أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - وليد يوسف عطو - المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 6















المزيد.....

المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 6


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 14:42
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


في مفهوم التربية الجنسية :


ان التربية الجنسية ,بحسب د. عبد الصمدالديالمي ,هي معارف علمية , وهذا شيءلم يتمكن منه الانسان الا منذ القرن الثامن عشر ,اي منذ ان تحولت البيولوجيا الى علم . فقد ادى تطور العلوم والتقنيات الى تصنيع الغشاء الواقي الاصطناعي عام 1880 Preservatif , والى اكتشاف القرص المانع للحمل عام 1955, وهو مازود التربية الجنسية بوسائل مهمة لتجنب الحمل غير المرغوب فيه والامراض التناسلية ,لذا لايجوز الحديث عن التربية الجنسية , بحسب د . الديالمي , قبل هذه المرحلة .فالغشاء الواقي هو التقنية الحديثة التي تحقق العزل بنجاح .وهو عزل مزدوج يجنب في الوقت ذاته خطر الحمل وخطر الجراثيم والفيروسات .بكلمة واحدة اصبح القرص والغشاء يشكلان شرط النشاط الجنسي السليم , بالاضافة الى تمكن الطب من معالجة الامراض الزهرية .
بفضل المانع للحمل والغشاء الواقي اصبح النشاط الجنسي مباحا , ومن ثم سقط التمييز بين المتزوجين وغير المتزوجين , وبين الرجال والنساء , وبين الكبار والصغار من الناحية الجنسية .

الاباحة لاتعني الاباحية

ان التربية الجنسية امتناع عن تحويل الجنس الى ( تابو ) , الي شيء نخافه لاعتبارات عائلية واقتصادية .
حين يكتشف الطفل عضوه الجنسي ,توصي التربية الجنسية بعدم دفعه الى تحويل عضوه الى عورة .ومنذ البداية تتبنى التربية الجنسية مبدا الاباحة بمفهومها الايجابي , فهي ادراك وتقبل للاعضاء الجنسية قبل ادر اكها كاعضاء تناسلية . وهي تعني بحسب د .الديالمي قبول النشاط الجنسي كعلاقة طبيعية مسؤولة كلما حصل تراضي حولها بين طرفين عارفين بكل عواقبها الممكنة .
الاباحة اذن لاتعني الاباحية , لان الاباحية غلو يرى ان كل العلاقات الجنسية مباحة بغض النظر عن الوضع الاجتماعي للشركاء الجنسيين وعن عددهم , وهي تشجع الافراد في اتجاه الاستهلاك الجنسي من دون حدود او قيود , وهو مالانجده في الاباحة.
الاباحة تعني فقط الموقف الايجابي من الجنس بلا تشجيع على الاختلاط العام , او على المشاعية الجنسية .
في الاباحة يظل السؤال ( من يجامع من ؟ ) سؤالا قائما مشروعا . وعلى العكس من ذلك يغيب ذلك السؤال في اطار الاباحية .
تقوم التربية الجنسية اذن على الاباحة , مع قبول الجنس كنشاط اجتماعي يحقق المتعة الضرورية لتوازن الفرد .وبالتالي لايمكن الاقرار بان التربية الجنسية منافية للاخلاق بشكل مطلق .انها منافية لاخلاق معينة فقط , وهي تحمل اخلاقا خاصة جديدة , تقطع بشكل جذري مع الذكورية والابوية .
لايمكن القول ان لاوجود لاخلاق خارج الدين او من دونه .ان الاخلاق الطبيعية تعامل الانسان كراشد لاتلجا الى الترغيب والترهيب , الجزاء عند الانسان الراشد وعند المواطن الحر هو ارتياح الضمير فحسب . من هذا المنطلق الجديد تتصور التربية الجنسية علاقة جنسية تطبعها اخلاق مدنية , اخلاق الوفاء والالتزام والاخلاص , من دون اكراه او خوف , من دون عقد .
ان الحرية الجنسية لاتعني ابدا الفوضى او الخيانة او تعدد الشركاء الجنسيين او البوهيمية . ومن ثم فان التربية الجنسية تدفع الشباب الى تاخير بداية النشاط الجنسي . وانها لاتعمل على اثارة الشياب جنسيا .فهي تعلم الشباب تجنب خطري المرض والحمل غير المرغوب فيه , وتسعى الى اقرار فرد سليم جنسيا في مجتمع سليم جنسيا .
اما في المجتمعات التقليدية التي ترفض التربية الجنسية ففيها عمل جنسي كثيف , وفيها نسب اعلى من الامراض المنقولة جنسيا ومن الحمل غير المرغوب فيه . ومن المثلية الجنسية (لواطية وسحاقية ).
يرى كاتب المقال ان المؤسسات التقليدية ترفض الاعتراف بظواهر مثل المثلية الجنسية والحمل غير الشرعي , وجرائم الزنا بالمحارم , لان تلك الظواهر تزعزع صورتها التقليدية ومشروعيتها .
ان الكثير من حالات انتحار الفتيات هي اعمال قتل يقوم بها الاب او الاخ او ابن العم الذي قام بالاغتصاب للابنة او للاخت .وعند قيام الفتاة بالحمل غير الشرعي يتم قتلها ( غسلا للعار ) ويتم الحكم عليه باحكام مخففة . كما ان اغلب حالات الزنا بالمحارم لايتم الكشف عنها . وتظل علاقات الشذوذ الجنسي , او المثلية الجنسية بانواعها علاقات سرية وغير معلنة , ولا تتم معالجتها .
ومما زاد في الطين بلة دخول التقنيات الرقمية الحديثة كالحواسيب الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي الى غرف النوم , وهو الذي سهل قيام مايسمى ب ( البغاء الالكتروني ) .
يؤكدد .الديالمي ان الشباب في المغرب لايتلقون اية رسالة تربوية . ان المضمون الايروسي مغيب تماما عن البرامج المدرسية والصحية والدينية والاعلام الوطني . لهذا السبب يقبل الشباب على مشاهدة الافلام الاباحية بفضل القنوات الفضائية .
ان التعامل مع التربية الجنسية يظل خجولا . فتمرير التربية الجنسية في مادة ( التربية النسوية ) ثم ( التربية الاسرية ) تمرير غير ملائم , لان تلك المواد تنطلق من منظور التربية السكانية.
لم يجرؤ المشرع المدرسي على اقرار مادة تدريسية صريحة تحت عنوان ( التربية الجنسية ) . لذلك نجدها موزعة بين موادمختلفة مدرسية .
التربية الجنسية غير متداولة ولا وجود لها في المناهج الدراسية . ان التربية الجنسية يتنصل منها الاب والام والمعلمون في المدرسة . ان التنكر غير الواقعي للتربية الجنسية في المغرب وفي العالم العربي لايخدم قضيتي التنمية والديمقراطية .

الجنس واليسار والاعلا م

ان اليسار المغربي وفي العالم العربي لايقترح على الشباب خطابا بديلا عن الجنس , وتظل هي نفسها سجينة الخطاب الشرعي السائد خوفا من ان تتهم بالفساد الاخلاقي .
يتعرف الشاب المغربي , ومثله في العالم العربي لدرسين متناقضين من خلال الفضائيات :
الاول درس اسلاموي متشدد يدعو الى التزمت , والدرس الثاني يتجاوز الاباحة ليسقط في شراك الاباحية .
في بحث الدكتور عبد الصمد الديالمي ( الجنس , السيدا والاسلام ) المنشور عام 2000,اتضح ان معظم الشباب يقدمون على مشاهدة الافلام الاباحية . ومن المحتمل انها تخلق شعورا بالاحباط والحرمان , او تخلق شعورا الى اعتبار الجنس سلعة من بين السلع الاستهلاكية .وبحسب تصريحات المبحوثين انفسهم , تقود مشاهدة تلك الافلام الى تعلم القبلة والى تعلم كيفية الجماع وطرقه واوضاعه , اي انها تملا فراغا تربويا هائلا .
لااحد في المغرب يتحدث للشباب عن البعد الايروسي في الجنسانية . ويؤ كد د.الديالمي ان دعوة الفضائيات الاسلاموية الى الصوم الجنسي والى الفصل بين الجنسين والى ارتداء الحجاب , او وضع النقاب دعوة تناقض صراحة ضرورة التنمية , وتناقض اساسا وجوب التنمية البشرية وحتميتها .
يؤكد د .الديالمي على ضرور ة ادماج التربية الجنسية في المشروع التربوي العام . لابد من الرجوع الى اليسار والقوى المتنورة والعلمانية لتحميلها مسؤولية غياب تصور مغربي ( وعربي) عن التربية الجنسية . لذا من الضرور ي عقد مناظرة تجمع كل قوى اليسار حول القضية الجنسية , ليس فقط لمعالجة ظواهر الايدز والحمل غير المرغوب فيه والعمل الجنسي ,بل من اجل صياغة ميثاق يساري يضع اسس سياسة جنسية وطنية واضحة المعالم . وضرورة تلقين معارف موضوعية في الظاهرة الجنسية , وتطوير سلوكيات جنسية سليمة ومسؤولة . واكتساب مواقف ايجابية تجاه الجنس , وبناء اخلاق جنسية بعيدا عن الاكراه .ختاما يؤكد د .عبد الصمد الديالمي في نهاية كتابه :
(سوسيولوجيا الجنسانية العربية – ط1- 2009 – دار الطليعة , ورابطة العقلانيين العرب -بيروت – لبنان ) ان المعركة الجنسية قادمة لامحالة , وهي اعقد واصعب بكثير من المعركة النسوية .
تم الموضوع ...



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 5
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 4
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج3
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 2
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 1
- حد الردة وحد الحرابة ومابينهما من سياسة
- حرب المعلومات وتسليع الثقافة
- تقييم سوسيولوجي للاهوت التحرير
- الاتجاهات الماركسية في لاهوت التحرير
- صناعة الانسان الرقمي في الثور ات الجديدة
- ولادة جيل التيه
- لاهوت التحرير :الجمع بين المسيحية والماركسية
- وحشية انسان الحضارة
- النبي ماني : القادم من بابل
- الزرادشتية :جدلية وحدة النقيضين
- جدلية العلاقة بين الحضارة والمثقف
- اسطورة الانسان التقدمي
- الحديث عن التسامح في الوسط الاسلامي
- المثقف والمفكر وما بينهما من فوارق
- تفكيك بنية سلطة المثقف


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - وليد يوسف عطو - المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 6