أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - في نقد العقل الاسلامي















المزيد.....

في نقد العقل الاسلامي


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 18:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(1) :التعارض بين مقاصدالقران ومقاصد الفقهاء ,(الكلالة ) انموذجا على ذلك .
(يرى اركون ان تجديدالاجتهاد اليوم سوف يؤدي حتما الى زعزعة الحقائق الاكثر شعبية والفة والى تصحيح العادات الاكثر رسوخا , والى مراجعة العقائد الاكثر قدما ).
الباحث ايمن عبدالرسول
(2):يستندالباحث ايمن عبد الرسول الى دراسات وابحاث المفكر الجزائري الاصل(محمد اركون ),المسلم والمقيم في باريس ,واستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة السوربون .يتميز خطاب اركون بخلق وعي نقدي , واهدافه التاسيسية كما يراها الباحث ايمن عبد الرسول في كتابه( اي كتاب ايمن عبدالرسول):
( في نقد الاسلام الوضعي –دراسات في الخروج على النص ) – الناشر كنوز للنشر والتوزيع – القاهرة – 2010هي :
اولا: نقد الخطاب الاسلامي والاستشراقي معا . وهذا النقد يتضمن نقد (مشروع التنوير العربي )بوصفه اعتمد اساسا على العقلانية الوضعية الاوربية التي يوجه لها اركون نقدا منهجيا قاسيا من منظور المناهج العلمية المعاصرة ..فالخطاب الاستشراقي لايقل تهافتا عن الاسلامي , بوصفه يعتمد المنهج الوصفي المحايد ( الظاهراتي )الذي لايغوص الى عمق المشكلات بقدر مايهمه الاهتمام بجمع المعلومات .
ثانيا: قراءة التراث قراءة نقدية تهدف الى اعادة موضعته في التاريخ ,بعدان ادت سيادة الارثوذكسية الى دمج التاريخي والاجتماعي في (المقدس ).. وهذه القراءة تفكيكية للكشف عن تعددية هذا التراث الذي حاولت الارثوذكسية مصادرته لصالحها.
ثالثا:قراءة (الوحي ) قراءة تزامنية مضادة للقراءة الاسقاطية التي استمرت قرونا طويلة ولاتزال . والمقصود بالقراءة التزامنية استعادة لحظات التلقي الاساسية , حيث كان العقل يمارس آليته وعمله بطريقة معينة ومحددة , دون اسقاط مفهوم العقل , او العقلاني المتاثر بالفلسفة الاغريقية .. انها قراءة كلانية تنظر الى القران في كلانيته وتحتاج الى ازاحة واختراق التراكمات الدلالية والسيميائية التي انتجتها القراءات التراثية , وكذا القراءات المعاصرة ذات الطابع المدرسي.
يبحث اركون في كتابه ( من الاجتهاد الى نقدالعقل الاسلامي ) عددا كبيرا من القضايا في ذهن القاريء المعاصر , ليس اهمها تجاوز شروط الاجتهاد والذي احتكره الفقهاء ( مؤسسو المذاهب الفقهية الكبرى )باعتباره امتيازا للائمة والمجتهدين بشروطه الكلاسيكية وهي :
1- معرفة اللغة العربية .
2 - معرفة القران بكل تفاصيله (اسباب النزول – الناسخ والمنسوخ – المحكم والمتشابه.. الخ).
3 - معرفة السنة النبوية واحكامها .
4 – معرفة اصول الفقه .
5 - معرفة مواضع الاجماع .
6 – مقاصدالشريعة .
يشير اركون الى اهمية البحث في المسكوت عنه مثل قضايا الناسخ والمنسوخ وغيرها للكشف عن البنى التاسيسية والاطر الاجتماعية والمعرفية لكتابة التراث من خلال البحث عن معنى او تفسير كلمة في آية وهي كلمة (الكلالة ) .
( 3 ) : مامعنى الكلالة ؟
جاء في مختار الصحاح في المعاني المقترحة للكلالة :
( ك – ل – ل )الكل العيال والثقل من قوله ( وهو كل على مولاه ), والكل ايضا اليتيم , والكل ايضا الذي لاولد له ولا والد ..والعرب تقول : هو ابن العم ( الكلالة )وابن عم ( كلالة ) ان لم يكن رجلا من العشيرة .
يقول محمد بن ابي بكر الرازي في المجم الوسيط :
( الكلالة ) ان يموت المرء وليس له والد ولا ولد يرثه ,بل يرثه ذوو قرابته.بمراجعة تفسير ابن كثير – ج1 في تفسير الاية( 12 )منسورة النساء , اورد بعض الروايات حول اختلافهم في معنى الكلالة ( يعني الصحابة ), الا انها تدور حول الشخص المنقطع النسب .
اما في تفسير نفس الاية في (الكشاف)للزمخشري – طبعة دار الريان للتراث والكتاب العربي –ص 485 , فوجدناه يقول دون مماحكات جدلية او روايات عن ضياع معناها .
جاء في الجزء الثاني من الاية (12 )من سورة النساء :
( وان كل رجل يورث كلالة او امراة , وله اخ او اخت , فكل منهما السدس , فان كانوا اكثرمن ذلك ,فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها او دين غير مضار , وصية من الله والله عليم حليم ).
الملاحظ ان القراءة المعتمدة تبني الفعلين (يورث ويوصي ) للمجهول وعندئذ تصبح كلمة امراة مفعولا به مباشرا , تماما مثل كلمة ( كلالة ) , يرى اركون ان القراءة بالمبني للمجهول هي التي فرضت على القران من قبل الفقهاء والمفسرين ,قراءة تستعصي على الذوق العربي السليم . بالاضافة الى انها صعبة وملتوية . وقد احتاجت الى الكثير من الشروحات والتخريجات , واضطرت الفقهاء والمفسرين الى اللجوء الى محاجات وتاويلات معقدة وملتبسة مثلما فعل الطبري .وبقيام الفقهاء بوضع الناسخ والمنسوخ اصبحت الايات المنسوخة هنا تلك الايات التي تتضمن احكاما لاتناسب مواقعهم ومصالحهم ,واما الناسخة فهي التي تمشي في خدمة اتجاهاتهم .
