أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين الرواني - الفشلان العراقيان: العولمة الشيوعية.. والعرقنة الجهادية














المزيد.....

الفشلان العراقيان: العولمة الشيوعية.. والعرقنة الجهادية


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت أنوي ان أرفع الى الحزب الشيوعي مقترحا بحل جميع تنظيماته في العاصمة والمحافظات، وتخليص ما تبقى من هذا الاسم، (الشيوعية)، من قذارات القيادات، وضحالة الكوادر الوسطية، وتحول الحزب الى متحف تاريخي وشاهد من بضعة مقار ومطبوعات واجتماعات، السبب الوحيد في استمرار دوام الشيوعيين في مقارهم واجتماعاتهم، هو رغبتهم في الوفاء لدماء شهداء الحزب، لطيف، إذن هو مجلس عزاء دائم الى يوم يبعث الشهداء، وهم لا ينتظرون يوما كهذا.
انتقدت الحزب الشيوعي العراقي سابقا، لأن لجنته المركزية، التي تعتز منذ 1993 بقائد ضرورة، ومكتبه السياسي الذي رفض توفير حماية لأعضائه، ولأن منظريه كثيري التجوال في شارع المتنبي والجلوس في مقاهي المثقفين، أخطأوا بأجمعهم في فهم الشيوعية، اخطأ بعضهم سذاجة، والبعض الآخر قاصدا، المال يغير الافكار، حتى عند أنبياء البروليتاريا.
لم يحول مؤسسو الحزب، ولا الكوادر فيما بعد، عمومية افكار ماركس وانجلز وفويرباخ وهيغل وماكس فيبر، وعالميتها، الى خصوصية تناسب العراق وأوضاعه السياسية ونسيجه الاجتماعي، وبيئته الثقافية، والنظام المعرفي المتوارث، والمركب الاجتماعي القلق، والعادات والتقاليد، والطبيعة السيكولوجية للشخصية العراقية، ومخلفات حقب التاريخ، وصراعات البداوة والحضارة من جهة، وصراعات الاديان الابراهيمية الثلاثة من جهة اخرى، وصراعات القبائل البدوية وعشائر الريف فلاحي الاقطاعيات من ثالثة، لم يفعلوا ذلك بدعوى الحفاظ على سمة الاشتراكية العالمية، عولموا الشيوعية العراقية، ولم يعرقنوها.
لم يندمج الشيوعيون العراقيون، في ناظم يجمعهم مع أبناء جلدتهم، ناظم من مشتركات التربة، والتسامي فوق الايديولوجيا العازلة، ليصلوا بالناس الى الحلم الماركسي: من كل حسب قدرته، الى كل حسب حاجته.
لا علاقة لفشل الحزب الشيوعي العراقي بسقوط الاتحاد السوفييتي، فعمليا، كانت الجبهة الوطنية هي الرصاصة التي لا رحمة فيها التي اطلقها البعث في جمجمة الجنين الماركسي الناشئ في العراقي منذ ما لا يزيد على اربعة عقود حينها، قاءت الشيوعية العراقية من هذا الثقب الذي أحدثته رصاصة البعث، كل شرايين الحياة، وأعضاء الوظائف العضوية، ليتحول هذا التنظيم الحركي العريق الى شيء لا اسم يناسبه سوى جثمان.
لم يصبحوا محليين، إلا بتشكيل خلايا اغتيالات، وابتكار طريقة لتصفية الخصوم سميت في أدبيات الحزب الشيوعي العراقي فيما بعد بطريقة "العمل الحاسم"، ليس هذا مستغربا، فسلام عادل أعدم وهو ينادي بإعلاء المبادئ اللينينية في صفوف الحزب الشيوعي.
المؤسف أن الشيوعية العراقية، لم تصبح محلية الصبغة، الا في ما يزيد خراب البيئة على ما فيها، من ينظر الى العراق من الخارج، لن يلاحظ فرقا كبيرا بين أن يكون القاتل شيوعيا، او بعثيا، او إسلاميا، لن يلاحظ فرقا كبيرا بين أي حزب يصب بوجوده في العراق زيتا على النار المتقدة منذ قرون، لا فرق بين المشعلين، يساريين كانوا أم قوميين، أم اسلاميين.
وعلى النقيض تماما، نجح الجهاديون الذين دخلوا العراق بعد 2003، والذين استقبلهم أصدقاؤهم المحليون (تنظيم الاخوان المسلمين الفرع العراقي الذي تأسس سنة 1965)، والبعثيون المسقط نظامهم، والسنة الناقمون من ظهور مواكب اللطامة علنا في شوارع الجمهورية الخاكية الخربة.
نجح الجهاديون في التخلي عن عالمية الجهاد، انصرفوا عن ذلك، بعد أن وجدوا نفسهم مجبرين على التماهي مع استراتيجية فرضتها عليهم تحالفاتهم مع البعثيين والعشائر السنية، كانت سعة الجبهة التي فتحوها في العراق تحتاج الى مزيد من المقاتلين، والمعلومات، والاموال، أما الاخيرة فالعرب أسخياء، وأما الاثنان الاولان فقد سخت بهما تنظيمات المقاومة السنية.
لكن نجاح الجهاديين هذا، هو في حقيقته فشل ذريع بدأ الجهاديون بدفع ضريبته، كما بدأ المتحالفون معهم من محافظات العراق أيضا بدفع الثمن، فمنذ أسابيع، تفكك هذا التحالف، وبدأت فصائل النقشبندية بقتال جهاديي دولة الخلافة الموصلية، التي تريد أن تكون كلمتها هي العليا.
وفي عمان، عاصمة الاردن، اجتمع قبل أيام قيادات سنية عشائرية وعسكرية من ضباط النظام السابق، يؤمهم مرجعهم الديني الاعلى عبد الملك السعدي، فيما أعلنت عشائر الانبار وثوارها، البراءة من عقد الاجتماع، وبيانه، واستنكروا سرقة اسمهم والزج به في الاجتماع.
العرقنة التي نجح فيها الجهاديون في العراق، لم تعن سوى انضمامهم الى المليشيات المسلحة المتقاتلة، واذا كان رجال الخلافة الحديثة النشأة ينوون الاستمرار في بناء خلافتهم بهذه الطريقة فسيكلفهم ذلك كثيرا، وستبتلعهم رمال صحراء العراق، حتى في المحافظات السنية، لأن العرقنة جاءت خاطئة.
لا يحتاج العراق الى جهاديين، ولا مقاومين، ولا خلافة، لذا لن تعمر الخلافة، التي قالت تقارير اميركية صدرت مؤخرا عن المعهد الاميركي لدراسة الحرب، انها ستنحل وتتفكك، لكن ذلك سيحتاج الى فترة طويلة. المهم انها ستتفكك، فأربعون عاما من خلافة مضطربة، لن تكون صعبة جدا على عراق عاش اربعين عاما زيتونية.
ضاع في العراق كل منهما، الحزب الشيوعي، لأنه لم يعرقن نفسه، رغم احتياج البيئة إليه، والجهاديون، الذين عرقنوا أنفسهم، لكن الواقع العراقي لا يحتاج اليهم، فلفظهم.
لو ترك تأسيس أقاليم كونفدرالية في العراق، وانفصالها فيما بعد الى دويلات صغيرة، الى رغبة العراقيين، لحدث ذلك مؤكدا، فما تحتاجه البيئة يكون، وما لا تحتاجه تلفظه ولو طال بقاؤه، ودام عزه، لكن دولا مضطربة ايضا مثل إسرائيل تريد ايضا مع العراقيين، انفصال الاكراد وظهور دولتهم الجبلية، بتمثيل دبلوماسي مستقل في الامم المتحدة، وحدود دولية مرسومة مسيجة بالآر بي سي.



