|
من هو الشخص المناسب في المكان المناسب في العراق
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 22:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم و لن اقل الرجل بل الشخصية المناسبة بما تعني الكلمة، لانني اعتقد بان المراة ايضا يمكن ان تكون انسب لمواقع لا تليق بالرجل و هو عالق فيها زورا و لاسباب سياسية، و في مقدمتها ترضية هذا او ذاك من الاحزاب و الكتل و الجهات العديدة الخارجية و الداخلية بما تقتضيه الظروف الموضوعية و الذاتية للوضع الحالي و ما يدور و من الموجودين في الواجهة دون غيرهم حتى الاحسن منهم تاريخا و عقلا و خبرة و سيرة ذاتية . لا تزال الظروف التي يمر بها العراق تجعل المعارضة السابقة للنظام الدكتاتوري العراقي هي المسيطرة و تنتج السلعة التي تراها القوى المؤثرة و المحددة لمن يمكن ان يعتلي المناصب، لفقدان المؤسساتية في حكم الدولة و ما هو عليه العراق منذ عقود . هل دارت الايام و اصبحت الارضية مرسخة لمن يمتلك سمات و صفات ليست مقبولة لدى العقل الجمعي المجتمعي، الا انه يمتكل ما يؤهله للحصول على ما يريد بدهاء و خبرة مزيفة لامور ادارية حياتية سطحية وما يمكنه بطرق ملتوية من النجاح بتعاملات سياسية و بطريقة تجارية و بشرط الربح والخسارة لمن يبيع و يشتري، من اجل الحصول على ما يريد من اجل الاعتلاء في المناصب من اجل الجاه الاجتماعي بعيدا عن الخدمة العامة جملة و تفصيلا . الجامعات و المؤسسات الثقافية حتى و ان تاثرت بالتغيير منذ اكثر من عقد الا انها لا تخلو ممن له القدرة و الخبرة الحقيقية و الدراية التامة لتقييم الوضع القائم و ما يحتاجه العراق الان، و له الامكانية في سير العملية، و الهدف عنده تصحيح المسار بعيدا عن المصلحة الذاتية، عدا من ياس و ترك العراق مظلوما مقهورا نتيجة غدر الغادرين الذين انتجتهم التغييرات السلبية و ما افرزت من الوجوه من المضمون العراقي الاجتماعي الثقافي السياسي و الاقتصادي . اذن، من هو الشخص المناسب الموجود و لم يلتفت اليه احد، و لماذا؟ انهم كثيرون، و يملؤن العراق عرضا و طولا، و امتلات بهم ملاذات الدول الغربية ايضا، و ان كانوا مختفين ليس السبب منهم او يقصدون ذلك، انما العهد الدكتاتوري باعتماده على الحزب و الولاء الحزبي الشخصي للدكتاتور دفع بمن هو المتمكن النظيف القادر اما ان يختلي و يهتم بما هو موجود فيه دون ان يتراوى من احد و هو يتلافى الظهور على العلن من اجل اتقاء نفسه و عدم تكليفه و ُبتلى و يُفرض عليه الولاء الشخصي للدكتاتور، او من هجر ليلقى ظروفا سانحة للغوص في مهمته و اختصاصه و يكون خيرا للمضيف قبل بلده، او اتقى شر الحاسدين من المتملقين غير المتمكنين الصاعدين نتيجة الخطوات تملقية و القفز على سلم عديدة لاسباب عائلية او حزبية او صدفة حولتهم الى ابطال نتيجة الظروف المنتقلة و المتغيرة العديدة التي مر بها العراق في المراحل السابقة، لحين السقوط المخزي للدكتاتورية و استمر بعض منهم لحد اليوم . فتفائل الكثيرون بالسقوط و اعتقد هؤلاء بان الفرص ستكون متكافئة و متساوية لمن يمكن ان يخدم العراق و يكون التنافس علمي يعتمد على القدرة و درجة الخبرة و العقلانية و الانتماء للوطن و الخالاص و الامكانية المتعددة الجوانب قبل الانتماءات الضيقة، و اصطدم بما حصل و ابتعد بهدوء عن الساحة السياسية والادارية و عن امنياته و ما يعتقد بانه يمكن ان يخدم به العراق وشعبه بما يمتلك من الامكانيات العقلية العلمية اكثر و احسن من غيره . جاءت المعارضة و فرضت ما بجعبتها من الامكانية الضعيفة المعتمدة على الولاء للحزب و العقيدة والايديولوجيا و الانتماء للجهات الخارجية و الدعم المادي المعنوي الذي يحصل عليه كي يتمكن من الصراع و اكثرهم مثاليين و خياليين في الفكر معتمدين على الايديولوجيا و الميتافيزيقيا قبل العلم و المعرفة و الامكانية و الخبرة، و هم من وصولوا البلاد الى ما هو عليه، اضافة الى ما سببوه من الانشقاقات و