أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الثورة ومشروع النهضة















المزيد.....

الثورة ومشروع النهضة


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 3494 - 2011 / 9 / 22 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ن إطلالة ولوعاجلة علي المشهد السياسي في بلادنا المحروسة تنبؤ أننا ابتعدنا بثورتنا العظيمة عن أهدافها واستغرقتنا اللحظة بتفاصيلها وإجراءاتها عما ينبغي أن ننجزه من استحقاقاتها في العدالة الإجتماعية والحياة الحرة الكريمة للطبقات الفقيرة والمهمشة في إطار مشروع علمي للتقدم والنهضة‮.‬
إن اختزال الثورة في الإجراءات وتصوير الأمر علي أن‮ ‬غاية المراد من رب العباد هوالديمقراطية والانتخابات لهومن قبيل وضع العربة قبل الحصان،‮ ‬وهوخلط للوسائل بالغايات والأصول بالفروع،‮ ‬
الديمقراطية إحدي آليات النهضة والتقدم تحولا من مجتمع الكفاف إلي مجتمع المشاركة الإيجابية والعدالة إلي مجتمع الكفاية إلي مجتمع الوفرة في إطار مفهوم‮ ‬أكبر أومشروع قومي للنهضة،‮ ‬فلا يصح أن نستبدل الذي هوأدني بالذي هوخير‮. ‬ومشروعنا الثوري الكبير الذي ينبغي أن يكون للنهوض والتقدم هوالهدف أما‮ »‬مأسسة‮« ‬الحياة السياسية والديمقراطية هي الآليات حتي لا تضل بنا الطريق أوتتفرغ‮ ‬بنا السبل‮. ‬
‮ ‬وليس‮ ‬غريباً‮ ‬ان نتمثل أفقا للتحديث والتقدم وسط‮ ‬ذلك الراهن المثقل بالاحباط ووالالتباس والتردد،‮ ‬وهوليس من قبيل شطحات العقل التاريخي المراوغ‮ ‬الادعاء بأن لدينا سابق خبرة وممارسة منذ النهوض العربي الأول في اواخر العهد الأموي وكل العصر العباسي أي الفترة ما بين منتصف القرن الثامن الميلادي وحتي الثاني عشر ناهيك عن سابق خبرة مصرية أصيلة في النهوض والحضارة سبقت ذلك بآلاف السنين واسست علي امتداد حكم معظم الأسر الفرعونية لتقدم‮ ‬غير مسبوق مازالت شواهده قائمة بيننا تبهر العالم،‮ ‬وإذا ما حصرنا موضوعنا علي مشروعات النهضة ومحاولتها في تاريخنا الحديث خلال القرنين التاسع عشر والعشرين فشاهدها تجربة علي بك الكبير،‮ ‬وفتوحات ابراهيم باشا ومشروع محمد علي للنهضة وتأسيس الدولة المصرية الحديثة والذي تجدد في تاريخنا المعاصر مع جمال عبد الناصر،‮ ‬وكائناً‮ ‬ما يمكن ان يقال بشأن تقييم ما لاقته هذه التجارب الحديثة من نجاحات أوإجهاض وفشل إلا أنها لا تزال صالحة للتدليل علي شطط‮ ‬ذلك الطرح المتشائم بأن مشروع النهضة أمر خرج من دائرة الاحتمال التاريخي‮. ‬
إن الراهن المصري سيظل ابداً‮ ‬أعمق وأغني من كل محاولات تنظيره،‮ ‬فمع تسليمنا بتحديات الداخل من تفاقم مشكلاتنا الأقتصادية واختلال البني الاجتماعية وتآكل الطبقة الوسطي وتسلط النخبة وانتهازيتها واستئثارها بالسلطة والثروة،‮ ‬وتهميش الجماهير وافقارها واستبعادها من الحراك الأجتماعي والسياسي وتسيد قيم السوق الطارئة علي مفاهيم الأخلاق الراسخة،‮ ‬وكذا تحديات الخارج من محاولات إحياء الاستعمار القديم باجتياح مفاهيم معاصرة عن الدولة القومية وسيادتها للعودة إلي الكوزموبوليتية السلعية وعسكرة العولمة،‮ ‬إلا أن الثورة أعادت لنا مرة أخري القدرة علي حلم النهضة ومهدت الطريق لتحقيقه‮.‬
