- روبسبير يقوم بمضاجعة الوداع وسان جوست وميرابو يحاولان ختان الثورة-: إنه الخيار مابين الدولة والجماعة

محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لاتصدقوا أننا أمة فى خطر، وأن الإنتخابات الرئاسية فى جولتها الأولى وضعتنا فى خيار مابين معسكر الثورة ومعسكر أعدائها، إذ الحقيقة أن كلا المعسكرين لاينتسب بالفعل للثورة وكلاهما خطر عليها ولكن بنسب مختلفة، وأن الاختبار الصعب الذى وضعتنا فيه نتائج الجولة الأولى هى الإختيار مابين الدولة ومابين الجماعة، كيف؟ هذا مايحتاج إلى الشرح والتدقيق.
إنها لحظة الحقيقة وكشف المستور، فلقد سقط القناع عن الوجوه والمواقف والأراجيف وليس صحيحاً أن جولة الإعادة كما يحاول الإخوان تصويرها هي معركة بين معسكر الثورة ومعسكر أعدائها، معركة بين الإسلام السياسي والتيارات والقوى الثورية والوطنية ويمثلها مجازاً د. محمد مرسي وبين قوى النظام القديم ويمثلها الفريق أحمد شفيق، إذ الحقيقة أن هذا الفرق هو عين المغالطة ولقد تعودنا على المغالطات وخلط الأوراق من جماعة الإخوان والتيار السياسي المتآسلم الذين دائماً ما جاءت أفعالهم على خلاف أقوالهم وما يقدمونه على الأرض دائماً هو نقيض لما يعلنونه من مكبرات الصوت وأمام الشاشات والوسائط الإعلامية .
ياسادة: لا تسمحوا للإخوان أن يخدعوكم للمرة المليون، فإذا كان شفيق من النظام القديم فهم أيضاً جزء من مناورات وصفقات مع رموز النظام السابق، ومن ينسى عليه مراجعة تصريح السيد مهدي عاكف مرشدهم السابق عن تنسيقه مع قيادات أمن الدولة في مكاتبهم لحصول الإخوان على ثمانية وثمانين مقعداَ في انتخابات مجلس الشعب 2005، وكذا ما أثير حول صفقة سرية عقدتها جماعة الإخوان برموزها د. محمد مرسى ود. سعد الكتاتنى ومرشدهم الحالى د. محمد بديع مع حسن عبد الرحمن مدير امن الدولة لحصول الإخوان على 45 مقعداً في مجلس شعب 2010 وثارت ثائرتهم حين نقض احمد عز الاتفاق معهم.
إن قيادات الإسلام السياسي لعبت دور خطيراً فى تجريف الحياة السياسية المصرية وشق الصف الوطني في مواجهة نظام مبارك ولعبت لتوظيف كل تناقضاتت حياتنا السياسية لصالح مشروعها التوسعي الذي في سبيله كانت دائماً خادماً مطيعاً لصالح النظام، أي نظام ، ولكن في السر مع إدعاء البطولة في العلن. ولقد كررت الجماعة ذلك مع المجلس العسكري وتواطأت معه على مطالب الثورة ومصالح الوطن في سبيل تحقيق أطماعها. وراجعوا منذ بداية تصريحاتهم عن عدم نزولهم في 25 يناير ثم ركوبهم الموجه بعد نجاح الثورة في كسر شوكة ميليشيات العادلى والأمن المركزى ، ثم دلسوا علينا برفع د.