أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - هل من الممكن ان يعيش الشعب العراقي واقعيا















المزيد.....

هل من الممكن ان يعيش الشعب العراقي واقعيا


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 17:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من يرى الفرد الغربي الصحي و ليس من المصابين بالامراض النفسية و منهم الكثير، و يتمعن في سلوكه و نظرته الى الحياة و تصرفاته و حركاته العفوية و تعامله و علاقاته مع الاخر و صداقاته و قيمه الحياتية البسيطة غير المكلفة، و حياته العائلية الخاصة و الحدود المصنوعة في فكره و مخه و كيفية تفكيره و نظرته حول ما يجب ان يخوضه من كافة الجوانب و ما يمنع نفسه منه، الحرية التي يمارسها بعقل وبحدود عند حرية الاخربعيدا عن الجهل، و الثقافة العامة التي يحملها حول المواضيع العديدة، و نظرته الى الحياة بمعنى الكلمة و كيف يجب ان يمضيها، و يقارنه مع الانسان الشرقي بشكل عام و العراقي الذي مر بالضيم و المرارة اكثر من غيره بشكل خاص، و دون سابق انذار يدخل في متاهات لا يمكن الخروج منها بسبب الاحساس بالغبن، و خصوصا ان كنت انت تؤمن بالحياة و الدنيوية في العيش و لم تؤجل سعادتك الى اليوم الاخرو لم تؤمن بالخزعبلات و الاعتقادات البالية، وما الخيال في خداع النفس اما جهلا او فرض الاقتناع بشيء و هو لاشيء على النفس التي لم تقتنع العقلية السليمة به .
بعد التامل و التمعن العميق في مخاض الحياة و ما يجري فيها و الفروقات الفردية بين مكونات و افراد المجتمع الواحد و المجتمعات البشرية بشكل عام، تنتابك شكوك في ارساء العدالة في اي زمان و مكان بشكل كامل، و ليس الادعاء بها الا الخوض في اللاعدالة ذاتها، نتيجةعدم توفر الطرق الميسورة و المتوفرة للعمل من اجل تحقيقها علميا و التي بدورها تؤدي الى اللاعدالة ذاتها ان خضنا فيها، اي ابتغاء المساواة بطريق العدالة و انهما لا يمكن توازنهما و تشابههما ا و تساويهما ( العدالة و المساواة) ابدا، الا اذا فني العالم و بني مرة اخرى على اسسس اخرى و بطريقة فجائية و باساليب عيش متساوية و متوفرة، و في ظل ظروف لا طريق للاختلاف فيها اثناء مسيرة الحياة، و هذا ليس بعلمية التفكير العلمي العقلاني، اي التطور الحاصل في بنية الكائنات الحية وكيفية وصولها الى الانسان العاقل الراقي يمنع العدالة و المساواة الا بنسبة معينة فقط و من جوانب خاصة و ليس كل الحياة المعيشية للانسان و ما فيها .
بعد الخوض في فلسفة المساواة و النظر الى المجتمعات الراقية، نرجع الى الشعب العراقي طوال هذا القرن و ما يمكن ان نقدر حالة العدالة او المساواة او نسبة او مستوى الحياة الحرة الكريمة التي تمتع بها و التي لا يمكن المقارنة مع ابسط مستوى لمعيشة الاخرين، فاين نصل من التشاؤم و الكبت، و نحتاج لوسيلة كي تخرجنا من الحالة النفسية التي نقع فيها ان فكرنا بالعقل و المنطق و فرضنا على نفسنا العودة الى الواقع و الذي لا يقدر بعض منا الرجوع عن الحالة و يصل الى مستوى الجنون المريح للنفس و الحياة الخاصة .
ان الشعب العراقي بذاته يعيش في هذا الواقع و ان لم يكن واقعيا و قبل ذلك ان لم يكن في مستوى من الجهل لما تحمل بما هو عاش و يعيش فيه، بل اما خدع نفسه بافكار و عقائد ميتافيزيقية مريحة للنفس و مؤجلة للمتطلبات و الاهداف ام جنٌ في بداية مشوار تفكيره العميق او رحل و لم يعد. انه الشعب الوحيد في العصر الجديد و بكل هذه الملذات و الوسائل الحياة النفعية و المريحة للنفس البشرية و المخلوقة من اجله التي اخترعت و صنعت و استوردت و تعايش معها و هو وسط ذلك و يدرك مدى حرمانه منها و هو صابر، هذا هو الفرق بين الشعب العراقي العائش في ظروف ليس له مثيل في التاريخ، لاسباب، ان الشعوب التي عاشت في حروب دولية و كونية كانوا عييشون في زمان و مكان لم تكن من الوسائل الترفيهية الانسانية موجودة كماهي عليه اليوم و التي دخلت جميعها في خدمة الانسان و سعادته و رفاهه. و من ثم قدرة التفكير و التمعن و الخوض في خفايا الحياة، و الالتزام بالعقلانية في التفكير لم يكن بمستوى اليوم، اضافة الى انخداع الشعوب بالافكار الخيالية الاسطورية البعيدة عن الحقيقة والواقع لعدم وجود وسائل تساعد على دفعهم للخوض في ثنايا الحياة الحقيقية للانسان، ناهيك عن الجهل المنتشر بنسب كبيرة و الذي يعتبر انسب غذاء لراحة الروح و النفس للانسان، كما هو حال الانسان غير الواعي وهو يعيش في ظروف معقدة او سهلة لا فرق بينهما له، بالخصوص، فان عاش الجاهل اللاواعي في اوربا او اسيا لا يهمه بشيء، اما عكسه يدخل في معمعات التفكير و المقارنات و ينظر الى الذات و يحس بغبن ان كان يعيش في مستوى غير مقنع لراحته النفسية و الحياتية العامة .
