أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل يمكن تعريفه بالنسيج العراق الداخلي














المزيد.....

هل يمكن تعريفه بالنسيج العراق الداخلي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ انبثاقه و كل الكلام عن وحدة العراق و ما كان الباطن الحقيقي الصريح يحس به هو صعوبته و الحس بنقص شيء لاتمامه و هو ما يثبت عدم وجوده، و وفق المقولة لا يمكن طلب اكثر من المطلوب و المؤمٌن و المنفٌذ اصلا و ما تحقق لا يمكن طلب تحقيقه ثانية، اي اكثر المفردات استعمالا لحال العراق هو وحدة صفه و تمتين نسيجه الداخلي و عدم تقسيمه، و ان دل هذا على شيء فانما يدل على النقص الموجود و تحقيق هدف غير محقق ممكن التحقيق ام لاء و هو وحدة النسيج العراقي .
منذ سمعنا عن مقولات الملك فيصل و الشهير من نوري السعيد عن النقص الموجود في اللحمة العراقية و عدم وجود شعب بمعنى الكلمة و المفهوم، و نحن نصارع نفسنا او نخدعه احيانا بان وحدة الشعب قائمة شكلا و مضمونا بينما الوحدة من حال الشعب العراقي براء في كل زمان و مكان و في اية مرحلة مهما كانت في حالة حرب ام سلم .
و ان كانت الدول المتقدمة و ما توفر فيها من مفهوم المواطنة بحذافيره و لم يقر احد بوحدة النسيج و يبرز بين فينة و اخرى طلبات الانفصال و الانقسام و الاستقلال كما نشهده اليوم في بريطانيا و ما يجري من استفتاء اسكتلندا و غدا من المحتمل الويلز و الصراعات الايرلندا الشمالية معها منذ امد، و في طرف اخر الباسك و اسبانيا و الكيبك و كندا و كلها دول متقدمة و ضامنة لنسبة كبيرة من المواطنة كحق لافراد الشعب، فكيف بدولة متخلفة متصارعة و تاريخها مليء بالتناقضات و الدم و القتل و انكار الحق للاخر لا ضمان حقوق المواطنة .
ان العقلية السائدة في بلد كالعراق هو الاحساس بالانضمام الى قبيلة او عشيرة او مدينة او اي تجمع بدلا من البلد لا يمكن ان نحيك به نسيجا او نضمن به مواطنة كاملة و متساوية بين المكونات الموجودة و الاختلافات الظاهرية والباطنية التي يتميز بها كل مكون عن الاخر، هذا عدا الخلافات و النزاعات التي عمقت الابتعاد واستحالت التوافق اصلا، و المواطنة عدالة و مساواة و ثقافة واحساس بها قبل الفرض قسريا .
في مثل هذا الواقع و ياتي في كل مرحلة من ليس واقعيا و يؤمن بمجموعة من المباديء المثالية و الايديولوجيات الخيالية و يريد ان يتحكم بالشعب مخادعا الذات قبل الاخر و يعتبر ان النسيج الشعبي العراقي ملتحم و واحد و متكاتف و متداخل و الى اخره من الكلمات و المفاهيم الخيالية التي يعتقد حتى صاحبه انه محض خيال و بعيد عن الواقع الموجود تماما و يعيد المآسي و يكررها دون وجه حق .
ان كان العرب و هو بالدين ذاته و مذهبيه لم يكن في يوم ما يعرف الوحدة النسيجية الكاملة و يتعرض للتصعيد المذهبي و ان كان في بعض المراحل يؤمن ويفتخرظاهريا بالفكر القومي متقاربين و منسجمين مع البعض شيئا ما رغم التناقض الداخلي مع الخارج المعلن المتناقض في مراحل افتخرت الشعوب بعرقها، فان الكورد لم يحسوا بالنسيج الموحد و تمتين الوحدة الداخلية اصلا منذ انبثاق الدولة العراقية، و كل ما كان موجودا من وحدة العراق و صرح به شخص هنا و هناك هو راي قادته صادر منه و مخادعا لذاته مهما كانت خلفيته لمصالح حزبية كانت او شخصية او لاضطراره نتيجة ضغوطات الظروف الموضوعية و الذاتية الداخلية للبلد و نتيجة عدم توافق وضعهم مع المطلب الرئيسي لدى عامة الشعب الكوردي و تطلعاته . و هنا ان قارنا بين الوضع العام لمواطن كوردي و عربي في العراق مع الاسكتلندي و الانكليزي من الجوانب كافة و من حيث مفهوم المواطنة بشكل خاص و التاريخ المعلوم لكل بلد و نسير لنبين ماهو الموجود حقا و ما ينويه كل طرف دون تغطية مقصودة لهدف سياسي او فكري او عقيدي او ايديولوجي فرضه مصلحة او مطلب ما سنكتشف مدى الخداع في المعلن و المتناقض مع الموجود في الجوهر اصلا من اهداف .
