أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليد يوسف عطو - جدلية العلاقة بين الحضارة والمثقف















المزيد.....

جدلية العلاقة بين الحضارة والمثقف


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 12:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(1 ):
عندما اراد المؤرخ البريطاني جون آ رنولد توينبي دراسة التاريخ البريطاني وحده , وجده غير قابل للفهم ( مختصر دراسة التاريخ).وقد استطاع فهمه اخيرا من خلال ( الحضارة الغربية ).
يؤكد الباحث خالص عزمي في كتابه :
( في نقد الفكر الديني : النقد التاريخي )- ط1 – 2014- الناشر – المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب – و بيروت – لبنان .
ان توينبي اكتشف الكيان النفسي المتراكم من خلال الخبرات عبر الزمن , حيث نرى دوما طبقات اللاوعي مختبئة تحت طبقة الوعي , باعتبار ان الانسان هو المحصلة التراكمية البطيئة الجدلية للجهد الواعي من خلال وحدات الزمن . وقد وصل توينبي الى الطبقات الجيولوجية الفكرية التاريخية الاجتماعية الحضارية , الى سبع طبقات منضدة فوق بعضها ( كما هي في حفريات شليمان الالماني في اكتشافه مدينة طروادة ذات الطبقات السبع ولكن آركولوجيا ) .
هذه الطبقات كل منها ياخذ برقبة الاخرى ,ويتداخل معها , ويولدها ويخرجها الى النور , بحيث ان كل طبقة تفسر التي بعدها . هذه الطبقات السبع عند توينبي بدات من ولادة العصر الصناعي , ومرت بالحكومة البرلمانية , فالتوسع عبر البحار ( وهو رجوع الى الخلف عبر الزمن وليس تقدم ). فالاصلاح الديني , فالنهضة فاقامة النظام الاقطاعي , فالتحول الى المسيحية .
اكتشف توينبي ان العنصر الخار جي يشتد مع حركة القهقرى التاريخية بشكل اكثر كثافة . ويصل الى استنتاج انه كلما رجعنا الى الوراء ضعفت شواهد الاكتفاء الذاتي او العزلة .
يتسائل الباحث خالص جلبي :
هل يعقل ان يصل نيوتن الى قوانين الميكانيكا بدون مقدمات ؟
هل توصل باسكال الى قانون الاواني المستطرقة بدون علم متراكم ؟.اما في كتاب ( قصة الفلسفة ) ل ( ويل ديورانت) فاننا نقفز مسافة الف سنة بجرة قلم دون ان يرمش لنا جفن او يدق لنا عنق ..
لاغرابة في ذلك , لانه لاابداع الا مع الجلد الاوربي الابيض ولا عبقرية الا مع العيون الزرقاء .هكذا يفهم الانسان الاوربي نبض التاريخ :(وتلك الايام نداولها بين الناس)سورة آل عمران – الاية 140
( 2 ) :
في عام 1198 م مات ابن رشد بعد ان طرده الغوغاء من مسجد قرطبة ونفاه الملك الى قرية يهودية بعمر السبعين .مع افول عصر الموحدين دخل العالم العربي ليل التاريخ وانتاج انسان مابعد الحضارة كما في نفايات الطاقة بعد استهلاكها .هكذا تفعل الحضارة بالانسان , تستهلكه مادة خام , وتصنعه انسانا متفوقا ويخرج منها متبخر الطاقة الابداعية .يظهر بعدها الى السطح انسان يتقن التمثيل ويؤدي كل الادوار بدءا من الصعلوك وانتهاء بالامبراطور .لقد تبخر عنده المثل الاعلى ووقع في شبكة:
