أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد ابداح - أنتِ فايروس !














المزيد.....

أنتِ فايروس !


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 13:29
المحور: المجتمع المدني
    


أنتِ فايروس
إن هذا العمل لن ينتهي اليوم، وحتماً لن ينتهي الغد، عطاءات مستمرة وتقارير ميدانية عدة ومستمرة، يجب فرزها كلها، وتحليلها، وتقديم توصيات ومقترحات، ومن ثم طباعتها، وإرسالها للجهات المعنية، لدراستها وتقيمها، والخروج بقرارات حول إعادة إعمار غزة، فالمصيبة كبيرة والنتائج كارثية، والجو مشحون بمشاعر الغضب تارة، والصمت القسري تارة أخرى، فيجب عدم الإفصاح عن كم الحقد الهائل الذي يثور في نفوسنا تجاه ما يحدث في غزة، وخصوصاً بأننا نعمل ضمن فريق غربي في الأمم المتحدة، لديهم عيون وجواسيس، وأقل كلمة تخرج من أفواهنا تعبر عن سخطنا لهذا التجاهل الدولي وللأسف الإقليمي العربي، للمجازر الرهيبة التي تحدث في غزة من قبل العدو الصهيوني، قد تتسبب في فصلنا من الوظيفة، فمال العمل إذن ، تساؤلات تدور في عقلنا ذهاباً وإياباً، وفجأة يتعطل الحاسوب، تباً ..، ربما هي الفيروسات، أو أن الحاسوب قد صرخ من هول الكارثة في غزة، ومن حجم البيانات والمعلومات الدامية التي أدخلناها فيه، فقد أعلن اعتصامه ورفضه لكل هذا الألم، وكل هذه المهازل الدولية التي لاتكترث بالمواطن العربي، حسناً يجب أن أنهي تلك التقارير، وسأقوم بوضع برنامج مضاد الفايروسات جديد، إذن فالحل هو في أنتي فايروس ، نعم قلتها بصوت عالي وأنا في المكتب، ( أنتِ فايروس!) وفي نفس اللحظة حضرت لمكتبي الآنسة تسنيم ، وهي سكرتيرة القسم وبيدها بعض الملفات والتقارير الجديدة، وقد سمعتني وأنا أحاور نفسي مردداً الكلمة المذكورة، فغضبت مني قائلة: أنا فايروس يا استاذ محمد! الله يسامحك، ثم ألقت التقارير على مكتبي وهمت بالخروج، فأخبرتها بسرعة، بأنني كنت أقصد أنتي فايروس ( Anti Vairous )، أي برنامج مضاد الفايروسات، لأن جهاز الحاسوب قد تعطل، وليس كما فهمتي أنت!، ثم كان علي مغازلتها قليلاً ببعض كلمات المدح، فقلت لها بل أنت دينمو القسم وفاكهة الدائرة، وباربي الفتيات، فابتسمت في بلاهة أول الأمر، ثم ضحكت حين أدركت الأمر، وعلى أية حال، قد يتبادر لأذهاننا وعقولنا تفسيرات مغايرة للواقع الذي نعيشه، فهل هو فايروس يصيب عقولنا، إسمه سوء الفهم، قد يصل حد الوهم! .
و رغم عدم شيوع مصطلح فيروسات العقل، إلا أنها حتماً منتشرة بين الناس وخصوصاً الإنسان العربي، ولا بد أن الغالبية منا قد أصيبوا بها في مرحلة ما، ولكن لم يتم تشخيصهم بعد، واللافت في الأمر أنه في كثير من الأحيان قد يتسبب الطبيب أوخطيب المسجد، والإستاذ الجامعي، ومعلم المدرسة،أوحتى الأب في بيته، بإصابة المرء بهذه النوعية من الفيروسات، فالمقصود بـفيروسات العقل هو التشكيك، على اختلاف أنواعه الذي يحدث للمرء بين الحين والآخر، فعلى سبيل المثال، عندما يقوم الطبيب بإعلام المريض عن الأعراض الجانبية السيئة لمرض معين، فإنه دون قصد يمكن أن يزيد من فرص التسبب بإصابة المريض بتلك الأعراض.
كما أن من يرغب في ممارسة رياضة معينة يمار تساعده على إنقاص وزنه، أو المحافظة على لياقته البدنية، ستجد كثرة المنظرين له ( الفايروسات) المتحدثين عن تجاربهم السابقة ، وفي هذه الحالة لو قام ذلك الشخص بإخبار من حوله عن خطته لإنقاص وزنه، ربما يجد شخصا أو أكثر ينصحونه، ولكن الأغلبية ستخبره بأنه لن يستطيع الاستمرار لأكثر من أسبوع، من خلال الحديث عن تجاربهم الشخصية التي واجهت الفشلفي النهاية، مما قد يؤثر عليه سلبياً.
ويمكننا أن نستنتج أن فيروسات العقل، ما هي إلا موروثات فكرية سلبية مبنية على تجارب سابقة كالخوف والوهم والوهن أيضاً وعدم الثقة بالنفس وبالآخرين، فعبارات مثل :
إن مشروعك هذا سيحتاج لسنوات طويلة كي يحقق النجاح !
لو كنت مكانك لن أقوم بمثل هذا الأمر !
يعني بصراحة أعتقد أنك كبرتي كثيراً على القيام بهذا الأمر!
فجميع تلك العبارات السابقة وغيرها، يمكن أن تشكل ضررا على من يؤمن بها فكرياً، ولذا يجب علينا الإدراك التام بأن التشكيك في قدراتنا يعد أولى خطوات الفشل، وغالبا ما يصاب المرء بالوهن أو الخوف أو اللامبالاة ( فيروسات العقل)، بسبب أقرب الأشخاص لديه، لذا فإن ردة فعل المرء على هذا الداء هي التي تحدد حجم تأثيره، وحتى نتمكن من مقاومة هذا المرض النفسي يجب علينا إمتلاك قناعة راسخة بالهدف الذي تسعى من أجله ومن إمكانية تحقيقنا لذلك الهدف، فعند قيام أحدهم بإلقاء كلمة قد تؤثر على ثقتنا بأنفسنا، فيجب مباشرة بتفعيل الأنتي فايروس، أي مضاد الأفكار السلبية من عقولنا، وكما نفعل في أجهزة الحاسوب عند تعطلها بفعل الفيروسات، يجب علينا أن نحذف من عقولنا أي أفكار سلبية قد تؤدي بنا للضعف أو الخوف، وأن نقتنع بأننا تستطيع حذفها فعلا، كما يجب أن نحرص على أن نحيط أنفسنا بأشخاص يؤمنون بنا وبقدراتنا.

محمد ابداح



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخبروني حين أحببتكِ
- أرجوحة القمر
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحقوق المبتورة/ الجزء الرابع
- فك النحس وعدم التوفيق
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحقوق المبتورة/ الجزء الثالث
- دعيني
- قرية بيت دجن الفلسطينية
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحقوق المبتورة/ الجزء الأول
- قرية لفتا الفلسطينية
- دعوها فإنها مأمورة !
- الأشياء الخفية
- سقوط إسرائيل
- النفط العراقي من كردستان العراق لإسرائيل وأمريكا !
- عقود النكاح في الجاهلية
- هل تذكريني رفيقتي
- حقيقة القلوب
- سوق الأحوال
- فقه الطحالب- قراءة في أزمة الفكر العربي
- تعريف الميراث وبيان أركانه وشروطه
- علم الفرائض في الإسلام


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد ابداح - أنتِ فايروس !