عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 20:36
المحور:
كتابات ساخرة
عقلى لغوى، أى يحب اللغة، ويلتقط مفرداتها ولا طبق الستالايت، ولكنه بليد فى مادة الحساب، وكأنه فرغ لتوه من وجبة فول مدمس معتبر، فكان الرسوب الحسابى بادرة تنبئ عن سقوطى فى هوة الرسوب الوظيفى فيما بعد، لذلك كنت منذ البداية أكره مادة الحساب كراهية التحريم، وبالتحديد جدول الضرب، لأنه كان يعنى بالنسبة لى أكثر من مجرد ضرب رقم فى رقم، كان يعنى بالضرورة الضرب بالخيزرانة الرنانة على فين يوجعنى، تقديراً على غبائى الحسابى الشديد، الذى لم يكن فى نظرى سوى أنى لا أملك موهبة حب جدول الضرب، وبالتالى التلذذ بحفظه،وترديده.
حصة الحساب، عندما كانت تجيء، كانت حصة سوداء بسواد السبورة، بل وأسود من قرن الخروب، وآه لو أمرنى المُعلّم أن أقف أمام السبورة، وأمسك بالطبشورة لحل مسألة حسابية، غالباً ما تكون منتقاة، لتناسب حظى الأسود دائماً إلا فى البطيخ، فأجد مخى أبيضا بلون الطبشورة التي بين اصابعي، ولم يكن أبداً من عينة: "أبيض ياورد"، لأنه لا أمل ولا بصيص منه على الإطلاق، فى أن يحمل مع أريجه بشائر أن أكون إنسانا حسابياً، وهذا ماحدث بالفعل، فما زلت كما كنت فى المدرسة الإبتدائية، كذلك فى مدرسة الحياة الكبرى، أتنازل عن حقوقى المادية بروح المجاملة، وبلزومية: "الحساب يوم الحساب"، ولا زلت فعــلاً، أعتبر أن الحساب يوم الحساب بمعناه الأخروي!...
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