أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة حبرشيد - شريعة الغاب














المزيد.....

شريعة الغاب


مالكة حبرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


يسألُونك =من أنتَ ؟
قلْ أنا ابنُ الفجيعةِ
ثمرةُ مخاضٍ دامَ
جوعًا وكثير نزفٍ
وجعٍ لطالما غنى
لنهاراتٍ رسمتْ تفاصيلَ السّؤال
على جدارٍ بالٍ
حين هبتِ الرّيحُ هدّتُه
حتى آخرِ حبةِ رملٍ
أنا اللّقيطُ الّذي
أنجبتْه الأيامُ الثّكلى
يوم ضاجعتِ الصّمتَ
وفقًا لشريعةِ الغابِ
على إيقاعِ الهسيسِ
ورقصاتِ الثعابين
لا أعرفُ كيف تمَّ الوصالُ
ولا متى كشفتْ
عورتَها للهيبِ
تُراودُه عن نفسِها
وهي القاصرُ ...
لم تبلغ سنَّ الرَّفضِ
ولا أدركتْ ما تغيَّرَ
من مدوناتِ الأحوالِ الشّخصيّةِ
فامتدتْ لظىً يداعبُ
خدودَ الخرابِ
حتى تمَّ تدجيّنُ الاحتراقِ
ليُصبحَ مستأنسًا
كما القططِ
رفيقا لزمنِ الاكتئابِ
حيث الأجسادُ تنطفيء
وسط َالجمرِ
الدمُ يشيخُ في الأوردة
لنغدو جموحا
مرابطا في هينمات النشيج
لا حولَ ولا قوةَ = للبحرِ اليومَ
وقد صار مُسيّجًا بنيرانِ السُّجوفِ
أمواجُه غبارٌ اعتلى وجهَ الفضاءِ
هديرُه أنينٌ أينعَ في كتفِ الخنوعِ
الطّيورُ النّوارسُ = ماتتْ
معلّقةً داخلَ طيرانِها
والبطاريقُ لا تملكُ =
غيرَ حركاتٍ بهلوانيةٍ
دُرّبتْ عليها
تساعدُها على الاحتفالِ بأوجاعِها
و توزيعِ التحايا على
خناجٍر تُجيدُ اغتيالَ الأصواتِ
اعتقالَ الذّبذباتِ
قبلَ أن تبرحَ الحناجرَ
يسألونك =من أيِّ صوبٍ جئتَ ؟
بنايك المكسورِ
ترفعُ النّشازَ
على شطوطٍ من هباءٍ
يرتدُّ الصدى مذعورًا
نحو صدورٍ
يخفق في حناياه الضياع
لتختارَ لها نهايةً
تليقُ بالبؤسِ المعتّقِ
هيا ...قفْ على تلةِ العصيان
تبرأ من أحزانِك
اكشفْ سرَّك للنّارِ
أعدْ تشكيلَ ملامحِك
التي حفرَ فيها القهرُ
أدغالَ الأسى
خذ بيد كوكب يتعثر في الظلام
كن له بوصلة
تحميه من ضلالة الهوى
و الشياطين
و القمر المعتوه
الذي احكم اعتقال العقول
ماذا تقولُ كواسرُ الفصلِ الجديدِ ؟
كيف تحمي من القيظِ
هشيمَ الأمنياتِ ؟
أمازالتْ تعشقُ الموتَ
على شطآن الخُذلانِ ؟
أمازال بيضُ اللاجدوى
يفقسُ تحتَ أجنحتِها ؟
وهي تنظرُ إلى الخريفِ
وقد عرّى سوأةَ فلذاتِها ؟
من يوزعُ الظّلامَ
على مجازاتٍ تعترينا ؟
يسقي كؤوسَ الهوانِ
للبدلِ والنّعتِ والمنعوتِ
قبلَ إعرابِ الشّارعِ المُنزوي
المحطاتِ التي علاها السُّعالُ
الأرصفةِ التي تحضنُ
الكلامَ العصيَّ
وجرائدَ تراودُ الأمسَ عن نفسِه
حتى إذا بهُتَ السّؤالُ
صارتِ الهراواتُ تجري
تقتفي آثارَ العصيانِ
لك ...لي ...ولنا اليوم
أن نفقأ عيونَ فجرِ
تتابعُ رقصاتِ انتحارِنا
نذبحُ فرحةَ الجدارِ الزائفةَ
نقطع حبالَ وهمِ
تجيدُ ترميمَّ المرايا
لتمعنَ في خداعِنا
لا تبلسمُ جرحي
فقد أعضك عند أولِ صحوةٍ
لا تلحس عرقي
فقد يسحبُ آخرَ ذرةِ رفضٍ
تساعدُك على ارتقاءِ
الجبلِ الأسودِ
إن بلغته ...
لا تنسْ أن تقرأ
على مسامعِ الضّلالِ
آياتِ الانبعاثِ
علَّ القومَ يمتطون
صهواتِ المحنِ
يخترقون آخرَ قطرةٍ حمراء
ويحررون الأحلامَ
من أفرانِ العتمةِ



#مالكة_حبرشيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصعود نحو الهاوية
- ملحمة الصمت النواحة
- معراج الرحيل
- عند مفارق الجوع
- تحت قبرة الخوف
- عند منعطف الغضب
- ويبكي المغني............؟
- حين يزهر الرماد
- التكيف مع ايقاع القهر
- على حدود الفراغ
- عند منتصف البوح
- عولمة الموت
- على عتبة التردد
- اعتلال الغسق
- في محراب الهجر
- بين الوجوب والمجاز
- رواية مجهولة الاوصاف
- نحو مشانق المعنى ........؟


المزيد.....




- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة حبرشيد - شريعة الغاب