أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مسَلم الكساسبة - عبرة من التاريخ ، عين على الحاضر .














المزيد.....

عبرة من التاريخ ، عين على الحاضر .


مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 4527 - 2014 / 7 / 29 - 19:21
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


طوال تاريخهم -باستثناء فترات محدودة - كان العرب شيعا وطوائف ، متخالفة لا متآلفة ، وسواء في ذلك أكانوا قبائل واعرابا أو كانوا ممالك ودولا . وكانوا دوما رهائن لإرادة الغير وتبعا للشرق والغرب .. كل فئة منهم لها مصالحها وحساباتها وارتباطاتها ، وهي مستعدة أن تتحالف حتى مع الشيطان لأجل تلك المصالح ، وما نراه اليوم ليس جديدا عليهم بل هو دأبهم وحالهم قبل الإسلام وأثناء الإسلام وحتى بعد انقضاء دولة الإسلام ، تناحروا بعد موت الرسول بدقائق واختلفوا ولم يتحدوا إلا تحت قيادة أمم أخرى ألزمتهم الحق وحملتهم على الوفاق حملا وكأنما يقادوا إلى خيرهم بالسلاسل. وربما يكون للعصبية القبلية والمنافسة ورغبة كل قبيلة وشيخها الانفراد بشيء من الأمر ولو كان على حساب وحدة الأمة ومنعتها ..وهو ما أشار لمثله ابن خلدون في مقدمة كتابه المعروف في فلسفة التاريخ ( كتاب العبر وديوان المبتدإ والخبر في أيام العرب والعجم والبربرومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ) والتي عرفت بمقدمة ابن خلدون . حيث المح أحيانا وصرح أحيانا أخرى لهذه السمة لدى العرب .. وانهم : " أبعد الأمم عن سياسة الملك" .وأنهم : "اصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض للغلظة والأنفة ... والمنافسة في الرياسة" ...الخ.

في كل مرة تنجح قوة من خارجهم في لم كلمتهم يظل العرب يتربصون بها الدوائر .. حتى إذا ضعفت وتمكنوا منها ثاروا وأجهزوا عليها ، وانفرد كل شيخ قبيلة بقبيلته .. وعادوا إلى سابق عهدهم يتناهبون ويقتسمون دار أبيهم وينفرد كل فريق منهم بغرفة يمارس من داخلها كل أنواع التآمر والغدر على بقية إخوته في باقي غرف البيت الأخرى .

ففي صدر الإسلام وبعد وفاة الرسول نحر الهاشميون وأشياعهم هم وبنو أمية دولة الخلافة بتنازعهم على الملك والسلطة ..وهما بطنان من قريش.

ثم نحر بنو العباس دولة بني أمية وكانوا فريقان ألد الخصام مع أنهما - قلنا - بطنان من قريش وينتميان لقبيلة وأرومة احدة .

إلى أن أعاد صلاح الدين الأيوبي ( ليس عربيا بالمناسبة بل كردي) مجد الدولة وهيبتها واستعاد ما سلب من أملاكها ووحد كلمة الأمة من جديد ..

وعندما هزلت دولة بني العباس في أواخر أيامها جاء المماليك ثم العثمانيون (أتراك) فوحدوا بدورهم الدولة من جديد وأعادوا لها مجدا وهيبة ، فضل العرب يتربصون بهم الدوائر حتى حانت فرصة فتحالفوا مع الانجليز وانقضوا على الدولة التي جمعتهم فعادوا وانفرط عقدهم ورجعوا لسيرتهم الأولى ..مع قيامهم بشيطنة الدولة أو الخلافة العثمانية ووصفها بأبشع الأوصاف لتبرير خيانتهم لها وتحالفهم مع من منح فلسطين لليهود وورطهم في أعوص مشكلة ما زالوا يعانون منها حتى اليوم ؟ .. قد يكون الأتراك في آخر عهدهم تعسفوا لكنهم على أي حال ما كانوا ليغدروا بالأمة ويخونوا العهد ويورطوها بما ورطها به الانكليز ومن تحالف معهم مما نعاني من تبعاته اليوم ولا ندري إلى كم سنعاني؟

وهكذا .. طوال تاريخهم اقتيد العرب إلى خيرهم بالسلاسل ، وبقوة خارجة عليهم وليس من تلقاء أنفسهم بما في ذلك الإسلام نفسه ، فيظلوا يتآمرون على تلك القوة ويتربصون بها الدوائر حتى إذا حانت فرصة تآمروا مع الغرباء وانقضوا عليها وعادوا لسيرتهم الأولى طوائف وأحزابا يمكر بعضهم ببعض.. ويكيد بعضهم لبعض كما هو حالهم اليوم ؟!!
وحتى الإسلام نفسه –قلنا - يمكن النظر له بصفته قوة من تلك القوى الخارجة عن إرادتهم حاولت توحيدهم وفصل انتمائهم للعصبية القبيلة والآباء ليكون للأمة الموحدة ، ففلحت قليلا وبمساعدة أمم أخرى والتي كانت لا تفلح إلا ريثما تنجح دسائسهم في الانقضاض عليها والعودة لسابق عهدهم من جديد ككل مرة !

