أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الحزن يسكن قلب الوطن














المزيد.....

الحزن يسكن قلب الوطن


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 3757 - 2012 / 6 / 13 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن لمنصف غيور أن يرتضى ما تفعله هذه النخبة الأنانية المغامرة بالوطن والثورة والناس، إنهم يرتهنون الدستور مقابل مطامع وطموحات غير مشروعة تعطل مسيرتنا وتفتت أواصر دولتنا وتجعلنا فى مأزق لا يحسدنا عليه أحد.
إن ما يطرح من الفرقاء جميعا لهوا أمر يجافى العقل والمنطق وصحيح السياسة، ناهيك عن أنه يضرب قلب الوطن الموجوع فى مقتل. إنه إحتراب فى غير موضع ومحاولات لفرض الهيمنة والوصاية و"التكويش" من فريق كشفت عنه ورقة التوت وسقطت كل الأقنعة الزائفة فبدت وجوه سافرة تلعب بالوطن وأحلام الشباب وطموحات الجماهير.
منذ قرابة عام وتحديداً فى مايو 2011 كتبت فى هذه الزاوية مقالاً بعنوان "حتى لا تضعوا العربة قبل الحصان" أقروا الماجناكارتا وخذوا كل المقاعد"، كان هذا فى سياق ما يطرح بشأن تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور والتى أصرت جماعات الإسلام السياسى أن تحوز فيها أغلبية مطلقة حتى وصل بهم الإستخفاف الى تعيين إبن أٌخت الدكتور محمد مرسى فى الجمعية التأسيسية وإكتشفنا أننا أمام مسرحية هزلية أوقفها حكم القضاء الإدارى، يومها رأينا أن المشكلة لا تكمن فى تشكيل اللجنة بقدر ماهى الخطوط العريضة والمبادئ العامة الحاكمة للدستور، ومن هنا نشأت فكرة التوافق على مبادئ حاكمة للدستور، وكما فى الوثيقة الإنجليزية "الماجناكارتا" التى استقرت لأكثر من سبعة قرون غير قابلة للتغيير، وقلنا فى هذا الصدد إذا ما توافقنا على مدنية الدولة والحريات العامة بما فيها حرية العقيدة وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص واستقلال القضاء والفصل بين السلطات وتحديد إختصاصات رئيس الجمهورية التى تغولت الى ما يشبه صلاحيات مطلقة شبه إلهية، فإنه بمثل هذه المبادئ العامة الحاكمة للدستور فلن يعنينا تشكيل اللجنة حتى لو جاء أغلبه من تيارات الإسلام السياسى. بعدها طرح الدكتور البرادعى فى يونيو مثل هذه الفكرة وصاغها د.على السلمى لكن زاد عليها صلاحيات للمجلس العسكرى خرجت بها عن المستهدف من ورائها وكانت زريعة لرفض المتأسلمين لفكرة المبادئ فوق الدستورية، فعلقوا الأمر وماطلوا فيه وكانوا يستهدفون من وراء ذلك أن يرهنوا كتابة الدستور الى ما بعد إنتخابات الرئاسة، فإذا ما جاء الرئيس منهم فصلوا له صلاحيات مطلقة وإذا ما جاء الرئيس من خارج تشكيلاتهم وضعوا له العراقيل ليعيقوا مناط مسئولياته ومحاور عمله، ولا يزالون حتى اليوم يحاولون ذلك ويفتئتون على المنطق والحق والعدل فيطرحون أفكاراً بدائية سطحية غير موضوعية عن أغلبية برلمانية حازوها ينبغى أن تشكل الجمعية التأسيسية على نفس النسبة الغالبة لهم، ونسوا أن الدستور ليس جائزة لمن يحوز الأغلبية البرلمانية وأن هذه الأغلبية متغير غير ثابت لا ينبغى القياس عليه فى كتابة الدستور الذى هو بطبيعته عقد إجتماعى توافقى بين الشعب والسلطة ينبغى أن تمثل فيه كل الطوائف والمهن والحرف من مفكرين وأدباء وفنانين وأساتذة جامعات وقانونيين وعمال وفلاحين وطلاب وفنيين وموظفين وعاطلين، شبان وبنات وسيدات وعاملات وغيرهن، أما الإصرار على نسب التصويت التى استخدم فيها الدين للحصول على أكثرية برلمانية فهذا أمر أثبتت الانتخابات الرئاسية عدم صحته وخطأ الاعتداد به، ذلك أن أغلبية تيارات الاسلام السياسى التى شكلت أكثر من 75% فى البرلمان نزلت بها ممارساتهم الساذجة والتحكمية الى 25% فقط فى