أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - مرشحك هو الوطن...فلاتخذله














المزيد.....

مرشحك هو الوطن...فلاتخذله


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 01:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قليلاً مانستخلص العبرة أو نبحث عن فيوضات اللحظة وطارئ الأحوال فى تراثنا العامر بالفكرة والحكمة وفصل المقال. لذا أدعوك اليوم أن تستجيب للحكمة المزجاة لتحقيق آمال أمتنا وأحلامها المرجاة، فاجعله يوم الملحمة ولاتسمح لمرجف أن يلقيك إلى يم المشأمة، قصتنا اليوم من صندوق التراث فأقرأ مافى حواشيها من فيوضات وإشارات، وتبصر علك ملاقينا أمام صندوق الإنتخابات.
كنت صغيراً كما كل أطفال العائلة نتحلق حول المدفأة حين تحكى لنا الجدة عن الشاطر حسن والأميرة ذات الهمة، وزنوبيا ملكة تدمر، وحكايا ألف ليلة وليلة، والظاهر بيبرس، وعلى الزيبق، وسيف بن ذى يزن، وزرقاء اليمامة وغيرها حكايا من التاريخ والتراث، ولم تترك أبداً فرصة إلا واستخلصت لنا منها العبر وأشارت إلى ماترمى إليها الروايات والأحاجى والقصص. كبرنا وتعاقبت علينا الأيام والأحداث والسنون ولازلنا كلما حملنا الشوق لتلك الأمسيات، نسترجع ماحوته الذاكرة وعالجنا بها ماجرى حولنا من وقائع ومستجدات.
بمناسبة الانتخابات الرئاسية أقص عليكم حكاية "إبريق الزاد وبهاليل العباد"، لا لاستحضار أيام الجدة الجميلة والطفولة البريئة وليالى السمر ونستالجيا "الحنين للماضى" وإنما لما لها من دلالات وماتحويه من معان وإشارات، واسمعوا القصة: كان ياما كان فى سابق العصر والأوان، فارس من الفرسان، فى جزيرة الخير وفيرة الحصاد والأمان، أن اهتز ميزان العدل واستبد بها حاكم مغامر شيطان، أذاق شعبها الوفى صنوف الظلم والغدر والهوان، استطال برجاله وأحاط نفسه برهط من الفسدة والعسس الغلاظ والغلمان، فأوكل لهم الإدارة والجباية والحسبة والولاية والسلطة والسلطان، فاعملوا فساداً وأثروا حراماً وأتوا على كل أخضر ويابس، وتحول حال الجزيرة والناس فيها مابين معدم وفقير وبائس، فقل الحصاد واختنق بالظلم العباد، وتدنى حال الجزيرة من منارة للعلم والفكر والعدل والحضارة إلى مغارة للسلب والتخلف والاستبداد والخسارة، وبعدما كانت الجزيرة مضرب الأمثال وقبلة العلماء والدارسين والمشايخ والتجار والسمار، أضحت موئلاً للتآمر والدسيسة ومرتعاً للفاسدين وألاعيب الصغار، ولما ازدادت على الناس الوطأة ولم تجد مع الحكام مراجعة ولاتذمر ولاشكوى، فإذا من صفوف الجند الراشدين يخرح فارس قائد لاترد له فى الحق والواجب كلمة، جمع الناس حوله، فرد المظالم وتخلص من الحاكم الظالم، وقاد بالشعب ثورة، وسرى بين الناس فى كل بيت ذكره وعلا فى كل مكان إسمه، وصار معقد الآمال لإستعادة الأمجاد وإصلاح الحال، لكن تكالب عليه الأشرار من كل حدب ومن والاهم من جموع التآمر من كل صوب، وكان النذير وكان النفير، وصمد الفارس فى حرب ضروس وحوله رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، لكن الفارس النبيل جرح فى المعركة، ولم يتوانى حتى تحقق له النصر ورفع رايات العدل واستعادة المجد، ومع الأيام إشتد عليه جرحه فاستدعى الناس كبار الحكماء من أجل علاجه وطبه، وجاء من أقصى الجزيرة رجل يسعى، قال ياقوم علاج الفارس عندكم ونجاح الثورة مرهون بكم، إن علته بسيطة، ومخرجه منها يحتاج الحكمة والصبر والحيطة، وأن شفاءه مضمون إذا عمل الناس بما يؤمرون. فليتداعى الحاضر والغائب وليسرع الخاصة والعامة إلى باحة المسجد الكبير وليس عليهم إلا أن يضع كل منهم بضع قطرات من ماء الورد فى إبريق النحاس وبضع نقاط من العسل الأبيض فيما حوله من إناء. فإذا ما امتلأ الإناء بالعسل وفاض الإبريق بماء الورد قبل آذان المغرب، فشرب السلطان من العسل وأغتسل بماء الورد حتى رده الله سليماً معافى، هموا يا أحباب الفارس ورعيته، نفذوا الوصية فادرءوا عنه عثرته وردوا عليه صحته.
طفق الناس يتداولون الأخبار وتواترت الأقوال والحكايا وعم الفرح والاستبشار. الحكاية سهلة بلا أخذ أو رد، قسط من عسل وإبريق من ماء الورد. وياليتها كانت كذلك، فما إن ارتفع آذان المغرب حتى كانت الطامة الكبرى، فلا أمتلأ الإناء بالعسل ولافاض الإبريق بماء الورد. كيف؟ لقد تواكل الناس ولم يتصور أحدهم أن قطراته من ماء الورد والعسل ستكون ذات قيمة، إذ كل الناس لامحالة خارجين لفارسهم النبيل، لم يتصور أحدهم أن أحداً غيره سوف يتقاعس، فتحول واجب الوقت المحتوم والمعلوم من فرض عين إلى فرض كفاية عند كل متواكل وبهلول، وهنا كانت النكاية، إذ روج أعداء الفارس أن الأمر محسوم وشفاءه مضمون، وركن إلى ذلك المتواكلون.
الحكاية عن واجب كل فرد وحكمة التراث فى صنع المستقبل والدفاع عن إرادة الوطن، والفارس هو مرشحك وقد يكون الوطن، وهو فى حاجة إلي كل منا فلا تتأخر ولا تتقاعس ولا تركن، قم بواجبك وتقدم إلى صندوق الإنتخابات.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتزال أصابع الزمار تلعب: رياح الحرب الباردة تهب على مصر
- السيسى ومفهوم الدولة
- السياسة فى بلادنا بين سيرفانتيس وصامويل بيكيت
- بين السيسى وحمدين - الانتخابات الرئاسية على مائدة نصر القفاص
- الوطن يعد القهوة لزائر غريب
- السيسى وتأسيس الجمهورية الرابعة
- السياسة فى بلادنا بلا مقدمات ولانتائج
- مخاطر استمرار الببلاوى وحكومته
- رسائل -هيكل- الملغزة وغواية الأنا
- إعادة هيكلة الدولة حتم تاريخى لا رفاهية
- السيسى لا يلعب النرد مع -هارى بوتر-
- على من يكون الرهان؟
- طارق البشرى: فراغ باتساع الوطن
- دكتور حسام عيسى والجامعات الخاصة
- حكومة الفرجة فى مسرح العبث
- هل السيسى ظاهرة شعبية لسلطة ملهمة؟!
- إنى أتهم: الحكومة و-المدبلجين- وغيرهم
- التاريخ يستدعى قادته وأبطاله
- مندوب المصالح الأمريكية في الحكومة المصرية
- حتى لاتكون -المفوضية- هى وصفتنا غير السحرية - د. مصطفى حجازى ...


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - مرشحك هو الوطن...فلاتخذله