أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - رسائل -هيكل- الملغزة وغواية الأنا














المزيد.....

رسائل -هيكل- الملغزة وغواية الأنا


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى صالون السناوى، بدا الأستاذ هيكل كما محركى الدمى الكبار والمتلاعبين بالعقول، كان حديثه ملغزاً ورسائله غامضة، وبتلقائية لم نعهدها منه قدم للإرهاب وداعميه الدوليين خدمة مجانية، وقام بتعجيز الناس و"تطفيش" السيسى، وبكرم غير مبرر إعاد تسويق البعض من متعددى الولاءات فى مراكز السلطة بإعتبارهم مفكرين وعباقرة.
لسنا بصدد تحليل سياسى لحوار الأستاذ هيكل، هى انطباعات أولية أخذتنا من خناقنا وأمسكت بتلابيب حلمنا الوطنى فى التقدم والنهوض وإعادة البناء، لتضعنا جميعاً فى مقابل المستحيل بعينه، وربما هو لم يقصد ذلك تحديداً فتاريخه الوطنى لايؤهله لدور التيئيس وتسويد المشهد واستحالة الفعل الوطنى المننهج والطامح. لكن الصورة الكارتونية التى قدمها لسيارة الوطن التى تحولت إلى توكتوك، صورة لا تضحكنا، إنها تضحك علينا وتسخر منا وترفع فى مقابل حماسنا راية اليأس والاستسلام، وهو مالم نعهده أبداً من رجل ساهم فى تشكيل وعينا السياسى وبشر دائماً بأهمية الخيال والإرادة وقيمة العمل فى إطار رؤية تخاطب المستقبل وتحدد علاماته وتتحسب لوعوده. بدا هيكل مستغرقا فى كاريكاتورية المشهد أكثر من محاولتة دفع الهمم والتبشير بالمستقبل من خلال تحليل المعطيات ومناقشة التحديات والفرص والامكانات المتاحة حتى ولو كانت قليلة، على النقيض صدمنا الأستاذ بقوله فى بداية الصالون :"أعتقد أننا بعيدون جداً عن طريق المستقبل، فلا يمكن أن نتكلم عن مستقبل وليس أمامنا طريق"، وكأنه ينسف ماأصطلح الشعب والجيش على أنه خارطة مستقبل وطريق، وكأنه يشكك فى كل مابدأناه على أساس هذه الخارطة التى رآها لاشئ، حيث يقفز بنا فجأه خارج التاريخ ليقرر "نحن فى حالة تيه فى الصحراء"، وإذا ماوضعت إلى جوار هذه العبارة كلماته الجارحة " أرى أمامى بلداً ينتحر بدعوى الحرية"، تجد أنه ربما بغواية الكلام والإلغار والأستاذية وربما دون قصد، حتى لانجارى من يغمز أو يلمز فى مواقف هيكل، قد قدم هدايا مجانية وبالجملة لكل المتربصين بنا فى الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبى وبرلمانه وقوى إقليمية طامعة ومتآمره، ولو أراد التنظيم الدولى للإرهاب وتابعيه الوصول لهذا التوصيف لدفعوا مقابل ذلك مئات ملايين الدولارات ثمناً لهذه الشهادة التى تخرج من رجل قدمته الظروف وساعده ذكاءه فى أن يكون قريباً من كل سلطة ومتماساً مع دوائر كل قيادة. وفيم يختلف كلامه هذا عن موقف البرادعى؟ الذى كان اقل ذكاءاً فوقع فى المحظور باستقالته فى وقت قاتل، لكن "هيكل" يفعلها معتمداً أن النخبة جميعها قد تحولت دراويشاً فى محرابه وتلاميذاً أمام آرائه وتصريحاته، وبدا كمن لايسأل عما يفعل. ولم يعترض على ماقال إلا ياسر رزق وفريدة الشوباشى اللذين حملا عن كل المثقفين والنخبة عبء تصحيح هنات الأستاذ وإلغازه الذى لايخدم إلا مصالح المتربصين بالوطن الذى هو بلاشك يحبه ويعشقه.
