أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - مسمارُ جُحا في المنطقة الخضراء














المزيد.....

مسمارُ جُحا في المنطقة الخضراء


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُروى أن جُحا باع داره إلى شخصٍ وإشترط على المشتري أن لا يكون مسمارٌ على أحد حيطان الدار ضمن البيعة . لم يعتبر المشتري الشرط ذا أهمية ، فوافق . بعد أن إستقر المشتري في الدار أصبح جُحا ياتي الدار ، في كل يوم ، سائلاً عن المسمار أو فاحصاً لموقعه ، وقد يجلس تحته متفيّئاً بظله ويطول بقاؤه .... هكذا ...

رجلٌ عراقي جاء مع القوات الأمريكية الغازية في عام 2003 وإستقلّ بعقارات في المنطقة الخضراء ، وخدم قوات الإحتلال بموجب مقاولات لبناء السجون والمعتقلات ، وكذا توريد المواد الغذائية للمعتقلين . هذا المقاول بالإضافة إلى الستة عقارات التي إستقل بها يمتلك مئات السيارات غير المرخصة وأنواع الأسلحة منها كاتمة الصوت ومدين للحكومة ست مليارات من الدولارات لا زال ، وبعد عشر سنوات ، موجوداً في المنطقة الخضراء . عجيبٌ و سنوات مرّت على رحيل القوات الأمريكية وقبلها إستلام الحكومة العراقية لمهام مسؤولية الحكم بمغادرة الحاكم المدني الأمريكي ( بريمر ) ، لم تجرأ الحكومات التي تناوبت على الحكم ، وهي من كتلٍ مختلفة ، من تحديد موقع هذه الشخصية !!

يقول رئيس الوزراء أنه " مقاول " ولم يضف له أي وصف آخر سواء كان سياسياً ، كأن يكون رئيس حزب أو كتلة سياسية ، أو موقعاً إجتماعيا ،كأن يكون رئيس عشيرة ، أو وظيفياً ، كأن يكون مسؤولاً رسمياً في الدولة أو قائداً عسكرياً . إنه حسب قول رئيس الوزراء مجرّد " مقاول " ومع ذلك مدين للحكومة بست مليارات دولار ووزارة المالية رغم تعدد الوزراء الذين إستلموا المسؤولية فيها ، وتنوّع إنتماءاتهم الحزبية والكتلية لم يستطعوا إسترجاع الدين منه !!!! ورغم أن العديد من أوامر إلقاء القبض قد صدرت بحقه لم يتجرّأ أحد من تنفيذ ذلك حتى وصلت القضية إلى أسماع " أحمد " . وقد لفظ رئيس الوزراء إسم " أحمد " بدون إضافة أية كلمة تنسيب أو دلالة إلى وظيفة ، وكأن الإسم " أحمد " علمٌ : على الشعب العراقي أن يعتبره " معرفة " متميّز عن جميع الأحامد بين الشعب فأولئك نكراتٌ وهو الوحيد " معرفة " لأنه إبن المالكي . سمع أحمد بالموضوع ، وكأنه كان لا يدري ، وهو يعمل في مكتب أبيه رئيس الوزراء . وعند سماعه قال " إعطوني قوة وأذهب إليه أنا !! " وكما قال رئيس الوزراء " أعطَوه قوة ( ولم يبيّن الجهة التي أعطته القوة ) فذهب أحمد ودخل مكتب المقاول فوجد السيارات غير المرخصة والأسلحة وفيها أسلحة كاتمة الصوت والست مليارات المدين بها . " وعجبي كيف رأى أحمد الست مليارات المدين بها الرجل !!! . ولكن رئيس الوزراء لم يفصح ما إذا كان أحمد قد ألقى القبض على الرجل تنفيذاً للأمر الذي معه أم لا ، ولم يفصح عن مصير الرجل وهل سيقدم إلى القضاء ؟ وهل حكومة المالكي قادرة على محاكمته ، بدون خوف ، ما الدام الرجل " مشبّك " مع جهات سياسية وعسكرية من المستوى العالي ؟؟