عصام شرف على الأكتاف باعتباره من ثوار الميدان وهو كان مثلهم طرفاً في صفقة مع أمن الدولة ولكن الإخوان أرادوه لضعفه واجهة يحققوا من وراءها أطماعهم في الحكم ، ثم احتالوا على منطق الأشياء وتآمروا مع المجلس العسكرى على تدجين الثورة وتقليم أظافر الثوار وبدلا من وضع دستور جديد جاءوا بلجنة المستشار البشرى الإخوانية لترقيع الدستور والاستفتاء على تعديلاته وكأنهم يعلنون موات الثورة التى اسقطت الدستور والنظام أو يحولوها إلى حركة إصلاحية تتيح لهم تصدر المشهد، واستغلوا الدين لضرب أكبر إسفين لتفريق القوى الوطنية التى اصطفت فى ميادين النضال وأعلنوا غزوة الصناديق، ثم فرضوا علينا الجنزوري ووقفوا يدينوا بتصريحاتهم الثوار ويعلنوا أبلسة الثورة وأن "من يرش المجلس العسكري بالماء نرشه بالنار". أين كانوا الإخوان في أحداث العباسية وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها؟ ألم يكونوا مشغولين بتقسيم الغنائم وحصد مقاعد مجلس الشعب على حساب دماء الشهداء وتضحيات المصابين. ماذا فعلوا من يدعون الآن الثورية فى مجلسهم الموقر سوى حماية الفساد فى أمانة مجلسهم وسخروا القانون لصالح اصطحاب المستشار سامى مهران فى رحلاتهم وهو الممنوع بحكم قضائى من السفر. وهم من شاغلونا بأحكام "مضاجعة الوداع" ومهرجانات قوافل "ختان الإناث" فى القرى والمناطق الفقيرة، ومحاولات تفكيك منظومة القضاء والنيل من المحكمة الدستورية والأزهر الشريف وإعادة التأسيس لمشروع بيريز عن الشرق الأوسط الكبير وتملق السياسات الأمريكية وطمئنة الاسرائيليين. الآن يتكلمون باسم الثورة وهم من كانوا يحرمون الخروج على الحاكم وأن "حاكم ظلوم خير من فتنة تدوم" وكانوا يؤسسون لفتنة إجبار المسيحيين على دفع الجزية، هل يمكن أن نصدقهم اليوم وهم يعلنون استعدادهم لتشكيل حكومة ائتلافية والاصطفاف مع القوى الوطنية وتوازن تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور والتي حاولوا احتكارها من قبل وتآمروا على كل قوى الثورة .
يا سادة إنهم يحملون خطرا أكبر على الثورة ومصالح الوطن أخطر من أحمد شفيق ومن معه، فنحن أمام تنظيم أممى له مشروعه السياسي المعادى للدولة القومية الحديثة وأسسها المدنية، وهم يقدمون د.محمد مرسى واجهة باهته ضعيفة ليكون ستاراً لحكم المرشد والملالى والتأسيس لأنظمة فاشلة تفكك أواصر الدولة كما فعلت جبهة الإنقاذ في الجزائر والمحاكم الشرعية في الصومال والحوثيين في اليمن وتحالف الترابي - البشير الذي قسم السودان ودمره .
يا سادة الإخوان ومن معهم مشروع دولي متعدد الجنسيات يسعى للارتداد بالتاريخ إلى دولة الخلافة بكل ما يحمله المشروع من رجعية وتخلف وجمود، فكيف يكونوا اليوم من دعاة الثورة التي رفعت شعارات الحرية وهم لا يعرفون إلا السمع والطاعة ورفعت شعارات العدالة الاجتماعية وهم من دعاة توحش الرأسمالية والتكريس لمفاهيم استبداد الطبقة الحاكمة وأصحاب الولاية والكفلاء على مقدرات البسطاء و الفقراء الذين عليهم ألا يطالبوا بعدالة توزيع الثروة بل انتظار الهبات والعطايا. ياسادة نحن الآن معسكرين : معسكر الوطن والثورة وهم خارج الجولة الثانية ومعسكر أعداء الثورة وهم فى جولة الإعادة، فلا تتعجب إذا صادفت روبسبير يقوم بمضاجعة الوداع وسان جوست وميرابو يقومون بختان الثورة، وأترك لحصافتك دلالة المعنى ورمزيته.

#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات