أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - لاتزال أصابع الزمار تلعب: رياح الحرب الباردة تهب على مصر














المزيد.....

لاتزال أصابع الزمار تلعب: رياح الحرب الباردة تهب على مصر


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، بعد الحرب الباردة، ظلت وكالة المخابرات الأمريكية تنظم وتدير جبهة عريضة من المنظمات غير الحكومية NGO,s بدعوى حرية التعبير والديمقراطية، وتكون شبكة من العملاء الذين يعملون بالتوازي مع الـ "CIA" بهدف تطويع دول العالم للإستسلام لإملاءات الغرب وتعليمات أميركا.
مؤسسات وهمية وتمويل سري ضخم وحملة إقناع هائلة في حرب دعاية ضارية تخطط لها وتديرها "منظمة الحرية الثقافية – Congress for Cultural Freedom" الامريكية التى كانت بمثابة وزارة غير رسمية للثقافة الأمريكية، أو "الزمار" الذي تدفع له الـ "CIA" ثمن ما تطلبه من "ألحان". وفي قمة ازدهارها، كان لـ "منظمة الحرية الثقافية" مكاتب في 35 دولة من بينها عدد من الدول العربية، حيث تم انشاء مكاتب فرعية لمؤسسات "روكفلر" و "كارنيجي" و "فرانكلين للطباعة والنشر" و "نادي القلم" و غيرها، ويعمل بها عشرات الموظفين، وتصدر المطبوعات، وتعقد مؤتمرات دولية تحضرها شخصيات بارزة، وتكافئ الفنانين والموسيقيين بالجوائز، وترعى معارضهم وحفلاتهم، معتمدة على شبكة واسعة وشديدة التأثير من رجال المخابرات وخبراء الإستراتيجية السياسية . أولئك "المثقفون" بعد ان قبضوا الثمن كان لابد من تجميعهم ودمجهم مع وكالة المخابرات المركزية CIA ، لكي يخوضوا الحرب الثقافية لتغيير مفاهيم وتوجهات الدول والشعوب والسيطرة عليها.
ماسبق كلمات بتصرف من مقدمة كتاب "من الذي دفع للزمار؟ الحرب الباردة الثقافية والمخابرات المركزية الأمريكية" تأليف: الكاتبة الامريكية "فرانسيس ستونر سوندرز" ترجمة "طلعة الشايب" وتقديم "عاصم الدسوقي" إصدار المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، يناير 2003.
وهو كتاب جدير بالقراءة ، لأنه يكشف القصة الكاملة للدور الذي قامت به الـ CIA في الحرب الباردة الثقافية، ويعد "عملاً مهماً من أعمال البحث التاريخي" ولقد سبق أن كتبت لك عنه عدداً من المقالات، ناقشت فيها مشكلات الإدراك والصور الذهنية للقضايا الوطنية المعاصرة فى ضوء شبكة محاصرة للعقل العربى تقوم بتوجيه قناعاته وترتيب رؤيته للعالم وصراعاته بما يستبعد كل ماهو وطنى ويستبدله بقاموس لغوى ومواقف سياسية تكرس لها مراكز البحوث والإعلام والثقافة والسياسة الدولية، ولقد حذرنا من محاولات هذه الشبكات العميلة زعزعة تمسكنا بالرؤى والثوابت الوطنية فى الحريات والاستقلال الوطنى ورفض التبعية لصالح مفاهيم العولمة الظالمة التى وجهت كل إيجابياتها لصالح الغرب الذى اجتاح بأفكاره وشركاته متعدية الجنسيات ومقولاته المراوغة الساخرة من مواقفنا المبدئية محاولة تخدير عقولنا لتقبل مقولاتها وتوجهها، وبدأ التكريس لما أسموه العالم قرية صغيرة بما يعنى أننا شركاء تنمية ورخاء ولم يكن ذلك صحيحاً، وسخروا من نظرية المؤامرة بأننا درجنا فى عالمنا العربى على تعليق إخفاقات أنظمتنا الدكتاتورية والقومجية والحنجورية "صاحبة الكلام الكبير" على نظرية المؤامرة، وهذا غير صحيح أيضاً فالتاريخ ليس مؤامرة كله، لكن المؤامرة موجودة فى التاريخ ولاتزال خيوطها تنسج ضد مصالحنا كل يوم، ثم اسسوا لقاموس لغوى لتغيير الصور الذهنية بمايخدم المصالح الغربية على حسابنا، وروجوا له فى نشرات