أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - مُؤامَرَةُ تقسيمِ العراق - مشروع بايدن -















المزيد.....

مُؤامَرَةُ تقسيمِ العراق - مشروع بايدن -


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 09:14
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


وأخيراً نجح بايدن في تحقيق تقسيم العراق ، التقسيم الذي يجعل العراق ثلاث كيانات ضعيفة بإسم أقاليم ، بحاجة دائمة إلى حماية وإسناد الولايات المتحدة الأمريكية ومستعدة لتلبية مطاليبها وتطمين مطامحها في نفط العراق أولاً ولعب دور السمكة الخابطة لتعكير الأجواء مما يسهل على الولايات المتحدة لعبتها الإستعمارية بدون منازع . إستخدم بايدن جميع السياسيين الفاعلين على الساحة العراقية والمختلفين على كل شيء يمكن أن يحقق مكسباً لطرف دون تحقيق شيئٍ مكافئٍ للطرف الآخر . بتوجيهات خفيّة جعل المالكي " يتغابى " تجاه القاعدة وداعش ، رغم نداءات أهل الأنبار وعلى رأسهم أمير قبائل الأنبار علي حاتم سليمان الذي دعاه قبل سنتين " للضرب في الأنبار كضربته في البصرة " . بتساهل المالكي وعدم مكافحته القاعدة وداعش إنتعشت قوتهم تجاه قبائل الأنبار ، وكذلك حاول المالكي شراء ذمم شيوخ بعض تلك القبائل بغرض تفريق وحدتها وكان الثمن أن يزور الأنبار ويعلن في مؤتمر صحفي وعده بتحقيق جميع مطاليبهم ويبشرهم أن رموز النظام السابق موجودون فعلاً في الحكومة ، وكان يقف بجانبه الشيخ أحمد أبو ريشة الذي كان قد دعى يوما الأمم المتحدة و منظمات حقوق الإنسان سوق المالكي إلى المحاكم الدولية بتهمة جرائم الحرب . وفي خضم عملية الإنتخابات لم يكتفِ المالكي بتسقيط خصومه السياسيين بواسطة وسائل الإعلام الموجهة من قبله ، حيث إشترى حوالي خمس وثلاثين قناة فضائية تطبل له ، بل إستخدم القضاء المسيّس ( وخصوصا محكمة فائق زيدان ) لإستبعاد الكثير من الترشيح للإنتخابات من جهة وتزكية آخرين " مثل مشعان الجبوري وجواد البولاني .. وغيرهم " الذين كانوا محكومين في قضايا جنائية فأصبحوا بقرار من محكمة فائق زيدان مؤهلين لخوض الإنتخابات .
في الجهة المقابلة ، كانت هناك منازلة حقيقية بين الحكومة الإتحادية وحكومة إقليم كوردستان ، وإستمرّت بل أجّجت الخلافات بدل حلها بالحوار البناء . وكان محور الخلاف ليس حول صلاحيات الإقليم في بيع النفط بل في " بيعه مباشرة من قبلها وليس عن طريق شركة تسويق النفط الحكومية " . مما أوصلها المالكي إلى قطع رواتب موظفي الإقليم لأكثر من ثلاثة شهور لإحراج حكومة الإقليم وفرض عصى الطاعة عليها .