مرّ أكثر من سبع سنوات ، والمالكي في الحكم ، و " المقاول ... كذا " موجود في المنطقة الخضراء بسكوت مطبق من قبله إن لم نقل تحت مباركة و رعاية حكومته ، فما الذي حصل الآن ، يا تُرى ، حتى يجعل المالكي يتحدّث عن الرجل في وسائل الإعلام ، وينتهز ذلك لرسم بطولات ينسبها إلى إبنه " أحمد " ؟ فهل نحن في مجرى بناءِ شخصية " عُديّ " ثانية ؟؟

ترى مَن ، غير قوات الإحتلال الأمريكي زرع هذا الرجل " المقاول " في المنطقة الخضراء ويسَّر له كل هذه الإمكانات ، ووفرله المنعة والحصانة رغم تغيّر المسؤولين في رئاسة السلطة الرسمية ؟؟ تُرى ما هي مقوّمات بقاء هذا " المقاول " والمعروف أن المقاولات لها أجلٌ تنتهي فيه . إن هذا الرجل هو في الحقيقة " مسمارُ جُحا " لا يملكه صاحب الدار لأنه خارج البيعة . إن هذا الرجل هو صمام الأمان للمحتل أن تكون " الحكومة " سائرة في الطريق المرسوم لها ، وهو مكلف بواجب ينفذه عند الطلب من الذي نصّبه ، ولذلك فهو مهابٌ من جميع الكتل السياسية .

لا أرى ، من الضرورة ، التعامل مع الموقف بعصبية " قد تُسمى وطنية أو قومية أو عزة نفس " أوالتفاعل معه بناءً على الأسلوب الذي طرحه رئيس الوزراء . فللسياسيين أغراضٌ مختلفة في طرح المواضيع ، وأسلوب طرحها وإختيار الزمان والمكان ، بالإضافة إلى نسبة ثقة الشعب بهذا السياسي أوذاك ، فلربّما يكون وجود مثل هذا الشخص المقاول " إيجابيّاً " للوضع العراقي ، وإلاّ لماذا كان موضوعه مستوراً عن الشعب لسنوات طوال من قبل حكومة المالكي . قد يكون الغرض من كُشف الموضوع من قبل المالكي شخصياً ، وفي هذا الوقت بالذات ، وسيلة ضغط لتقوية مركزه ، بعد أن تواردت أنباء عن تغيّر في السياسة الأمريكية تجاهه ورفض أوباما إستقباله لمرتين بينما العراق مقدمٌ على إنتخابات عامة ، مما قد يؤثر على موقعه ونتائج الإنتخابات .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبّت الأيادي
- حبلُ الكذبِ قصير !
- إنتهازية أعضاء المجلس
- أينَ المالكي من عبد الكريم قاسم ؟
- الداءُ لا يصلحُ دواءً
- الإفلاسُ السياسيّ
- طلَبٌ ساذج !!
- الذكرى الخمسون لإنقلاب الثامن من شباط
- جبالُ كردستان ... سندانٌ
- الصّراعُ مِن أجلِ البقاء ... بأيّ ثمَن
- الجوّ السياسيّ العَكر !!
- إبشِر يا المالكي
- نَحنُ ... إذاعة
- إلى ( المثقفين ) !!
- مَجلِسُ النُوّاب !!!
- ديمقراطية أم أوليغاركية ؟
- حذاري من الفخ
- قانون النشيد الوطني العراقي
- بلاءٌ إسمُهُ التوافق
- أ ... ب


المزيد.....




- بوساطة قطرية أمريكية.. اتفاق سلام تاريخي بالكونغو يفتح باب ا ...
- -لسوء الأحوال الجوية-.. الجيش الإسرائيلي يعترف بإطلاق نار عل ...
- زيارة محمد بن سلمان للبيت الأبيض.. مصادر تكشف استعدادات ترام ...
- اندلاع نزاع بين ترامب وحليفته مارجوري تايلور غرين قبل التصوي ...
- الجيش الروسي يعلن السيطرة على قريتين إضافيتين بمنطقة زابوريج ...
- جون أفريك: مشروع نفق جبل طارق حلم لا يزال حاضرا
- اشتباكات ضارية بجبهات المعارك بين روسيا وأوكرانيا ومساعٍ لتب ...
- تحذير جديد للنساء.. خطر خفي في الأطعمة السريعة والمعلبة
- مرضى السكري معرضون لخطر فقدان السمع
- أول الغيث كارثة.. نازحو غزة بين وحل الأرض وبرودة الأجواء


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - مسمارُ جُحا في المنطقة الخضراء