أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الخارجية المصرية وفضيحة فيرجسون الأمريكية














المزيد.....

الخارجية المصرية وفضيحة فيرجسون الأمريكية


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى الوقت الذى حسب فيه الأفارقة الأمريكيون "الزنوج" أنهم خلفوا ورائهم عصر التمييز العنصرى وأن نضالات إبراهام لنكولن وروزا باركس ومارتن لوثر ومالكولم إكس أضحت من أدبيات التاريخ وأنهم تخلصوا للأبد من ربقة الدونية والتهميش واحتقار السلطات لهم واضطهادهم وقتلهم من قبل منظمات البيض العنصرية كالـ "كوكلوكس كلان"، باغتهم إغتيال شرطة ميسورى للشاب الأسود مايكل براون بكل خسة وغدر قامت على إثرها إضطرابات ومظاهرات قابلتها الشرطة بالعنف والسحل واستخدام القوة العسكرية المفرطة. لم يكن سلوك الشرطة العنصرى الفاضح ضد مواطنيها السود إلا انعكاس لنفس السياسات الأمريكية ضد مواطنى الشعوب فى بلدان العالم الثالث.
والمفارقة أن تتزامن فضيحة فيرجسون مع القمة الأمريكية الأفريقية. وكأن المجتمع الذى يضطهد مواطنيه السود تحت دعاوى التحريض من منظمات عنصرية مثل منظمة فرسان الإمبراطورية الجديدة "نيوإمباير نايتس" التى تطالب بتصفية الزنوج والخلاص منهم، يمكن أن يساعد الزنوج فى وطن آخر. ولكن من ينكر أن التناقض والمفارقة سلوك أمريكى راسخ، فالإدارة التى تقتل مواطنيها العزل بكل عنف لمجرد التظاهر السلمى هى التى تتباكى على تنظيمات الإخوان بكل ماتمارسه من إرهاب وإجرام فى بلادنا. إنها إزدواجية المعايير والسياسات الإنتقائية التى تميز السلوك الأمريكى وتصمه وتفضحه.
ولطالما قدمت الولايات المتحدة نفسها باعتبارها زعيمة العالم الحر، ومارست دوراً إمبراطورياً تحت شعارات الحريات العامة وحقوق الإنسان، لتستخدمها سلاحاً ضد الإتحاد السوفيتى والكتلة الشرقية والصين فى الحرب الباردة، ولقد عانينا فى علاقاتنا المصرية – الأمريكية فى عهدى السادات ومبارك، من تدخلات وضغوط لجنة الكونجرس للحريات الدينية بحجة حماية الأقليات وحقوق الإنسان والديمقراطية، بينما تعمل على إثارة الصراعات الطائفية وزرعت رجالها من مزدوجى الولاءات لزعزة الإستقرار السياسى فى مصر، وتطوق المنطقة كلها بسياسات كاذبة مراوغة لاأخلاقية، وأسست لجنة حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة لتوظفها مخلب قط تنهش به أية دولة تحاول الخروج من دوائر نفوذها والتبعية لسياساتها.
وبينما قابل العالم كله هذا الإبتزاز والسياسات الاستعمارية التحكمية بقلة الحيلة والاستسلام والتواطؤ، راحت تتجسس حتى على حلفائها الأوربيين الكبار، وفضحها إدوارد سنودن ومن قبله مؤسس ويكيليكس جوليان آسانج الذى نشر أسرار مؤامراتها وأعمالها القذرة حتى ضد أصدقائها وحلفائها. ولقد أسفرت عن وجهها القبيح وتربصها بالثورة المصرية التى أسقطت مؤامراتها فى سايكس بيكو الجديدة وتقسيم العالم العربى وتمزيق دوله بشرق أوسط جديد إلى بقايا دول وكنتونات طائفية متناحرة وزرعت فى خاصرته داعش والنصرة وبقية تنظيمات القاعدة، وراحت تحت شعار حقوق الإنسان والحريات المدنية تضغط لإدماج تنظيمات الإخوان الإرهابية فى الحياة السياسية المصرية وترسل بعثاتها الدبلوماسية من الخارجية والكونجرس والإتحاد الأوروبى، وتعمل على إحراج مصر ببياناتها الشبه يومية تنعى فيها ما تدعيه استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين الإخوان فى رابعة وميدان النهضة، بينما تتعامى عن عملياتهم الإرهابية والتفجير والعنف واستخدامهم الأسلحة الثقيلة ضد المنشآت الحيوية المصرية وتتباكى على المحالين منهم للقضاء. ولقد جاء اليوم الذى يشاهد فيه