أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الانساق الثقافية المعمارية - الجنسية















المزيد.....

الانساق الثقافية المعمارية - الجنسية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 13:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد اعتبر الانسان الطبيعة جسدا لغرض فهمها ,وقد اسقط الانسان قدسية على بعض المناطق انطلاقا من تشابهها الشكلاني او الوظيفي مع بعض اعضاء جسده المحرمة – المقدسة .وهو اسقاط لاشعوري يعبرعن انساق ثقافية .

ما العالم في النهاية سوى جسد كبير

(الانسان كون صغير ,والكون انسان كبير )- النفري

انطلقت التقابلات المعمارية انطلاقا من التقابلات الجنسية .فالتقابل بين المركز والمحيط في القرية ( الضيعة – الدوار )يقوم على التقابل بين الطاهر والمدنس . وهذا التقابل الاخير تقابل له اصل جنساني بين جنسانية مذكرة طاهرة , وجنسانية مؤنثة قذرة ( حيض – نفاس ...).ان التشابه والانساق الثقافية المعمارية – الجنسية مؤسسة بشكل لاشعوري كنظام معماري .
ان الدار امتداد للجسد ,انها جسد ثاني يحمي ويحتمي داخل جسد اكبر ,جسد المدينة . ان مايسري على الجنس البشري يسري على المجال ( الفضاء-Space ) .فالانشطة الحرفية الملوثة تشغل حيزا بعيدا عن مركز المدينة , في حين ان الانشطة الطاهرة تحتل الاماكن المركزية , مثل موقع الجامع الكبير , الكعبة , او ضريح مؤسس المدينة.
ان المعبد هو المكان الاكثر طهارة وقداسة , حيث تبنى المدينة حوله وفق تراتبية القداسة والنجاسة . في المنزل تتم نفس المقايسة . فاماكن النظافة والجماع والمطبخ لاتحتل الموقع المركزي في الدارككل , انها اماكن هامشية .
ان لاشعورية الر مز هي التي تضمن استقرار العلاقة بين المرموز به والمرموز اليه .ويظل المرموز اليه اغنى من الرامز اللغوي او المعماري .
ان الحدود الجنسية انطلاقا من تحولهاالى حدود نفسانية – باطنية , تستمر في الاماكن الاكثر حداثة مثل المقهى. فجلوس المراة في المقهى لم يتحرر من بعض الشروط التي تبين ان الحداثة في المجال العام ( الفضاء) لايعني بالتبعية الحداثة الجنسية . فنادرا ماتجلس المراة لوحدها في المقهى , ونادرا ماتجلس في رصيفه , كما ان هنالك مقاهي لاتخالطها النساء البتة , دون ان توجد مقاهي خاصة بالنساء.
ان شعورية التقسيم الحدودي للمكان وقصديته , تقوم على استبطان تجنيس المجال في اللاشعور العميق للفرد والمجتمع .

المدينة من الفرج الى الثغر

تنقسم المدن العربية الاسلامية الى مدن ادارية ومدن عسكرية وتنقسم المدن العسكرية الى اربعة اصناف هي :الثغر , الرباط , العاصمة, العسكر .هذا التقسيم يضعنا امام مفهوم المدينة – الثغر , وهي تسمية تاخذ باحد مرادفات الفم ,وهو الثغر .ان الجسد هو الذي يقرض المدينة اسم احد اعضائه . ان الثغر, بمعنى المدينة الحصينة المسلحة التي تنشا على حدود الدولة الاسلامية , مصطلح اسلامي حديث .لقد اطلق عمر بن الخطاب اسم الفروج على ماعرف بعده بالثغور . وكلا الاسمين هي لمسمى واحد .جاء في لسان العرب لابن منظور : الفرج , الثغر المخوف , وهو موضع المخافة .وجمعه فروج , سمي فرجا لانه غير مسدود .
ان الفرج هو ( ثقب ) . ومن ثم لابد من سده وملئه حتى لايظل مدخلا للعدو . فليس غريبا ان ينسحب مفهوم التحصين على الفرج – المدينة وعلى فرج –الزوجة معا ,فكلاهما نقصان وغياب .كلاهما في حاجة دائمة الى الامتلاء . الالية نفسها تنطبق على الثغر . فهو بدوره فراغ يملا دوما بالكلام او بالا كل .ان الفرج والثغر , سواء في مدلولهما الجنسي او المجالي , في حاجة مستمرة الى التحصين.
في كتابه عن ( تصور المجال عند المغربي اللامتعلم ) يعرض محمد بوغالي بعض التعابير التي يتمظهر فيها تجسيد المجال مثل :
( صدر البيت ) و (فم الدار) و (راس الدرب ) .انها عبارات تدل على تحول بعض الوحدات المعمارية الى اجساد , لكنها اجساد يتم التركيز على بعض اجزائها فقط .
ماهي دلالة هذا الترميز؟.
فرضية عالم الاجتماع ىالمغربي د.عبدالصمد الديالمي يعرضها في كتابه : ( المدينة الاسلاميةوالاصولية والارهاب : مقاربة جنسية ) – ط 1 – 2008 – دار الساقي ورابطة العقلانيين العرب ,بيروت – لبنان ) تقول ان الاعضاء الجسدية المسقطة على الفضاء الحضري – المديني ( العربي الاسلامي ) اعضاء مجنسنة او قابلة للتجنسن .فالراس والفم والصدر مناطق تنتظم انطلاقا من المذكر (الراس :اداة المراقبة والانتقاء ) نحو المؤنث .الصدر : منطقة ركون واسترخاء , من الخارج نحو الداخل , مرورا بالفم كحد فاصل بين الداخل والخارج , وبين المذكر والمؤنث . ان الفم عضو جنسي محايد , لاهو بالمذكر ولا هو بالمؤنث . ويشكل بالتالي نقطة التقاء وتبادل عبر الكلام , في القبلة . ففم الدار مدخل الى الدار ( عالم المراة)ومدخل الى الشارع ( عالم الرجال ) في الوقت نفسه .انها اداة ابتلاع متبادل ,لحظة عبور نحو الغير .
ان الحديث عن صدر الغرفة يقوم على تشبيهها بالمراة . اذ صدر الغرفة وصدر المراة منطقتان لاتحتجبان داخل الدار كما يحتجب الفرج . انها تحت نظر الزوج كما لو انهما يدعوانه الى الاستراحة والاستسلام .يشكل الصدر – النهدالدعوة الى الحب والسكينة وممرا نحو الخاص جدا .. نحو الجنس .

