أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - لماذا لاتكون داعش صناعة اميركية ؟؟














المزيد.....

لماذا لاتكون داعش صناعة اميركية ؟؟


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا لاتكون داعش صناعة اميركية ؟

لست وحدي من وقف مذهولا امام الغرائبية واللامعقول الذي حدث في مدينة الموصل حينما دخلتها داعش يوم الثلاثاء في العاشر من حزيران الجاري
جيش بكامل عُدّته وعدده الذي يربو على خمسين الف مقاتل ومجهز بالآليات والدبابات والاسلحة المتنوعة الحديثة الصنع من الترسانة الاميركية في غالبيته يقف عاجزا امام 500 فرد من داعش !!!!
هذه حبكة مسرحية لاتخلو من التجريد لايصوغها الاّ ذوو مكائد وصانعو فخاخ عجيبة التركيب ، تفوق ألاعيب ماسمّاه الايرانيون العدوّةَ الاميركية رقم /1 من قبل بالشيطان الاكبر
اننا نسمع كثيرا بان الحرب خدعة وقرأنا عديدا من خدع التاريخ الحربي مثل حصان طروادة عند الاغريق وخاتم معركة صفين وما سمعنا من آبائنا وأجدادنا عن رؤى زرقاء اليمامة وتحذيرها اهلها عن شجر يمشي زاحفا عليهم في ليلة ظلماء وعن مظاهر الغش والاختفاء والخديعة التي تمارسها جيوش الاعداء ضد خصومهم ، لكن ماحصل في الموصل غريب فعلا وربما اغرب من الخيال
فما زالت الانباء متضاربة عمّا حصل من هزيمة اكثر من نكراء لقادة كبار كان يعوّل عليهم لتحقيق انتصارات ساحقة وتحوّلت بغمضة عين الى انكسارات ماحقة ولكني موقن ان الخيانة وصلت الى مداها الابعد والجبن والخوف الذي رافقها تحدّى الوسائل والطرق المسموح بها وربما كانت النعام والارانب اكثر جرأة من جيش هزيل منخور الى حدّ العظم بالاختراقات وتدنّي المعنويات
داعش صناعة اميركية بامتياز ، هذه الصناعة لايستطيع احد تقليدها ، تماما مثلما تصنع هوليوود رقوقا سينمائية توازي وتتفوق خطى الخيال الجامح في ستوديوهاتها
وكل من يومئ بان داعش صناعة خليجية مموّلة من رأسمال البترودولار بثرائه العريض فهو واهمٌ وواهم جدا فلا دول الجوار وغير الجوار ولا الشياطين كلها – باستثناء الشيطان الاكبر -- تستطيع حبك مثل هذه اللعبة الملفتة للانظار والمدهشة حقا بفانتازيا فاقت المعقول واللامعقول معاً
يوما ما سترون داعش في الخليج تسرح وتمرح وتلعب بأراجيح الحبال في الكويت وفي المملكة السعودية مثل بهلوان يتقافز هنا وهناك وربما في البحرين او قطر أو الامارات او عُمان اذا لم يتحرك العرب معاً وبكل عجالة وجديّة لإيقاف زحفها في العراق وسوريا ووأدها قبل ان تستفحل اليوم وليس في الغد او بعد غد ، داعش ليست متسوّلة وبحاجة الى دعم من البترودولار الخليجي فلديها ماهو اكثر ثراء وهو كنوز الولايات المتحدة ومخيالها الهوليوودي الذي يشحن رعاع المقاتلين ويلمّ شتاتهم هنا وهناك ليعزف على وتر " الاقليم السني " ويستغلّ مجموعة من المهمشين والمغضوب عليهم من بقايا البعث وممن عمِي بصره ونفدت بصيرته من شذاذ الافاق ومن جاؤوا زرافات ووحدانا من مشارق الارض ومغاربها لتبدأ الخطوة الاولى للتقسيم بادئا بالعراق لتقطيعه الى ثلاثة اوصال ليسهل قياده وفرض خطط التجزئة والتفكيك لأمكان تشكيل شرق أوسط جديد وفق مايشتهي اليانكي بحيث يسهل درّ حليبه واستنزاف كلّ مافيه واضعافه الى حدّ الهوان والهزال تمهيدا لقبرهِ لاحقا
ولاحاجة لي بتذكيركم انه اول من رسّخ الطائفية والمذهبية وجعلها ظاهرة للعيان علانية ولمّع شخوص الرجال الجوف الطائفيين ومنحهم شهرا واحدا من الحكم في تجربة غير مسبوقة لا في العالم القديم ولا في زمن العولمة الجديد بعد ان كانت تلك الطائفية نائمة عقودا طوالا في سباتها ايام غزوه العراق في العام /2003 وحالما يتاح لها تقسيم البلاد ؛ تستشرف بأنظارها الى الخليج العربيّ وبذلك تزحف زمر الدواعش شيئا فشيئا الى الخليج لتعيث به فسادا على طريقة : من حُلِقتْ لِحيةُ جارٍ لهُ _____ فليسكب الماءَ على لِحْيتهْ
واليوم تسعى الولايات المتحدة على ضمان بقاء الخزين الاستراتيجي للنفط الكامن في العراق والخليج حتى اذا اقتضى الامر بطرق داعشية ، لايهمّ فالامر سيّان لترضي مطامعها باستنزاف اخر قطرة من هذا الخزين الهائل ، ومن يضمن للولايات المتحدة ان تحصل على ماتريد وامامها هذا الخرتيت الايراني الذي بدأ يصحو من قمقمه ويجهز بأسلحته غير التقليدية من خلال مفاعلاته النووية المخيفة للولايات المتحدة والإتحاد الاوروبي وقد ينهض يوما ما ويلوي عنق اميركا ويحبس انفاسها ويضيق الخناق عليها في مضيق هرمز
بعيد احتلال داعش لأجزاء واسعة من العراق ؛ سمعت على لسان العاهل السعودي الملك عبد الله يوصي بضرورة اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية المملكة العربية السعودية بسبب التداعيات الحاصلة في العراق وأقاويل داعش وتصريحاتها الاخيرة مؤخرا بان الكويت ستكون ضمن اهدافهم المستقبلية وهدفا لسهام مرماهم لاحقا وهذه ليست طراطيش كلام كما يتندّر اشقاؤنا المصريون
لاأحد اليوم او غدا يسلم من نبال داعش ان لم نحزم أمرنا من هذه الساعة ، فلا تدعوا العراق وحده مهما اختلفتم معه واعتبرتموه شرّا مستطيرا ، حنانيكم ايها العرب والمسلمون ودول الجوار ؛ إنّ بعض الشرّ أهون من بعض ، فما الغارات الاميركية التي بدأت تشتدّ على مواقع داعش الاّ لِذرّ الرماد في العيون
ماأكثرَ العِبَر وماأقلّ الاعتبار

