أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - -الأخطاء التى ترتكب فى بداية الثورات لاتموت أبداً-: إنتاج وإدارة التخلف














المزيد.....

-الأخطاء التى ترتكب فى بداية الثورات لاتموت أبداً-: إنتاج وإدارة التخلف


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 2 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما تبدو الدولة المصرية كما جسد بلا رأس، وكمن فقد الوعى تأتى تصرفاتها وخياراتها خبط عشواء، وبدلا من إنتاج وإدارة المعرفة كما تفعل دول العالم المتقدم فإننا نجتهد فى إنتاج وإدارة التخلف.
ربما هو ميراث قديم لنظام سقطت رموزه بينما لايزال مماليكه وأذنابه يتصدرون المشهد العام فى معظم مؤسساتنا وهيئاتنا الكبرى، يحاولون إعادة إنتاج النظام ويعيدون التأسيس للعشوائية والارتجال ومخاصمة منهج العلم ومنطق العقل، يستمرون فى محاربة الكفاءات وضرب النجاحات وتشويه القامات والتمكين لكل أصحاب العاهات محدوودى القدرات "المديوكر" والعاطلين عن كل موهبة بالاستوزار والاستوظاف وكأننا أهدرنا ثورة عظيمة لتكريس "دولة الحد الأدنى" التى أسس لها مبارك ومكن مفاهيمها ومعطياتها من رقاب الدولة عبر ثلاث عقود أو يكاد، فبدت تحت حكمه ولاتزال منزوعة العقل والوعى والكيان مع استثناءات قليلة هنا أو هناك.
وإذا كنا تعايشنا ولو على مضض مع دولة الحد الأدنى لسنوات طويلة فلم يكن من المعقول ولا المقبول أن نستسلم لإجراءاتها ونواتجها بعد الثورة التى قامت للخروج من عباءة الأدنى والأضيق والأسوأ للدخول إلى رحابة الأعلى والأوسع والأفضل. لقد كانت حكوماتنا ووزرائنا ومؤسساتنا وجامعاتنا وقياداتنا ومبادراتنا جميعها فى حدها الأدنى فتفاقمت أزماتنا وتشعبت مشكلاتنا وتعقدت أحوالنا وضعف الناتج القومى العام وتآكل رصيد الدولة المصرية فى محيطها العربى والأفريقى وفقدت تأثيرها محليا وإقليميا وضعف دورها عالميا بفضل سياسات وشخوص وكيانات الحد الأدنى. فهل يليق أن تظل الدولة المصرية بعد الثورة نهبا للإرتجال والعشوائية وسياسات " القطاعى" وكل "يوم بيومه" المعمول بها حالياً؟ هل يمكننا الرهان على المستقبل أو محاولة الدخول إليه بينما الدولة غائبة مغيبة ودونما نظرية سياسية حاكمة أو نظام سياسى يحدده دستور لدولة عصرية مدنية ديمقراطية حديثة؟ مالكم كيف تحكمون؟
ياسادة إن معظم مؤسساتنا وهيئاتنا حتى تنظيماتنا وأحزابنا السياسية لاتزال حتى اليوم تعمل بقوى القصور الذاتى، بأدنى حد من الطاقات والقدرات وبرد الفعل لا من خلال تخطيط وإعداد وبرامج وقيادات مؤهلة وكفاءات، وإرادة واعية للتقدم والنهضة وبناء دولة عصرية وطموحات. ماذا يفعل الدكتور شرف ووزراءه المغيبين العاجزين؟ وماذا يفعل المجلس العسكرى وجنرالاته الحائرين، وماذا يفعل الاعلام الرسمى والخاص الذى انحصرت مهمته فى تشويه وعى الناس بالإيهام والمزايدة وسهرات معارك الفضائيات الخاوية وبطولات الوهم كما فى حرب "البسوس" و"داحس والغبراء" وخصخصة الثورة لصالح جماعات وتنظيمات وإعلانات وكفلاء لهم أصابع إقليمية ودولية تكرس لإعادة إنتاج التخلف واستحضار نماذج تورا بورا وطلبان وقندهار، وكأننا فى بث تجريبى لدولة الخلافة عند معاوية وبنوه، أو ملوك الطوائف ومشاهد سقوط الأندلس.ناهيك عن النفخ فى النار المشتعلة بين المحامين والقضاة وبين الأحزاب والائتلافات والتكتلات وقوائم الانتخابات وتيارات الإسلام السياسى وبعضها وغيرها ممكن كفروهم من العلمانيين والليبراليين واليساريين. ماكل هذا الغثاء؟ أهكذا تبنى الدول وتؤسس طموحات التقدم والنهضة لثورة عظيمة أبهرت العالم وعملت النخبة سواء بغباء أو انتهاز أو تآمر على اختطافها واجهاضها والتيه بها فى غياهب التشرزم والتخلف والفوضى.