ان الفقهاء هم الذين حددوا الناسخ والمنسوخ ترتيب اسباب النزول . وهنا لايستبعد الاستخدام النفعي للقران لاجل خلق امتيازات فقهية او سياسية .
ينتقل اركون الى استعراض حرص الطبري على تحقيق اجماع الامة ويتناول سبع روايات من الاخبار السبعة والعشرين التي يوردها الطبري من اجل التوصل الى معنى (الكلالة ) . ويستخلص عددا من النتائج اولها :محاولة الطبري المستبسلة لابقاء كلمة ( كلالة ) دون معنى , او العجز عن تحديد معناها . والملاحظ ان الاية ( 167)من سورة النساء تحمل شهادة على راهنية المشكلة والحاحها وطرحها في زمن النبي . وذلك ليس فقط لان مسالة الارث كانت تشغل بال المؤمنين , وانما لانه يبدو ان مكانة الكلالة تحدث وضعا جديدا يؤدي الى زعزعة نظام الارث العربي السابق. ومن هنا نفهم سر المقاومة والمعارضة والممانعة التي تمنع عمر من الكشف عن معناها الحقيقي .
سورة النساء176:
( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت فلها نصف ماترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد فان كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الانثيين يبين الله لكم ... )
هذه الاية تشرح طريقة الكلالة , ولكنها لاتوضح معنى الكلالة . كل مانفهمه منها ان المرء اذ يموت دون ان يخلف وراءه طفلا يمثل حالة من حالات الكلالة . وهو مايبرر قراءة الفعل (يورث ) الوارد في الاية ( 12 ) من نفس السورة بصيغة المبني للمجهول . ولكن اذا كانت الحالة المشرحة هكذا في الاية 176 تكفي لتوضيح معنى الكلالة ,فلماذا يورد الطبري كل ذلك العدد الهائل من الحكايات الدالة على قلق عمر وعلى التساؤلات الملحة لمعاصريه؟.
ثاني الاستنتاجات :هي ان التفسير التقليدي للقران لايتردد في حسم المشكلة التي يعترف بغموضها الكامل لصالح المعنى الذي تتطلبه حاجة الامة وضغط العرف القائم على التشريع الخاص بالارث.
والثالثة :
ان المفسرين والقضاة قد حفروا هوة بين النظام التشريعي الذي قصده القران , وبين النظام الفعلي المبلور والمطبق داخل اطار دولة الخلافة الراشدة وما جاء بعدها من انظمة اسلامية .فالقران الح على حرية التوصية ولكن الفقهاء ضيقوا عليها وشرطوها .
ثم يقدم اركون قراءة الايات رقم ( 180 – 182 ) و ( 240 ) من سورة البقرة والتي تكمن اهميتها في الاعتراف الصريح بحق كل مؤمن ليس فقط في حرية التوريث لمن يشاء , وانما بواجب التوريث عن طريق ترك وصية باملاكه للابوين والاقارب وللزوجات , اي بكل من لهم الحق في وراثته الذين يستطيع توريثهم بارادته الصريحة او حرمانهم من التوريث . ولكن المشكلة هو ان هذه الايات قد ابطلت او نسخت من قبل الايتين السابقتين من سورة النساء . او بمعنى ادق اعلن الفقهاء انها منسوخة وباطلة .وهذا مايفسر لنا السبب في الضغوط التي مورست لبناء الفعل (يوصي ) للمجهول. وهكذا نجد انفسنا امام ارادة صريحة ومتعمدة , تهدف الى حصر حرية التوريث باسخدام اداة الناسخ والمنسوخ . بالاضافة الى التلاعب اللغوي والمعنوي بالاية من سورة النساء . واذا كان من الصعب ان تحسم مسالة القراءات التوصل الى المعنى الحقيقي لكلمة ( الكلالة ) , فانه يمكننا ان فتح من جديد ملف او اضبارة الناسخ والمنسوخ . وهكذا يمكننا ان نتوصل الى الحقيقة التالية :
ان المصدر الاساسي للفقه وبالتالي للقضاء ليس هو القران بقدر ماهو التفسير .
الهوامش
سورة البقرة 180
( كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين ).
سورة البقرة 181 (فان بدله بعدما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم) .
سورة البقرة 240
(والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج فان خرجن فلا جناح عليكم في مافعلن في انفسهن من معروف والله عزيزحكيم ).



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة مغايرة في مفهوم الفرقة الناجية
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 5
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج4
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج3
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 2
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 1
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج4
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج 3
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج 2
- قراءة في لاهوت التحرير
- العلويون ..اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم
- الحرية وسيلة اتصال بين الانسان والاله
- اكذوبة صراع الحضارات - ج 2
- اكذوبة صراع الحضارات
- الانشقاق المذهبي بين الدروز والموحدين
- صابئة حران والتوحيد الدرزي - ج 2
- صابئة حران والتوحيد الدرزي
- المامون وحرية التفكير الديني في الاسلام الكلاسيكي
- جدلية حكم الردة في الفقه الاسلامي
- العلاقة الجنسية واشكالاتها في مجتمعاتنا


المزيد.....




- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - في نقد العقل الاسلامي