أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - ميكانيزمات الاستبداد وتحولاته الحتمية.... (2-2)















المزيد.....

ميكانيزمات الاستبداد وتحولاته الحتمية.... (2-2)


مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهكذا ففي نهاية مطاف الاستبداد فإن الأمور حتميا ستسير نحو التباين التام بين مصالح الطبقة الساحقة من الناس وبين فئة طفيلية يمثلها المستبد وتحالفاته مما يؤدي للصدام الحتمي في النهاية .

والسبب بسيط ؛ لأن المستبد في حاجة مستمرة دائما لمزيد من القوة للامساك بالأمور التي يصر كمستبد ان تبقى بيديه وحده وبمفرده وفي دائرة ضيقة من خاصته وأجهزته التي هي في الواقع تخدم نظامه وتتبع له وليس للوطن بحيث لو ان المستبد اتخذ قرارات تؤدي بالوطن إلى التهلكة فإن تلك الأجهزة الجبانة لا تجرؤ أن تعترض عليه أو ترفض بل ينحصر دورها في التنفيذ وقمع الرفض .

ويظل المستبد في حالة نهم وتعطش متراكم للقوة واحتكارها والتي سيبحث دائما عن مصادر جديدة للحصول عليها حتى لو كانت مصادر غير شرعية وعن طريق التحالف مع من تتعارض مصالحهم مع مصالح الغالبية من الناس الذين يود ضبطهم والسيطرة عليهم إضافة لتحالفات أخرى بعضها خارجي يحتاجها لأجل التمكين لنفسه وهي في اغلبها تحالفات ضد مصالح الناس سواء كانت في الداخل أو في الخارج .

بالمقابل فإن هؤلاء الحلفاء بدورهم لا يعطون الدعم مجانا بل هم يريدون أن يستردوا ويستثمروا ما منحوا للمستبد من تحالفهم معه وما منحه لهم هو بالمقابل من نفوذ. ولن يستردوه من المستبد بل من جلود الناس بالطبع.

وهنا يصبح الناس مثل خادم سيدين المستبد نفسه من جهة وحلفائه من جهة وكل ينهش بهم من جهة .

وشيئا فشيئا تزداد الشقة والبون بين مصالح طبقة الحكم المتمثلة في المستبد وحلفائه من جهة وبقية الناس من جهة أخرى وهم عامة الشعب .

فتصبح تلك الطبقة مثل الأرض الرخوة التي لم يعد بإمكانها تحتمل الضغط فتمور وتنخسف تحت المستبد.

قد يحصل هذا دراماتيكيا وسريعا حينما يكون مستبدا ارعنا فيستعجل نهايته بنفسه حين يواجه الشعب بطريقة سافرة ليمنع حركتهم .. فيكون كالمنشط الذي سارع في هذا الموران.(القذافي مثلا)

لكنه قد يكون ثعلبا ماكرا فيلجا لأساليب ناعمة مخاتلة فيؤخر قليلا أو كثيرا هذا الموران والانخساف الحتمي .

وهنا نسرد بعض أساليب الاستبداد في التمكين لنفسه والتحولات التي يمر بها في طريقه للانحلال والسقوط وكيف تكون نفس الأساليب التي يلجا لها للتمكين لنفسه هي التي تؤدي إلى انحلاله وزواله :

يبدأ المستبد بالأساليب الكلاسيكية التقليدية المعروفة من مثل :

1-اللعب على التناقضات ان وجدت وإيجادها وخلقها ان غابت . فكلما ند عن طوعه نقيض قرب إليه نقيضه الآخر ليستخدمه لعودة الآخر إلى حضيرته.

2-إثارة وتحريش الغرائز البدائية من غيرة وحسد وتنافح وتكاثر بالمال والمتاع .. وان كانت الغيرة قد (حبّلت النسوان) كما في المثل الشعبي.... فهي قد ذللت أعناق الرجال كذلك ... فيتبارون ويتنافسون في رضا المستبد ضد بعضهم البعض كل يجتهد في رضاه كي ينال الحظوة ولكي لا يصبح ابن عمه أو صاحبه أحسن منه .

3-الاحتواء المزدوج والتوفيق بين النقائض مع إبقاء تناقضاتها كما هي بل وتعميقها .. فيغدو المستبد مثل طائر خرافي يفرد جناحيه على اليسار واليمين بما يحتكره من قوة ونفوذ بحيث ترتبط وترجع مصالح الناس في النهاية به واليه بشكل أو بآخر ..

4- فرق تسد.. بقسمة الناس إلى مواطن أصيل ومواطن دخيل.. وشمالي وجنوبي .. فيخاف كل طرف منهم من الآخر ليجد في المستبد ضمانته وحمايته منه . فيضمن ولاءه له .

5- تقطيع صلات الناس ببعضهم ودس الدسائس بينهم لإضعاف عصبتهم لان في ضعفهم قوة له.

6- تخويفهم على مصالحهم بعضهعم من بعض وربطها بالمستبد حين تكون كل القرارات ترجع اليه فيستخدم بعضهم للضغط على بعض.

