أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 5















المزيد.....

الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 5


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4317 - 2013 / 12 / 26 - 14:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


( 1 ):(هناك شبه كبير بين شخصية حسن الصباح وحسن البنا, الاثنان تربيا تربية دينية ثم تحولا الى (الدعوة ) , والى تاسيس (اخوية ) عالمية كبرى تضم افراد يحملون (رسائل ) الارهاب والاغتيال , والاثنان اتخذا من( الاسماعيلية )محطا لرحالهما ).
الباحثة شيماء عز
( 2) :الوسائل والاهداف
الاغتيال السياسي قديم منذ ان تشكلت اولى الممالك الطبقية وترافقت مع ظهور السلطة السياسية .كان الاغتيال السياسي مالوفا منذ بداية التاريخ السياسي للاسلام . فمن بين الخلفاء الراشدين الاربعة الذين خلفوا النبي محمد (ص ) مات ثلاثة منهم غيلة , اي اغتيالا .
(3 ) من الواضح ان بعض وسائل القتل والابادة غير موجودة في الشريعة الاسلامية مثل حرق الاشخاص المعادين . وهي تقاليد قديمة وجدت في ايران من تاثير الديانة الزرادشتية .
يقول برنارد لويس في كتابه(فرقة الحشاشين : مذهب راديكالي في الاسلام) – ترجمة المقدم الركن الياس فرحات – دار الراية البيضاء – العراق – بغداد :
(ان قتل الحشاش لضحيته لم يكن عملا من اعمال الايمان فقط , وانما كانت له طبيعة مقدسة ).ورغم وجود جماعات اسلامية مارست الاغتيال السياسي ,الا ان الحشاشين كانوا اول من اقام تنظيما فاعلا ومستمرا .في عصر الخلافة المتاخر بدا الناس بالبحث عن الطمانينة في اشكال قوية وجديدة من الروابط ,كان بعض الروابط اقليميا وبعضها مهنيا كاصحاب الحرف , او روابط عرقية او دينية .
يقول برنارد لويس : ( كانت معظم هذه الروابط تقوم على الاخوة الدينية فتضم اتباعا لرجال مقدسين وعبادات يصنعون اصولها بانفسهم .. انها تتبنى عقائد وممارسات تنتمي الى الديانة الشعبية , وهي موضع استنكار من رجال الدين المحافظين . وتتميز ايضا بوجود رابطة قوية من الولاء بين الرفاق والتفاني في طاعة الزعماء , ونظام الطقوس وتدرج المراتب . يرافقها مراسم احتفالية ورموز معقدة ... وقد تخلصوا تدريجيا من النقاء الفلسفي لنظرياتهم الاولى , واتبعوا شكلا من الديانة وثيق الصلة بالمعتقدات السائدةبين اعضاء الجماعة .فمن ناحية نجد الاسماعيليين مثلا طبقا لما يذكره المؤرخون الفرس , يتبعون نظم الاديرة تقريبا . فقد حظر على قادة القلاع الاحتفاظ بالنساء طالما هم في مناصبهم . ولم يشهد التاريخ مثيلا للحشاشين في استخدامهم المنظم والطويل الامد للرعب كسلاح سياسي ..يقول شاعر اسماعيلي : (ايها الاخوة عندما يحين وقت النصر ويحالفنا الحظ في الدنيا والاخرة , يستطيع مقاتل واحد وهو يمشي على قدميه ان ينشر الرعب في قلب ملك لديه مائة الف فارس ) ) .
هكذا هو تنظيم الاخوان في مصر والعالم . يتبع الرعب والاغتيال السياسي كسلاح منظم ضدالاعداء . يدير حاليا فرع الاخوان في مصر التنظيم العالمي للاخوان في العالم بعد اعتقال اغلب قيادات الاخوان في مصر .وهو تنظيم , اي الاخوان المسلمون في مصر, يقوم على الاخوة الدينية لا على مفهوم الوطنية والانتماء الى الوطن والارض . ومقولتهم الشهيرة ( طظ في مصر ) .
لقد وجد حسن الصباح طريقة جديدة يمكن بها لقوة صغيرة ان توجه ضربات فعالة ضد عدو قوي .لقد اظهر حسن الصباح عبقرية سياسية بادراكه نقطة الضعف في الانظمة الملكية الاسلامية ,واظهر كذلك عن مواهب استراتيجية كبيرة استغلها في هجماته الارهابية .