الأمم والملل الأخرى أدركت بدورها هذه الحقيقة والطبيعة الفر دانية الانعزالية للعربي وتوحش طبعه وصعوبة انقياده وحبه للتسيد وللرياسة والزعامة و، وانه بحاجة لعناصر من أمم أخرى ولقوة وإرادة خارجية ينقاد لها ، تحمله على خيره ووحدته ، لذا سعت للفصل بين العرب وامتداداتهم من الأمم الأخرى الأقرب إليهم والتي قد تكون سببا لوحدتهم واستنهاض هممهم ..ففصلت بينهم وبين المماليك في الحروب الصليبية ..ثم عادت وفصلت بينهم وبين الأتراك العثمانيين وبتعاون وتآمر من العرب أنفسهم مطلع القرن الماضي ..وبنفس الطريقة يمكن النظر كذلك للسعي اليوم للفصل بينهم وببن إخوتهم وامتدادهم الكردي والإيراني بنفس المنظار..

ترى هل نقرأ الحملة الحالية والمسعورة للفصل بينهم وبين الحزام الثقافي التاريخي المحيط بهم من اتراك وكرد وايرانيين والذي يتجلى بين حين وآخر باعمال من مثل شيطنة إيران وتسفيه تركيا ومحاولة الوقيعة بين العرب والكرد بتعميق الشعور القومي وتزيين الابتعاد عن العرب لهم والتنكر للتاريخ المشترك بينهم في ذات السياق ولذات الغايات والأهداف ؟

لا يمكن للعرب أن يتحدوا ويتفقوا ويتغير حالهم السيئ إذا لم يكن إخوتهم في الثقافة والتاريخ الطويل المشترك والمعتقد والجوار الجغرافي من الأتراك والأكراد والإيرانيين معهم بقلوبهم مطمئنين أنها وحدة ستكون عزا وقوة لهم جميعا ،

لا افهم لماذا وكيف نعادي من يتكلم العربية بطلاقة وربما افضل منا لجانب لغته ، ويكتب بالحرف العربي ويتسمى بأسماء عربية وله معنا تاريخ طويل مشترك ..بل في حقب طويلة جدا كان تاريخه تاريخنا وتاريخنا تاريخه وكأننا أمة وملة واحدة ؟ إن محاولة فصل العرب عن امتدادهم الثقافي التاريخي ووصلهم وتطبيع علاقتهم بجهات أخرى مختلفة لا يمكن إن يقرأ إلا في هذا السياق، وهو عزلهم وفصلهم عمن في اتصاله بهم واتصالهم به عزتهم ووحدتهم ، .وبالمقابل وصلهم مع من يريد الحفاظ عليهم دويلات هزيلة مسخة لا تقدم لا بل تؤخر في مسيرة الحضارة البشرية.




#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة وجودية ومنعطف خطير ..!
- مقاربة أخرى نحو دولة الحداثة والإصلاح ..
- فنتازيا على الأرض أغرب من الفنتازيا ..
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(12-3 )
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(12-2 )
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(12-1)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(11)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(10)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(9)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(8)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(7)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(6)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(5)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(4)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(3)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(2)
- حول حديث الملك لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية.......(1)
- ميكانيزمات الاستبداد وتحولاته الحتمية.... (2-2)
- ميكانيزمات الاستبداد وتحولاته الحتمية.... (1)
- قراءة في رسالة شبيلات الأخيرة..


المزيد.....




- الكويت.. شجون الهاجري تحظى بالتضامن من زملائها على مواقع الت ...
- كيف علقت الصين على الضربة الأمريكية ضد المنشآت النووية الإير ...
- حصريًا لـCNN.. كيف سيكون رد طهران على هجوم أمريكا؟ متحدث باس ...
- مصر.. الحكومة تكشف عن خطة لعدم انقطاع الكهرباء خلال الصيف وخ ...
- بعد ساعات من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. واشنطن تقلّ ...
- الدفاع المدني السوري: 15 قتيلاً على الأقل وعشرات الإصابات جر ...
- فظائع في الظل.. كيف تمددت فاغنر في إفريقيا على أنقاض القانون ...
- سوريا: 15 قتيلا على الأقل في هجوم انتحاري داخل كنيسة في دمشق ...
- مدير مكتب الجزيرة في طهران: 3 جهات بإيران تحدد الخطوة القادم ...
- مساعد الذكاء الاصطناعي بواتساب يسرب رقم هاتف أحد المستخدمين ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مسَلم الكساسبة - عبرة من التاريخ ، عين على الحاضر .