أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة حبرشيد - التكيف مع ايقاع القهر














المزيد.....

التكيف مع ايقاع القهر


مالكة حبرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 22:33
المحور: الادب والفن
    


في الحديقةِ
حيث يتنزّهُ الموتَى
على الأرائكِ مقابرُ
تحكي لبعضِها
عن أعمارِ الضّنكِ
عن سهراتٍ تأكلُ فيها الجماجمُ
يُجرعُ نخبَ الاستيلابِ
تقرّبًا إلى آلهةٍ تحسبُ دقاتِ الوعي

كلما انداحَ الوردُ عندَ أقدامِ الرّغبة
يمرحُ الحزنُ
في بياضٍ ثقيلٍ
في حلقِ الحيلةِ يتكسّرُ الصّمتُ
لا أحدَ هنا يستطيعُ اكتشافَ ..
معنى الصّبرِ
ولا كيف ترتسمُ الابتسامةُ
على شفاهٍ
شقّقتْها خُطى العابرين نحو القمةِ
النّظراتُ تذوبُ في سلالِ الّلعناتِ
الحكمةُ تحتَ الّلسانِ تنامُ
أبيّةً كالنّارِ
كما سيوفٍ اعتلتْها الرّطوبةُ
في أغمادِها
مناجلُ عاطلةٌ تُداعبُها الرّيحُ
عندَ أخمصِ السّنابلِ
مُذ ابتلِيتْ بعشقٍ قبل
توجّهِ الظّلالِ
نحو كمينٍ مُحكمٍ
مادامتْ دورةُ الفصولِ
جردتْها من كُلِّ صلاحياتِها
لتصيرَ مرتعًا لزفيرٍ
يهبطُ على أفكارِ الشّعراءِ
كما المطارقِ
كما خُدعةِ متعةٍ مبتغاةٍ
لمضاجعةِ جسدٍ هاربٍ من الجِنازةِ

صعبةٌ مهمّةُ العيونِ
في الظّلامِ
تجوالُ القلمِ
في شوارعِ الذّاكرةِ المكتظّةِ
بأنفاسِ الشّرودِ
صراخُ الصّمتِ وهو يقارعُ الفراغَ
بحثًا عن مفاتيحَ مفقودةٍ
تفتحُ مغارةَ الكلماتِ المشفّرةِ
الموائدَ المغلقةَ بالشّمعِ
شعوذةَ العجائزِ
وهن يُلاعبن عظامَ الكتفِ
لفكِّ ألغازِ الزّمنِ الهاربِ
حيرةَ الثّمالةِ حين تتواثبُ
لمقايضةِ أحمرِ الشفاه
بعُقبِ سيجارةٍ
أو بضوءٍ خافتٍ يساعدُ
على تلمّسِ الدّربِ
نحو ممراتٍ هربتْ
حاملةً ما تبقى من الجبالٍ الطليقةٍ
من الأرصفةِ الرّافضةِ
للجرائدِ القديمة
العروقَ الحُبلَى بالبارودِ
وبعضَ الفلاسفةِ الذين مازالوا
يتسلقون قامةَ المعرفةِ
على أملِ أن يجعلوا عصاباتِ السنين
تفتحُ المحطاتِ القادمةِ
لقصائدَ تنتظرُ عُرسَها
بعيدًا عن العرافاتِ
قارئاتِ الأبراج
وجلابيبِ التهليلِ المرتبكة
عند أقواسِ الشّر

كم بقي من الحبر
ليزمجرَ القلمُ احتفاءً
بما توصّلَ إليه من نظرياتٍ
تحلُّ معضلةَ براءةٍ
أفسدها الانفتاحُ
على اللفافاتِ والنوتاتِ المستوردة
الحاراتِ الراكضةِ
نحو خطيئةٍ أرادتْ لها الخُطبُ
أن تظلّ طي الكتمان
ولا تكشفَ السّرَ إلا
لآخر المخلصين
العاكفين في هوةٍ أليفةٍ
تُحسنُ تدجينَ الغضبِ

مهرجاناتِ الرّدحِ
تزنّرُ لعابَ التعب
بموسيقى الراي
الساحاتُ خجلةٌ من اتساعِها
براحُها أتاحَ للموتِ حريةَ التنزّه
حشرَ الوجعِ في ثقوبِ الزمن
لتتوالى الحفلاتُ في اطمئنانٍ
وتبقى الذّاكرةُ في الخلفِ معاقةً
لا تجيدُ ترتيبَ التّواريخ
ولا كتابةَ أسماءِ المدعوّين

كلما ازددنا ثقة في الترنح
نام الغد في الأفواه
وصار صغار الحلم
أكثر قدرة على الرقص
وأكثر تكيفا مع إيقاع القهر !



#مالكة_حبرشيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حدود الفراغ
- عند منتصف البوح
- عولمة الموت
- على عتبة التردد
- اعتلال الغسق
- في محراب الهجر
- بين الوجوب والمجاز
- رواية مجهولة الاوصاف
- نحو مشانق المعنى ........؟


المزيد.....




- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالكة حبرشيد - التكيف مع ايقاع القهر