أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السعدنى - من قال لا فى وجه من قالوا نعم














المزيد.....

من قال لا فى وجه من قالوا نعم


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 3721 - 2012 / 5 / 8 - 17:51
المحور: الادب والفن
    


جاءنى صوته الحميم عبر الهاتف متساءلاً: لماذا لاتكتب؟ وأمام ثقته التى أعتز بها وأقدرها قدمت أعذارا أعلم أنها لاتقنعه وربما تزعجنى أيضاً، ذلك أننى مثل كثيرين غيرى من العلماء والمثقفين وأصحاب الفكر والرأى قد حولنا مايحدث فى مصر إلى نوع من النظارة البليدة فى مسرح العبث واللامعقول الذى دشنه سامر السياسة المرتجل الذى نقل الوطن كله إلى حيث دار ابن الأرقم أو باحة فناء إبى سفيان بن حرب فى عرض مكرور لحرب البسوس أو داحس والغبراء، فنرى كليباً تحمله الحماقة يحرض القوم والزير سالم مهلهلاً يقرض قصيدة النثر والخنساء لاتزال فى رثائها تقطر أسنانها بالدم ومسيلمة الكذاب يخطب الناس حيث لايوم جمعة ويؤمهم فى صلاة بلا وقت، وعكرمة شمر عن ساعديه متجهما يعنفنا وكأننا كفار قريش، وأخوة يوسف يأتمرون عليه وعزيز مصر يراود فتاته فى مضجعه وسيف بن ذى يزن يبكينا حرقة الخسارة وزرقاء اليمامة تعانى حول الإبصار وسيف الدين قظز لايزال يعالج طعنة الظاهر بيبرس بعد انتصاره على التتار والصالح أيوب يمشى حاسر الرأس فى الطرقات ومولانا الحسين لايزال شهيدا والفتى مهران لم يعد بعد وطنى عكا وتشابهت علينا الأيام فماعاد عبد الناصر يخطب على منبر الأزهر فقد اعتلى المنبر رويبضات الجهامة والتخلف ومعهم البلاكمة الجدد وقد أوقعوا جميعهم بقرة الوطن الحلوب فى غيابات الجب، يحاولون إلباس مصر عمامة بن عبدالوهاب وأمرائه ووكلائه وكفلاء المرحلة الإعلامية الثورية الاستيطانية الجدد.
إنه مشهد العبث ومنشط من لاعمل له إلا نهش الوطن وزرع الفتن، فلاتقل لى إن مصر مثل كل دول العالم بلد تحكمه نخبة راشدة، فالأمر فى بلادنا أشبه مايكون بوطن اختطفته زمرة جاحدة طامعة وكذئب عقور جائع يتلمظ لنهش أوصال الوطن، ألا ساء ماتحكمون.
ودونما اتفاق دارت كل هذه الصور فى مخيلتى بينما تقلب أصابعى قنوات الفضائيات المصرية والعربية، وإذا بالربيع العربى جفت أوراقه وتشنجت نسائمه وتبددت بشاراته بكل مافى نخبة السياسة والاعلام من تخلف وتسطح وجهل ومروق. إعلام كرس للتفاهة والبله، إعلام لايقرأ وإن قرأ لايفهم وإن فهم أحسبه صامت كما زائل إلى موات. إنه إعلام المستوطنات الوهابية والخليجية وكفلاؤهم الذين شيدوها عبر الأثير العربى ورفعوا أعلامها على معظم وأغلب قنوات البث المصرية، وراحوا يلبسون مصر ثوب التراجع والقعود ويضعون حجاب التخلف فوق مفرقها ويعقدون فوق رؤسنا عقالات التجهم والفظاظة والتصحر والارتياب، يعادون الثورة ويطاردون الحداثة ويستهجنون التقدم ويدعون كذباً امتلاكهم صكوك الغفران وطريق الفردوس وصحيح الطريق.
كيف وماذا أكتب ياصديقى وقد ضاعت كلماتنا هباء عند حافة صولجان قيصر قديم ثم داستها مؤخرات غليظة لقياصرة جدد مدجنون بذقون مدببة مخيفة وأصوات أجشة زاعقة وأذهان البداوة والفراغ، تكرر معنا الخطايا كل يوم وتكيد للدماء الذكية كل يوم فى الجمل وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وبور سعيد والعباسية واحد واثنين وربما أكثر، وكأننا سيزيف يحمل صخرته المقدسة يدفعها بكل قوة وكد لقمة الجبل وما إن تستقر حتى تعاود الهبوط ويعاود سيزيف الكرة من السفح للقمة ، لكننا مثله لن نيأس ولن تخبو همتنا وسنظل نحلم بفجر جديد وسنظل نعمل ليوم جديد، ولن نقر مع إعلامنا المتواطؤ الغبى بأن المجد للشيطان معبود الرياح والمتحكم بكفلاءه ودولاراته الناضحة برائحة النفط فى أثير فضائنا وحناجر مشايخ السلطان الذين يشنقوننا بكلماتهم وترهاتهم كل يوم، يعلقونا على أعواد أطماعهم ويحاولون اختطاف الوطن.
تثاءبت بينما تتصفح أصابعى ديوان أمل دنقل، إذ يقول:
من قال لا..
في وجه من قالوا نعم
من عـلــّم الانسان تمزيق العدم
من قال لا .. ولم يمت ،
و ظل روحا أبدية الألم !
معـلــّق أنا .. على مشانق الصباح
و جبهتي - بالموت - محـنـيــّـة
لأنني لم أحـنـِها .. حـيــّـة !!
يا اخوتي الذين يعبرون
في الميدان مطرقين
منحدرين في نهاية المساء
في شارع الاسكندر الأكبر :
لا تخجلوا .. و لترفعوا عيونكم إلي
لربما .. اذا التقت عيونكم بالموت في عيني :
يبتسم الفناء داخلي .. لأنكم رفعتم رأسكم .. مرة !
سيزيف لم تعد على أكتافه الصخرة
لأن من يقول ( لا ) لا يرتوي إلاّ من الدموع !
فلترفعوا عيونكم للـثائـر المشنوق
فسوف تـنـتهون مثله .. غداً
و الودعاء الطيبون ..
هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى
لأنهم .. لا يشنقون !
يا قاتلي : إني صفحت عنك ..
في اللحظة التي استرحت بعدها مني :
استرحت منك !
لكنني .. أوصيك إن تشأ شنق الجميع
أن ترحم الشجر !
لا تقطع الجذوع كي تـنصبها مشانقاً
فربما يأتي الربيع
و العام عام جوع
فلن تشمّ في الفروع .. نكهة الثمر !
و ربما يمر في بلادنا الصيف الخطر
فتقطع الصحراء باحثـاً عن الظلال
فلا ترى سوى الهجير والرمال
ويا إخوتي الذين يعبرون في الميدان في انحناء
منحدرين في نهاية المساء
لا تحلموا بعالم سعيد ..
فخلف كل قيصر يموت : قيصر جديد