يلزم لهذه الحملة من الارهاب المنظم مطلبين ( بحسب برنارد لويس ) هما : التنظيم والايديولوجية . يجب ان تكون هناك منظمة قادرة على تحمل امرين :شن الهجوم ,وتحمل الضربة المعاكسة الاتية حتما .كان هذان العاملان موجودين . فقد كانت العقيدة الاسماعيلية مع مافي تراثهامن الالم والاستشهاد , ووعدها بالانعتاق الديني ,تدعم المؤمنين بها بالشجاعة والكرامة , وتوحي اليهم بالولاء الذي لم يشهد التاريخ شبيها له . كان ولاء الحشاشين الذين خاطروا بالموت , بل حتى احبوه من اجل سيدهم هو اول ماجذب انتباه اوربا وجعل من اسمهم عنوانا للايمان والتضحية قبل ان يكون عنوانا للقتل.. ان استيلائهم على القلاع امن لهم قواعد آمنة . كما ان مبدا السرية الذي تفرع عن نظرية التقية القديمة افادهم من جهة الامن والتضامن فيما بينهم .واستطاع الدعاة الاسماعيليون ان يستقطبوا انصارا بين سكان الريف والمدن .
( 4 ) : سياسة التحالفات عند الحشاشين
هناك بين العديد من الاغتيالات التي جرت في ايران وسورية ,عدد لاباس به نفذ على حد قول مصدر او اخر بناء لايعاز من طرف ثالث وبناء لتقديمات مالية او مغريات اخرى .وهو نفس اسلوب جماعة حسن البنا من الاخوان . وفي بعض الاحيان كانت القصة تبنى على اعترافات مزعومة من قتلة حقيقيين يدلون بها عندما يلقى القبض عليهم ويخضعون للتحقيق .
لم يكن اتباع حسن الصباح من الحشاشين قتلة لقاء اجر . فقد كان لهم هدف سياسي وهو اقامة الامامة الصحيحة , ومن المستبعد ان يكونوا هم او زعماؤهم ادوات لتحقيق طموحات الاخرين .لم يتردد رضوان حاكم حلب وهو امير سلجوقي من التحول عن الولاء السني الى الولاء الفاطمي وفتح مدينته امام الحشاشين لكسب تاييدهم ضد قومه وسيده . وهكذا كان ايضا الوزراء المتآمرون في اصفهان ودمشق هم الذين حاولوا استخدام قوة الحشاشين لتحقيق اهدافهم الخاصة .لقد تحالف صلاح الدين الايوبي وسنجار مع الحشاشين لان كليهما كان يسعى لتحقيق مهمة كبرى ( كان سنجار يسعى لتدعيم السلطنة السلجوقية والدفاع عن الاسلام ضد الغزاة الوثنيين من جهة الشرق . وكان صلاح الدين يسعى لاعادة توحيد العالم السني والتصدي للصليبيين في الغرب ).لقد ادرك كلاهما ان مملكته سوف تنهار بعد موته . لذا فقد وجد ان هناك مايبرر القيام بتنازل مؤقت مع عدو اقل خطرا من اجل ضمان سلامتهما الشخصية , وهذا مايسمح باتمام مهمتهما الكبرى .
اما بالنسبة للحشاشين فقد كان الامر ابسط من ذلك .كان هدفهم اشاعة الفوضى والقضاء على النظام السني .فاذا دفع الارهاب والترغيب زعماء السنة الى مساعدتهم فلا باس في ذلك .وهذا هو نفس منطق الاخوان في مصر , اي جماعة حسن البنا .
( 5):
تؤكدالمصادر المعاصرة ,سواء في بلاد فارس , او في سورية , ان ارهاب الحشاشين كان موجها ضد اشخاص معينين ولاسباب محددة , بعكس اعمال التخريب والفوضى والقتل التي يحدثها الاخوان في مصر . كانت علاقة الحشاشين مع جيرانهم من اهل السنة عادية تماما , وكذلك الامر بالنسبة للاقليات الاسماعيلية في المدن , او حكام الاقاليم الاسماعيليين في علاقاتهم مع زملائهم السنة .كان ضحايا الحشاشين ينتمون الى مجموعتين : الاولى تضم الامراء والقادة والوزراء , والثانية تضم القضاة وغيرهم من الشخصيات الدينية .وكانت هناك مجموعة ثالثة تضم ولاة المدن والتي كانت تثير اهتمامهم بين وقت واخر . وكان ضحاياهم دائما من المسلمين السنة ماعدا استثناءات قليلة . لم يهاجم الحشاشون الشيعة الاثني عشرية او غيرهم من الشيعة , ولم يوجهوا خناجرهم الى صدور المسيحيين( بعكس الاخوان المسلمين في مصر) ,او اليهود المحليين . اما هجاتهم ضد الصليبيين في سورية فكانت قليلة وجاء معظمها بعد اتفاق سنان مع صلاح الدين , وتحالف حسن مع الخليفة . وهو نفس التفاهم بين الاخوان في مصر والادارة الامريكية حاليا .