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمان ما زالت تلوط.. وتموزنا بلا شرف
- كأس ألمانيا والجلسة الثانية
- لكنني خرب
- محرِر غير محرَر
- العراق.. بين الرمل والطين
- الواقع العراقي.. الشسمه
- ما يفعله البهاضمة.. يتكرر ج 4
- ما يفعله البهاضمة يتكرر ج 3
- ما يفعله البهاضمة يتكرر ج 2
- ما يفعله البهاضمة.. يتكرر
- من وحي ليلة أمس
- قصيدة - في مفترق عامين-
- ثائر ضد الإسفلت
- منير بشير ليس عربيا
- حنين الى الريف
- رمتني بالطائفية وانسلت
- شيعة العراق.. طائفيون بلا فائدة
- الفرد والدولة العراقيان .. لمحات في التاريخين.. قبل 2003 وبع ...
- النقاء الصوتي النغمي في موسيقى منير بشير
- عبدت العقل .. فتأنسنت


المزيد.....




- بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التار ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو -سرقة أسوار حديدية من الطر ...
- وفد ديني من القدس يتفقد كنيسة العائلة المقدسة في غزة بعد الق ...
- غزة: مقتل 32 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين أثن ...
- أفول الهيمنة الأميركية.. صعود الصين والمأزق في الشرق العربي ...
- القسام تبث مشاهد لعمليات استهداف آليات وقتل جنود إسرائيليين ...
- بعد الحرب.. إيران تعلن فشل خطة تدمير برنامجها النووي بالكامل ...
- لجنة الانتخابات بالكاميرون تبدأ استقبال ملفات المترشحين للرئ ...
- خبير عسكري: مقاومة غزة بدأت تستخدم تكتيكات جديدة وذكية في عم ...
- فسيفساء بومبيي الإيروتيكية.. كنز سرقه النازيون قبل 80 عامًا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين الرواني - الفشلان العراقيان: العولمة الشيوعية.. والعرقنة الجهادية