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللديمقراطيةِ حميرها
- هل من إعادة فحصٍ للربيع العربيّ ؟!
- انقلاب الصورة
- نهبُ وتخريب التراث الموصليّ
- ضياعُ ذاكرة المكان
- نعم انتخبوا السيد الرئيس المُقْعَد
- انقذوا مسرح الرشيد ، نقولها للمرّة الألف
- المعوّقون في أرض السّواد
- هل أوقفَ الربيعُ العربيّ زحفَه
- حاشيةٌ ومستشارون
- نوّاب البرلمان العراقيّ أمسِ واليوم
- ممنوعٌ الدخول
- قصةٌ قصيرة بعنوان (سيرةٌ لمحزون يُدعى جبر )
- لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل
- الحبّ يصنعُ السلام
- قصيدةٌ بعنوان ( أيّها العمْر )
- CV لجسدٍ متعبٍ يبحثُ عن وظيفةٍ في مشفى
- مباذلُ السلطة المطلقة وصولجان السلطان
- أهزوجةٌ مصابةٌ باليأس
- شكرا لزيارتك ساعي البريد


المزيد.....




- زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب تكساس الأمريكية
- ترامب يجب أن يتراجع عن الرسوم الجمركية
- تلاسن واتهامات بين إسرائيل وقطر، والجيش يستدعي جنود الاحتياط ...
- جيش الاحتلال يستدعي آلافا من جنود الاحتياط
- سوريا.. الشرع يؤكد أهمية تعزيز الخطاب الديني الوسطي
- الخارجية القطرية تردّ على تصريحات مكتب نتنياهو -التحريضية-
- نيران وأضرار جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة على كييف
- وسط تعبئة عسكرية ضخمة.. هل اقترب قرار توسيع الحرب على غزة؟
- بالصور.. زعيم كوريا الشمالية يزور مصنعا -مهما- للدبابات
- -لا، أيها الرئيس-.. رئيسة المكسيك ترفض عرض ترامب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - لماذا لاتكون داعش صناعة اميركية ؟؟