمجد من يضرب أكثر من الذى يَسب ويَلعن لنجد الشائع فى عصرنا هو التجريح والسب والأذى المعنوى مثلما نرى فى المواقع الأليكترونية التى تتيح المجال لكل بذئ ان يُمارس بذاءته لتتمنهج منهجية سلوك واخلاق من خلال إغلظ عليهم .
يقول المهترئون المتبجحون أنهم يسبون ويلعنون من يتطاول على الله بالكفر لنسأل أولا أليس الكفر حرية عقل وليعاقب الإله الكافر كما يريد فى عالمه الوهمى وهل لنا ان نسأل المؤمن مَن يدافع عن مَن ؟! فهل العبد يدافع عن الإله كلى القدرة والقوة ويزود عنه فألا يعتبر هذا إمتهان للإله والحط من شأنه وقدرته ولكن ماذا نقول عن هذا التراث السخى بالسب واللعن والإزدراء للآخر فهناك ثقافة بشعة تشكلت .

من يتطاول على اللادينين والملحدين بسوء الأخلاق والسلوك هو لا يفهم ولا يعيّ شيئا عن ماهية الأخلاق فهى تطور الإنسان الموضوعى وحراك تجاربه ومنجزاته عبر التاريخ مترجماً تطور علاقات الإنتاج ومكتسبات حضارية إما من يزال فى قوالبه معتقداً أن الأخلاق والمثل رسائل من السماء فهاهو إلهكم وتراثكم وأخلاقكم التى لفظها اللادينين وأدركوا أنها مواثيق وسلوكيات وفكر القدماء وأن منظومة الأخلاق الإنسانية الحالية أكثر تقدماً ورقياً من سلوكيات القدماء .
فلتعتنوا بأخلاقكم وسلوكياتكم ولتتوقفوا أمام كل قبح فلن يرتقى الإنسان طالما ينبطح أمام سلوك ونهج وقبح الأجداد بلا تفكير ليعتبرها أخلاقاً ونهجاً ومثالية ,والمصيبة عندما يعتبر هذا الإنحطاط والقبح من مكارم الأخلاق والأصول الجدير أن يمتثل لها .

دمتم بخير وعذراً على الإطالة .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحررمن الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقوال السديدة فى تفنيد فكرة الإله العتيدة-خربشة عقل على جد ...
- تناقضات الأحاديث مع القرآن-تناقضات فى الكتابات المقدسة جزء ث ...
- تأملات فى ماهية الإنسان والحياة.
- للنذالة أصول –فى الشريعة –جزء ثان
- ذبح العدل والمساواة والحقوق على مذبح الشريعة الإسلامية -جزء ...
- سوبر ماركت أم تناقضات أم موائمات .
- يلعنكم-الكتابة بالصور-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء سادس
- داعش المعركة قبل الأخيرة فى صراع الثقافات
- حاجة تقرف..هوا مفيش حاجة حلوة.
- قضيتان للنقاش .. ما العمل ؟!
- منطق الله الغريب !.
- من فلسفة الجمال ندرك ماهية الحياة والوجود والإنسان .
- وإسرائيل أيضا على هدى الحبيب المصطفى .
- على هدى الداعش الكبير .
- داعش الوجه الحقيقى للإسلام ولكنها تفرط أيضا.
- إما تؤمنون بحق إسرائيل أو تكفرون أو تدركون بشرية الأديان.
- مازال ملف حماس مفتوحاً فى أسئلة محددة تطلب إجابات محددة.
- لماذا لا يثور الفلسطينيون على حماس ويعزلوهم.
- نظرياتى فى فهم الوجود والحياة والإنسان .


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - مجتمعاتنا سبابة لعانه بسند ورخصة إلهية- الدين عندما يشوه إنسانيتنا.