أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - هل من إعادة فحصٍ للربيع العربيّ ؟!














المزيد.....

هل من إعادة فحصٍ للربيع العربيّ ؟!


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل من إعادة فحصٍ للربيع العربي ؟!


ان الثورة في ابسط معانيها وتعريفها تعني وضع خطط وصياغة برنامج تغيير شامل يبدأ بهرم السلطة لينتهي الى قواعد الجماهير وفق تمرّد يبدأ عفويّا ضد كل اشكال الظلم والحيف والإهانات والإذلال وغياب العدالة والمساواة وممارسة القمع ضد الشعوب وتجويعها وسحقها واعتقالها ومنعها من ممارسة دورها السياسي والنقابي والمدني في صفوف المجتمع المتعدد الشرائح ثم يُختار لها نخبة نزيهة واعية ناكرة لذاتها ؛ تعرف كيف تقود الجماهير الغاضبة وتستطيع ان تلبّي طموحات المضطهدين وتسييرهم نحو مرسى آمن
فهل كان الربيع العربي ثورة حقيقية تمثّل في محو كل انواع الظلم والقهر والاضطهاد ؟؟ أم هو محض هياج شعبي ؛ وهل يكفي اننا قضينا على رؤوس الطغمة الحاكمة المتمثلة برؤساء قعدوا على الكراسي سنين طوال وفق دكتاتوريات عسكرية لنقع في حبائل دكتاتوريات عقائدية تجمعنا في اتون مذهبيات حارقة ومكوّنات اثنية لاتتلاءم مع روح الثورة ومنهجها الداعي الى المساواة بين ابناء الوطن الواحد وبعيدة عن اطر مجتمع مدني وحريات دينية دون ان تتدخل الدولة بمعتقدات الانسان او تجرح كرامته لكونه من ذاك العِرق وهذا المذهب وماشاكل من الخزعبلات التي تريد الثورة كنسها من المجتمع القديم لتبني اسس مجتمع متحضر عادل لايعبأ بهذه الاطر الضيقة ويبدو ان هذا الهياج الشعبي لم يكن سوى تمرّد ينقصه التغيير الجذري الراديكالي كي يصبح ثورة بالمعنى الصحيح ، لكننا رأينا ان هذا الذي سميناه ربيعا عربيا اقتصر على فعل التخلص من الدكتاتوريات التي رسخت عقودا في ارضنا العربية ولم يمتدّ اكثر لمعالجة الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والفكرية المزرية العائمة في شعوبنا العربية ولذا انعطف هذا الربيع نحو مرضاة ومغازلة الايدولوجيا الدينية حتى خُيّل للجماهير العريضة وكأنها هي من حرّض على الثورات مع ان هذه الايدولوجيا الدينية كانت تتنحى جانبا وتتحين الفرص المناسبة لللإنقاض على ربيعنا الهائج الذي اشعله جسد الشاب " بوعزيزي " وبقية الشباب العربي الثائر لتحشيد المناهضين عبر النقر على الكيبورد الذي اضحى اكثر قوة وشكيمة من زناد البندقية وكان حقا سلاحا فعالا مذهلا لتحشيد الجماهير الشبابية غير ان الرياح جرت وفق مالايشتهي هؤلاء الشباب وتحيّنَ رعاة الدين والفكر الثيوقراطي الفرصة وقطفوا الثمار التي زرعها غيرهم
ولكي نكون على بيّنة من الامر نقول ان ماسُمِي بالربيع العربي لم يعد زاهيا بوروده واخضرار عشبه في قلوب وعقول العرب بل صار نافورات دم ومسالخ بشرية وأكوام اجساد موتى بفعل اسلحة كيمياوية وبراميل متفجرة تسقط عشوائيا على مجاميع بشرية لاعلى التعيين ومقاتلين هنا وهناك لاتدري من المنتصر ومن الخاسر ووجوه وسحنات بشرية غير مألوفة ولغات غريبة لانفهمها تنتشر في احيائنا ومدننا فتتكسر النصال على النصال صوب رؤوسنا وصدورنا ونَحار ايّ سهام نصدّ واية سيوف نتّقي وايّ رصاص نتجنب وبأيّ جدار نحتمي
لنعترف اننا أخطأنا التقدير وماعلينا سوى اعادة النظر بقناعاتنا السابقة بشأن هذا الربيع وعلينا اليوم قبل ايّ وقت اخر اعادة تقييمه بعين العقل والضمير فالربيع العربي الموهوم سقط مغشيا عليه بعد ان رأينا نتائجه المخيبة للآمال وعلينا ان نوقفه عند حده بايقاف النزاعات العرقية والمذهبية وتثبيت ركائز المصالحة الحقيقية بين ابناء الوطن العربي الواحد بكل اعراقهم ودياناتهم وهوياتهم واتاحة حرية المعتقد لكل فرد ومكوّن لان يمارس طقوسه وفقا لما يرتأيه وليعبد كل فرد مايريد حتى ولو كان حجَرا من غير ان يرمي الناس به وان يترسّخ مبدأ المواطنة اولا الذي على اساسه يتم بلورة مجتمع مدني قائم على السواسية بين الناس وتغليب العقل وفضّ التخاصم والتناحر فورا فقد شبعنا موتا وتهجيرا ونزوحا وانفجارات وعنفا وخوفا من مستقبل مظلم وحاضر مزرٍ وظللنا نطيل النظر على ماضٍ سحيق لايغني عن فقر ولايسمن من جوع ونعوّل عليه لانقاذنا دون اية جدوى
علينا كلنا ان نعترف صراحةً باننا هزجنا كثيرا لحريق الربيع العربي وهللنا فرحا وغبطةً وحماسا وانغمسنا مع حشود الشباب المتطلع للتغيير واندفعنا هائجين مرحّبين بقدومه ولكن دون ان نكترث بما سيجرّه علينا من ويلات و دون التبصّر بعواقبه اللاحقة ومددنا يدنا الى من كان يوهمنا بانه يقف الى جانبنا من قوى خارجية وقوات دخيلة من الجوار وغير الجوار حتى ارتضينا احيانا بقوى عسكرية من الناتو وغير الناتو وقوى اخرى ظـنـنّا انها تدعمنا بقواها الناعمة من اعلام مؤجج ومال مغدق وقوى خشنة من سلاح كثيف بيد غير آمنة من مليشيات وعصابات وبلطجية ولصوص يتحيّنون الفرص لاشاعة الفوضى واستغلال حالة الانشغال الجماهيري للتغيير للعبث بمقدرات الناس حتى صار الظرف الامني بمنتهى الهشاشة وفقدت السيطرة على فرض النظام من قبل العسكر والشرطة وجرى ماجرى من انفلات لاسابق له من الفوضى العارمة وصعوبة السيطرة عليها وأُرخِي الزمام من بين ايدينا فكان جماح هذا الربيع هوَساً وجنونا وهرَجا يصعب كبح هيجانه
لا أرى ضيرا من نعيد ترتيب اوراقنا وتقويم أخطائنا وإعادة تدويرها برؤية جديدة ولا أتحرج من نعته خريفا عربيا كشف عن نوايا من رسخوه فينا بعد ان سقطت اوراقه وذبل عوده وكم من ثورة قدّمت ضحايا كثيرين واصطبغت بالدم وأرعبت وزمجرت ووعدت خيرا ولم نذق منها غير الويلات والاضطرابات والفوضى مثلما لمسنا في خريفنا العربي هذا