الأخبار العالمية والمؤتمرات الدولية، على شاكلة "تحالف دعم الشرعية" بينما حقيقته "تحالف دعم الإرهاب" أو حركات الإسلام السياسى، وهو مصطلح مراوغ للتجارة بالدين، أو بالتفاهمات الأمريكية والأوروبية، وحقيقتها هى التسويات والإملاءات التى تخدم مصالح الغرب على حساب عدالة قضايانا الدولية والوطنية، أو التأكيد على مفهوم دول الإعتدال العربى وماهى إلا تعبير عن سياسات دول التبعية والاستسلام، أو خارطة الطريق للصراع العربى الإسرائيلة وحقيقتها إضاعة الطريق على حقوقنا التاريخية فى الأرض والسلام، أو تسمية التطبيع مع إسرائيل بثقافة السلام، أو تسمية الإرهابيين فى سوريا بالمجاهدين، أو إدعاء تدريب الشباب على الديمقراطية والحداثة بينما حقيقتها التأسيس للموجتين الرابعة والخامسة للحروب لإسقاط النظم والتأسيس للفوضى، وهكذا وصولاً إلى إعتبار ثورة 30 يولية إنقلاباً على الشرعية، بينما هى محاولة لإستعادة وطن حاولات عصابات إرهابية اختطافه وتغيير هويته، ويعرف الغرب مدى إرهابية هذه الجماعات والتنظيمات والكيانات الدولية المتآمرة، لكنهم يقدمون لهم الدعم السياسى والمادى بما فيه السلاح وأنشطة التخابر لمجرد أنهم يحققون لهم مصالحهم الصهيوأمريكية فى المنطقة العربية التى أرادها المخطط الأمريكى الغربى أن تتحول إلى كيانات مفتته وكنتونات طائفية ضعيفة متحاربة لتخلى الطريق لقوى إقليمية أخرى ليس من بينها مصر. وأنظروا فى هذا الشأن للموقف الأمريكى الأوروبى الداعم للإنقلاب الحقيقى على الشرعية فى أوكرانيا، وقارنوا بين موقفهم من دعم محمد مرسى والإصرار على شرعيته، ومن وقوفهم ضد شرعية الرئيس الأوكرانى المنتخب فيكتور يانوكوفيتش، وقارنوا موقفهم الرافض لإستفتاء "دوبتسك" فى شرق أوكرانيا التى يقطنها سبعة ملايين روسى لتقرير مصير استقلالهم الذى ترفضه أمريكا والإتحاد الأوروبى بينما كانوا مشجعين وداعمين لإستقلال جنوب السودان 2011، وتيمور الشرقية عن إندونيسيا 2002!!. إنها إزدواجية المعايير، وأوركسترا الزمارين القدامى والجدد، الذين يلوون الحقائق ويزيفون الوقائع ويجرمون فى حق التاريخ من أمثال كاتب الجارديان الصهيونى "ديفيد هيرست" الموالى للتنظيم الدولى للإخوان وتصريحاته الغبية الكاذبة فى مجلس العموم البريطانى ضد مصر وجيشها الوطنى. إنها عودة بليدة لسياسات كولونيالية قديمة باستخدام زمارين وراقصين جدد.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسى ومفهوم الدولة
- السياسة فى بلادنا بين سيرفانتيس وصامويل بيكيت
- بين السيسى وحمدين - الانتخابات الرئاسية على مائدة نصر القفاص
- الوطن يعد القهوة لزائر غريب
- السيسى وتأسيس الجمهورية الرابعة
- السياسة فى بلادنا بلا مقدمات ولانتائج
- مخاطر استمرار الببلاوى وحكومته
- رسائل -هيكل- الملغزة وغواية الأنا
- إعادة هيكلة الدولة حتم تاريخى لا رفاهية
- السيسى لا يلعب النرد مع -هارى بوتر-
- على من يكون الرهان؟
- طارق البشرى: فراغ باتساع الوطن
- دكتور حسام عيسى والجامعات الخاصة
- حكومة الفرجة فى مسرح العبث
- هل السيسى ظاهرة شعبية لسلطة ملهمة؟!
- إنى أتهم: الحكومة و-المدبلجين- وغيرهم
- التاريخ يستدعى قادته وأبطاله
- مندوب المصالح الأمريكية في الحكومة المصرية
- حتى لاتكون -المفوضية- هى وصفتنا غير السحرية - د. مصطفى حجازى ...
- الأستاذ هيكل فى لزوم مالايلزم


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - لاتزال أصابع الزمار تلعب: رياح الحرب الباردة تهب على مصر