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتروبيا من العلم إلي السياسة
- مشروع فكرى للنهضة: فريضتنا السياسية الغائبة
- إعلام دون كيشوت
- -أزمة الثورة المصرية وجيتو القاهرة المستبد- - قيامة الثورة و ...
- عندما لاتؤدى المقدمات إلى نتائجها - البرادعى يغير قواعد اللع ...
- -إن تضحيات ثائر نبيل مثل أحمد حرارة تكفى وطنا بكامله ليت ...
- -إلى مصطفى النجار والعليمى وتليمة وشكرى وكل رفاق الثورة- دقت ...
- -احتشم ياصقر فى حضرة الثوار ورموز الوطن-: أخطأ الميدان وأصاب ...
- -‬لاتزال حكومات الفشل تحاصر أحلام الشباب‮-‬ ...
- الليل تطرده قناديل العيون
- - الإنبثاق من العلم والشعر إلى السياسة والثورة-: إنما الخلاص ...
- -جيتو القاهرة المستبد واستبعاد الكفاءات والمناضلين-: رأفت نو ...
- -الأخطاء التى ترتكب فى بداية الثورات لاتموت أبداً-: إنتاج وإ ...
- الوزراء وأصحاب الرابطات الحمراء
- 9‮ ‬مارس ومشروع النهضة
- أحاديث منتصف الليل
- مصر‮..‬ وعَودةٌ‮ ‬أخري قريبة‮ ...
- راكيل وولش والنانوتكنولوجى
- الثورة ومشروع النهضة
- عندما لاتؤدي المقدمات إلي نتائجها


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السعدنى - من قال لا فى وجه من قالوا نعم