أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - خرجت امريكا من العراق من الشباك و عادت من الباب














المزيد.....

خرجت امريكا من العراق من الشباك و عادت من الباب


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على العكس من الاخرين الذين يُخرجون او يُدفعون للخروج مضطرين من الباب رغما عنهم لاسباب كثيرة و منها انهم غير مرغوبين فيهم و يضطرون على ذلك، الا انهم يحاولون العودة و ان لم يتمكنوا فيتخذون الوسائل و الطرق الملتوية لتحقيق اهدافهم، اي الدخول من الشباك خلسة متخذين الاسباب و الاعذار غير المقنعة . حصل العكس مع امريكا، او فعلت ما بشانها ان تستجدي الاطراف التي فرضت خروجها العودة ، لا بل فرضت عودتها في وضح النهار مكرما معززا و بدعوة رسمية مشرفة لها، بحيث صاحب الارض انحنى امام عظمتها لانقاذها من البعبع الذي صنعه من صنعه في المنطقة لاغراض و اهداف معلومة او ربما صنعته هي و من ساعدها او خطط لها لاهداف كثيرة، من كان وراءه ليس محل بحثنا هنا الا ان تطاوله و امتداد ارجله جعلت المنطقة تهتج و تحتاج لمن يعيد لها نصابها، و لا يمكن ذلك غير اصحاب الامكانية و القوة المعهودة لفرضها و ابعاد الشر من اجل مصالحها اولا و اخيرا و تفيد و تقيد به المنطقة و تبعدها عن الارهاب ايضا . ففُرش الفرش الاحمر اعتزازا بالمنقذ و هو يتدلع مبهرا بالظروف التي ادت الى ما كانت تنظره او خططت و انتجت و وصلت لهذا الموقف، ان كان سقوط صدام بطاقة يانصيب لايران لبسط نفوذها في المنطقة فان مجيء داعش فرصة تاريخية و اكبر بطاقة لامريكا لتنفيذ مخططاتها التي فشلت في بناء الارضية اللازمة لها من البداية عند اسقاط صدام نتيجة ما تعرضت لها من الخسائر البشرية و المادية و ما عرقلت حركتها من الضربات العسكرية و اعتراضات المكون الذي تلقى الضربة القاضية منها باسقاط صدامو من تخطيطات و تاثيرات ايران ايضا في المقابل . و تحتاج امريكا للوجود الفاعل و المكثف لها في هذه المرحلة اكثر من الماضي و في ظل البروزالنسبي لروسيا و من اجل كسر شوكة من يستند عليها في احياء حرب باردة مهما كان شكلها .
ان كان بقاء امريكا في المنطقة لخير شعوب المنطقة بشكل غير مباشر،و هي لم ترد غير مصالحها بعيدا عن شعوب المنطقة وفق ما نعرفه من سياساتها و تاريخها، على الاقل من اجل ابعاد شبح داعش و من اجل عدم حدوث ما يحدث اليوم من اجتياحات مماثلة لما فعلها داعش لمنطقة واسعة للعراق و السورية، و راحت ضحيتها الالاف من القتلى و الجرحى و انتهاكات صارخة لابسط حقوق الانسان تصل لحد التطهير الجنسي و القتل الجماعي .
بعد اسقاط الدكتاتورية الصدامية، طلبت امريكا من العراق ابقاء على جزء من قواتها لاسباب سياسية اعتمادا على الاليات العسكرية و لتدريب و تنظيم الجيش العراقي، و بناء قاعدة لها او بدونها، و لكن الفيتو الايراني منعت ذلك، نتيجة نفوذها القوي و الحكومة التابعة لها برئاسة المالكي و امرة قاسم سليماني، اما اليوم الخطر الداهم اغلق فم ايران و مريديها و مواليها، و انثرت كل حجج ايران و اضطرت لاتخاذ موقف الحياد لحد كبير، نتيجة قرب داعش من حدودها اولا، و ثم هي في مفاوضات مباشرة مع امريكا حول مفاعلها النووية من جانب اخر .
