أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - انقلاب الصورة














المزيد.....

انقلاب الصورة


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 03:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعجب كثيرا حين اسمع من يقول ان هذا الداء الارهابي الدموي الذي بدأ يستشري في اطهر أرض عرفها الاقدمون وأعرق الشعوب تحضّرا وبناءً وأنضج العقول رقيًاً وأعني بذلك ارض الرافدين وبلاد الشام وهناك من ينعت مايحدث من دمار وخراب وقتل وكراهية وتهجير بانه ثورة وتغيير
نحن امة لانسمي الاشياء بمسمياتها الدقيقة ، صار الارهابي القاتل الهمجي البربري النزعة ثائرا غصْبا عنا رغم مساحات الدم التي يوسعنا في ارضنا وكلما زادت ضحاياه واتسعت جرائمه صار اكثر ثورية من غيفارا وسبارتاكوس وغيرهما والاّ كيف نفسر مايقوله البعض من مفكرينا الذين كنا نكنّ لهم التقدير والاحترام حينما يوصف رجال داعش وغلاة القاعدة ومن لفّ لفّهم بالثوار الابطال المدافعين في بلاد الشام وارض الرافدين
لست هنا من المدافعين عن نظام بشار الاسد الدموي وديكتاتوريته المقيتة وحرسه القديم وشبيحته التي عاثت ببلاد الشام فسادا وزجّت بخيرة ابنائه في السجون وملأت الشارع بعناصر المخابرات واحرقت حقول الياسمين بالبراميل المتفجرة ودمّرت اليانع واليابس بالمتفجرات الكيمياوية والاسلحة غير التقليدية التي سلخت الجلود واذابت الشحم واللحم واهاضت العظم في اجساد ابناء سوريا ، اقول جازما ان كلا الطرفين مخربان قذران اما الضحية فهو الشعب السوري المغلوب على امره والواقع بين سندان العدوان الهمجي الغازي ومطرقة النظام البعثي الثقيلة الغاشمة
كما انني لست ادافع عن النظام القائم في العراق وعن مسؤوليه واعرف الكثير من الاخطاء الكبيرة والأعمال غير الحكيمة والسياسات الماسخة التي ابتليت بها بلادنا نتيجة المحاصصات المقيتة الناتجة عن غزو غاية في الحماقة وتهميش شرائح اجتماعية وتقريب اخرى دون ايّ دراية وابعاد الكفاءات عن مواقع المسؤولية وتضخم الفساد والسرقات ومغازلة المذهبية والعشائرية والتكتلات دون ايّ اعتبار للمواطنة حتى صارت بلادنا في الدرجات الدنيا في مدارج التقدم والنموّ واصبحنا مثارا للتندّر والاستهجان امام العالم ، لكننا لايمكن ابدا ان نكون رعايا فكر متخلف غريب الاطوار تتزعمه رؤوس بشرية لتحكم باسم الدين بلدا موغلا في القدم والحضارة مثل العراق وسوريا فنكون كمن استجار من الرمضاء بالنار ورضيَ بالشرّ خوفا من ان يقع بما هو اكثر شرّا وهذه هي الطامة الكبرى حينما نرى الموت امامنا فنقبل بالمرض العضال سكَنا في اجسادنا وعقولنا
كم اخاف على اهلي من مقبل آتٍ لايبقي ولايذر ، كفانا نتذوق كل المرارات ونقع في الاهوال التي لاتطاق وكأنّ الجحيم اختار اجمل بقاعنا مستقرا ونشر نيرانه في مرابعنا وحقولنا التي كانت يوما ما في أكمل زهوها وأجمل حلّتها وأبهى صورها غنىً وعراقةً وسموَّا
سلاما وأمنا دائما لبلاد الرافدين واهلها وزرعها وضرعها ونخيلها وإرثها الموغل في أعماق البشرية
بقاءً لآشور وسومر وبابل وأور ومآذن عاصمة الرشيد التي تدعو للتآخي بين ابناء الوطن الواحد ؛ عرَبا وكردا وتركمانا ولكل ألوان طيفنا ، مسلمين ومسيحيين وإيزيديين وغيرهم ممن احتموا بخيمة العراق المسالم المسامح
حياةً هانئة لبلاد الشام وساكنيها من اهل الاسلام واتباع يسوع في مهد الحضارات جُلَّق الجمال وفينيق العراقة وتدمر التراث المهيب وليُسقَى الياسمين الدمشقي بماء السماء وغيمة الخير بعيدا عن وحل دواعش العصر وبرابرة الجزية وسفّاكي الدماء
اللعنة على كل من يؤازر الظلم والحيف وينشر القتل والخراب في مهد الحضارات ومأوى السلام ومنبت السماحة والخير والجمال والمحبة التي ترعرعنا بظلالها ولم نعرف ابدا كيف تكون الكراهية ونجهل تماما مامعنى العنف والغدر والشتيمة والعدوان
عافاك الله بلادنا العربية وشتّت اعداءك ولحمَ أهلك نسيجا واحدا وأهلك الشرّ ومريديه وأذنابه ، أقولها ويقولها كلّ الشعب المبتلي بملء افواهنا وعقولنا
لنقرأ ماقاله محمود درويش بشأن دمشق وأواصر الحميمية بينها وبين وادي الرافدين وهو خير ختام لهذه المقالة :
" في دمشق تطير الحماماتُ خلف سياجِ الحريرِ
اثنتين ..اثنتين
في دمشق ارى لغتي كلَّها
على حبّةِ القمحِ مكتوبةً
بإبرةِ أنثى ينقّحها حجر الرافدين



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهبُ وتخريب التراث الموصليّ
- ضياعُ ذاكرة المكان
- نعم انتخبوا السيد الرئيس المُقْعَد
- انقذوا مسرح الرشيد ، نقولها للمرّة الألف
- المعوّقون في أرض السّواد
- هل أوقفَ الربيعُ العربيّ زحفَه
- حاشيةٌ ومستشارون
- نوّاب البرلمان العراقيّ أمسِ واليوم
- ممنوعٌ الدخول
- قصةٌ قصيرة بعنوان (سيرةٌ لمحزون يُدعى جبر )
- لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل
- الحبّ يصنعُ السلام
- قصيدةٌ بعنوان ( أيّها العمْر )
- CV لجسدٍ متعبٍ يبحثُ عن وظيفةٍ في مشفى
- مباذلُ السلطة المطلقة وصولجان السلطان
- أهزوجةٌ مصابةٌ باليأس
- شكرا لزيارتك ساعي البريد
- انطباعات عن الشعر الإيرانيّ الحديث
- الانسان الحرباء
- زيّنوا بغداد بالفنّ الغرافيتي


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - انقلاب الصورة