أما بالنسبة إلى الجهة المقابلة الأخرى ، فبعد أن تمكن المالكي من شق كتلة العراقية سواء بإجتذاب كتلة العربية ( صالح المطلگ ) أو إنشقاق متحدون عليها وبعدها إنشقاق آخرين سواء من كتلة العراقية أو ( المتحدون ) ، ظن المالكي أنه قد أزاح كتلة الألغام المناوئة له بعد الكتلة الكوردستانية في طريقه إلى الولاية الثالثة لرئاسة مجلس الوزراء. وكان متفائلاً أن نتائج الإنتخابات ستحقق له ذلك. ولكن نتائج الإنتخابات لم تأت كما كان يشتهيها إذ حصل ، رغم التزوير الفاضح ، على 195 نائباً لكتلة دولة القانون ( رغم أن حزبه " حزب الدعوة " حصل فقط على 27 نائباً من بين ال 195 ) . في جوٍّ مشحون بالقلق على مصيره إذا لم يحصل على الولاية الثالثة أصبح المالكي متهالكاً لفعل أي شيئ يبعد عنه شبح محاسبته على ما جرى خلال الثمان سنوات من جرائم في العراق وكان هو المسؤول التنفيذي الأول . ولذلك كان المالكي البيدق الذي إستخدمه بايدن لإشعال الفتنة التي حصلت بإكنساح داعش للموصل . لقد أقنع بايدن المالكي أن كسب كتلة ( المتحدون ) ستحقق له الولاية الثالثة ، ولكي يتم إجبار تلك الكتلة على الميل إلى جانبه ، بعد أن فشلت جميع المحاولات لإستمالتهم بالإغراءات ، فلا بد من جعل موطنهم ( الموصل ) في خطر ، وليصبحوا مضطرّين لطلب مساعدة الحكومة الإتحادية وإعلان الولاء للمالكي والقبول بالولاية الثالثة .
هنا لا بد أن نوضّح موقع " داعش " في مخطط بايدن . إن ال " داعش " الموجود في العراق هو " داعش مصنوع " وليس الداعش الذي كان يعمل تحت قيادة القاعدة وقائدها " الظواهري الذي خلف بن لادن " . داعش العراق من صنع الأمريكان في زمن بريمر وخلفه خليل زلماي عندما أغروا شيوخ بعض قبائل الأنبار التي كانت منضوية حينها تحت راية المقاومة المسلحة وكسبوهم تحت ظل الصحوات . ومِن هذا يتبيّن أسباب عدم مكافحتهم من قبل حكومة المالكي . كما أن المالكي مدّ أواصر العلاقات من خلال الصحوات مع حزب البعث وأعاد الكثير من رموزه إلى مراكز حساسة وفي مواقع إتخاذ القرار في حكومته . لقد كان لوجود البعثيين في المواقع الحساسة دورٌ كبير في كسب المجاميع الإرهابية لحريتها في التحرّك وتنفيذ الجرائم دون رادع من القوى الأمنية ، ودون أن تتوصل لجان التحقيق إلى أية نتائج لكشف خيوط لعبتهم ، فجرائم القتل والإغتيالات ، وتفجير السيارات المفخخة كانت طوال السنوات الماضية على قدم وساق ، والضحايا من الأبرياء والخسائر في الأموال والتدمير في البنى التحتية والهجوم على السجون وتحرير المعتقلين من الإرهابيين كانت تنفذ من قبل إرهابيين يصلون إلى كل زاوية من أرض العراق بدون أن تعترضهم نقاط السيطرة وأجهزة كشف المتفجرات ، وكأنهم يلبسون طاقية الإخفاء . داعش العراق والجماعات الإرهابية المتصلة بالبعثيين في حكومة المالكي نفذوا كل المتطلبات التي إحتاجها بايدن لخلق التذمر ، على المستوى الشعبي ، تجاه حكومة المالكي . ، و لا يمكن إلاّ الإشارة إلى أن بايدن قد يكون وعد أثيل النجيفي ( أحد المتشددين في الدعوة لتأسيس إقليم للسنة ) وكذلك قد يكون وعد البارزاني بمحافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها مما جعل الأرض ممهدة للسير قُدما لتنفيذ مشروعه .
