أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - سيكولوجية الأسير : المجتمعات والدول العربية كمراكز إعتقال














المزيد.....

سيكولوجية الأسير : المجتمعات والدول العربية كمراكز إعتقال


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 18:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سيكولوجية الأسير : المجتمعات والدول العربية كمراكز إعتقال
التجربة البشرية للأسرى في مراكز الإعتقال ، ولا يهم ألأن ، في أية بلدان ، هي تجربة مريرة جدا ، ورغم أن القوانين تكفلُ للأسرى والمُعتقلين حقوقا ، وتطلبُ الحفاظ على كرامتهم الإنسانية ، إلا أن المواثيق والإتفاقيات الدولية ، لا يتم إحترامها . ناهيك عن العقوبات والتعذيب المُمنهج الذي يهدف الى كسر إرادة الأسير وتحطيم كرامته الإنسانية .
ولقد قادنا إلى "خفايا" نفسية الأسير ، الاستاذ فكتور فرانكل ، الذي كان مُعتقلا في معسكرات الإعتقال ألنازية . فهو يتحدث عن المراحل النفسية التي يمر بها الأسير بدءا ، بالصدمة الأولية ، فالنُكران وعدم التصديق ، وصولا إلى الشوق الشديد للأحبة والأعزاء ،وإنتهاء بالتحديات اليومية التي تهدف الى البقاء في الحياة يوما إضافيا (صراع حياة أو موت ) مع السجانين ومع بقية الأسرى . فحياة الأسير في المُعتقل تؤدي به الى فقدان الثقة من العالم ومن الخير على الإطلاق .
وفي علم النفس الإجتماعي هناك تجربة مشهورة هي ، تجربة ستانفورد عن السجن ، حيث تم تجنيد متطوعين من طلاب الجامعة ، ليكونوا سجناء مقابل أجر مُغر ، ولن أُطيل عن التجربة ، فبعد ثلاثة أيام فقط ، ظهرت عوارض مقلقة عند "سجين " ، فقد بدأ يعاني من خلل نفسي خطير ، تشوش في الأفكار ، البكاء والغضب .
ولقد لاحظ الأهل الذين جاؤو لزيارة أبنائهم "السُجناء " ، والذين أصابتهم صدمة ، من الحالة التي وصل إليها أبناؤهم . ناهيك بأن "السجانين " قد تقمصوا دورهم كما يجب ..!! وقد صرح المسؤول عن التجربة بأنها لم تترك ضررا دائما وبعيد المدى ، رغم أن قسما من المُشاركين في التجربة أظهروا علامات على "إنهيار نفسي " ..!!
والسجن في العادة ، هو وسيلة عقابية ، تهدف إلى الحجر على حرية السجين ، وإبعاده عن المُجتمع ، إتقاء لشره .. فالعقاب الأساسي ، ولنفترض بأن السجون كلها من فئة الخمسة نجوم ، هو الحجر على الحرية وحجز السجين خلف أسوار عالية .
ونظرة سريعة على المُجتمعات العربية فهي سجون كبيرة في الواقع ، فالمُجتمع يتدخل في طعامك ، شرابك ، ملبسك ، طقوسك الحياتية كلها . كما وأنه يفرض عليك نمطا مُحددا من السلوك والتفكير .
المدرسة تُلقّنك "الحقائق المُطلقة " ، وإياك أن تستعمل عقلك ..!! فما عليك إلا الحفظ غيبا ، لتُصبح "ناجحا"!!
ألدولة ، فوق الجميع ، ومن "يحكمها " يملكها ، فهو "يُقدمُ" صنيعا حسنا وخدمة طوعية ، لأنه يقبل بهذا ألشعب .. فالشعب عبء وعار على الحُكام !!
إنه كريم ومُتسامح ، يُقدم المكرمات لشعبه ، وإلا فالسوط لمن حادَ عن السراط المُستقيم ..
الحاكم مُطّلع على كل كبيرة وصغيرة ، وله عيون مبثوثة في كل زاوية ، وأذان تسمع كل نأمة . فالويل والثبور وعظائم الأمور لمن تُسوّل له نفسه أمرا ..!!
يدُه حديدية وقبضته مضمومة ، تُحطم الصخر والفولاذ ، سريعة الإنقضاض على من يجرؤ برفع رأسه ..!!
سجونه تطحن الكرامة ، وفيها يختفي من يجرؤ على نقده أو الإعتراض على مشيئته ..
بالمُختصر المُفيد ، هو المانح والمانع ، هو المُطعم والكاسي ، هو الذي يستمد سلطانه من الإرادة الإلهية ، وهو إنتقام الإله من العصاة ..!!
فكيف يكون "المواطن " في هذه البلدان ..
مصدوم ، غير مُصدق بأن هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع ، يخوض صراع بقاء من أجل يوم أخر ، زملاؤه "المساجين" يتحايلون عليه لسلبه "رغيفه" ، وسجانوه يُحصون عليه حركته وأنفاسه ، لا يثق بمن حوله ، فالكل يتحين الفرص للإيقاع به ، لا يؤمن بأن في هذه الدنيا خير ..
المواطن العربي ، كما في تجربة ستانفورد ، يُعاني من إنهيار نفسي خطير ..
فلماذا لا "يقتله" الشوق إلى اليوتوبيا الزائفة ؟؟ شوق الى ماض "سعيد" ، مُجتمع" فاضل عادل" ..؟؟!!
لقد أوصلوه إلى محطة اللاعودة ، أو أعادوه إلى مُربع الصفر(المربع الأول ) ..!! إلى بدايات ألتاريخ ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بستوريوس وهرم الأعراق ..
- بين الحُلم والمعنى ..
- غارقون في بولهم ..!!
- - علم ألنحو- والجنس..
- أينشتاين ، أللحمة وبعض أسباب ألتخلف ألعربي ..
- في ظرفية ألنص و-الأزهري- المُتبلبل ..!!
- ألمُنزلق نحو ألفاشية...
- معايير ألنصر والهزيمة ..
- ألسر ألدفين من وراء ألخلط بين حماس وفلسطين ..!!؟؟
- ولا أُنازع الأمرَ أهلَهُ ..!! أو خلق وعي -مُقعد - ..
- -رحلة - الأُنثى مع ألذكر ، ليارا محاجنة ..
- علياء ،عبد الجبار والرمز ألديني ..
- جدلية الأخلاق ، الجنس والنضال المشروع ..
- سميح القاسم لم يكن شاعرا وحسب ..!!
- -جهاد النكاح- العلماني : مُكايدة نمطية ..!!
- -الإضطراب -المطلوب عربيا ، للسير على طريق التقدم ..!!
- دول كرتونية وشعوب حُنجورية ..إلا داعش..!!
- Dissociative identity disorderتعدد ألشخصيات
- النيكروفيليا والفتاوى -ألمُختَلّة - .
- العالم شنتون وألقاضي ألشرعي ..!!


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - سيكولوجية الأسير : المجتمعات والدول العربية كمراكز إعتقال