الاختلافات و ابرزوا من الخلافات المتعددة الموجودة اصلا في بنية الشعب العراقي المتعدد المكونات و الاديان و المذاهب صاحب الموزائيكية الشعبية . و هذا لا يعني ان نطلق الامر جزافا و بشكل مطلق و ندعي عدم وجود خبرات و امكانيات من بين العائدين من المعارضة، و انما حتى الخبرة و القدرة الموحودة لدى المنتمين للمعارضة غُطت بالاولويات الايديولوجية المطلوبة للوصول الى الصفوف الامامية، و حتى المتعاونين مع النظام السابق عرفوا و تعلموا اللعبة منه لبقائهم في الصف الاول و في خدمة الاشخاص المتنفذين على حساب المصالح العليا للعراق، و هذا ما اوصلنا الى حضيض الموجودين فيه الان . الشخص المناسب موجود و بكثرة و هو في غير موقعه للاسباب السابقة و الشخص غير المناسب احتل ما ليس له باي مقياس او معيار يعتمده العصر و العلمانية و العقلانية في الحكم في كافة صقاع العالم . العلة الكبرى هو خلط الدين و السمات المذهبية و العرقية في ثنايا الحكم و الدولة بشكل عام، و هو ما فرض ابتعاد من لا يؤمن بهذا . المفروض العمل الجاد المتعب لتامين الطريق لابعاد هؤلاء لاحلال البديل في الدورات القادمة و من اجل التغيير المطلق لشكل و مضمون الحكم و فلسفته في العراق، و يمكن هذا ان تعاون و اجتهد المقتدرون و اشتغلوا بخطط مدروسة لازاحة المتهالك المهترا و انبثاق بديل قادر متمكن، و لبدء مرحلة جديدة بعد سنوات من الان، و لكن يحتاج تحقيق الهدف هذا لعمل مستمر دائم و بشكل دقيق منذ اليوم، و من قبل اشخاص اي من الجنسين ليلا نهارا لحين توفر الارضية و في الوقت المناسب لبيان المواقف المناسبة لابعاد هؤلاء المضرين، و يجب ان يكون عصري و بشكل علني و شفاف و ليس سريا و بدراسة و خطوات مدروسة و بهمة و ارادة ولو لمجموعة بسيطة عدة و عددا، و الجماهير او العقل الجمعي للشعب العراقي صاحب حضارة مهما تاثر بالظروف التي اصعبت حياته و غيرت من ميزاته و سماته الا انه يمتلك ما هو المساعد لاحلال البديل المناسب و ليس كغيره من الشعوب الخيالية في المنطقة.
#عماد_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خرجت امريكا من العراق من الشباك و عادت من الباب
-
التحالف الدولي ضد داعش و تعامله مع المحور الاخر
-
التخوف من السعودية ام ايران في المدى البعيد
-
من تكون القوة المهيمنة في ظل الفوضى العارمة في المنطقة
-
امام العبادي مهمة اصعب من سلفه
-
الارهاب يوثٌق المحاور و يفصلهم اكثر
-
هل من الممكن ان يعيش الشعب العراقي واقعيا
-
ما يميٌز الحكومة الجديدة
-
اللااستراتيجية اوباما هي الاستراتيجية الامريكية بعينها في ال
...
-
هل نتفائل لحال كوردستان و مستقبلها
-
كان من الاجدر ان تكون نسبة من الوزراء من الوجوه الجديدة
-
ان ارادوا للشعب الراحة و الاطمئنان
-
جهاد النكاح في تاريخ الاسلام
-
الموقف المخزي لتركيا و علاقاتها مع اقليم كوردستان
-
لماذا يتعامل اوباما مع داعش بدم بارد
-
العقل يقطع دابر داعش
-
يقفون ضد المثلية و هم يمارسونها في السعودية
-
منطقتنا و الحرب الباردة على الطريق
-
لماذا البرلمان ؟ توجهوا الى المسبب الرئيسي
-
هل يمكن تعريفه بالنسيج العراق الداخلي
المزيد.....
-
معركة بين 100 رجل وغوريلا واحدة.. من سيفوز بالنزال؟
-
ثعبان أسود عملاق يزحف على الشاطئ.. ما كانت ردة فعل الزوار وا
...
-
الكويت: زواج -الخاطف- من الضحية لن يعفيه من العقاب
-
واشنطن توافق على صفقة صواريخ للسعودية بقيمة 3,5 مليار دولار
...
-
مصدر: الجيش الروسي قصف مصنعا عسكريا أوكرانيا في زابوروجيه
-
الأردن.. إغلاق -خمارة- بعد افتتاحها بزفة تراثية (فيديو)
-
تقرير: هكذا فاجأ ترامب نتنياهو -بمقامرته النووية- مع إيران!
...
-
الهند تحظر واردات كافة السلع من باكستان
-
لم يتبق خيام ولا طعام وسيموت الآلاف.. منظمات إغاثية تقرع ناق
...
-
خبير عسكري: الاحتلال يتجه لـ-خنق- غزة بعد فشله في تقطيعها
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|