الانتخابات الرئاسية. وإذا مانظرت إلى اعداد المصريين المنضوين تحت لواء الأحزاب السياسية فلن تجد تمثيلهم يجاوز أكثر من 3 الى 5% من أعداد المقيدين فى الجداول الإنتخابية "51 مليون" وتقل النسبة لما هو أقل من 1% قياساً إلى عدد المصريين وتعداد السكان. فكيف نقبل بما يطرح فى هذا الشأن من المتحدثين بإسم هذا التيار الذى يحاول وضع الخمار فوق رأس وطن بنى أمجاده وحقق نهضتة عبر تاريخه فى ظل دولة مدنية لم يغب عنها الدين أبدا ولكنه كان حاضرا بمقاصده وأهدافه وروحه وليس بطقوسه التى إنحرفوا بها إلى التشدد والشكلانية والبداوة.
قلنا هذا فى موعده منذ عام وكالعادة لم يسمع أحد ولم يهتم أحد، ذلك أن النخبة المسيطرة بكل أنانية وشوفانية تحولت أشبه ما تكون ب "لوبى" يحرك الإعلام بشلليته وقصر نظره وضيق أفقه والمال السياسى الذى يضع مصالحه فوق مصالح الوطن، فأختصورا مصر فى حفنة من الشخصيات أوكل إليها أمور الحل والعقد واستبعدوا المأهلين وذوى الكفاءة وأصحاب الفكر لتخلوا الساحة لمجموعة من محدودى الكفاءة عديمى الخبرة ولكأننا فى محاولة بائسة لاستنساخ نظام مبارك الذى قزم مصر وأساء اليها. إن تيارات الإسلام السياسى هى التى تعيد إنتاج نظام الحزب الوطنى ودولة مبارك بكل حرفية الاستحواذ والاستكبار ومعاملة الشعب باعتباره فاقد الأهلية أو مجموعة من البسطاء والدهماء والسذج يزرعون فى أدمغتهم مقولات كاذبة وخرافات مغرضة قافزين على كل تجاربنا معهم ووعودهم الزائفة ومحاولاتهم المستميتة للضحك على الناس وتخديرهم ثم إبتزازنا جميعا بتهمة "معاداة الإخوانية" تماما كما تعاملنا إسرائيل بتهمة "معاداة السامية".
ولقد جد على المشهد ترويج مكرر ومعاد عن التزوير المحتمل وأنهم إن لم ينجح محمد مرسى فإنها الثورة الثانية، إنها بلطجة سياسية قال عنها روبرت فيسك ذات مرة "إن الإسلام السياسى لا يعترف بالديمقراطية إلا مرة واحدة، بعدها يصادر على تداول السلطة"، وأنظروا ماذا يريدون من أغلبيتهم المزعومة فى لجنة إعداد الدستور؟ إنها دولة الخلافة التى وعدونا بها وعاصمتها القدس. ونصيحتى ألا تخضعوا للإبتزاز ولا تأملوا فيهم خيرا فنحن لسنا أمام جماعة دعوية إنه مشروع سياسى توسعى معاد للدولة القومية الحديثة، وما مصر فيه إلا حلقة أو مطية للوصول إلى أهدافهم. وهذا مايجعل الحزن يسكن قلب الوطن.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - إحذروا الأنبياء الكذبة والإعلام المغامر و سارقى الثورة-: ص ...
- - روبسبير يقوم بمضاجعة الوداع وسان جوست وميرابو يحاولان ختان ...
- حمدين صباحى والجمهورية الثالثة
- من قال لا فى وجه من قالوا نعم
- الإنتروبيا من العلم إلي السياسة
- مشروع فكرى للنهضة: فريضتنا السياسية الغائبة
- إعلام دون كيشوت
- -أزمة الثورة المصرية وجيتو القاهرة المستبد- - قيامة الثورة و ...
- عندما لاتؤدى المقدمات إلى نتائجها - البرادعى يغير قواعد اللع ...
- -إن تضحيات ثائر نبيل مثل أحمد حرارة تكفى وطنا بكامله ليت ...
- -إلى مصطفى النجار والعليمى وتليمة وشكرى وكل رفاق الثورة- دقت ...
- -احتشم ياصقر فى حضرة الثوار ورموز الوطن-: أخطأ الميدان وأصاب ...
- -‬لاتزال حكومات الفشل تحاصر أحلام الشباب‮-‬ ...
- الليل تطرده قناديل العيون
- - الإنبثاق من العلم والشعر إلى السياسة والثورة-: إنما الخلاص ...
- -جيتو القاهرة المستبد واستبعاد الكفاءات والمناضلين-: رأفت نو ...
- -الأخطاء التى ترتكب فى بداية الثورات لاتموت أبداً-: إنتاج وإ ...
- الوزراء وأصحاب الرابطات الحمراء
- 9‮ ‬مارس ومشروع النهضة
- أحاديث منتصف الليل


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الحزن يسكن قلب الوطن