7- وفي الخارج لتحالف مع قوى عالمية قد تكون مصالحها متناقضة مع مصالح الشعب ما دامت تدعم المستبد أو يتوخى منها ذلك بينما يسدد ثمن هذا التحالف من جيوبهم وجلودهم على شكل امتيازات سياسية اقتصادية لأولئك الحلفاء

مع استغلال المصائب والتناقضات الدولية والخارجية لكسب المزيد من الحلفاء .
التحولات :

8- العيش والرزق بإبقاء كل منابع ومصادر القوت والعيش مرتبطة به وله عليها الأمر والنهي بشكل أو بآخر حتى تكون وسيلة ضغط وإذعان لإجبار الناس على الامتثال ومحاربتهم في أرزاقهم وهو السبب الذي حدا بالنظام أن يبيع كل مقدرات الوطن لنفسه أو لأناس وهميين هم واجهة له وهي اخطر لعبة يمارسها المستبد ون عادة بسبب رغبتهم الجامحة في الاحتفاظ بالسلطة وقلقهم وخشيتهم الطاغية عليها فتؤدي في النهاية لخسارتهم كل شيء .

9- رشوة أدوات ومخالب المستبد من عسكر وعسس وسواهم بتحسين ظروفهم وتمييزهم عن مواطنيهم في الامتيازات والمعاشات وكل شيء وليكونوا عصاه الغليظة في وجه أهلهم وإخوانهم . من مثل المزايا والإعفاءات والاستثناءات المختلفة لرجال الأمن والعسكر دونا عن مواطنيهم . عدا عن اختراع قوات امن لم تكن موجودة (الدرك في الأردن مثلا) الأمر الذي يؤكد وجود نوايا ومخاوف مبيتة عند صانع القرار بأن ما سيتخذه من أعمال وإجراءات كدخوله على خط البزنس ستؤدي حتما للاحتجاج ضده ، وإلا فهؤلاء لا يحتاجهم الشعب ولم يطلب البرلمان تأسيسهم لان قوات الأمن كانت كافية فرواتبهم هي بمثابة رشى على حساب الشعب لجزء من الشعب ليسكت به الجزء الآخر . ويكفي دليلا على ذلك أن نعرف أن موازنة الجيش وقوى الأمن أكثر من ملياري دينار ..وهو رقم مصمت غير مبند .

10- التحالف مع أصحاب المال والنفوذ أو الزواج بين سلطته وأموالهم بمقايضتهم شيئا من نفوذه وسلطته مقابل تحالفهم معه بأموالهم وهي أيضا من اخطر الألعاب التي يلعبها المستبد لشدة حرصه وشرهه على الاستئثار بالقوة بشتى أشكالها حين يتحول من راع إلي تاجر فيؤدي بالمقابل إلى تحولات في أمزجة الناس وفي علاقات الولاء إذ يفقد النظام ثقة واحترام الناس تدريجيا ويتحول شيء من ولائهم إلى هؤلاء التجار في بداية الأمر إلى أن يجترئوا عليه أو عليهم حين يكتشفون أسرار ذلك الزواج الفاسد فيجترءون على النظام ويهينوه علنا في طريقهم للفكاك النهائي منه .

وآخر 3 نقاط هي آخر واخطر ما يضطر أن يلعب به المستبد في تطور وتحولات استبداده فيؤدي إلى كسر عموده الفقري .. ذلك أن الناس قد يتعايشون ولو إلى حين مع استئثاره بالسلطة ما دام يمارسها أو الجزء الأكبر مما لديه منها لرعاية مصالحهم وتوفير أرزاقهم وتوفير الأمن والطمأنينة بالقدر المعقول لهم ..يعني كان تسرق من احدهم سيفا صقيلا لكنك عند الحاجة تستخدمه للدفاع عنه والوقوف لجانبه فيعطي لك ذلك بعض الشرعية وان كانت السرقة والاستحواذ على ما هو ليس من حقك تبقى في ذاتها عملا غير شرعي .. لكنه حين يحول تلك السلطة المغتصبة منهم ويدورها على شكل بزنس وتجارة لصالحه وصالح أعوانه ويرشي بالجزء الآخر منها أدوات سطوته للتمكين له ومنع الناس من الاعتراض رغم شذوذ منهجه عندها يصبح خصما سافرا لهم ولمصالحهم ويصبح الأمر فوق طاقة احتمالهم وينكشف أمامهم كتاجر يحتكر السلطة لكي يسيلها في جيبه الخاص ولصالحه الشخصي وصالح أعوانه ..فلا يكون أمامهم من خيار سوى لفظه ورفضه مهما تكلفوا لان كلفة رضاهم وسكوتهم ستكون اكبر.
هذه هي بعض أساليب الاستبداد على مر الزمن ولتي تتطور من التمكين له رغم ان النفوس ترفضه إلى أن تؤدي للتخلص منه .




#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميكانيزمات الاستبداد وتحولاته الحتمية.... (1)
- قراءة في رسالة شبيلات الأخيرة..
- - للفسادِ ربٌ يَحميه -
- بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (4)
- بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (3)
- بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (2)
- بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (1)
- عمال ضد الفساد والاستبداد
- مساءكم كرامة وحرية ..
- دفاعا عن قيم الإصلاح .. نهاية القذافي .. كيف ولماذا * ..؟!
- كل عام وأنتم في حراك...!
- إلمامة سريعة في الأول من أيار ...
- الأنظمة العربية .. هل يصلح العطار ما أفسد الدهر ...؟ (2)
- الأنظمة العربية .. هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ ... (1)
- ايها الحكام المستبدون .. كونوا شجعانا لمرة واحدة !
- الشعب يريد .. سلاح العرب الفتاك.
- النخب العربية الحاكمة ، تجهيل وإنكار بقصد الاستغلال !
- الشعب يريد ....(2)
- الشعب يريد ....!
- ميكانيزمات الاستبداد وآلية عملها .


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - ميكانيزمات الاستبداد وتحولاته الحتمية.... (2-2)