كانت خطة بايدن : أن يحصل هجوم " الداعش المصنوع " على الموصل ويتظاهر أثيل النجيفي في موقف المدافع عن المدينة ، حتى يحافظ على سمعته الإجتماعية بين أبنائها ، ويكون القائد المنقذ ومؤسس الإقليم بعد نجاح التقسيم ، في حين تهرب القيادات العسكرية الموجودة في الموصل من ساحة المعركة تاركة الجيش والقوى الأمنية بدون قيادة ، وهي بالأصل تمثل قيادات عسكرية من جيش صدام المقبور. هرب القادة العسكريون وأثيل النجيفي إلى كردستان التي إستقبلتهم . وكما تواترت الأنباء فإن قوات البيشمركة قد إكتسحت كركوك بناءً على طلب من حكومة المالكي بعد إنسحاب الجيش منها ( وليس كما ورد في مقالة الدكتور عبد الخالق حسين بعد طرد الجيش من كركوك من قبل البيشمركة ) فبهذا تكتمل صورة العراق الجديد ، كما أرادها بايدن ، إذ لا مجال للعودة إلى ما كان عليه العراق قبل العاشر من حزيران 2014 ، مادامت القوى السياسية العراقية ، وعلى الخصوص مجموعة الإئتلاف الوطني تراوح في جدل عن مَن سيكون الشخص المناسب لإنقاذ العراق .
خارطة الطريق لإنقاذ العراق التي إقترحناها في مقالة سابقة تعتمد مبدأ المواطنة والخروج من بوتقة المحاصصة الطائفية والأثنية وإختيار حكومة تقنوقراط تكون مهمتها :
1. إعلان العفو العام والشامل عن جميع الجرائم السياسية ، تمهيداً للمصالحة الوطنية .
2. إستبدال قيادات القوات المسلحة بقيادات من شخصيات وطنية ، لا تنتمي إلى جهة سياسية معيّنة ، لتتمكن من إستعادة هيبة الجيش والقوات الأمنية الأخرى ، وتحرر أرض الوطن من رجس الإرهابيين .
3. سن قانون الميزانية وقانون الأحزاب وإصدار قانون إنتخابات جديد .
4. إجراء إنتخابات عامة جديدة خلال ستة شهور .
بهذا فقط يمكن المحافظة على وحدة العراق وقتل الفتنة وإفشال مشروع تقسيمه .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطةُ طريق إنقاذ العراق
- مُغامَرةُ حافةِ الهاويةِ
- حَذاري من لعبة الشيطان
- الصَّحافة
- مسألةُ ثقة
- النَّزَعُ الأخير .. !
- يخسأ الفاسدون
- داعش والداعش المصنوع
- حكومةُ أزمات !!
- حوار مع عبد القادر ياسين و مصير الشيوعية وأسباب إنهيار الإتح ...
- الشَفَقَة ..!!
- ما أشبهَ اليوم بالبارحة !
- مُتَوَرِّطٌ أخوك لا بَطَر
- مسمارُ جُحا في المنطقة الخضراء
- تبّت الأيادي
- حبلُ الكذبِ قصير !
- إنتهازية أعضاء المجلس
- أينَ المالكي من عبد الكريم قاسم ؟
- الداءُ لا يصلحُ دواءً
- الإفلاسُ السياسيّ


المزيد.....




- انطلاق انتخابات البرلمان الأوروبي وتوقعات بتقدم اليمين المتط ...
- بدء التصويت في هولندا لاختيار نواب البرلمان الأوروبي وسط مخا ...
- بايدن يغامر بخسارة ناخبي اليسار بسبب سياسة الهجرة
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 05 يونيو 2024
- الهدنة في غزة ومعضلتا نتنياهو و«حماس»
- منع الإضراب العمالي إحكام للاستبداد السياسي
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 558
- هل حقا -توفي- جمال عبد الناصر عام 67 وشيعت جنازته عام 70؟
- بعض من مقومات الوحدة النضالية
- الفقراء أكثر عرضة للسكري والقلب.. أما الأغنياء لسرطان البروس ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - مُؤامَرَةُ تقسيمِ العراق - مشروع بايدن -