أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غازي صابر - الإنتظار














المزيد.....

الإنتظار


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 03:00
المحور: الادب والفن
    


الإنتظار
غازي صابر
وهي مقبلة عليه كان يبتسم لها وكان يحلم ان تكون نزهتما اليوم جميله وممتعه بالرغم من تجمع الغيوم الرماديه في السماء ، حيته فتوسعت إبتسامته وبدأ بالضحك حاولت ان تجلس إلى جانبه كعادتها بصعوبه فهي تشعر بالألام في كل قطعة من جسدها، مددت ساقيها وإتكأت لمسند المسطبه التي تواجه النهر وتنفست وهي تسحب أهة لعلها تسخن فيها هذا الإنحلال والضعف الذي يهرس في عظامها وأعصابها ، طرحت عصاها التي تتوكأ عليها الى جانبها وسألته عن سبب ضحكه المتواصلوقد أخذته نوبة من السعال العميق حتى دمعة عينيه ، رد عليها وهو يرخي جسده الذي يضعف كل يوم ويزداد هزاله وشحوبه .
ــ أضحك لمهزلة الزمن لأني أراه يسخر منا فحين كنا في سن الشباب كنت أنتظرك بكل لهفة وشوق وأرسم لحظة لقائي معك كي ننتشي ونتمتع في سويعات لقائنا وكانت أعصابنا لاتعرف هذا العجز والتراخي المؤلم كنا نغلي من سخونة الشباب وكأن قوة خفية كانت تدفعنا لنعدو ونرقص ونسهر أما اليوم فأنا أنتطره وأتوقع حضوره قبل حضورك .
ــ من هذا الذي تنتظره بدلاً عني ؟ ردت عليه بفتور والم .
سحب حسرة ساخنه ومد بصره حيث مجرى النهر وتابع سفينة صغيرة تبحر فيه وحين إبتعدت عاد ونظر صوب السماء تابع حمامتان يصفقان بأجنحتهما ثم إنسابت دمعتان في مقلتيه ورد عليها :
ــ ملك الموت هذا الذي يزورني كل ليله وكلما حاولت الإمساك به فر مني
وهو يردد بعد حين بعد حين سأخذك معي .
ــ أنت تكابد الألم وتحاصرك الأحزان ولهذا تحلم دائماً بملك الموت وكأنك بدأت الخرف أنا لااعتقد هناك ملك للموت والا كنت سمعت بوصوله وأنا من ودعت أبي وأمي وهي تتكأ على كتفي وقد فارقت الحياة ، نحن مثل الماكنه يا عزيزي ستأتي لحظة ونتوقف عن العمل والى الأبد . أين طخم أسنانك ؟
ــ في سن الشباب كنت إفكر بأي عطر التقيك وأي ثوب البس ومن أين أقبلك ولم يخطر ببالي أن ياتي اليوم الذي أبحث فيه عن طخم أسناني حتى البسه وعن عصاي فبدونها أتعثر في مشيتي ، هل تذكرين كيف كنا نلتقي هنا وكيف أخذك في الحضن، إقبلك وكثيراً ما أحملك في هذه الحديقة الخضراء وفي أيام الصيف وأنا أحملك في حضني او على ظهري حتى شاطئ النهر هذا والذي لا أقوى اليوم على الوصول اليه ،لاتهمني الألام فمهما قست أصبر عليها لكني أخاف من هذا الملك أن يأخذني منك وتبقين لوحدك لقد تعودت عليك وقد عشنا أجمل سنوات الشباب معاً وقد تعودت على غضبك ومرحك وحتى على قسوتك .
ــ أنا قاسيه ؟ أنت الذي كثيراً ما لاتفهمني حد الملل لكني لازلت أحبك وأخاف عليك أرجوك أن تنسى هذا الملك فلا يوجد للموت ملك أنت تخاف الموت ولهذا تحلم به وتصوره لك نفسك ، أنت تعذب نفسك هكذا وانت تنتظر ملك الموت هذا حتى ان إنتظاره أصعب عليك من مواجهته فالموت لحظة و نختفي فيها عن الحياة .
ــ لكني أراه وهو يحدثني حتى أنه بشع المنظر وكأنه وحش مجنون .
تراكمت الغيوم السوداء وتحركت الرياح وكثر تطاير وريقات الأشجار اليابسه فسقطت عصى كل منهما على الأرض .
إنتابها الخوف من هطول المطر ناولته عصاه وهي تردد مع نفسها هذا هوالخريف قد حل علينا :
ــ هيا بنا فربما ستمطر دعنا نصل الى بيتنا قبل أن يسوء الجو لن أتركك تنام لوحدك بعد اليوم سأكون الى جانبك وأحميك من هذا الملك اللعين والذي لايتركك ترتاح و تحلم به كل ليله .
في يدها اليمنى عصاها وهي تتوكأ عليها وقد طوقته بيدها اليسرى والتي بان الذبول والتراخي عليها حتى بانت عظام وأعصاب يدها .
تمتم مع نفسه وهي يشعر بها لأول مره هي من تناوله عصاه وهي من تساعده في النهوض وهي من تطوق ظهره بكل حنان ورقه إنسابا في مشيتهما على ضفاف النهر مثل طيرين إنتابهما التعب وقد بان الشحوب والترهل وهو يغطي كامل جسديهما .



#غازي_صابر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبدأ الجبريه والخراب
- شباط الأسود وخيانة الموصل
- الشر وصناعة الشيطان
- عصافير
- الله واليله الأخيره
- من يدمر بالعراق؟
- النبل والخسه
- إكتشاف إمام قديم
- الحاجز المنيع
- فنتازيا الطوائف والعلم
- أبن ربيّه
- الثوب الأبيض
- إرثنا ومسلسل القتل
- الرئيس مسعود البرزاني والتناقض
- الديمقراطيه والعشائريه في العراق الجديد
- مأسي الجنوب
- إرث لوسي
- بقرتنا الحلوب
- زهره
- العراق وصراعات إسلام المنطقه


المزيد.....




- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غازي صابر - الإنتظار