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقلاب الصورة
- نهبُ وتخريب التراث الموصليّ
- ضياعُ ذاكرة المكان
- نعم انتخبوا السيد الرئيس المُقْعَد
- انقذوا مسرح الرشيد ، نقولها للمرّة الألف
- المعوّقون في أرض السّواد
- هل أوقفَ الربيعُ العربيّ زحفَه
- حاشيةٌ ومستشارون
- نوّاب البرلمان العراقيّ أمسِ واليوم
- ممنوعٌ الدخول
- قصةٌ قصيرة بعنوان (سيرةٌ لمحزون يُدعى جبر )
- لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل
- الحبّ يصنعُ السلام
- قصيدةٌ بعنوان ( أيّها العمْر )
- CV لجسدٍ متعبٍ يبحثُ عن وظيفةٍ في مشفى
- مباذلُ السلطة المطلقة وصولجان السلطان
- أهزوجةٌ مصابةٌ باليأس
- شكرا لزيارتك ساعي البريد
- انطباعات عن الشعر الإيرانيّ الحديث
- الانسان الحرباء


المزيد.....




- أمين عام حزب الله نعيم قاسم يرد على تهديدات اغتيال خامنئي وو ...
- شبكة CNN تحقق في الضربات الإسرائيلية على مسؤولين إيرانيين با ...
- بالشرق الأوسط.. مواقع أبرز قواعد أمريكا العسكرية بعد التلويح ...
- شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئسية جه ...
- بوغدانوف: علينا حصر الصراع الإسرائيلي الإيراني وبذل كل ما في ...
- مصر توجه رسالة لواشنطن وطهران
- -روس كوسموس-: روسيا ستساهم في تحقيق أول رحلة فضائية لرائد إن ...
- بعد الإعلان عن اغتياله.. مستشار خامنئي: أنا حي ومستعد للتضحي ...
- عراقجي: لا تفاوض حول برنامجنا الصاروخي
- تقرير بريطاني: التفوق الجوي الإسرائيلي يهيمن.. لكن المعادلة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - هل من إعادة فحصٍ للربيع العربيّ ؟!