إن ضرورات النهضة ماثلة أمامنا ولا سبيل إلا الإستجابة فإما نكون أوأبداً‮ ‬لا نكون،‮ ‬شريطة أن ننجح في استنهاض الهمم وتفعيل الارادة واعتماد منهج العلم وآلياته واستدعاء ذاكرة التاريخ العميق والكفاح الطويل وتراث الصمود وخبرة النهوض وآلياته ومنهج التقدم وأفكاره‮. ‬إن أمة تنهض من سبات عميق وطويل وتنفض عنها‮ ‬غشاوة الرؤية وتشوش الفكرة وتردد الفعل،‮ ‬لابد لها من إيمان عميق بأن وجودها كله رهن عقول أبنائها ومبادراتهم وإبداعهم وإصرارهم وسواعدهم التي لا نمدها أبدا إلا لتصنع المستقبل والتقدم وليس لذلك الآخر المتعالي تتسول البقاء والمعونة‮.‬
إن النهضة فعل تاريخي ينجزه حامله الاجتماعي‮: ‬البشر،‮ ‬النخبة والجماهير من رجال ونساء يدركون بوعيهم التاريخي أن الخروج من واقع انحطاطهم وحطامهم يقتضي امتلاك آلية هذا الفعل وقانونياته وحدوده،‮ ‬أوهكذا قال المفكر العربي د.طيب تيزيني في مشروعه للتنوير والنهضة‮ "‬من التراث الي الثورة‮" ‬ان النهضة‮ ‬شيء يصنع يتم خلقه بعمل الأفراد والجماعات،‮ ‬عمل مؤسسي ثقافي‮- ‬سياسي‮- ‬علمي وليس حلما‮" ‬يوتوبيا‮" ‬يقفز فوق الحاضر،‮ ‬وهوعمل يستفيد من جدلية التاريخ ولابد له من فتح روافد جديدة في الثقافة العربية ومواجهة القديم بالحديث،‮ ‬والبداية بمنهج العلم ومنطقه،‮ ‬بكتاب الطبيعة المفتوح،‮ ‬بالخروج من النص الي العالم،‮ ‬ومن المقروء الي المشاهد ومن التأويل الي الادراك ومن السمع الي البصر،‮ ‬أوهكذا يقول د‮. ‬حسن حفني عبر مشروعه الفكري للتنوير والنهضة‮.‬
يخطيء من يقول بغير الاعتماد علي الذات وتوظيف إمكانات الحاضر واستدعاء مخزون التاريخ ومفهومه واستقراء بشارات المستقبل وعلومه سبيلا للبقاء وشرطا للتقدم‮. ‬المستقبل بأيدينا وليس عطاء أوهبة من أحد‮. ‬ويخطيء أيضا من يري ألا سبيل للخروج من المحنة الا بفرض سلطان الماضي علي الحاضر،‮ ‬بحجة أن الأسلاف لم يتركوا شيئا لاجتهاد الأخلاف،‮ ‬فلهم نقول‮: ‬هم رجال ونحن رجال،‮ ‬فلا العصر هوالعصر ولا امكانات الماضي ومعطياته ومشكلاته هي نفسها امكانات الحاضر ومعطياته ومشكلاته،‮ ‬فقد جرت في النهر مياه كثيرة،‮ ‬وعكرت النهر أيضا وقائع وأحداث كثيرة‮.‬
‮ ‬إن مشروعاً‮ ‬فكريا للنهضة ينبغي أن يكون هوالأساس وهوالبداية التي تتمحور حولها كل منطلقات الحركة السياسية الجديدة بكل أجنحتها في الاقتصاد والاجتماع والتعليم والبحث العلمي والثقافة،‮ ‬فدون ذلك المشروع الفكري يصبح النهوض المنشود نوعاً‮ ‬محدوداً‮ ‬من الاصلاح بمنطق المقاولات يقوم‮ ‬علي الترميم وتجديد الطلاء من الخارج مع الابقاء علي استقرار هياكل الداخل الآيلة للسقوط،‮ ‬ذلك رهان لا يؤمن اطمئناناً‮ ‬علي الحاضر ناهيك عن المستقبل‮. ‬
فمتي نري مبادرة لتجاوز واقع التخلف والتسامي إلي حيث الأهداف الحقيقية للثورة بالدخول إلي مشروع النهضة؟ سؤال نوجهه إلي المجلس العسكري قبل الحكومة وقبل النخبة المتعجلة لأحلام النفوذ والسلطة‮.‬



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما لاتؤدي المقدمات إلي نتائجها
- البحث العلمى وإدارة المعرفة
- إستراتيجيات إنتاج وإدارة المعرفة
- الوعي الزائف والعقل البديل
- مبدعون على الشاطئ الآخر
- الموتى لا يروون حكاياتهم
- المثقف المجتمع والسلطة
- إناللا هاموهى تونبلكا فيرينا
- العلم ساحر الغيوب
- البرتقالة الرخيصة
- معجزته ليست في ذاتها
- لن تخبو نار بروميثيوس
- أوهام التعليم العالي وخطاياه
- مطعم القردة الحية
- صفحات في ذاگرة التراث
- ذهنية -خراسان- وأصولية السياسة
- أقروا الماجنا كارتا وخذوا كل المقاعد
- إنتاج وإدارة المعرفة
- »فصل المقال فيما يكتب عن الدستور أو يقال
- ضرورات الثورة ومحاذير الفوضي


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الثورة ومشروع النهضة