( علاقات القوة ) في مجتمع فرعوني تحول الى مستكبرين ومستضعفين .يعيش كالاميبا على شكل كائن رخوي بدون مفاصل تحدد حركته. يحل مشكلاته بمد اذرع كاذبة قابلة للتشكل على اي صورة . فيمكن ان ياخذ صورة (قلم ) يوقع كلمة ( نعم ) في كل انتخاب , كما يمكن ان يكون ( بوقا )للنظام القومي او القبلي او الطائفي , او ( بندقية )تقوم بحفلات الاعدام حسب الاوامر . كما فعلها النظام الشمولي البعثي الصدامي والانظمة المشابهة له .
في عهد ابن خلدون استحالت القيروان الى قرية صغيرة مغمورة بعد ان كان يقطنها مليونا من السكان . ولم يكن حظ بغداد وسمرقند افضل من ذلك .
لقد كانت اعر اض الانهيار العام تشير الى نقطة انكسار في المنحنى البياني وهذه النقطة الحرجة سببها تصدع البنيان الداخلي للمجتمعات الاسلامية . ان القنبلة الذرية لاتنفجر الا بكتلة حرجة , كما ان تغير الماء النوعي يتم وفق الدرجة الحرجة . وهذا ينطبق على اندلاع الثورات في المجتمع عندما تصل الى الوضع الحرج بين سوء الاوضاع من جهة والوعي الجماهيري من جهة اخرى .
هناك ثلاث مستويات يمكن ان يتشكل وفقها ( الانسان الاجتماعي ).ففي الاول يبرز انسان مستلب الارادة , والثاني حر الارادة ,والثالث ايجابي الارادة. النوع الاول هو انسان مسخ اقرب الى الحيوان بفعل مايوحى اليه في مجتمع متدني الفعالية يعبد سادته ويعيش وثنية سياسية باوثان واصنام , وهو يشبه القلم او البوق . فالبوق يردد جميع الاصوات بدون مناقشة , او يقوم بالجريمة باكبر حجم لان الاوامر جاءت هكذا . انه مستعد ان يهدم الكعبة لو امر بذلك .انه انسان مابعد الموحدين .
هذا النموذج الممسوخ يمثل الطبيعة في ظاهرة القصور الذاتي , فالسقوط محتم لكل الاشياء باتجاه الاسفل .اما الصعود فيحتاج الى طاقة . وهنا تفعل التربية فعلها فترتفع بالاىنسان باتجاه المثل العليا
يرى توينبي ان الارادة الجمعية تحرض عند بروز التحدي التاريخي في وجه جماعة اختارت العمل المشترك . وهو ماتفعله التربية بالقفز بالارادة البشرية الى فوق .
يعود الباحث خالص الجلبي الى فكرة النماذج :فالاول هو الانسان العربي الحالي الذي طلق ارادته ثلاثا في بينونة كبرى , وهناك من يفكر عنه بالوكالة قد لبس حلة القاصرين .والثاني هو من تحررت ارادته من العبودية فرفض الطاعة . اما الثالث فهو الذي يقول قبل ان تهدموا الكمعبة اقتلوني فلن ارى او اسمع بما يحدث .
ان الجيوش والشعوب العربية تقاد الى الكوارث لانها في حالة خدر لذيذ, مغيبة الوعي , يفعل بها الاوصياء مايشاؤون .
يرى المؤرخ ديورانت ان كوبرنيكس اكتحلت عيناه بكتابه عن الاجرام السماوية قبل موته بساعة .. فلماذا ؟.لانه يمثل زلزلة تزعزع اليقين وهذا يتطلب اعادة النظر في مفاصل اساسيات التفكير او في فرضيات الانسان .
ان الحكام لايزيدون عن كواكب انفصلت عن وجه الشمس فهي تدور حول الامة , وان الحاكم على دين الامة وليس العكس . وان الكسوف الاجتماعي يتم عندما تكف ارادة الفرد عن التشكل فيبهت كل اشعاع وتنضب كل طاقة .
يؤكد الباحث خالص جلبي ان الذي اطلق العقل الاوربي بعد فترة التخمر من الفكر العربي الاسلامي واليوناني لمدة قرنين , هو التخلص من المسلمات العقلية والعادات الفكرية , التي تشل التفكير وتمنع الابداع , وايجاد الحلول للمشاكل , بالسرعة المثلى , والمردود الاقصى ...