من كل ذلك نستخلص بان الشعب العراقي تكيف مع واقع يمكن ان نصفه بيغر انساني لحد كبير منذ مدة، و تتواصل فيه المتغيرات و هو يحس بالغدر لان الثروات و الاماكنيات الكبيرة لبلده لا يستحق ان يعيش هكذا، و لا يمكن مقارنته ببلد فقير كما الدول الافريقية، لذلك سيزداد احتقانه و اعتكافه في العيش السليم، هذا ان لم يهرب الى المكان الارحم رغم الاغتراب الذي يحسه هنا كان ام هناك .
ان الضيم الذي اصاب الشعب العراقي وهو بهذه المواصفات و صاحب تاريخ و حضارة و عقلية مفكرة و بلد غني، مما ازداد احساسه بالغبن اكثر من غيره، و لهذا مهما تكيف مع الواقع لا يمكن ان يتلائم مع حياة تضمن القهر و المرارة، و بالاخص هو يملك من العقليات التي يمكن ان يضرب لها المثل في العالم و ما ابدعوه و هم في الغربة و الظروف التي عاشوها، لو توفرت لديهم الظرف ذاتها لكانت ابداعاتهم اكبر و احسن .
اليوم رغم ما مرينا به نحن الشعب العراقي بكل مكوناتنا و رغم الاعتراض على كيفية انبثاق الدولة و الاحساس بالاغتراب من مكون هنا و هناك، الا ان الواقع اوصلنا الى اليوم و ما نحن فيه، اما، يجب ان يصلح و يعيد الصياغة من جديد او التصحيح و لا يمكن ذلك بالترقيع، او، يحترم نفسه و يرسخ قيم المواطنة التي لا يمكن ان تثبت بعقلية خيالية و بفكر و اعتقاد ماوراء الطبيعة . و هل الواقعية هو الرضا و عدم محاولة التغيير المنشود، ام الاحساس بالنقص كما فرضته الظروف غير الطبيعية و التي تمنع تصحيح المسار، فالواقع يتطلب التغيير نحو الافق النير، ان توفرت العقول المناسبة المفكرة واقعيا و محبة للحياة بعيدا عن التاجيل و النظر الى ما توفره الغيبيات، و به يمكن خدع البعض دون اي اثبات او دليل . الواقعية مطلوبة و يمكن ان نقول هي السبيل الذي يعيد القطار العراقي الحياتي و من كافة جوانبه السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و لانسانية الى سكته الصحيحة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يميٌز الحكومة الجديدة
- اللااستراتيجية اوباما هي الاستراتيجية الامريكية بعينها في ال ...
- هل نتفائل لحال كوردستان و مستقبلها
- كان من الاجدر ان تكون نسبة من الوزراء من الوجوه الجديدة
- ان ارادوا للشعب الراحة و الاطمئنان
- جهاد النكاح في تاريخ الاسلام
- الموقف المخزي لتركيا و علاقاتها مع اقليم كوردستان
- لماذا يتعامل اوباما مع داعش بدم بارد
- العقل يقطع دابر داعش
- يقفون ضد المثلية و هم يمارسونها في السعودية
- منطقتنا و الحرب الباردة على الطريق
- لماذا البرلمان ؟ توجهوا الى المسبب الرئيسي
- هل يمكن تعريفه بالنسيج العراق الداخلي
- الدور السلبي لاعلام كوردستان
- حان الوقت للعلمانية ان تؤدي دورها في العراق
- هل تنوي امريكا استئصال داعش
- انه ارهاب و ليس حرب عادلة
- الثقافة السائدة لتوفير ارضية ارهاب داعش
- يجب ان يعود السيد نوري الى جواد المالكي
- دعوه، لازال الرجل يحلم


المزيد.....




- بلومبرغ: دول مجموعة السبع تبحث تخصيص 50 مليار دولار لأوكراني ...
- كيف تساعد الصين إيران في الالتفاف على العقوبات الدولية؟
- مطالبات في لبنان بحجب تطبيق تيك توك إثر استخدامه من عصابة مت ...
- بعد أن ألمح إلى استعداد فرنسا إرسال قوات إلى كييف.. روسيا تع ...
- وول ستريت جورنال: إسرائيل أمهلت حماس أسبوعاً للموافقة على ات ...
- ماكرون وشولتس -ينسقان مواقفهما- بشأن الصين قبل زيارة شي إلى ...
- بوريل: نهاية الحرب واستسلام أوكرانيا -خلال أسبوعين- حال وقف ...
- زاخاروفا تعلق على تصريح بوريل حول وقف إمدادات الأسلحة إلى كي ...
- مصرع 37 شخصا في أسوأ فيضانات يشهدها جنوب البرازيل منذ 80 عام ...
- قناة -12- العبرية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين: وفقا للتقديرات ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - هل من الممكن ان يعيش الشعب العراقي واقعيا