انه شعوب و ليس شعب واحد، و انه تجمعات و ليس نسيج متلاصق من الافراد، انه اهداف مختلفة و ليس هدف عام، و انه اكثر نسبة من الاختلاف و ليس نقاط وحدة في ظل عدمال تكاتف و انعدام نقاط المشتركة . فبهذا الواقع، و ياتي من يحكم البلد و بخياله اما العرقي او الديني المذهبي او الايديولوجي الخيالي و يريد ان يفرض وحدة النسيج و يمتن قوته و توحده . انه خيال و نحن سائرون عليه منذ قرن تقريبا و كم بقي لنا ان ندفع من الدماء كي تبقى حالنا على ماهي عليه من الفوضى، و لم نعترف بان الحل الحقيقي هو حرية اقرار المصير لكل مكون . لم تكن الوحدة الحقيقية موجودة يوما، و كل ما يتشدق به الكثيرون هو التعايش و ليس الموطنة و الاحساس بالوطن و عدم الاحساس بالاغتراب نتيجة المستوى الدنيء من العقلية التي يمكن ان يتساوى فيه المواطنون و عدم الاعتبار من الدول المتقدمة و الحديثة منها و كيف توحد نسيجها الشعبي و خفض و تدني نسبة الوعي العام و الثقافة المطلوبة .
و عليه كلما مشينا على الخيال و القاعدة المبنية على الايديولوجيا غيرالواقعية سنمد فترة الخلافات و نبتعد عن الحل النهائي و المراد الحقيقي لكل مكون و الشعوب العراقية بشكل عام . و لم ننته الا عندما نصل الى حال يشمت بنا الجميع . فالطريق واضح و سليم و المعوقات كثيرة و الازاحة بسيطة ان اتبعنا الواقعية و الصراحة بعيدا عن الخيال و ما تضمنه المنطقة و هي سائرة عليه من الميتافيزيقيا العرقية الدينية المذهبية الصورية التي لا تحل و لا تربط ما موجود في جوهر الناس و اهدافهم و حقيقة نظرتهم للاخر و للنفس . انه ليس بنسيج وحدة شعب و انما كتل و تجمعات بعيد عن الوطن و المواطنة و يحتاج لعقل صريح جريء يضع اليد على المكان المؤلم و يداوي الجرح ليندمل سريعا دون الضغط عليه بعيدا عن الدواء، ولوقف النزف المؤقت فقط . الوحدة القسرية فاشلة مهما طالت و اما الوحدة الطوعية التي يفرضها الواقع و بقناعة تامة يوما ما لا يمكنا ان ينكرها احد و سيكون عندها وحدة النسيج الشعبي متينة و قوية و غير قابلة للتهرئة او التمزيق .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور السلبي لاعلام كوردستان
- حان الوقت للعلمانية ان تؤدي دورها في العراق
- هل تنوي امريكا استئصال داعش
- انه ارهاب و ليس حرب عادلة
- الثقافة السائدة لتوفير ارضية ارهاب داعش
- يجب ان يعود السيد نوري الى جواد المالكي
- دعوه، لازال الرجل يحلم
- تغيير اليات حكم البلدان في المنطقة
- لماذا التخوف من التظاهرات في اقليم كوردستان
- مليكة مزان في كفة الميزان
- سينجح العبادي ان ادار العراق بنفسه فقط
- على المالكي ان يعيد النظر في حياته السياسية قبل ان ينصح الاخ ...
- ان كانت حكومة الواقع، ستنجح
- لماذا يُعتبر تحرك امريكا ضد داعش انتقائية ؟
- حان الوقت لانهاء داعش ؟
- الاولوية لما يهم المواطن البسيط
- هل تعيد داعش احداث التاريخ الاسلامي ؟
- هل يجرب العراق دور دولة عدم الانحياز في المنطقة
- هل اصبحت داعش بديلا للقاعدة عالميا من حيث الاهداف المناطة به ...
- تطبيق الفدرالية الحقيقية هو الحل الجذري لما فيه العراق


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل يمكن تعريفه بالنسيج العراق الداخلي