ان عقدة الابوة والارهاب الفكر ي , والوصاية على العقول , واحتكار الفهم النهائي والمطلق لكل شيء , وادعاء القنص والقبض على الحقيقة المطلقة , واتهام الناس بالزندقة هي (ام الامراض) .من هنا تاتي اهمية ممارسة النقد الذاتي لافكارنا بصورة دائمة وبدون توقف .
( 3) :
في سيمفونية تضم موطنا اعمى ومثقفا اخرسا وسياسيا اصما تصدر الحان الاوركسترا اقرب الى حفلة تعذيب .
المواطن اليوم بدون ثقافة ترشده , والمثقف بدون تيار يدعمه ,والسياسي بدون جماهير تعطيه الطاعة المخلصة الواعية , اقرب الى التطويق بين مجمو عتين :
الاولى تمارس النفاق والتمجيد, تشحن وعيه يوميا انه ثالث ثلاثة بعد الاسكندر الاكبر وقورش , كسر مسلمة المستحيلات في المثل العربي يمثل نهاية التاريخ . فلن تنجب الامة نظيرا له , في شهادة عن عقم الامة , والثانية تتربص به تشحنها الكراهية تبرمج آلية العنف والعنف المضاد , بغير امل في الخروج من نفق الثقافة المسدود ,في مجتمع اتقن فن الصمت وممارسة الاضراب العام الخفي في اجازة مفتوحة الى يوم يبعثون .
المواطن الذي يتلقى وعيه السياسي من مواطن جاهل مثله كالاعمى الذي يقود اعمى . في النهاية يقع الاثنان في الحفرة .
المثقف ملح المجتمع ونوره, ولكن اذا فسد الملح فبماذا يملح ؟
( 4 ) :
الخاتمة
ان الثقافة يمكن ان تستخدم سلاحا مهمته تجهيل الناس اكثر من توعيتهم , وهومانشاهده اليوم على الفضائيات العربية.تحاول ضخ الحياة في اصنام ميتة .اما مثقف الحزب فهو الذي يستولي عليه مفهوم امتلاك الحقيقة المطلقة والاخر ون هم من حزب الشيطان .اما المثقف (المشترى ) فهو من يكتم الحقيقة . ويلحق بالمثقف الوهمي , المثقف (التقدمي )بثقافة اوربية بنسخة ( معربة ) حريص على تدمير ثقافته المحلية وحقن وعي المريض العربي بافكار ( قاتلة )منتزعة من وسط غريب , ونقلها بغير شروطها كما يقتل المر يض بنقل الدم بزمرة مختلفة .
يؤكد المؤرخ البريطاني ويلز ان ( الورق حرر عقل الانسان).
ويقول كاتب المقال : ان عالم النت الرقمي والثورة الرقمية والمعلوماتية ستعمل على تحرير عقل الانسان العربي ,لانها تمثل تحطيم للحدود الجغرافية ونقاط المر اقبة والتفتيش.



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطورة الانسان التقدمي
- الحديث عن التسامح في الوسط الاسلامي
- المثقف والمفكر وما بينهما من فوارق
- تفكيك بنية سلطة المثقف
- في نقد اوهام المثقف
- تفكيك الظاهرة القرانية
- ازمة الفكر العربي والاسلامي المعاصر
- الظاهرة القرانية من الصوت الى النص
- التشابه بين الشعبوية الاسلاموية والشعبوية الماركسوية
- لاوجود للفرقة الناجية في الماركسية والشيوعية
- اليسار الجديد واشكالية الخطاب
- اليسار الالكتروني الجديد : قلق الحاضر وآفاق المستقبل
- الطريق نحو علمنة الاسلام
- في نقد العقل الاسلامي
- قراءة مغايرة في مفهوم الفرقة الناجية
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 5
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج4
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج3
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 2
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 1


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليد يوسف عطو - جدلية العلاقة بين الحضارة والمثقف