البلد يا أستاذ هيكل لاينتحر محض إرادته، فهو يصمد ويحاول ويصر ويقاوم كل من يحاولون نحره بسكين الإرهاب المجرم من قوى الخارج والداخل، وأحسبك لايغيب عنك ذلك، وكان الأجدى بك أن تشير ولو بنصف جملة تدين الإرهاب الذى يتعرض له الوطن، لكنك لم تفعلها بل تقدمت بعريضة اتهام تشير لغباء الوطن الذى ينتحر باسم الحرية، لابفعل الإرهاب والمؤامرة.
وكيف لنا ياأستاذ هيكل أن نفسر مقولاتك، على شاكلة "مهمة السيسى شبه مستحيلة، المشير لديه تأييد شعبى لكن ليس لديه ظهير سياسى، الجميع يرفض المناصب والمشاركة فى المسؤولية، وحتى السيسى متردد لأننا لسنا على طريق المستقبل، أشفق على السيسى فهو ليس عبدالناصر، والمهام المقبلة صعبة"؟! هل نذهب مع القائلين أنها محاولة للتأثير على قرار السيسى ودفعه لعدم الترشح؟ كثيرون تشككوا فى هذه الكلمات ورأوا أنها تخدم مصالح الغرب المتربص بنا وتتماشى مع محاولاته، أكثر مما تخدم مصالحنا الوطنية. وصحيح أنك القائل أن السيسى مرشح الضرورة، فهل تراجعت عن هذا؟ وخصوصاً رفضك لمقولة يوسف القعيد بأن الشعب يبحث منذ وفاة عبدالناصر عن بطل، قائلاً الشعب يبحث عن أمل لا عن بطل، واختلف معك، فكما تحدث بهاء طاهر عن رؤية "أرنولد توينبى" فى الصمود والتحدى والإستجابة" لصنع الحضارة، فهو وغيره تحدثوا أيضاً عن كاريزما البطل ودوره الملهم فى صنع الحضارة. الشعب ياأستاذ يبحث عن بطل، وهذه رؤيته فلاتصادر عليها. وأسعدنى ماقاله رداً على ذلك ياسر رزق " الشعب المصرى وجد البطل فى 3 يوليو، والمشير شخصية مبشرة، ويملك رؤى للنهوض بالبلاد. هذه هى إرادة الشعب ومخزونه التاريخى الذى يجرى فى عروقه يرد صنع الحضارة والتقدم لكاريزما البطل الذى وجده فى السيسى، الذى تحاول سيادتك فرض الوصاية عليه وتريده أن يحكم بمجلس أمناء دولة، سرعان مايتحول إلى مراكز قوى وزوار فجر كما علمتنا فى تجارب سابقة.
لم نعهد الأستاذ هيكل يتحدث إلا لتوصيل رسالة، وأعترف أنها كانت فى هذه المرة ملغزة أخذتها شهوة الكلام ومحاولة التميز وغواية الأنا إلى منحى غريب على الأستاذ، وعلينا.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة هيكلة الدولة حتم تاريخى لا رفاهية
- السيسى لا يلعب النرد مع -هارى بوتر-
- على من يكون الرهان؟
- طارق البشرى: فراغ باتساع الوطن
- دكتور حسام عيسى والجامعات الخاصة
- حكومة الفرجة فى مسرح العبث
- هل السيسى ظاهرة شعبية لسلطة ملهمة؟!
- إنى أتهم: الحكومة و-المدبلجين- وغيرهم
- التاريخ يستدعى قادته وأبطاله
- مندوب المصالح الأمريكية في الحكومة المصرية
- حتى لاتكون -المفوضية- هى وصفتنا غير السحرية - د. مصطفى حجازى ...
- الأستاذ هيكل فى لزوم مالايلزم
- وهل من الديمقراطية تفكيك مصر وتبديد دولة الحد الأوسط؟
- -خلايا الإخوان النائمة مابين التبرير والتسويغ والتحريض- : طا ...
- -الجبهة الوطنية مابين مسلسلات السياسة و-خرم إبرة- -: ماتيسر ...
- ثورة يوليو وموسم الهجرة إلي الشمال
- معظم الناس هم أناس آخرون‮
- وما اشتكت عيناه إلا بمصر
- الحزن يسكن قلب الوطن
- - إحذروا الأنبياء الكذبة والإعلام المغامر و سارقى الثورة-: ص ...


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - رسائل -هيكل- الملغزة وغواية الأنا