اما اليوم، فهل يعتقد احد منا مهما امنٌا بالديموقراطية والانسانية و حب الخير للشعوب التي تدعيها امريكا، ان تنهي داعش بين ليلة وضحاها و تقول لاصحاب الارض هذه دولتكم و ارضكم و انتم احرار فيها؟ لا يمكن ان نتصور بانها تبعد عن حلقها اللقمة السائغة التي جاءتها بفعل يدها او نتيجة لما حدثت، فهل يمكن ان يرفض احد ان عثرالعسل في الشجر و يتركه لغيره؟ فان قدمت امريكا دماءا غالية من قبل لاهداف تتحقق اليوم دون كلفة او قطرة دم، فليست بمجنونة ان ترفضها لاجل سواد عيون اصحاب المنطقة، و من منهم يعاديها لحد اليوم .
من المتوقع ان تتباطا امريكا كثيرا و ترتب ما يهمها اولا بفعاليات بسيطة، و ان كانت مرفوضة وجودها من قبل فاليوم يُسمح لها بناء قواعد في هذه المنطقة الاستراتيجية من الشرق الاوسط و ما يهمها في صراعها الاستراتيجية و ضمان للموارد الطبيعية و صراعها المحتمل مع روسيا و التعامل مع الصين، و هي تفعل و تعمل و تعلن بصوت جهوري واضح و من موقع و موقف قوي . اذا، البقاء يطول و داعش سيبقى لمدة الى ان ترتب امريكا ما يتطلبه بقاءها سياسيا و لوجستيا، و لا يمكن ان تزيح داعش او تستاصله قبل تحقيق مجموعة من الاهداف المصيرية لها و تثبت اقدامها الى الابد في المنطقة على الرغم من اعتراض اي طرف كان .
و من هذا الاستقبال و الدعوة و الرخاء و الضيافة الكريمة التي رتبت لها في العودة اننا يمكن ان نقول انها عادت سالمة محترمة و مطلوبة اكثر من السابق و دخلت من الباب باوسع ما تفتح لها و هي ستبقى مشرعة لها لامد غير معلوم النهاية و ندم من يمكن ان نقول طردها، و كان يفتخر بما فعله في حينه .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف الدولي ضد داعش و تعامله مع المحور الاخر
- التخوف من السعودية ام ايران في المدى البعيد
- من تكون القوة المهيمنة في ظل الفوضى العارمة في المنطقة
- امام العبادي مهمة اصعب من سلفه
- الارهاب يوثٌق المحاور و يفصلهم اكثر
- هل من الممكن ان يعيش الشعب العراقي واقعيا
- ما يميٌز الحكومة الجديدة
- اللااستراتيجية اوباما هي الاستراتيجية الامريكية بعينها في ال ...
- هل نتفائل لحال كوردستان و مستقبلها
- كان من الاجدر ان تكون نسبة من الوزراء من الوجوه الجديدة
- ان ارادوا للشعب الراحة و الاطمئنان
- جهاد النكاح في تاريخ الاسلام
- الموقف المخزي لتركيا و علاقاتها مع اقليم كوردستان
- لماذا يتعامل اوباما مع داعش بدم بارد
- العقل يقطع دابر داعش
- يقفون ضد المثلية و هم يمارسونها في السعودية
- منطقتنا و الحرب الباردة على الطريق
- لماذا البرلمان ؟ توجهوا الى المسبب الرئيسي
- هل يمكن تعريفه بالنسيج العراق الداخلي
- الدور السلبي لاعلام كوردستان


المزيد.....




- الأردن.. جدل حول بدء تنفيذ نص قانوني يمنع حبس المَدين
- إيران تؤكد مقتل علي شدماني قائد -مقر خاتم الأنبياء- في غارات ...
- ما الذي حدث في غزة خلال 12 يوماً من المواجهة بين إيران وإسرا ...
- ألمانيا.. السوري المشتبه به بهجوم بيليفيلد عضو في -داعش-
- بزشكيان يؤيد منطقة خالية من الأسلحة النووية بما يشمل إسرائيل ...
- نيوزويك: هل كان قصف ترامب مواقع إيران النووية فكرة صائبة؟
- مقتل 17 جنديا في شمال نيجيريا إثر هجوم جديد على قواعد تابعة ...
- زيمبابوي تحطم الرقم القياسي بمبيعات التبغ لعام 2025 بأكثر من ...
- إريتريا تسعى لإلغاء ولاية المحقق الأممي لديها بعد إدانتها
- الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - خرجت امريكا من العراق من الشباك و عادت من الباب