علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي
(Alaa Kaid Hassab)
الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 10:02
المحور:
الادب والفن
الفن التشكيلي مرآة للجمال و فرصة لمحو أثار القبح من ذاكرة الإنسان و ملامح وجوده. و في جميع تفاصيله، هو رحلة لاسترجاع شغفنا بالمفقود و الضائع عبر مسيرنا اليومي. منه و إليه الطفولة تنتهي، و من خلاله نتخذ لأرواحنا تجليات تتماهى مع مقاييسَ تشكل أحلامنا و انتصارنا على الهزائم و الانكسارات.
سعيدة آيت جامع الدويري، الفنانة التشكيلية المراكشية التي اتخذت من الفرشاة و الفضاء الأبيض للوحة، مجالا لتصحيح مفهومنا عن الجمال و عكسه من خلال ما نعتبره، لجهلنا الأيقوني، قبحا، تسعى من خلال تناولها لوجوهٍ تسطع منها شمس الصحراء و تنبعث منها البراري الإفريقية، إلى ربط ماهية الجمال بالطبيعة و الأصالة و الأصل. و بقليل من السفر في ثنايا "بورتيرهاتها" يمكننا مراجعة الطفولة المقيدة و الأب الصارم و الصحراء اللامتناهية، و نستطيع ببوصلة الروح تحسسَ الحرية في قوةِ الألوان و اضطرابَ الحياة عبر منسوبِ الضوء في كل لوحة.
و لا يمكن ولوج عوالم الفنانة التشكيلية "سعيدة آيت جامع الدويري" من دون التحليقِ خلف أنامل القيد بكل حرية و عفوية، و تجاوزِ العوائق العرقية و الفكرية و العنصرية بسبب الجنس، تحت جُبِّ الثقافة الشعبية، و النظرة النمطية التي جعلت من المرأة أَمَةً للخدمة و التفريخ و تلبية النزوات.
اختزال المراحل و التجارب في وجوهٍ موغلة في السفر، و استرجاع الزمن من خلال التفاصيل المميزة لأشخاص يمثلون القيود التي عكست التخلف الفكري الذي عاشه المجتمع المغربي طوال سنوات عجاف، تمثل وعي "الدويري" بدور الفن في فك عقدنا و تجازها و تركيز الضوء على الجوانب المعتمة في مشهدنا الإنساني، و ما هروبها نحو الفن التشكيلي سوى سعي نحو حلم أفضل للمرأة.
ما يميز أعمال سعيدة آيت جامع الدويري، هي الانطباعات العفوية التي تتسم بها، و بما أن ارتباطها باللوحة هو ارتباط عصامي محض، فقد شُحِذَتْ ريشتُها بالعذرية و الطلاقة التي تنتهي إليها كل التجارب التشكيلية البارزة
#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)
Alaa_Kaid_Hassab#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