أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد ابداح - قرية لفتا الفلسطينية















المزيد.....



قرية لفتا الفلسطينية


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 4 - 11:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


قرية لفتا - فلسطين - الجزء الأول
قصة الصمود الفلسطيني
محمد ابداح
في تلك النكبة من ظلام الليل نام ضمير العالم ..
عانى الوطن وبكى جرحه النازف ..
لكنه وجد من يروي بالدم ترابه من أبناء شعبه ..
في تلك النكبة التاريخية ..
بكى الشيخ وتألم واحتار.. ثم أشعل في حسرة سيجارة ..
في تلك النكبة بان الشجعان من الجبناء ولكل درب مضى فيه
في تلك النكبة ارتعش الأطفال من البرد والجوع
دون أن يعلموا ماذا يحدث .. وطوال طريق النزوح الأسطوري
لطالما امتزجت أحلامهم البريئة كما ألعابهم
تحت الشتاء بتراب دروب المهجر..
لكنها وحدها من كانت تعلم عمق الجرح ..
وحدها من كانت تنظر للجميع.. فاحتضنت كل هذا الألم..
نعم .. وحدها .. هي الأم .. أهديها كتابي ..
المحامي / محمد إبداح
هل تعلم ؟
بأن كل شيء في هذا الكون يعوض ..
الزوج يعوض ويأتي خير منه ..
الزوجة تعوض ويأتي خيراً منها ..
أطفالك ستنجب غيرهم ..
أموالك ستجمع غيرها ..
ولكن أمك إن ذهبت فهيهات تعوض ..
هي كالوطن ..
من دونه ستبقى مشرد
قرية لفتا هي أرض كنعانية أول من عاش بها كان اليبوسيون، تعاقبت عليها الامم مثلها كسائر المدن العربية الفلسطينية، قبل احتلالها عام 1948 من قبل عصابات الحركات الصهيونية كان يعيش بها سكانها العرب ، ومنذ ذلك التاريخ خلت منازلها من سكانها الأصليون ، فاندرج اسم لفتا ضمن القرى الفلسطينية المهجرة، عاش أهلها في بقع الشتات في مختلف بقاع الأرض، في الإحصاءات العامة تعتبر لفتا قرية ولكن بالواقع هي بلدة لأراضيها الشاسعة ولعدد سكانها ولاهميتها الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية ، فأثناء الحكم العثماني عرفت لفتا بأنها ناحية، قدر عدد سكان لفتا عام 1922 حوالي (1451) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (2550) نسمة، وقامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم في عام 48 حوالي (2958) نسمة، وكان ذلك في 1/1/1948، وكان عدد بيوتها قبل هدمها قرابة 450 بيتا لم يبق منها الاّ العشرات، امّا اليوم فلا يتجاوز عدد البيوت 55 بيتا ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية وفقاً لتقديرات دائرة الإحصاءات الفلسطينية لعام 2007 -42000 نسمة(1)، وقد هُجرسكانها الى قرى ومدن الضفة الغربية والدول العربية وقسم آخر هجر الى مدينة القدس ويسكن في احياء وحارات القدس الشرقية كحي الشيخ جراح وبقيت عائلات قليلة تسكن حتى هذا التاريخ بجانب التلة الفرنسية بمساكنها القليلة مما تبقى من ارض قرية لفتا ، وقد قام الجيش البريطاني بالاعتداء على سكان لفتا لمشاركتهم في ثورة البراق عام 1929 وكذلك في ثورة 1936 ووقع عدد من الشهداء والجرحى وكذلك الأمر عام 1948 الشيخ بدر، وتجدر الإشارة إلى أن مصلى الشيخ بدر الواقع في أراضي القرية هو مصلى الشيخ بدر الدين من الصحابة الذين قدموا مع الخليفة عمر بن الخطاب لفتح ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ، مرجع سابق، القدس 2012 .
بيت المقدس، وينسب هذا المصلى للشريف للشيخ شهاب الدين أبي الخير بادار بن عبد الله القرنوي البصير نزيل القدس ومن تاريخه أنه كان يتكلم مع الناس في قبة السلسلة بصحن الصخرة المشرفة وتوفى في عام 780هـ، وتسمية العامة الشيخ بدر، ومن خلال البحث في بعض الوثائق مقام الشيخ بدر تبين أنه في بداية عام 1935م قررت لجنة الأوقاف المحلية إعادة بناء هذا المقام لأنه قد تهدم نتيجة الأمطار الشديدة وتكلف إصلاح المقام 107 جنيهات فلسطينية، وفي شهر آذار من نفس السنة طالب أهالي لفتا ببناء مسجد جديد لهم بجانب مقام الشيخ بدر،وهم على استعداد للشروع في إنشاء الجامع وأن لديهم مبلغاً غير قليل من المال لأجل ذلك المقبرة لشدة ارتباط أهالي لفتا بالقدس، فهم لم يكتفوا بدفن الموتى في مقبرة القرية، بل كانوا وما زالوا يفضلون دفن موتاهم في مقابر القدس، ولهم جزء خاص بهم في مقبرة باب الساهرة الحياة الثقافية اعتنى أهل لفتا بالناحية الثقافية، فكان لديهم الكتاتيب في القرية، وكان عدد ممن ينهون صف الكتاب يتوجهون للدراسة في مدارس القدس، رغبة منهم ومن أهلهم في إتمام تحصيلهم العلمي والثقافي، كما أن بعضا من شباب لفتا اختاروا التوجه إلى الأزهر الشريف، وعادوا يحملون شهادته المعتمدة من الشيوخ الأعلام في مصر، وفي الأزهر على وجه الخصوص، حيث كان وما يزال منارة للعلم والعلماء، وما دام ذلك كله قد تم في الثلاثينات من القرن العشرين وما قبلها، فذلك يعبر بوضوح عن عناية اللفتاويين بالحياة الثقافية، ولعلّ ذلك يؤكد على ان آلاف الاطباء والاكادميين من اهل لفتا المهجرين اليوم موزعين في كثير من البلاد العربية وخاصة الاردن ، وقد تجد في نفس البيت طبيبين او أكثرالمدرس(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ، مرجع سابق، القدس 2012 .
تأسست مدرسة لفتا في عام 1929م وبجهود أهالي القرية، وهي عبارة عن ثلاث غرف يدرس فيها حتى الصف الثالث وأول من درس فيها الشيخ جمال الدجاني والشيخ جميل االهدمي والأستاذ فوزي النشاشيبي، والأستاذ سليم الجاعوني في عام 1934 توسعت المدرسة لتصبح ابتدائية كاملة أعلى صفوفها الصف السابع الابتدائي وقد بلغ عدد طلاب مدرسة لفتا الاميرية في عام 1940م كان حوالي 300 طالب من لفتا والقرى المجاورة ومن مدرسي المدرسة قبل النكبة ، الشيخ صالح عدوي، الأستاذ فؤاد أبو السعود، الأستاذ فؤاد ارياحي، الأستاذ كمال الريماوي، الأستاذ يوسف صيام، الأستاذ محمد صيام،الأستاذ محمد ربيع،الأستاذ محمد العباسي،الأستاذ توفيق الحوراني، الأستاذ محمد صباح، الأستاذ يوسف الحسيني، الشيخ جميل الخطيب، الشيخ شحادة، وتقلد إدارة المدرسة في لفتا كل من عيسى اهرام وكمال الريماوي وكان الطلاب الذين يريدون مواصلة تعليمهم يتوجهون إلى مدارس القدس كالمدرسة الرشيدية ومن كان يتفوق أو يستحب الزيادة في مستواه العلمي(1)، يسافر إلى الدول العربية المجاورة وبعضهم إلى أوروبا، فرجع كثير منهم يحملون الشهادات العالية في الطب والهندسة والمحاماة وغيرها من المهن العلمية، كل ذلك قبل النكبة، ولا شك أن طلب العلم أمر فطري في الإنسان يلازمه في حياته، فما دام ذلك كان من سمات أهل لفتا، فهم لم يتخلوا أبدا عن ذلك، وما زالوا مستمرين في العناية بأبنائهم طلبة العلم رغم كل ما قد يواجهونه من صعوبات وحواجز وتعقيدات على السفوح الغربية لجبال القدس، تدخل عبر ممرات ضيقة إلى قرية لفتا المهجرة، وأول ما تصادفه العين أشجار اللوز المزهرة ، "سلاسل" الحجارة التي كانت تقام بين بساتين الأشجار، ومن هناك تصل إلى عين الماء والبركة التي تبلغ مساحتها 60 مترا مربعة، تتفرع عنها قنوات مائية كانت تسقي أشجار وبساتين لفتا، وبركة أخرى متروكة كانت تستعمل لسقي الأغنام والأبقار، تدخل الى البيت الأول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ، مرجع سابق، القدس 2012

المهجور أو ما بقي منه، الى الثاني والثالث والرابع عبر أزقة القرية، بيوت بمساحة كبيرة وطبقات متعددة وشبابيك هندسية ذات تصميم آخاذ، ويبدو ان حال اهلها اقتصاديا كان ميسورا، فهم اعتمدوا في كسب رزقهم على الاغنام والابقار والتجارة بأنواعها، وترى أشجار التين وبساتين الصبر صامدة، لكنها تتألم اشتيقاق لأصحابها وأهلها الأصليين، كذلك ترى مسجد لفتا وله ساحة واسعة تمتد أمامه،في الداخل يظهر المحراب بارزًا، ويشرف المسجد على تلال وسفوح قرية لفتا، وشوارعها العريضة والطويلة أسفل الوادي(1).
وترى كذلك المعصرة بجانب المسجد حيث كان يصنع الزيت المقدسي المبارك ومشاهد بيوت قرية لفتا التي استولى عليها بعض اليهود وسكنوها عنوة ورفعوا الأعلام الاسرائيلية على أسطحها وحيث ترى مخطط (حي مي-نفتواح)، بسبب تعقيدات في مخطط (سفيدي) أحد المخططات الاسرائيلية لما يسمى القدس الكبرى، والذ تم وضعه في ثمانينيات القرن الماضي،وتشرف عليه دائرة أراضي اسرائيل وهي السلطة الرسمية الاسرائيلية التي سيطرت على معظم الأراضي والقرى الفلسطينية بعد تهجير سكانها تحت وطأة القانون المدعو بقانون(أملاك الغائبين)، بدأ الطاقم الهندسي بإعداد المخطط عام 1996 وانتهى منه أواسط عام 2004، وفي تموز من العام نفسه أُعلن عن المخطط بالجرائد الرسمية ونشر إعلان يدعو الراغبين بالاعتراض على المخطط تقديم اعتراضاتهم الى لجنة فرعية خاصة انبثقت عن لجنة التنظيم والبناء المحلية مخطط (مي- نفتواح) يقوم المخطط على مساحة 455 دونما من أراضي قرية لفتا المهجرة وتحديدا في المنطقة التي بقيت فيها عشرات البيوت العربية بعد التهجير، وبتحديد أخص في منطقة جذر البلد حيث يتواجد مسجد القرية ومقبرتها ومعصرة الزيت وعين الماء وأشجار اللوز والتين والصبار المخطط يينطوي على إقامة حي سكني يضم شققا فاخرة ومركزا تجاريا، كنيس يهودي، متحف، فندق يحتوي على 120 غرفة، حدائق عامة، محمية طبيعية، شوارع، مرافق سيارات، وبموجب المخطط سيتم ترميم بشكل جزئي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- مقالة القدس بلدتي ولفتا قريتي ، الدكتور زكريا صيام ، 1998.
بعض بيوت القرية القديمة مع إضافات عمرانية إليها وقد خصص المخطط قطعة أرض لإقامة مركز تجاري ووحدات سكن خاصة، علما انها القطعة التي يقوم عليها مسجد القرية ، وخصصت قعطة كبيرة لتكون محمية طبيعية أو بمسمى آخر حديقة عامة، وهي القطعة التي تقوم عليها مقبرة القرية في شهر أيلول 2004 قدمت مؤسسة الأقصى وثيقة خاصة مدعمة بخرائط هندسية من فترة الانتداب البريطاني ووثائق ملكية حقانية من عهد الدولة العثمانية، ولكن مشروع (حي مي-نفتواح) الإستيطاني كما هو المخطط يأتي وبشكل واضح ليلغي الذاكرة الفلسطينية والهوية العربية الاسلامية للقرية، مسجدها، مقبرتها، بيوتها، أشجارها، فمن أطلق اسم (حي مي نفتواح) إنما يريد أن يلغي تاريخ قرية لفتا وتسميتها باسم عين الماء التي ورد ذكرها في سفر يهوشع من أسفار التوراة والذي يروي ان هذه العين استعملت للتطهير، وقد استأنف اليهود، خاصة اتباع الراب برسليف مراسم التطهير فيها بعد قيام إسرائيل(1)، وببساطة إن ما يسعى اليه هذا المخطط هو تهويد القرية،وإن قرية لفتا المهجرة تواجه مخطط مصادرة جديد يهدد بشطب صفحة من تاريخ القدس وقد احتج العديد من سكان قرية لفتا المهجرة، الواقعة في ضواحي القدس، أمام لجنة التخطيط التابعة لوزارة الداخلية في القدس، وقالوا بنبرة مؤثرة ولدوا في قرية لفتا ودفنوا أجدادهم في مقبرة البلد قبل التهجير بستة أشهر عام 1948 والمقبرة ما زالت موجودة وتلك بيوت أهلهم في القرية، وما زالت مدرسة القرية موجودة الى اليوم، إن المخطط المنوي إقامته على أراضي قرية لفتا هو مخطط يمثل أعلى درجات الاستبداد المنافية للديمقراطية حيث إن أغلب الفلسطيننين الذين صمدوا في قرية لفتا يسكنون في ظل ظروف صعبة للغاية ويقيمون على ما تبقى من أرض لفتا بجوار ما يسمى التلة الفرنسة، فلم يكفي ما بنى الصهاينة من أحياء يهودية مثل(راموت) وغيرها على أرض القرية وقد أصرت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية على تعيين مسجد قرية لفتا المهجرة عام 1948 كمكان مقدس يجب المحافظة عليه وتعهده بالرعاية والصيانة، وكذا مقبرة القرية، في حين طالب عدد من أهالي القرية الذين حضروا الجلسة بعدم التعرض للقرية بالهدم وتغيير المعالم، مؤكدين أنهم أولى من يحق لهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الدكتورة عايدة النجار ،القدس والبنت الشلبية، عام 2011 .
العودة الى قريتهم وإعمار بيوتهم التي هجّروا منها قصرا في نكبة عام 1948 بحضور ممثلين عن اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء لمنطقة القدس، وممثلين عن مهندسي ومخططي مشروع (حي مي- نفتواح) وعدد من أهالي قرية لفتا، يمثلون جمعية أهالي لفتا المهجرة، ومندوبون عن مؤسسة الاقصى وعدد من أعضاء جمعيات اسرائيلية معترضة على اللمخطط الصهيوني، وأفراد من اليهود ممن يدعون أن لهم الحق في بعض البيوت هناك، بحضور هذه الوفود التمثيلية استمعت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء لمنطقة القدس، الى مجمل الاعتراضات على مخطط "حي مي-نفتواح، والمخطط المذكور يتجاهل في الخارطة التي قدمت وجود مقبرة اسلامية في الموقع، كما يتجاهل وجود مسجد والحقيقة أنه يقوم على أرض قرية لفتا، حتى الآن، مسجدها ومقبرتها الإسلامية ولذلك يتوجب تعيين المسجد في المخطط كمكان مقدس يجب المحافظة عليه وتعهده بالصيانة والرعاية، وكذلك مقبرة القرية التي يتواجد فيها حتى الآن قبور كثيرة ما زالت واضحة وبارزة المعالم، ولذا فإن المسجد هو بيت الله على الأرض، ويجب المحافظة عليه كما ينص عليه القانون وكذلك الشرائع السماوية كلها والقوانين والأعراف الدولية المطالبة بالمحافظة على المسجد(1).
لقد إدعى المهندسين الإسرائيليين الرئيسيين القائمين على المخطط أن المسجد مكان عام ولا وجود لعلامات تدل على وجود المسجد في المكان مع أنه يوجد علامات عدة تشير إلى المسجد أولها أنه في الموقع المحدد يوجد محراب في الجهة الجنوبية والمبنى الوحيد الذي يوضع فيه محراب في الجهة الجنوبية في بلادنا، هو المسجد، ثانيا أهالي القرية المتواجدين في القاعة وغيرهم ممن لا زالوا على قيد الحياة يشهدون على وجود المسجد، كما أن الخرائط التي رسّمت لقرية لفتا في عهد الانتداب البريطاني في عام 1936 عينت موقع المسجد وكذا المقبرة بشكل واضح في خرائطها أما المقبرة، ومعالم القبور الكثيرة فيها تظهر جليا وتدل بشكل واضح على هويتها، ومن أجل المحافظة على حرمة الأموات يجب تعيين المقبرة بحدودها كمكان مقدس وعدم التعرض إليها بالهدم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الدكتورة عايدة النجار ،القدس والبنت الشلبي، عام 2011 .
وتغيير المعالم بشكل واضح رفضت مؤسسة الأقصى وبشكل قاطع اعتبار المسجد والمقبرة اماكن عامة وطالبت بتحديد موقع المسجد كمكان عام يمكن بالواقع الفعلي جعله متحفًا، أو معرضًا، أو مطعمًا، أو مقهى أو ما شابه، وهذا ما حصل في أكثر من قرية من القرى المهجرة عام 1948، الأمر الذي يتنافى ويتعارض مع قدسية المسجد وحرمته من جهته اعتبر المحامي حسني أبو حسين ممثل "جمعية أهالي لفتا المهجرة"، والتي قدمت اعتراضا على المخطط، أن المخطط المذكور هو خطوة غير حكيمة وغير صحيحة فلا يعقل توطين قرية لفتا بغير سكانها الاصليين، في الوقت الذي لا يزال عدد من أهل لفتا يسكنون في مدينة القدس نفسها وفي أحياء قريبة من قريتهم المهجرة وشدد المحامي أبو حسين أن هناك مساحات واسعة داخل حدود بلدية القدس يمكن إقامة مشاريع إسكانية وتجارية على اراضيها، دون المس ببيوت قرية لفتا خاصة وان هذه البيوت لم تمس تقريبا خلال الخمسين عاما الماضية. وطالب أبو حسين في مداخلته، أيضا، المحافظة على مسجد ومقبرة القرية مشيرا إلى أنه لا يمكن بحال من الأحوال التعرض لكنيس أو مقبرة يهودية بالهدم والاعتداء وكذا يجب معاملة مسجد لفتا ومقبرتها وخلص أبو حسين الى القول انه يجب إلغاء المخطط جملة وتفصيلا.
في العهد الكنعاني كانت تسمى نفتوح وتعني الفتح باللغة الكنعانية وأثناء الحكم البيزنطي عرفت باسم نفتو وفي عهد الحروب الصليبية عرفت باسم كليبستا تقع لفتا على أراضي لمدينة القدس على مساحة تبلغ 8743 دونم ويبعد مركزلفتا عن مركز مدينة القدس ما يقارب 1 كيلو متر، وتشترك لفتا مع العديد من القرى المحيطة بالاراضي والعقارات حيث ان لفتا تشترك بالحدود مع اكثر من ست قرى من الشمال تحدها قرى بيت حنينا وشعفاط والعيسوية وكان لأهالي لفتا العديد من الأراضي الزراعية والتي تعرف بأرض السمار والان يقال لها التلة الفرنسية ومن الجنوب تحدها قرية دير ياسين والتي حدثت بها المجزرة الشهيرة من قبل عصابات الغدر الصهيوني عام 1948 وايضا ومن الجنوب مدينة القدس حيث يصل اراضي لفتا الى بابي العامود والخليل من ابواب المدينة المقدسة ومن الشرق يحدها الطور ومن الغرب تحدها قرى بيت اكسا وقالونيا ومن الجدير بالذكر أن طريق الموصل بين مدينة القدس والساحل الفلسطيني كان يمر من اراضي لفتا جبل المشارف ويسمي أهالي لفتا أعاليه بارض البياض لان تربتها يغلب عليها اللون الأبيض أكثر من غيره وجدير بالذكر ان جبل المشارف من أهم المواقع الاستراتيجية التي تطل على المباني المقدسة بل ان سبب تسميته بالمشارف الى ان من يقف عليه يشرف بناظريه على المدينة المقدسة ويقع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى القدس من مختلف المدن والقرى التي تقع في شمال المدينة المقدسة ويطلق عليه الفرنجة اسم جبل سكوبس حي وادي الجوز يتصل بالطرف الشرقي الجنوبي المنحدر من حبل المشارف، ويطلق عليه اسم ارض السمارويمتد حتى بداية جبل الطورحي الشيخ جراح يمتد الى الجنوب من جبل المشارف وتقع عليه العديد من المباني الحكومية الصهيونية و قنصليات اجنبية، ومن معالمه أيضاً حي باب العمود وباب الساهرة وهذان البابان واقعان في الجهة الشمالية من بيت المقدس ويشكلان المدخلين الرئيسيين للقادم من شمال المدينة وكذلك حي الشيخ بدر الذي يقع إلى الجهة الغربية الشمالية من بيت المقدس، ويشكل المدخل الرئيس لقرية لفتا من جهة الشرقية الجنوبية.
يشارك آلاف الفلسطينيين كل عام في مسيرة العودة الى لفتا وتنظيم ونجاح المسيرة كان بمساعدة العديد من المنظمات والجمعيات، من بينهم "البديل"، اتحاد مراكز الشبيبة في مخيمات اللاجئين (UYAC) وجمعية ذاكرات الجولة بدأت عند حاجز شعفاط، المدخل الرئيسي لمخيم شعفاط، حيث تجمع الفلسطينيين من داخل المخيمات والقرى الفلسطينية في الضفة حاملين مفاتيح ترمزالى بيوتهم في لفتا، ومن خارج الحاجز استقلبهم العشرات من اليهود والاجانب والفلسطينينن، وعند التقاء الطرفان، يصعدوا الى الباصات التي تنقلتهم الى قرية لفتا المهجرة.
سكان لفتا: استنادا لاحصائيات من الانتداب البريطاني والعديد من المصادر فقد بلغ عدد سكان القرية علم 1922 ما يقارب 1451 نسمة ، أما في عام 1931 وصل العدد إلى ما يقارب 1893 وعام 1945 وفي اخر احصائية في عام 2007 بلغ عدد سكان لفتا 2250 واستنادا الى الوثائق والخارئط ووالى شجرة عائلات لفتا المعدة في عام 2005 ينقسم أهالي لفتا إلى خمسة حمايل ألا وهي حمولة سعد ، حمولة العيدة ، حمولة الغبن، حمولة الصفران، حمولة مقبل ،ويخرج من تلك الحمايل 113 عائلة وقبل الاحتلال الصهيوني عاش اهالي لفتا بمختلف الحمايل في حارتين مختلفتين الاولى تسمى الحارة الفوقا والتي تقع عليها حاليا العديد من احياء المستوطنين ومبانيهم والثانية تسمى الحارة التحتة والتي ما زالت بيوتها واراضيها صامدة امام طمع الاحتلال، ويعرف عن أهل لفتا بأنهم من عائلات مرموقة جدا وراقية وأهل علم وثراء ولذا فقد أشاع بعض الحاسدين عنهم في الأردن بأن أهل لفتا لديهم نوعاً من التفاخر.
أهم معالم القرية : جناين لفتا وهي عبارة عن مساحة كبيرة مزروعة بالأشجار المثمرة من الليمون والزيتون والرمان والترنخ والتوت، وكذلك عين لفتا وهي عين ماء باردة تتوسط البلدة تصب في بركتين الاولى كانت للاستحمام والاستخدامات الشخصية للسكان والثانية للغسيل وكانت تستظل بشجرة توت كبيرة.
مسجد ومقام سيف الدين :
وهو مقام ينسب الى أحد أمراء جند القائد صلاح الدين الأيوبي الذي استقر في لفتا بعد انتصار المماليك على التتارفي معركة عين جالوت المسجد، وكان يسمى بمسجد سيف الدين نسبة للمقام القريب من المسجد ، وكان مكون من غرفتين مساحة كل منهما 60 متر وله محراب وعرف ان امام المسجد في عام 1900 كان يدعى الشيخ حسن دقة وفي عام 1930 عرف امام المسجد بالشيخ احمد موسى والشيخ احمد الحاج،وكان في المسجد زاوية كُتاب لتعليم ابناء البلدة القراءة والكتابة وممن عرف بالتدريس في الكُتاب في ذلك الوقت الشيخ صالح عدوي والشيخ جمال الدجان.
مدرسة لفتا الأميرية : اسست عام 1929 ميلادي بجهود مباركة من اهالي البلدة وكانت في بدايتها مكونة من ثلاث غرف يدرس بها حتى الصف الثالث ابتدائي وفي عام 1934 ميلادي اتسعت واصبح يدرس فيها حتى الصف السابع الابتدائي وكان عدد الطلبة فيها حتى عام 1940 حوالي 300 طالب من ابناء القرية والقرى المجاورة ، وعرف عن مدراء المدرسة في ذاك الوقت الأستاذ عيسى اهرام والأستاذ كمال الريماوي وعرف من معلمي المدرسة كل من الأستاذ فؤاد ابو السعود والأستاذ سليم الجاعوني والأستاذ فوزي النشاشيبي والأستاذ فؤاد رياحي والأستاذ يوسف صيام والأستاذ محمد العباسي والأستاذ محمد صيام والأستاذ محمد ربيع .
خان الظاهر بيبرس :
يقع في الجزء الشرقي من اراضي الشيخ بدر والذي انشئ عام 662 هجري واستمر في خدمته اكثر من 250 عام ، وكان عبارة عن استراحة محاطة بالبساتين والحدائق.
ساحة الابو: وكانت عبارة عن اثار تاريخية قريبة من مسجد البلدة وتقع وسط القرية خربة كيكا وخربة الجفافة، وكذلك خربة البرج وكانت هذه عبارة عن اثار يعود بناءها الى العصر الروماني القديم بير القوس وقوس مليحا وجبل تليليا وكانت تمتاز بككثر الفسيفساء فيها مقبرة القرية ومعصرة الزيتون التي كانت تعود الى آل الطوابين .
تعد قرية لفتا من القرى الاولى التي اخلت العصابات الصهيونية المسلحة سكانها منها عام 1948،واسكن فيها اليهود الشرقين من بداية الخمسينات وحتى الاعوام الاولى من الستينات ،صنفت في المخطط التنظيمي لعام 1959 محمية طبيعية، نظرا لطبيعتها الخلابة الخضراء، صادر الاحتلال الاسرئيلي في 11-1-1968-مساحات واسعة من اراضي لفتا ضمن المصادرة الكبرى التي شملت 3245 دونم، واقام الاحتلال عليها مستعمرات: راموت ،رامات اشكول ،جفعات هتحموشت ،معلوت دفنا ،التلة الفرنسة وجفعات همفتار ومقر القيادية لشرطة وجزء من شارع رقم واحد، والمباني الحكومية وفندق حياة ريجنسي .
في 25-1-2008 اعلنت دائرة اراضي اسرائيل عن مشروع رقم 6885 ويحمل اسم –متصبيه نفتوح-على اراضي لفتا لبناء 2000 وحدة على 705 دونم .
ومخطط 6036 الاستيطاني الكولونيالي ويحمل اسم مي نفتوح على اراضي لفتا المحتلة عام 1948، بدأ في وضعه عندما كان شارون وزيرا للبنية التحتية في الفترة 96-1998، ونشر في جريدة القدس في 29-7-2004 اعلان بخصوص ايداع المخطط للاعتراض، وفي 3-10-2004 قدم اهالي لفتا وجمعياتهم في الوطن والشتات اعتراضهم على المخطط وكذلك جمعيات فلسطينية ويهودية الى لجنة الاعترضات المحلية واللوائية التي رفضت الاعتراض واكتفت بتوصية بموجبها توضع لافته على المسجد والمقبرة بانها مكان ديني وليس مكان مقدس كالعادة.
في 29-12-2011 طرحت دائرة اراضي اسرائيل اراضي لفتا للبيع في المزاد، لبيع قسائم المخطط وعددها 212 وحدة سكنية في عشر مجموعات، تقام 65 وحدة منها في نواة القرية و142 في السفح الغربي الجنوبي، وحملت القسيمة التي يقع عليها مسجد القرية رقم 216 وعليها سيقام مركز تجاري، وتحمل القسيمة 51 منطقة عامة، اضافة الى اقامت فندق استجمام ومركذ تجاريا ونواة متحف على 455 دونما من اراضي لفتا، ويبقي المخطط على 50 مبنى من مباني القرية ويدمر سواها ، يقوم بترميمها وتقرير مصيرها المقاول وصاحب القسيمة عكس ماهو معمول به في العادة حيث يتعهد المخطط
بترميمها وحمايتها وفي 6-3-2011 اعترض اهالي لفتا وجمعياتهم في الوطن والشتات على المس بقريتهم ارضها ومبانيها باي صورة كانت، ضمن اعتراض عام وقع عليه ايضا جمعية جفرا - في اراضي 1948- وجمعيات يهودية وافراد اعتباريين.
في7-3-2011 اصدرت المحكمة الاسرائيلية للشؤون الادارية قرار وقف مؤقت لاعلان نتائج المزاد والعمل لحين صدور قرار اخر، وفي 9-3-2011 قررت المحكمة المركزية تحديد عقد جلسة في 20-3-2011 للنظر في الاعتراض على المخطط ورد دائرة اراضي اسرائيل عليه، الذي يجب ان تسلمه للمحكمة في 16-3-2011 كحد اقصى .
يرى اهالي لفتا في مخطط 6036 مخططا سياسيا عدوانيا تهويديا للقرية بتحويلها الى مستعمرة استيطانية يصادر هويتها وملامحها الفلسطينية.
إن حدود لفتا حسب الوثائق الفلسطينية وخريطة فلسطين عام 1945م، من الشمال قرى شعفاط وبيت حنينا وبيت أكسا، ومن الغرب بيت إكسا وقالونيا ومن جهة الجنوب مدينة القدس ودير ياسين ومن جهة الشرق قرى طور والعيسوية وشعفاط أوقاف القرية عبر التاريخ لقد مر على أراضي فلسطين حروب وصراعات كثيرة، وقد أصاب القدس وما حولها من تلك الغارات والصراعات نصيب الأسد، لما لها من مكانة تاريخية ودينية كما أصاب باقي مدن وقرى فلسطين، فخضعت لمصر وآشور وبابل وفارس واليونان والرومان والفتح الإسلامي وحكم بني أمية وبني العباس ثم جاء الفرنجة، فبعث الله صلاح الدين، فأدرك هذا القائد وبعده المماليك الأهمية الخاصة لبيت المقدس وما حوله بالنسبة للأماكن المقدسة والخليل وما حولها من القرى فأنشأوا فيها المصليات والأسبلة والمدارس والخانات الخ، وجعلوا من أراضيهم أوقافاً خيرية تخليداً لأمجادهم في خدمة بيت المقدس وما حوله وقد وصل الأمر بسلاطين بني أيوب والمماليك والعثمانيين إلى حد التنافس في وقف الأراضي وكانت لفتا في عهد الدولة العثمانية موقوفة بالكامل على مصالح مسجد الصخرة المشرفة ومسجد إبراهيم الخليل عليه السلام مناصفة.
لعل اشتراك عائلات لفتاوية ومقدسية في ملكية بعض الأراضي الواقعة في المدينة المقدسة، يؤكد الصلة العضوية بين هذه القرية وهذه المدينة، بل إنك تجد أسماء بعض العائلات مشتركة هنا وهناك، وبالرغم من اقتراب موقع لفتا من بيت المقدس إلى الحد الذي اعتبرت فيه لفتا جزءا لا يتجزأ من القدس، فإننا نذكر فيما يلي أهم الأراضي المشتركة بينهم:
جبل المشارف: ويسميه أهل لفتا أعاليه (ارض البياض) لأن تربتها يغلب عليها اللون الأبيض أكثر من غيره، وقد كانوا يتعاملون مع الأرض بما يناسبها من أنواع الزراعة، ويعد جبل المشارف من أهم المواقع الاستراتيجية التي تطل على مباني المدينة المقدسة، بل أن سبب تسميته بالمشرف يرجع إلى أن من يقف عليه يشرف بناظريه على المدينة المقدسة، ويقع على الطريق الرئيس المؤدي إلى القدس من مختلف المدن والقرى التي في شمال المدينة المقدسة، ويطلق عليه الفرنجة جبل (سكوبس) ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر نحو ثلاثة آلاف قدم، ويمكن للناظر من رأس الجبل أن يشاهد جبال السلط وغيرها من مرتفعات الأردن في الشمال والجنوب، وقد بنى اليهود على جبل المشارف شرقاً جامعتهم العبرية ومستشفى هداسا.
حي وادي الجوز: يتصل بالطرف الشرقي الجنوبي المنحدر من جبل المشارف، ويسمى (أرض السمار) نسبة إلى تربته وصخوره ويمتد إلى بداية جبل الطور.
حي الشيخ جراح:يمتد إلى الجنوب من جبل المشارف، وفيه مباني حكومية وقنصليات أجنبية وفيه أيضاً مستشفي فرنسي خاص بعلاج أمراض العيون.
كلاب وقطعان المستوطنين يسخرون من امراه فلسطينيه بعد ان قامت سلطات الاحتلال باخلائها من منزلها في حي الشيخ جراح بالقدس هذه هي سياسة الإحتلال التي تعمل على تهويد القدس وطرد الفلسطينين من بيوتهم وسكنهم.. حسبنا الله ونعم الوكيل
حي باب العمود وباب الساهرة: وهذان البابان واقعان في الجهة الشمالية من بيت المقدس، ويعدان المدخلان الرئيسان للقادم من شمال المدينة، وتتميز الأراضي الواقعة بينهما خارج السور بأهميتهما التجارية والسياحية، وتكثر فيها المدارس والبنوك والصيدليات وغيرها من المرافق الهامة، وفيها المقابر الإسلامية التي ضمت أضرحة بعض الفاتحين والعلماء والفقهاء الذين جاءوا إلى بيت المقدس منذ قرون خلت.
حي الشيخ بدر: يقع إلى الجهة الغربية الشمالية من بيت المقدس وهو المنطقة التي تقع فيها محطة باصات ايغد (محطة الباصات المركزية) وحي الشيخ بدر المدخل الرئيسي لقرية لفتا من الجهة الشرقية الجنوبية.
صورة جامع في حي الشيخ جراح في بلدة لفتا
الصهاينة يقومون بضرب السيدة الفلسطينية التي تم طردها من منزلها بقرار المحكمة الإسرائيلة بعد أن رفضت تلك السيدة قرار المحكمة الذي سمح لعائلة يهودية بأخذ منزلها منها.. فأين العرب والعروبة وأين الإسلام ؟!
مسجد لفتا : يقع مسجد لفتا في منتصف القرية وهو عبارة عن غرفتين سعة كل منهما حوالي (60) متراً وللمسجد محراب، وبجانب المسجد مصلى الشيخ سيف الدين، ويطلق على المسجد اسم مسجد سيف الدين، وسيف الدين هذا هو الأمير سيف الدين عيسى بن حسين بن قاسم الهكاري، من أمراء جند القائد صلاح الدين، ويقال إن هذا الأمير بعد انتصار جيش المماليك على التتار في معركة عين جالوت استقر في لفتا وأوقف على مصالح التربة (المقبرة) والمسجد في لفتا ربع أراضي قرية لفتا وذلك عام 656 هجري، وكان إمام المسجد في عام 1900 الشيخ حسن دقة وهو مدرس الكتاب في المسجد قبل بناء المدرسة وفي عام 1930 كان إمام المسجد الشيخ أحمد موسى ويساعده أحمد الحاج وذلك حسبة لله وبدون أجر ويتناوب على التدريس في المسجد لله أيضاً منهم الشيخ صالح عدوي من لفتا وهو من علماء الشافعية في القدس وخريج الأزهر في القاهرة وأحياناً الشيخ جمال الدجاني المدرس في مدرسة لفتا الأميرية في ذلك الوقت بالإضافة إلى عدد من مدرسي المسجد الأقصى المبارك ووعاظ الأوقاف.
خان الظاهر بيبرس:كان خان الظاهر بيبرس يقع في الجزء الشرقي من أراضي الشيخ بدر، والذي أمر ببنائه الظاهر بيبرس الذي أدرك الأهمية الاستراتيجية لهذا الموقع في قرية لفتا على طريق المواصلات ليرتاح فيه القادمون وعابرو السبيل من عناء السفر، وتجهزوا منه لمتابعة السفر والتزود منه بحاجاتهم من الأغذية والماء، والتأمين على أرواحهم وأموالهم وبضائعهم، وعرف هذا الخان باستمرار عطائه أكثر من 250 سنة منذ الإنشاء عام 662هـ، وكان حول الخان بساتين وحدائق جميلة وبداخله مسجد وله إمام، وللخان مطبخة خاصة للحبوب وبه فرن يعمل بانتظام، وفي عام 661هـ نزل ببيت
منظر للحارة الفوقا لبلدة لفتا قبل الاحتلال
المقدس (الظاهر بيبرس) لتفقد عمارة حرمها وشؤونها وأمر ببناء خان خارج البلدة، وحول إنشاء الخان وفي سنة إحدى وستين وستمائة أمر الملك الظاهر بإنشاء خان في القدس الشريف للسبيل وفوض محمد بن نهار، ولما تم الخان المذكور أوقف عليه قيراطاً ونصفاً من الطرة¬ قرية في الأردن وأراضي من قرية المشيرفة قرية في سوريا اليوم، ونصف قرية لفتا، يصرف ربع ذلك في خبز وفلوس واصلاح نعال من يرد على الخان من المسافرين المشاة، وبنى له طاحوناً وفرناً،الشيخ بدريعتقد أهالي لفتا أن مصلى الشيخ بدر الواقع في أراضي القرية هو مصلى الشيخ بدر الدين من الصحابة الذين قدموا مع الخليفة عمر بن الخطاب لفتح بيت المقدس، وهذا المصلى هو للشريف الشيخ شهاب الدين أبي الخير بادار بن عبد الله القرنوي البصير نزيل القدس ومن تاريخه أنه كان يتكلم مع الناس في قبة السلسلة بصحن الصخرة المشرفة وتوفى في عام 780هـ، وتسمية العامة الشيخ بدر.
وفي بداية عام 1935 قررت لجنة الأوقاف المحلية إعادة بناء هذا المقام، لأنه قد تهدم نتيجة الأمطار الشديدة وتكلف إصلاح المقام 107 جنيهات فلسطينية، وفي شهر آذار من نفس السنة طالب أهالي لفتا ببناء مسجد جديد لهم بجانب مقام الشيخ بدر، وهم على استعداد للشروع في إنشاء الجامع، وأن لديهم مبلغاً غير قليل من المال لأجل ذلك
الحياة الثقافية في بلدة لفتا
لقد اعتنى أهل لفتا بالناحية الثقافية، فكان لديهم الكتاتيب في القرية، وكان عدد ممن ينهون صف الكتاب يتوجهون للدراسة في مدارس القدس، رغبة منهم ومن أهلهم في إتمام تحصيلهم العلمي والثقافي، كما أن بعضا من شباب لفتا اختاروا التوجه إلى الأزهر الشريف، وعادوا يحملون شهادته المعتمدة من الشيوخ الأعلام في مصر، وما دام ذلك كله قد تم في الثلاثينات من القرن العشرين وما قبلها، فذلك يعبر بوضــوح عن عناية اللفتاويين بالحياة الثقافية، ونشير هنا أن هنالك آلاف الأطباء والأكاديميين من آهل لفتا المهجرين اليوم موزعين في كثير من البلاد العربية وخاصة الأردن، وقد تجد في نفس البيت طبيبن أو أكثر.
تأسست مدرسة لفتا في عام 1929م وبجهود أهالي القرية، وهي عبارة عن ثلاث غرف يدرس فيها حتى الصف الثالث وأول من درس فيها الشيخ جمال الدجاني والشيخ جميل الهدمي والأستاذ فوزي النشاشيبي، والأستاذ سليم الجاعوني وفي عام 1934 توسعت المدرسة لتصبح ابتدائية كاملة أعلى صفوفها الصف السابع الابتدائي وكان عدد طلاب مدرسة لفتا الأميرية في عام 1940م حوالي 300 طالب من لفتا والقرى المجاورة ومن مدرسي المدرسة قبل النكبة، الشيخ صالح عدوي، الأستاذ فؤاد أبو السعود، الأستاذ فؤاد ارياحي، الأستاذ كمال الريماوي، الأستاذ يوسف صيام، الأستاذ محمد صيام، الأستاذ محمد ربيع، الأستاذ محمد العباسي، الأستاذ توفيق الحوراني، الأستاذ محمد صباح، الأستاذ يوسف الحسيني، الشيخ جميل الخطيب، الشيخ شحادة وتقلد إدارة المدرسة في لفتا كل من عيسى أهرام وكمال الريماوي وكان الطلاب الذين يريدون مواصلة تعليمهم يتوجهون إلى مدارس القدس كالمدرسة الرشيدية ومن كان يتفوق أو يستحب الزيادة في مستواه العلمي، يسافر إلى الدول العربية المجاورة وبعضهم إلى أوروبا، فرجع كثير منهم يحملون الشهادات العالية في الطب والهندسة والمحاماة وغيرها من المهن العلمية، كل ذلك قبل النكبة، ولا شك أن طلب العلم أمر فطري في الإنسان يلازمه في حياته، فما
دام ذلك كان من سمات أهل لفتا، فهم لم يتخلوا أبدا عن ذلك، وما زالوا مستمرين في العناية بأبنائهم طلبة العلم رغم كل ما قد يواجهونه من صعوبات وحواجز وتعقيدات.
كما كان يوجد في لفتا :
مدرسة ابتدائية للبنات: كانت مديرتها قبل الاحتلال عريفه النجار
مدرسة شنلر الصناعية: تأسست عام 1860م وقد تمت مصادرة كل ممتلكاتها من قبل الاحتلال وتم تأسيس. مدرسة بديلة لها عام 1959م.
من أساتذة لفتا:
من أبناء لفتا: الأستاذ محمد عبد الله ربيع والأستاذ يوسف حسين صيام والأستاذ محمد صالح صيام.
ومن خارجها: الأستاذ فؤاد أبو السعود والأستاذ فؤاد أرياحي والأستاذ كمال الريماوي والأستاذ محمد العباسي والأستاذ توفيق الحوراني والأستاذ محمد صباح والأستاذ يوسف الحسيني والشيخ جميل الخطيب والشيخ شحادة)وتقلد إدارة المدرسة في لفتا كل من عيسى أهرام وكمال الريماوي.
العمارة الهندسية الراقية في بلدة لفتا
بسبب اتساع مساحة قرية لفتا وصلتها بالتاريخ العربي والإسلامي فقد أقيمت على أراضيها بعد عام 1948 الكثير من الأبنبة الهندسية والمعمارية الرائعة والأحياء السكنية الكثيفة، والذي بنيت على جزء من ارض الشيخ بدر وتعود ملكيتها لعائلة علي خلف، كما وأقيمت على ارض لفتا العديد من مراكز الخدمات الصحية والتعليمية ومحطة الباصات المركزية، وأقيم على أرضها أيضا أحياء سكنية يهودية كحي (روميما) ¬حيث مبنى التلفزيون الإسرائيلي الرئيس، وكذلك حي ( نفتوح) و (رمات اشكول)،و(جبعات شابيرا) و(جبعات همقتار) و(معلوت دفنا)، وكذلك مبنى الجامعة العبرية على ارض جبل المحاجر، الذي يسميه الإسرائيليون (هار هتسوفيم) وقسم من مستشفى هداسا، كما بنيت عدة فنادق حديثة على أراضى قرية لفتا منها فندق الهوليداي إن ¬ الهيلتون سابقا ¬ وفندق سونستا وفنادق أخرى
كان لنا أهل هناك...كانوا يعيشون يضحكون ويبكون، لا يعكر صفوهم أي ضنك... اين هم الآن؟؟ بكل تأكيد انهم موجودون في مكان ما على هذه الأرض أو تحتها، قد يكون بعضهم ما زال بالقدس المحتلة…وقد يكون بعضهم بالمنافي والشتات…لكن الشئ الأكيد انهم ليسوا في لفتا، تلك القرية الوادعة التي تلف المدينة المقدسة كسوار الذهب ..ولا أحد سوى بيوت عتيقة تشهد على حضارة عريقة نمت بين أشجار اللوز والتين…عند نبعة مياه صافية في واد لفتا...دمرت لفتا وهجر أهلها... ليقام على أنقاضها ذلك السرطان المستشري قي مختلف بقاع الوطن، ألا وهو الإستيطان الذي هتك جمال القرية وصفائها...حابس صرخات الأطفال مرحا بين مروجها...لتعزف أوديتها مواويل
الشوق لأيام مضت وحضارة أغلقت ابوابها وما تزال بانتظار من يعيد فتحها حول القدس التفت فسميت لفتا، وقيل أيضا ان تسميتها تعود لزمن اليبوسيين فسميت بالكنعاني(نفتوح)، كما أطلق عليها اسم نفتو في الحكم البيزنطي، أما في الفترة الرومانية فقد عرفت باسم مي نفتوح May Naphtha، وفي أيام الصليبيين عرفت القرية باسم كليبستا، وفي عام 1596م كانت قرية لفتا تتبع لناحية القدس وهي أسماء عديدة لقرية ذات مكانة كبيرة، صنفت في إحصاء عام 1945م بالقرية الثانية من حيث مساحة القرى المحيطة بالقدس المحتلة، فاحتلت أهمية مكانية عظيمة، فهي جزءاً لا يتجزأ من تاريخ فلسطين وحضارة بيت المقدس ، وكما ذكرنا سابقا تقع لفتا إلى الشمال الغربي من مدينة القدس المحتلة، فوق رقعة مرتفعة من جبال القدس، وعلى السفح الغربي لجبل خلة الطرحة، وهي تشرف على أحد المجاري العليا لوادي الصرار، وتخترق لفتا طريق القدس- يافا وكذلك طريق القدس- رام الله، وتصلها طرق معبدة وبعضها ممهدة بقرى دير ياسين وعين كارم والجورة وبيت إكسا وقالونيا والقسطلبلغت مساحة أراضي لفتا عام 1945م (8743) دونمًا حسب وثائق الإنتداب البريطاني وخريطة فلسطين، غير أنه عندما أنشئت بلدية القدس في نهاية العهد العثماني اتسعت مساحتها لتشمل أراضي خارج السور على حساب القرى المجاورة ومنها لفتا، وعند مجئ الإنتداب البريطاني في أوائل القرن العشرين ازدادت مساحة نفوذ "بلدية القدس" على حساب أراضي القرى المجاورة مرة أخرى، وكان نصيب لفتا من اقتطاع أراضيها إلى البلدية كبيرًا حيث ضمت أراضي الحارة الفوقا للفتا إلى بلدية القدس،فحدود لفتا إذن حسب الوثائق الفلسطينية وخريطة فلسطين عام 1945م، من الشمال قرى شعفاط وبيت حنينا، ومن الغرب بيت إكسا وقالونيا، ومن جهة الجنوب مدينة القدس ودير ياسين ومن جهة الشرق قرى الطور والعيسوية، قدر عدد سكان لفتا عام 1922م حوالي (1451) نسمة، وفي عام1945 م حوالي (2550) نسمة، وقامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم في عام 4819م حوالي (2958) نسمة، وكان ذلك عام 1948م، وكان عدد بيوتها قبل هدمها قرابة 450 بيتا لم يبق منها الاّ العشرات، امّا اليوم فلا يتجاوز عدد البيوت 55 بيتا، ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية حوالي (42000) نسمة، وقد هُجر سكانها إلى قرى ومدن الضفة الغربية والدول العربية الماجاورة وقسم أخر هجر إلى مدينة القدس ويسكنون في أحياء وحارات القدس المحتلة كحي الشيخ جراح.
وقد وعبر بن غوريون عن رضاه لنتائج الهجوم على لفتا وتهجير أهلها قائلاً: "إذا ما دخلتم القدس عبر لفتا (روميما)… فلن تصادفوا غريباً واحداً ( أي عربياً واحداً) فالجميع يهود مائة في المائة.معالم القرية،المسجد ،يقع مسجد لفتا في منتصف القرية، وهو عبارة عن غرفتين سعة كل منهما حوالي (60) متراً، وللمسجد محراب، وبجانب المسجد مصلى الشيخ سيف الدين، ويطلق على المسجد إسم مسجد سيف الدين نسبة له، وسيف الدين هذا هو الأمير سيف الدين عيسى بن حسين بن قاسم الهكاري، من أمراء جند القائد صلاح الدين، ويقال إن هذا الأمير بعد انتصار جيش المماليك على التتار في معركة عين جالوت استقر في لفتا، وأوقف على مصالح التربة (المقبرة).
وكان إمام المسجد في عام 1900م الشيخ حسن دقة وهو مدرس الكتاب في المسجد قبل بناء المدرسة، وفي عام 1930م كان إمام المسجد الشيخ أحمد موسى ويساعده أحمد الحاج وذلك حسبة لله وبدون أجر، كما وتناوب على التدريس الشيخ صالح عدوي من لفتا وهو من علماء الشافعية في القدس وخريج الأزهر في القاهرة، وأحياناً الشيخ جمال الدجاني المدرس في مدرسة لفتا الأميرية في ذلك الوقت، بالإضافة إلى عدد من مدرسي المسجد الأقصى المبارك ووعاظ الأوقاف خان الظاهر بيبرس كان خان الظاهر بيبرس يقع في الجزء الشرقي من أراضي الشيخ بدر، والذي أمر ببنائه الظاهر بيبرس إدراكا منه لأهميته الاستراتيجية لهذا الموقع في قرية لفتا على طريق المواصلات، ليرتاح فيه القادمون وعابرو السبيل من عناء السفر، وتجهزوا منه لمتابعة السفر والتزود منه بحاجاتهم من الأغذية والماء، والتأمين على أرواحهم وأموالهم وبضائعهم، وعرف هذا الخان باستمرار عطائه أكثر من 250 سنة منذ الإنشاء عام 662هـ، وكان حول الخان بساتين وحدائق جميلة وبداخله مسجد وله إمام، وللخان مطبخة خاصة للحبوب وبه فرن يعمل بانتظام مصلى الشيخ بدر يعتقد أهالي لفتا أن مصلى الشيخ بدر الواقع في أراضي القرية هو مصلى الشيخ بدر الدين أحد الصحابة الذين قدموا مع الخليفة عمر بن الخطاب لفتح بيت المقدس، لكن بعض من أرخ عن القدس، قالوا: إن هذا المصلى هو للشريف الشيخ شهاب الدين أبي الخير بادار بن عبد الله القرنوي البصير نزيل القدس، ومن تاريخه أنه كان يتكلم مع الناس في قبة السلسلة بصحن الصخرة المشرفة، وتوفى في عام 780هـ ومن خلال البحث في بعض وثائق مقام الشيخ بدر تبين أنه في بداية عام 1935م، قررت لجنة الأوقاف المحلية إعادة بناء هذا المقام لأنه قد تهدم نتيجة الأمطار الشديدة، وتكلف إصلاح المقام 107 جنيهات فلسطينية، وفي شهر آذار من نفس السنة طالب أهالي لفتا ببناء مسجد جديد لهم بجانب مقام الشيخ بدر، وهم على استعداد للشروع في إنشاء الجامع وأن لديهم مبلغاً غير قليل من المال لأجل ذلك المقبرة لشدة ارتباط أهالي لفتا بالقدس، فهم لم يكتفوا بدفن الموتى في مقبرة القرية، بل كانوا وما زالوا يفضلون دفن موتاهم في مقابر المدينة المقدسة، ولهم جزء خاص بهم في مقبرة باب الساهرة الوزارات الإسرائيلية على أراضي لفتا مخططات إسرائيلية ومباني تناطح السحاب قتلت من خلالها اسرائيل الحجر بعد تهجير البشر، ولفتا لم تنج من جرائم المحتل في تغيير الحقائق التاريخية، فقد أقيمت على أراضيها بعد عام 1948م، الكثير من المؤسسات الإسرائيلية والأحياء السكنية الكثيفة، وقد أقيم عليها مبنى البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" على جزء من أرض الشيخ بدر، وتعود ملكية هذه الأراضي لعائلة علي خلف، كما أقيمت على أرض لفتا العديد من الوزارات كوزارتي الخارجية والداخلية ومكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية، والبنك المركزي الإسرائيلي، ومحطة الباصات "إيغد" المركزية، وأقيمت على أرضها ايضا أحياء سكنية يهودية كحي (روميما) –حيث مبنى التلفزيون الإسرائيلي الرئيس، وكذلك حي "نفتوح" وحي "رمات أشكول" و"جبعات شابيرا" و "جبعات همفتار" و "معلوت دفنا"، وكذلك مبنى الجامعة العبرية على أرض "جبل المحاجر"، الذي يسميه الإسرائيليون "هار هتسوفيم" وقسم من مستشفى هداسا، كما بنيت عدة فنادق حديثة على أراضي القرية منها فندق الهوليداي إن – الهيلتون سابقا – وفندق سونستا وفنادق أخرى، ومن المخططات الإسرائيلية الجديدة إقامة حي سكني يهودي ومجمع تجاري وكنيس وفندق ومتحف على أرض قرية لفتا على حساب ما بقي من بيوتها القليلة، والتي ستهدم حسب المخطط المذكور، وقد يكون كذلك على حساب المسجد والمقام والمقبرة أيضا.
تعتمد السياسة الصهيونية على تهويد كل ماهو فلسطيني وطمس أيو هوية عربية على اسا أن الفلسطينيين سينسون وطنهم وقضيتهم مع مرور الزمن ولكن أنى لهم ذلك فلن ينسى أي فلسطيني وطنه فقد ولد معنا حب فلسطين منحن صغار وبقي معنا هذا الولاء لوطننا فقد ورثّنا ايه آباءنا وسنورثه لأولادنا..