العالم فضيحة فيرجسون العنصرية فى ولاية ميسورى الأمريكية وقمة العنصرية ضد مواطنيها السود حيث تقوم بقتل وسحل المتظاهرين وفرض حالة الطوارئ وحظر التجول وتسليح الشرطة بمعدات عسكرية واعتقال الصحفيين الذين نددوا بالتفرقة العنصرية والعنف المفرط من جانب الشرطة البيضاء ضد الشاب مايكل براون الأسود الأعزل، وحذروا من عصيان مدنى يشل الإقتصاد الأمريكى المنكمش تحت سياسات أوباما. بعد فضيحة فرجسون العنصرية بأيام تتكرر الواقعة ويقتل شاب أسود آخر فى لوس أنجلوس وتستخدم الشرطة أسلحة حربية ضد مواطنيها الذين لم يرتكبوا واحد على مليون مما فعله الإخوان فى بلادنا.
من هنا وباعتبارنا جزء من المجتمع الدولى الموقع على وثائق الحقوق المدنية وبمنطق مسئوليتنا الدولية والمعاملة بالمثل أطالب الخارجية المصرية وكذا المجلس القومى لحقوق الإنسان بإصدار بيان دولى يعرب عن قلق مصر جراء الممارسات العنصرية وتهديد الحقوق المدنية للزنوج واستخدام القوة العسكرية المفرطة ضد المتظاهرين واعتقال الصحفيين، كما لابد من طلب جلسة عاجلة لمجلس حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة ولجنة تقصى حقائق فى فضيحتى فرجسون ولوس أنجلوس يشارك فيها أعضاء من مجلسنا القومى لحقوق الإنسان والإتحاد الأوروبى، وعلى مجلس الجامعة العربية أن يعرب عن قلقه للممارسات القمعية للشرطة الأمريكية وعنصريتها. بصراحة لابد أن ندس أنوفنا فى شأنهم الداخلى فقد تجاوزت الفضيحة حدود الصمت والسكوت على دولة رأست لجنة إعداد الإعلان العالمى لحقوق الإنسان و"لائحة الحقوق الدولية" ودأبت على دس أنفها فى شئوننا الداخلية بتعسف. هذا أو نكون قصرنا فى حق قيم إنسانية آمنا بها ووقعنا مع العالم على احترامها.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود درويش... كزهر اللوز أو أبعد
- حمدى قنديل والرؤية من -خرم إبرة-
- إبراهيم عيسى يؤذن فى المغرب لا فى مالطا
- الأمريكان يحاولون الفهم فى كازابلانكا
- عندما صفق الأمريكان لمصر والسيسى فى كازابلانكا 1/2
- إنها الجمهورية الرابعة ياطارق
- إعادة إعتبار المحكمة الدستورية
- ساعدوه بالتنوير لا بالوصاية
- مرشحك هو الوطن...فلاتخذله
- لاتزال أصابع الزمار تلعب: رياح الحرب الباردة تهب على مصر
- السيسى ومفهوم الدولة
- السياسة فى بلادنا بين سيرفانتيس وصامويل بيكيت
- بين السيسى وحمدين - الانتخابات الرئاسية على مائدة نصر القفاص
- الوطن يعد القهوة لزائر غريب
- السيسى وتأسيس الجمهورية الرابعة
- السياسة فى بلادنا بلا مقدمات ولانتائج
- مخاطر استمرار الببلاوى وحكومته
- رسائل -هيكل- الملغزة وغواية الأنا
- إعادة هيكلة الدولة حتم تاريخى لا رفاهية
- السيسى لا يلعب النرد مع -هارى بوتر-


المزيد.....




- شاهد ما رصدته كاميرا CNN داخل مبنى في إيران استهدفته غارة إس ...
- شاهد ما قاله المتحدث باسم الخارجية القطرية لـCNN عن تطورات م ...
- مُلمحا إلى جعل العقوبات على إيران أكثر مرونة.. ترامب: سيحتاج ...
- أول موسم عاشوراء دون نصرالله.. شيعة لبنان يستعدون لإحياء الم ...
- -ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟-- ...
- -يوم حزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة
- دول الحلف الأطلسي تؤكد تمسكها -الراسخ- بالدفاع المشترك وتتعه ...
- كمين مسلح نفذته حماس يودي بحياة 7 جنود إسرائيليين في قطاع غز ...
- ترامب يشيد بإحراز -تقدم كبير- بشأن غزة وحماس تؤكد تكثيف الات ...
- قمة حلف الأطلسي في لاهاي: ترامب يلقي كلمة ويجيب عن أسئلة الص ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الخارجية المصرية وفضيحة فيرجسون الأمريكية