لقد حقق الحشاشون نجاحا كبيرا عندما كانوا يعتمدون على سكان القرى المجاورة سواء في التجنيد او التاييد .وكانوا ينشرون دعوتهم في المناطق التي يوجد فيها تراث قديم من الانحراف الديني .
كان العديد من زعماء الحشاشين وعلمائها من المتعلمين . فحسن الصباح كان من الري وتلقى تعليما يؤهله كي يكون مؤلفا او ناسخا . وابن عطاش كان طبيبا , وكان اول مبعوث من آلموت الى سورية . وسنان كان مدرسا . ومع ذلك لم تكن الدعوة الجديدة نداءا فكريا مغريا للشعراء والفلاسفة والفقهاء في اول عهدها .لقد ظلت الاسماعيلية منذ القرن التاسع الى القرن الحادي عشر قوة فكرية كبرى في الاسلام , وكانت تعتبر تحديا خطيرا لاذهان وقلوب المؤمنين بها ,وانها اكتسبت تعاطف مثقف عظيم وهو الفيلسوف ابن سينا (980 – 1037 م ) .اما في القرنين الثاني عشر والثالث عشر فقد بدا بريقها يذوي .وبعد ناصر خسرو (ت 1087 م ) لم تعدهناك شخصية فكرية كبرى في الفقه الاسماعيلي .
( 6 ) : الخاتمة
تؤكداحدى النظريات بان الاسماعيلية ماهي الا حركة شعبية تقوم على اكتاف الحرفيين وفقراء المدن وفلاحي الجبال . واستنادا الى هذه النظرية , فان اعلان حسن للقيامة كان انتصارا للقوى الشعبية . وتهديداته بمعاقبة الذين استمروا في تطبيق الشريعة كانت موجهة ضد العناصر الاقطاعية في الممتلكات الاسماعيلية ( اي عناصر الثورة المضادة ) الذين هم في الظاهر اسماعيليون ولكنهم في الباطن محافظون يوالون الاسلام التقليدي , انما يعادون المساواة الاجتماعية . لقد استمرت العقيدةالدينية الاسماعيلية فترة طويلة من الزمن , وفي مناطق شاسعة . وكانت تعني اشياء مختلفة من الازمنة والامكنة المختلفة . وكانت الدول الاسماعيلية امارات اقليمية تشوبها خلافات وصراعات داخلية .وكان النظام الاجتماعي والاقتصادي في الامبراطورية الاسلامية معقدا ومتغيرا . ولم يلاقي الدين ولا المجتمع الذي ظهر فيه دراسة كافية .
يؤكد كاتب المقال على الحاجة الى باحثين وعلماء متخصصين في علم الاجتماع وعلم النفس وسائر علوم الانثروبولوجيا لدراسة ظاهرة الحشاشين وزعيمهم ذو الشخصية الفولاذية والغامضة الحسن الصباح بصورة عميقة وفق مناهج حديثة .
تم الموضوع ...



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج4
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج3
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 2
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 1
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج4
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج 3
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج 2
- قراءة في لاهوت التحرير
- العلويون ..اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم
- الحرية وسيلة اتصال بين الانسان والاله
- اكذوبة صراع الحضارات - ج 2
- اكذوبة صراع الحضارات
- الانشقاق المذهبي بين الدروز والموحدين
- صابئة حران والتوحيد الدرزي - ج 2
- صابئة حران والتوحيد الدرزي
- المامون وحرية التفكير الديني في الاسلام الكلاسيكي
- جدلية حكم الردة في الفقه الاسلامي
- العلاقة الجنسية واشكالاتها في مجتمعاتنا
- اشكالات العولمة في مجتمعاتنا
- مشكلة الانقطاعات الثقافية والنمو الاقتصادي والاجتماعي


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 5