عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 08:41
المحور:
كتابات ساخرة
وحدوه، كلمة ليست مأثورة عن أحد سوى المصريين، ولعلها من موروثات عمنا مينا موحّد القطرين!
تقال في فاتحة كلام البعض، وكأن الذي نستنطقه بكلمة التوحيد، شخص قادم من بلاد تركب الأفيال!
وتقال في الطريق إلى المقابر، وكأننا نكسر بذلك رتابة الخشوع والسكينة، تضامناً مع كسرة النفس!
انتبه جيداً لمن يقول لك: "وحّد الله".. فعليك الرد بالقول: "لا إله إلا الله"!
لا تجادله بالقول: أنا أخوك، أو أنا صديقك، أو أنا من صلى معك...!
ولا تجادله بالقول: هل الله متعدد، أو مجزء، حتى ألملمه وأجمعه – استغفر الله العظيم من هذا الذنب العظيم ـ؛ ليصبح واحداً، هكذا بكلمة واحدة؟!...
ولتأكيد صفة الواحدية لله، لغينا التعددية بكل مظاهرها، وبكل ما يمت لها بصلة: فلا للتعددية الفكرية، والدينية، والثقافية، واللغوية، خوفاً من أن تصبح التعددية مناقضة لوحدة الله!
وإذا، نسينا أو أخطأنا، فنادى أحدنا: بوحدة الصف، ووحدة الهدف، ووحدة الأمة، ووحدة الزوجة، سرعان ما يتراجع عن أمنياته!
وإذا استخدم أحدنا في اسلوب تحديه للآخرين، عبارة: "هي كلمة واحدة"، سرعان ما يتكلم كثيراًَ بعد ذلك!
كل ذلك، بعد أن يغسل لسانه بماء الاستغفار والتوبة؛ بعد أن كاد أن يسقط بالوحدانية في الشرك بوحدانية الله !...
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