لقد كتبنا وكتب غيرنا عشرات المقالات وقدمنا رؤى وحلولاً ومقترحات وحذرنا تحديداً مما يحدث الآن ونعايشه فى ذهول من قدرة الدولة ومؤسساتها على التعامى عن الحقائق والضرورات ونبهنا لسيناريوهات الفوضى واستحقاقات المستقبل وضمانات العدالة الاجتماعية والحياة الحرة الكريمة لكل الناس والتأسيس للتحرك من الثورة إلى النهضة، ولكن لا حياة لمن تنادى وكأن الجميع يتواطئون لا على الثورة وحدها وإنما على الدولة كلها ويؤسسون للفوضى والفتنة ليحققوا أطماع المترصدين لمصر دوليا وإقليميا وحتى عربياً، بتحويل معارك الفضائيات إلى حرب أهلية على الأرض.
وأقرأوا معى ماكتبه هشام علام فى "المصرى اليوم" 24 أكتوبر تحت عنوان: "التجربة التشيكية تحذر مصر" حيث صرح الوزير السابق والسياسى التشيكى "مارتن بورسيك" فى زيارته للقاهرة: "إن الأوضاع السياسية فى مصر بعد الثورة تشبه ما حدث فى بلاده منذ 22 عاما، فحالة التخبط وانعدام الرؤية لاتزال مهيمنة رغم تحقيق بلاده إنجازا بانضمامها للاتحاد الأوروبى، مؤكدا أن الوضع فى بلاده يعكس حالة من التعارك السياسى بين قوى وأحزاب لا تتحاور معا، وتريد فقط أن تلقى بالاتهامات على الآخرين، وتبحث عن السيئ فى الآخر وتخونه، جاعلة من المصلحة العامة للبلاد أمراً خارج أجندتها السياسية. وتابع "بورسيك": «ليس أمامكم الآن سوى الجلوس على منضدة واحدة، وإذا لم تحددوا هدفاً واضحاً للثورة فليس أمامكم سوى الحرب، وأقصد الكلمة بكل معانيها، وعلى الجبهات الداخلية والخارجية، فهلا نظرتم إلى وضعكم الاقتصادى، وحجم استعدادكم لخوض مثل هذه المعارك، هذان هما الخياران، وعليكم أن تجتمعوا لتحددوا هدفاً تنجزونه حتى تشعروا بثمار الثورة». وفى نفس السياق يقول "جان أوربان" أستاذ الصحافة فى جامعة نيويورك ببراغ: "إن المصريين يرتكبون أخطاء ستظل معهم إلى الأبد، فالأخطاء التى ترتكب فى بداية الثورات لا تموت أبدا".
إذن كفاكم ما ارتكبتموه من أخطاء العمد وخطايا الغفلة، فتوقفوا عن هواية مخاصمة العلم والعقل ولا تذهبوا بالوطن بعيداً جراء مشروعكم الخائب فى إنتاج وإدارة التخلف.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوزراء وأصحاب الرابطات الحمراء
- 9‮ ‬مارس ومشروع النهضة
- أحاديث منتصف الليل
- مصر‮..‬ وعَودةٌ‮ ‬أخري قريبة‮ ...
- راكيل وولش والنانوتكنولوجى
- الثورة ومشروع النهضة
- عندما لاتؤدي المقدمات إلي نتائجها
- البحث العلمى وإدارة المعرفة
- إستراتيجيات إنتاج وإدارة المعرفة
- الوعي الزائف والعقل البديل
- مبدعون على الشاطئ الآخر
- الموتى لا يروون حكاياتهم
- المثقف المجتمع والسلطة
- إناللا هاموهى تونبلكا فيرينا
- العلم ساحر الغيوب
- البرتقالة الرخيصة
- معجزته ليست في ذاتها
- لن تخبو نار بروميثيوس
- أوهام التعليم العالي وخطاياه
- مطعم القردة الحية


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - -الأخطاء التى ترتكب فى بداية الثورات لاتموت أبداً-: إنتاج وإدارة التخلف