أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غازي صابر - الله واليله الأخيره














المزيد.....

الله واليله الأخيره


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 08:37
المحور: الادب والفن
    


الله واليله الأخيره
غازي صابر
ــ أنا الذي قتلتُ أبناء عمك واذا ما خرجوا من قبورهم فسأعود لقتلهم. هكذا ووجه لوجه قالها عبد السلام عارف للملك حسين وبحضور عبد الناصر وعدد من الحضور في مؤتمر القمه العربي المنعقد في الرباط عام 1964 .(أحمد باش أعيان .إنقلاب 14تموز 1958 ).
كانت ليلة 13 تموز هي الساعه الخامسه والعشرين وهي أخر ليله في تأريخ ملكية العراق وطاقم حكمها المرتبط ببريطانيا ورئيس وزرائها مهندس حلف بغداد نوري السعيد .في هذه الليله كان الشعب بطبقاته المسحوقه يعاني الفقر والظلم الإجتماعي وهيمنة الأقطاع وكبار العشائر على حياة الفلاحين حد الإستعباد .وكان برلمان الشعب يصول به من يدعون السياسه من التجار والإقطاع والملاكين ومن المحسوبين على الحكومه والملكيه ومن المعينين بأمر الحكومه .
في هذه الليله كانت السينمات تعمل بأنشراح والملاهي مفتوحه وحتى الخمارات كانت تضج بزبائنها طوال الليل ، كانت بغداد تغني ليلتها :
ــ أنه من أكولن أه وأتذكر أيامي ـ ـ ـ ـ فقط هم الفقراء والذين نال منهم تعب الحياة اليومي يغطون بنوم عميق وينتظرون فرج الله أن يزيح عنهم العوز ويفرج عنهم ، كان ليلتها كل الشعب يمقت الوصي عبد الأله ونوري السعيد وإبنه صباح لمجونهم وتعسفهم وعمالتهم لبريطاني العظمى .
وحدهم الضباط الأحرار وجنودهم من إحتل مدينة بغداد وشوارعها في أخرهزيع من الليل ،لاشئ يدور في عقولهم وأيديهم على بنادقهم غير إزالة الملكيه وقتل نوري والوصي . كانوا يرددون مع أنفسهم كل الفساد بالملكيه هيا بنا الى الجمهوريه ، الموت للمحتل البريطاني والغاء حلف بغداد والإقطاع في الريف وإقامة الحريات وحكومة ديمقراطيه .
وزحفت القوات المكلفه بتنفيذ الأمر من جلولاء وكانت وجهتها الأردن والمرور فقط ببغداد لكن القطعات رتب وصولها فجراً لإسقاط الملكيه وإذاعة بيان الثوره من الإذاعه العراقيه ببغداد .
في هذه الليله وعلى الرغم من إستلام العديد من التحذيرات للوصي عبدالأله ومن مختلف الجهات العالميه والعربيه والداخليه بتوخي الحذر من مخطط الجيش الا إنه مل السياسه ومل خوف الأعداء وقرر ان يرفه عن نفسه كعادته ويحتفل بأبن إخته الملك الشاب ليلة سفره لتركيا حيث الخطيبة الجميله المصريه والعثمانية الأصل وحضوره إجتماع رؤساء الدول الإسلاميه الأعضاء في ميثاق بغداد ثم السفر الى لندن للقاء الخطيبه وشراء ما تحتاجه من ملابس للعرس الكبير .
إستدعى هندي ماهر بخفة اليد والعاب السيرك لهذا الحفل في قصر الرحاب وقد حضر العديد من أفراد العائله المالكه والأصدقاء المقربين. كان الكل مبتهج والملك مزهو وهو يخبرضيوفه بقرب نهاية بناء منزله والملكة العروسه في الكراده والذي حولته الحكومات المتتاليه الى القصر الجمهوري في المنطقه الخضراء .
وحدها الملكه نفيسه والدة عبد الأله وجدة الملك كانت مكتأبه وترتعش خوفاً . وعنما إختلت بها أبنتها الصغرى بديعه أخبرتها بسر كأبتها فقد وصلتها صورة لولدها عبد الأله وقد لطخت بالأوساخ . فطمنتها إبنتها ضاحكة :
ــ إنهم تعودوا على ما يفعله الشيوعيون وغيرهم .ويبدو ان الملكه نفيسه كانت مثل الشيخه موزه في مملكة قطر في هذا الزمان بيدها الكثير من مفاتيح العائلة المالكه .
ملك فيصل الشاب كان هو محور الحفل ولم يترك الحديث عن عروسته وفرحه بالغد السعيد حيث الملوكيه والزوجة الجميله حتى قالت له خالته عبديه وهو يتحدث بلهفه قل :إن شاء الله قل إن شاء الله . فردد عليها ضاحكاً إن شاء الله إن شاء الله ، ولكن ما هذا الإلحاح وكأننا سنموت غداً. سهرت العائلة وضيوفها مبتجة حتى بعد منتصف الليل ووحدها الملكه نفيسه بقيت ساهرة حتى الصباح وهي تقرأ القرأن وتدعو ربها ان يحفظ حفيدها الملك وإبنها الوصي عليه .
في فجرالرابع عشر من تموز كانت مدرعات الجيش قد أحكمت السيطره على شوارع بغداد وعند الساعات الإولى من صباحه كان عبد السلام قد سيطر على الإذاعه وبدأ بأعلان الثوره وترديد نشيد :
الله أكبرـ ـ ـ الله أكبر
الله أكبر فوق كيد المعتدي
والله للمظلوم خير مؤيدي
بينما كانت الملكه نفيسه تردد أيات اعوذ بشرمن خلق والويل لكل همزة لمزه كان عبد السلام يردد الله فوق كيد المعتدي ولا احد يدري أين كان موقف الله بينهما ؟



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يدمر بالعراق؟
- النبل والخسه
- إكتشاف إمام قديم
- الحاجز المنيع
- فنتازيا الطوائف والعلم
- أبن ربيّه
- الثوب الأبيض
- إرثنا ومسلسل القتل
- الرئيس مسعود البرزاني والتناقض
- الديمقراطيه والعشائريه في العراق الجديد
- مأسي الجنوب
- إرث لوسي
- بقرتنا الحلوب
- زهره
- العراق وصراعات إسلام المنطقه
- قصه قصيره اولاد عزرائيل
- عبد الكريم بين عهدين
- قصص قصيره معاناة
- الطوق المحكم
- قصة قصيرة المعلم الأول


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غازي صابر - الله واليله الأخيره