وحسب أخرمخطط كشف النقاب عنه فإن الحكومة الإسرائيلية تنوي إقامة حي سكني يهودي ومجمع تجاري وكنيس وفندق ومتحف على أرض قرية لفتا على حساب ما بقي من بيوتها القليلة والتي لا شك ستهدم حسب المخطط المذكور، وقد يكون كذلك على حساب المسجد والمقام والمقبرة المتبقيات، هذا المخطط الذي سيضاف إلى اللائحة الطويلة من البنايات الإسرائيلية المهمة والأحياء السكنية التي أقيمت على أرض قرية لفتا المهجرة، سيعيد ذكريات نكبة عام 1948، بل يعيد بشكل واضح مشاهد النكبة بكل مركباتها، ويجدد في نفس الوقت مشاهد هدم البيوت والمساجد بمآذنها الشامخة ونبش قبور الأموات وتدميرها، إنها المصادرة المتكررة للذاكرة، وللتاريخ، والهوية والانتماء ولكن نقول إلى الذين خرجوا بمقولة تدعي أن (الكبار يموتون، والصغار ينسون، وتنتهي القضية)، ولم يفطنوا إلى أن هذا الشعب الفلسطيني هو في رباط إلى يوم الدين، فعلى الرغم من استشهاد من استشهد من أهل لفتا، ومن إخراج من بقي فيها متشبثاً بترابه، فإنها وغيرها من أرض الآباء والأجداد ما زالت محمولة في الصدور، ومرسومة في القلوب، تناجي أهلها وتلح عليهم، وهم يحنون إليها، ويتنسمون نسيمها عن قرب وعن بعد، وستبقى لفتا تتعرض مع شمس كل يوم جديد لعاتيات الزمن.
تقول السيدة فاطمة سليم أبو ليل من قرية لفتا: أن الاحتلال استولى على 24 دونما من أرض آبائي وأجدادي منذ نكسة عام 1967 لبناء مدرسة استيطانية تمسكنا بأرضنا وبيوتنا وتراثنا المعماري والأثري التاريخي على ارض قريتنا تبقى شاهدة على نكبة فلسطين أدعو المجتمع الدولي وحكومات وهيئات الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان إلى العمل على وقف سياسات دولة الاحتلال الهادفة إلى طمس الهوية والتاريخ الفلسطيني.
الثوب الفلسطيني بألوانه الوردية وخضار أرضهِ تتمثل في أنهُ كان لنا أرض وحياة ... كُنا نبدع ونبني ونطرز ....ولم نكن نَبتاً شيطانياً طارئاً في هذه الأرض ... ولأن الآخرين لا يملكون جمال ما نملك ، فإنهم يسرقونهُ...ولأننا لا نقدر قِيمةَ مَّا نملك ولا نعمل على حمايته .... فإننا نضيع..! هذا ما أكدته المسنة فاطمة سليم أبو ليل (75عاماً) من منطقة السّمار أحد أراضي قرية لفتا الواقعة بالقرب من التلة الفرنسية في القدس المحتلة، والتي تقف شامخةً وصابرةً كأشجار التين والزيتون والصبر، والسماق وخَضارِ تُرابها.. صافيةً كعين ماءِ قريتها وكبقاءِ مسجدها التي تشهد تاريخها بأنها أرض عربية إسلامية. وتؤكد المسنة أبو ليل في حوار خاص لـ" موقع العرب وصحيفة كل العرب"، إن تمسكنا بأرضنا وبيوتنا وتراثنا المعماري والأثري التاريخي على ارض قريتنا تبقى شاهدة على نكبة فلسطين وتوضح الحاجة أن الاحتلال استولى على 24 دونما من أرض آبائها وأجدادها منذ نكسة عام 1967 لبناء مدرسة استيطانية، ومازالت عائلتها مهددة بالاستيلاء لأجزاء من أرضها الباقية التي تحاول السيطرة عليها لاستكمال بناء مبانٍ سكنية تابعة للجامعة العبرية.
ودعت الحاجة فاطمة المجتمع الدولي وحكومات وهيئات الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان إلى العمل على وقف سياسات دولة الاحتلال الهادفة إلى طمس الهوية والتاريخ الفلسطيني. يذكر ان قرية لفتا محتلة منذ عام 1948 تقع غرب القدس، وعلى ارتفاع 700 م على سطح البحر، تحيط قرى المالحة، دير ياسين، عين كارم، قالونيا، بيت اكسا، بيت حنينا، شعفاط والطور، واحياء مدينة القدس من الشمال والغرب.
الصهاينة قاموا بتغيير اسم لفتا إلى كلبستا !!
لفتا تاريخيا كنعانية قبل 2000 ق.م وكان اسمها نفتوح زمن الرومان والبزنطيين اصبح الآن اسمها نفتو، واستعمل العرب المسلمون اسمها نفتوح الكنعاني، واسماها الاحتلال الصليبي كلبستا، والاسم الحالي لفتا وردة في وثائق في المتحف الفلسطيني والمحكمة الشرعية في القدس قبل اكثر من 800 عام، تمتد على أكثر 12000 دونم على اراضي احتلت عام 48 والمحتلة عام 67 اكثر من 3300 دونم منها اراضي مزروعة بالاشجار المثمرة والخضار والحبوب، حوالي 1100 دونم منها مزروعة باشجار الزيتون، لذا وجد في لفتا التحتا- القديمة الجذر-/ ومنها 71 بيتا ذكرتها وثيقة عثمانية مؤرخة بعام 1559- والباقي بيوت حديثة في لفتا الفوقي- العليا- التي تم الدء ببنائها في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي بالشيخ بدر وخلة الطرحة ووعر الضبع وارض السمار.
لفتا في الاحداث السياسية
اتخذ منها إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا حاكم مصر وبلاد الشام قاعدة لمحاربة ثورة قاسم الاحمد عام 1834 وقصفها القائد البريطاني الجنرال اللنبي مع القري المجاورة لها في هجومة لاحتلال القدس عام 1917. وفي الاحداث السياسية الأخيرة وقبل النكبة شاركت القرية في الانتفاضات والثورات الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني والاستيطاني الاستعماري للحركة الاستيطانية على ارض فلسطين 1948، 1947،1939 ، 1936، 1933، 1929, ارتكبت العصابة الاستعمارية المسلحة مجزرة في قرية لفتا البوابة الغربية للقدس من خلال عملية تطهير مخطط لاهلها في 8-12-1947 وفي 11و13-1-1948 غيرها المؤرخ بني موريس والين بابيه، وقدمت لفتا كغيرها من قرى ومدن فلسطين الشهداء والجرحي والاسرى.
مسجد لفتا- مسجد سيف الدين- أحد أمراء جند صلاح الدين الايوبي أقيم على مقامه قبل عام 1235 ميلادي في منتصف القرية شمال النبعة، والمقبرة تقع غرب النبعه بعد انتهاء الجناين البساتين قبور الاباء والاجداد من مئات السنين واكثر. مدرسة لفتا التي بنيت عام 1929 واشتملت قبل النكبة على الصف الاول وحتى السابع ولازالت قائمة حتى اليوم مدرسة لليهود في خلة الطرحة – روميما،
اراضي الشيخ بدر وعليها اقيم مقر الحكومة الاسرائيلية والكنيست والمتحف الاسرائيلي وبيت هعام ومحطة الباصات المركزية ومباني الامة وجزء من الجامعة العبرية، واقيم عليها خان الظاهر بيبرس قبل حوالي 1000 عام ودير المصلبة. عين ماء لفتا نبع لفتا عليه تاريخيا قامت القرية من مائة ارتوي اهالي لفتا عبر القرون ومن مائة ترتوي جنائن- بساتين لفتا- التي تمتد من النبعه وغربا حتى المقبرة ومثلت مزروعاتها من الخضار والفواكه مصدر دخل للقرية.-;-



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوها فإنها مأمورة !
- الأشياء الخفية
- سقوط إسرائيل
- النفط العراقي من كردستان العراق لإسرائيل وأمريكا !
- عقود النكاح في الجاهلية
- هل تذكريني رفيقتي
- حقيقة القلوب
- سوق الأحوال
- فقه الطحالب- قراءة في أزمة الفكر العربي
- تعريف الميراث وبيان أركانه وشروطه
- علم الفرائض في الإسلام
- الأمثال الشعبية الفلسطينية
- حق الحضانة - بحث قانوني
- الصعود من القمة
- رسالة إلى أخي الداعية


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد ابداح - قرية لفتا الفلسطينية