في مفهوم القاع

في لهجة مدينة فاس بالمغرب ,تستعمل كلمة (قاع)في الحقلين الجسدي والمجالي معا . مثال ذلك عبارة (اجلس على قاعك ) .ان القاع مصطلح جسدي يحيل الى مؤخرة الفرد , والمصطلح ينطبق على الجنسين معا . ف( القاع) منطقة غيرمميزة جنسيا بين الرجل والمراة ( قاع الدرب) و ( قاع المدينة) عبارات نجدها دائمة الحضور في المسلسلات العربية .
ان المقصود بالقاع عند اهل فاس تلك المنطقة التي لاتدرك من اول وهلة .حيث يصبح القاع تجسيدا للتحريم . وتتحول المنطقة الى ( حرمة ) يتطلب استهلاكها رضوخا كاملا لحقيقة الرغبة ومسا بالموانع الشرعية .كذلك بالنسبة للفضاء ( المجال ) . فالغريب لايصل الى قاع الدرب او قاع الدار بسهولة , فتلك فضاءات خاصة , حرمة ( كذلك تسمى المراة بالعراقي : حرمة ) , لاتقع على الشوارع الرئيسية التجارية .انه لن يصل الى ذلك القاع سوى الانسان الذي ينتمي فعلا الى المدينة, بفضل اقامته فيها , اي بفضل تعلمها يوما بعد يوم .
النساء لاتعطي للغريب عن الدرب العائلي ,يتم اعطاء النساء للغريب بعد قبول المدينة له , اي بعد امتحان متعدد الاوجه والاشكال . من ثم يتبين ان القاع المجالي يرمز في نهاية المطاف الى اماكن الحرمة , مثل الدبر .
من هنا يتضح كيف يتم اسقاط اكثر الاعضاء الجسدية تحريما , وهو القاع على الاماكن الاساسية و الخفية ,المقدسة في الدرب او في الدار , وهي فضاءات النساء.
ان المراة وامكنتها تشكل ( قاع المدينة) ,الرئيسي في نهاية التحليل

الخاتمة


بالنظر الى غياب غرفة نوم خاصة , كان النشاط الجنسي يتم في( قاع البيت ) . وتمثل المراة عامةالمكان الموجود بين الحائط والزوج في الفراش . فالقاع هو مكان اللذة الكبرى , اذ كلما تضخم التحريم ارتفعت اللذة , فهي لذة مزدوجة : لذة الجنس ولذة المس بالمحرم .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاثير الجنس في الحركات الاسلاموية التكفيرية
- الجنس بين الاثارة وشحة الامكنة
- جدلية الدين والنص والتاريخ
- الانظمة الشمولية واصابعها الخفية
- اشكالات استعادة الفعل السياسي في العراق
- الشمولية البعثية وصناعة شخصية صدام
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 6
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 5
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 4
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج3
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 2
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 1
- حد الردة وحد الحرابة ومابينهما من سياسة
- حرب المعلومات وتسليع الثقافة
- تقييم سوسيولوجي للاهوت التحرير
- الاتجاهات الماركسية في لاهوت التحرير
- صناعة الانسان الرقمي في الثور ات الجديدة
- ولادة جيل التيه
- لاهوت التحرير :الجمع بين المسيحية والماركسية
- وحشية انسان الحضارة


المزيد.....




- مصور نيجيري يحتفي بـ-وحوش صغيرة- في صور شديدة الوضوح
- -وجبة للمفترسات-.. حديقة حيوانات دنماركية تفتح باب التبرع با ...
- دخان كثيف يملأ قطارًا والركاب يفرّون وسط فوضى وصراخ.. شاهد م ...
- مصر: فيديو استغاثة مواطنين من بلطجية ومقتل سائق توك توك.. وا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق صاروخ من اليمن والحوثي يصدر بيان ...
- روسيا تطلق وابلًا من المسيّرات على عشر مناطق أوكرانية قبيل و ...
- إسرائيل ستسمح بدخول البضائع تدريجيا إلى غزة عبر تجار محليين ...
- مواجهات في نابلس وتهجير صامت بتجمعات بدوية بالضفة
- قرار وشيك من نتنياهو بتوسع العمليات في غزة وأنباء عن ضوء أخض ...
- كاتب إسرائيلي: حكومة نتنياهو فتحت على إسرائيل أبواب الجحيم


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الانساق الثقافية المعمارية - الجنسية